ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لبنان
" الدولة الغائبة والأرض
السائبة " ! د.نصر
حسن جاء
اغتيال رئيس قسم العمليات في
الجيش اللبناني المرحوم العميد
/ فرانسوا الحاج / ليكسر دموياً
حالة الفراغ التي أصبحت أشبه
بالباب الدوار , الذي يحصر
بداخله الدولة اللبنانية
والحكومة اللبنانية والشعب
اللبناني , وستضاف تلك العملية
إلى الملف الآثم الذي يعصف
بلبنان منذ اغتيال المرحوم /
رفيق الحريري/ , ذلك الملف الذي
تمسك فيه بشدة قوى إقليمية
ودولية تتصارع على ترتيب
مصالحها على حساب اللبنانيين
واستقرارهم ووحدتهم , وباتت
القوى اللبنانية موالاة
ومعارضة عاجزة عن التحرر من
مسار هذا الباب الدوار , وأصبح
الحل بمجمله في أيدي القوى
الخارجية ,وكل ما يستطيع فعله
اللبنانيون هو إدارة الأزمة
مخيَِرين ومجبرين لتسهيل
انتقالها من طور إلى آخر أسوأ
منه , ولعل كل ماقامت به
الموالاة والمعارضة على امتداد
الفترة من المفصل الجديد في
شباط 2005 ( عملية اغتيال الحريري )
هو إنتاج الفراغ الذي يتمدد
حكومياً ودستورياً وسياسياً ,ليصبح
حالة عامة ومأزق مستعصي على
الحل ,تعقدت مفرداته وتجاوزت
إصلاح هنا وترقيع هناك ليطال
مصير لبنان كله, بعض مظاهره عجز
الفرقاء عن التوافق على رئيس
جمهورية جديد , وبعضه الآخر
والأخطر هو أن حالة الفراغ تلك
أصبحت ممراً أو حاضنة لأزمة
أخرى , ملامحها بدت في اغتيال
العميد فرانسوا الحاج ويبدو أن
الحبل على الجرار!. والحال
كذلك وبعد كل تلك الأحداث
الدموية وحرب تموز 2006 التي أدت
بمجموعها إلى انهيار المؤسسة
السياسية بأكملها ,وانحدار
الوضع السياسي إلى حالة استقطاب
حاد سلبي بين موالاة غير قادرة
على المبادرة والحل ,ومعارضة
قادرة على التعطيل بامتياز ,وفي
صورة توحي بجلاء أن الأمور قد
فلتت من أيدي القوى الداخلية ,وأصبحت
معلقة كلها على نتائج الرهانات
الإقليمية والدولية التي تجري
سراً وعلناً على مسرح إقليمي
تتصف قواه المحلية بالضعف
والتهافت, وهي الأخرى أسيرة
الباب الدولي الدوار أيضاً من
فلسطين إلى لبنان إلى العراق
إلى سورية وماحولهما , ولبنان
الآن بما هو فيه من حالة فراغ
وتفكك , تحاول القوى الداخلية
بمساعدة القوى الدولية اللفظي
أن تضفي على الصورة بعض الثبات ,وبعض
التفاؤل وبعض الأمل بمعجزة ما
تقطع هذا المشهد المأساوي ,وتنقذ
لبنان من مصير خطير من التفتت
والصراعات الداخلية والإقليمية
. هل دخل
لبنان مرحلة اللعب بالمؤسسة
العسكرية اللبنانية ؟!,السند
الوحيد الداخلي الموحد الذي
يحفظ لبنان من الانهيار
والتقسيم والحرب الأهلية من
جديد , بعد أن نجحت القوى التي
تتلاعب بمصير لبنان من تعطيل
المؤسسة السياسية وتقسيمها
وتهميش دورها وإبطال فعلها
وإبقائها سنداً لحالة الفراغ
تلك المفتوحة على كل الاحتمالات
الخطيرة, وهل جاء اليوم دور
المؤسسة العسكرية اللبنانية
على المقصلة لإضعافها تمهيداً
لتفكيكها وتغييب دورها ؟! وهل
يدرك اللاعبون الداخليون على
اختلافهم خطورة جر المؤسسة
العسكرية إلى حلبة التصفيات ؟!وهل
جاء اغتيال العميد فرانسوا
الحاج , عقاباً على أداء المؤسسة
العسكري الوطني على مدار
السنوات العصيبة الماضية ,وخاصةً
أثناء وبعد حرب تموز/ 2006/ وفتنة
مخيم نهر البارد؟!. وهل
ذلك هو بداية جر لبنان إلى ساحة
الصراع الدولي الخشنة وتصفية
الحسابات شبه النهائية على
المستوى الإقليمي ؟!. أسئلة
كثيرة ومقلقة معلقة بدون أجوبة
, وكأن القوى الداخلية
اللبنانية قد استسلمت إلى حالة
" العين بصيرة
واليد قصيرة" !. يد من
تلعب بلبنان ياترى...؟!.وهل دخل
لبنان طور" الدولة الغائبة
والأرض السائبة " ؟! . وعلى
ماذا يراهن اللبنانيون ؟! فهل
الفشل هو الرهان الوحيد الذي
يجمع كافة الفرقاء ؟! وهل أصبح
الفشل " حكومة لبنان الجديدة
التي لا خلاف عليها ؟!. ليس في
مصلحة اللبنانيون أولاً والعرب
ثانياً والمجتمع الدولي ثالثاً
, أن تكون محصلة فعلهم جميعاً هو
الفراغ والفشل وتسلسل
الاغتيالات ...الاغتيالات
المنتقاة بعناية غريبة عجيبة ...
نوعاً وقيمةً ودوراً وزمنا...والمنفذة
بدقة متناهية ...؟!!!!!.كل ما مطروح
...وكل ما مغلق من الأبواب ومفتوح...يشي
بأن ما يجري في لبنان قد غادر
البراءة...فإلى أين يتجه لبنان؟!. حاولوا
أن تجيبوا قبل فوات الأوان ...ويعم
الطوفان...ويصبح لبنان بصمتكم
بخبر كان...!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |