ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 02/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

يهودية الكيان ... انكشاف زيف " الدولة الديمقراطية "

محمد العبد الله

    تتصاعد لغة الخطاب السياسي/ الإعلامي الاستفزازي والعدواني، لقادة كيان العدو مع كل يوم يقترب فيه موعد اللقاء/الاجتماع الذي دعا إليه "بوش" في الأسابيع القليلة القادمة في" أنا بولس". فقد شهدت الأيام القليلة الماضية عدة خطوات على طريق التصعيد الإعلامي/الاجرائي في أكثر من مجال. فقد صادق أعضاء الكنيست، بالقراءة التمهيدية وبأغلبية كبيرة على مشروع القانون الجديد الذي يشترط موافقة 80 عضواً بدلاً من 61 لإحداث أي تغيير على وضعية القدس كـ" عاصمة أبدية " للكيان، حسب التعبير الاحتلالي الذي تحرص على تعميمه الماكينة الإعلامية المعادية. المفاجأة الأكثر صخباً واستفزازاً، كانت التصريحات التي رددها "أولمرت" في أكثر من مناسبة، عبر إملاءات جديدة، وضعها لاستمرار المفاوضات مع سلطة الحكم الذاتي. فقد أعلن حسب ماذكرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية( إننا لن ندخل في أية مفاوضات حول وجودنا كدولة يهودية، هذا منطلق لكل المفاوضات القادمة... كل من لايعترف بذلك لايمكنه التفاوض معنا) .

 

  جاء موقف رئيس حكومة العدو، مستنداً إلى التفاهمات والتوافقات داخل مطبخه الحكومي المؤثر، مع وزير الحرب " باراك" ووزيرة الخارجية، رئيسة الوفد المفاوض " ليفني"، ومنسجماً مع الأحزاب والكتل الصهيونية الأخرى " شاس واسرائيل بيتنا والليكود والمفدال" التي تؤكد في كل مواقفها على إعطاء الجهد الأكبر لتأكيد يهودية الدولة على " ديمقراطيتها" المزعومة . إن ماتحمله دلالات الموقف الجديد_ضرورة اعتراف العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون بـ "اسرائيل " دولة يهودية_ يشكل نقلة نوعية في اشتراطات دولة العدو، بعد أن اطمأن الصهاينة إلى أن غالبية الحكومات العربية قد تجاوزت بشكل أو بآخر عقبة " الاعتراف بحق الكيان في الوجود"، من خلال التطبيع السياسي/الدبلوماسي أو الاقتصادي المباشر أو    المتخفي تحت أشكال أخرى، مما سينعكس على العديد من أوجه الصراع مع الكيان، بهدف تحقيق عدة أهداف منها :

* رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم وممتلكاتهم التي طردوا منها عام 1948، حسب القرار 194 الصادر عن المنظمة الدولية، لأن الكيان الصهيوني أصبح " دولة اليهود فقط "، مما يقود بالضرورة إلى تأكيد ماتعلنه حكومة العدو دائماً، بأن عودة أي لاجىء ستكون إلى أراضي "الدولة " الفلسطينية العتيدة.

* موافقة العرب والفلسطينيون في مقدمتهم على الإعتراف بأن دولة العدو لايعيش على أرضها سوى اليهود، مما سيؤدي إلى نزع صفة " المواطنة " _ التي كانت شكلية، لكونها ناقصة ومجتزأة _ عن أبناء الأرض الأصليين " عرب 48 "، وهو مايشير إلى خطط مبيتة تقضي بإطلاق عملية " ترانسفير" لطرد أبناء البلد الذين تجاوز عددهم المليون وربع المليون نسمة .

* إعادة تنشيط عمليات الهجرة اليهودية نحو الكيان الصهيوني، لأن الموافقة على إقامة اليهود فقط على الأراضي المحتلة منذ عام 48 سيدفع بكل أتباع الديانة اليهودية في العالم على التوجه لمجتمعهم الخاص، النقي تماماً، ليصبح بالتالي أحد أبرز تجليات المجتمعات المنغلقة على ذاتها الدينية.

 

  إن ماتسعى إليه حكومة العدو، يستند في العديد من احتمالات تحقيقه على موقف حكومة " بوش" المساند والداعم بدون حدود لحكومة الكيان. وهنا لابد من الإشارة إلى أن " بوش" كان قد تحدث أثناء مؤتمر " العقبة " عام 2003 عن الدولة اليهودية( إن دولة ديمقراطية فلسطينية توجد في سلام كامل مع "اسرائيل" ستحقق أمن واستقرار دولة "اسرائيل" كدولة يهودية) . كما أن المواقف الأخيرة لفرنسا الساركوزية المؤيدة لدولة العدو، تطابقت مع التوجهات الصهيو أمريكية بهذا المجال. فقد أكد ساركوزي مؤخراً على( أن دولة "اسرائيل" هي دولة قومية للشعب اليهودي).

 

  جاءت الردود العنيفة في مواجهة هذا التحول لدى قادة الكيان في تعريف "دولتهم " من القوى السياسية الفلسطينية داخل أراضي 48. فقد أعلنت سكرتاريا لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية موقفاً رافضاً ، ستعبر عنه بوضوح كامل الوثيقة التي ستصدر خلال الأيام المقبلة كما صرح بذلك "جمال زحالقة " أحد قادة التجمع الوطني الديمقراطي والنائب العربي في الكنيست، الذي أضاف(إن موقفنا المبدئي هو الرفض الدائم لهذا التعريف). وقد أعلنت قوى المقاومة الفلسطينية عن رفضها الشديد لتصريحات قادة حكومة العدو، بل ذهب البعض منها إلى وقف كل أشكال اللقاءات المشتركة مع العدو، والإعلان عن موقف واضح برفض الذهاب للقاء أنابولس تحت ضغط الاملاءات، والوعود الخلبية التي لاتعدو في حال تحقيقها عن رشاوى مهينة.  حتى أن صائب عريقات أحد أعضاء وفد المفاوضات سارع إلى رفض المطلب / الإملاء الجديد قائلاً( إنه لاتوجد دولة في العالم تستند في هويتها الوطنية إلى دينها).

في صحيفة " يديعوت أحرونوت" كتب "عاموس كرميل" في منتصف الشهر الحالي مقالاً تحت عنوان "لاتوجد دولة محترمة تستجدي هويتها" (... بالمناسبة، يوجد أيضاً مواطنون "اسرائيليون"، وحتى يهود يتنكرون لحق الدولة في أن تكون "يهودية" ويطالبون بتحويلها إلى "دولة كل مواطنيها" ولعله من المجدي التعاطي معهم أولاً ) .

 

  تصريحات رئيس حكومة العدو المتعاقبة خلال الأيام القليلة الماضية أشارت أيضاً إلى مسألة المستعمرات المنتشرة كالسرطان في الأرض الفلسطينية، فقد توقف المراقبون عند ماتحدث به " أولمرت " أثناء اجتماعه مع رؤساء المجلس الاستيطاني" يشع" ( إننا سنضطر لتقديم "تنازلات" للفلسطينيين لضمان مستقبل "اسرائيل "كدولة يهودية... أعلم ان هذه التنازلات ستحطم قلوب المستوطنين الذين كنت احدهم... لكن هناك مستوطنات وأماكن لايمكن التنازل عنها والتفريط بها) إنها العودة للعبارات التلفيقة والمضللة التي يحرص عليها قادة العدو. فالتنازلات ستكون عن بضعة بؤر عشوائية متناثرة، أما الكتل الكبرى فلن يمسها أحد . لكن أخطر ماذكره أولمرت في اللقاء قوله (من دون شك، كل حبة تراب من الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر هي جزء لايتجزأ من أرض"اسرائيل ") . وفي هذا استفزاز مباشر لكل أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ولكل أحرار العالم . فهل مازال لدى  البعض مراهنة على استيقاظ مشاعر أعضاء سلطة "رام الله " في الرد على أولمرت ! .إن شعبنا وأمتنا تدرك بأن كل ذرة تراب من أرض فلسطين من البحر إلى النهر هي أرض عربية، ستعود حرة لأبنائها مهما طال الزمن .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ