ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 16/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المعارضة السورية والديمقراطية  ,,

بين توافق المطلب وتناقض المطالبين ,,!.( 2و3-4)

(2-4)

د.نصر حسن

بنظرة واقعية لحال المعارضة السورية وبعيداً عن التنظير المجرد , وبدون إسقاطات خارجية عليها لرؤيتها كما هي بهدف مقاربتها موضوعياً وعقلانياً , يقول واقعها الحالي أنها منقسمة على غير هدى, بين داخل ملاحق ومقموع  وخارج موزع بين تابع ومتبوع , وبهياكل تقليدية يمثلها التيار القومي والإخوان المسلمون واليسار الماركسي , بمجموعها وعلى انفراد أيضاً ,أعادت قراءة ماضيها مجبرة لا مختارة بضغط ظروف خارجية في معظمها وليس بدوافع حاجات داخلية يعيشها الشعب السوري بظل نظام مستبد ليس له مثيل , إذا ًهي تحاول أن تتجاوز معضلاته ( الماضي ) وإخفاقاته الوطنية الفكرية والتنظيمية والسياسية , وتعمل على ترتيب أفكارها ومواقفها بشيء بسيط وبطيء من التجديد , يضاف لها بنى تنظيمية حديثة تائهة الولاء في خضم استبداد النظام وضغوط الظروف الإقليمية المتغيرة بشكل كبير ,وفوضى الفضاء الفكري والسياسي والتنظيمي المتراكم الذي أنتجه الوضع الداخلي السوري على خلفية فشل النظام من القيام بأدنى درجات الانفتاح على الشعب وحلحلة الوضع السياسي والمعاشي بما يسمح لها من النمو الطبيعي , وزاد الأمور تعقيداً ما أفرزه الوضع في العراق من معطيات جديدة ومن عوامل تمزق وتسيب وخوف وضغوط خارجية على سورية ,بمحصلته شوش وأضعف قدرتها ( المعارضة ) على التأثير في مسار الأحداث السياسي الداخلي , وفي صراعها غير المتكافئ مع نظام كشَر عن أنيابه ويستمر بافتراسها بالتسلسل أمام صمت عربي ودولي غير نزيه.

وواقع الحال هذا أفرز إلى الآن تجمعين رئيسيين , الأول في الداخل يمثله إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي وهو شريحة عريضة من الطيف السياسي للمعارضة السورية يحاول التجانس في الموقف من التغيير ويتقدم بهذا الاتجاه , والثاني في الخارج ويمثله جبهة الخلاص الوطني وهي أيضاً تمثل تقريباً نفس التركيبة البنيوية لطيف المعارضة السورية آنف الذكر وتعمل ضمن ممكناتها ,وما بينهما هناك تجمعات وأحزاب تعمل بشكل فردي بهذا المستوى أو ذاك وتحت هذه اليافطة أو تلك ,وبعض منظمات حقوق الإنسان ولجان إحياء المجتمع المدني وكلها تتحرك في المساحة التي يحددها لها النظام سياسياً وحقوقياً وأمنياً في الداخل .

معارضة يتيمة بهذا التوصيف التنظيمي والسياسي غير المستقر والذي يغلب عليه طابع التباعد والقطيعة وضعف الإمكانات المادية والقيادية ...تحاول أن تفعل شيئاً ما على طريق التغيير الوطني الديمقراطي ,لإنقاذ سورية من مستقبل مخيف بكل معنى الكلمة يطبق عليها رويداً رويداً , وعليه هي الآن بكل أطرافها تحاول الإقلاع لكن بحركية بطيئة مرحلية ,وشعارات عائمة على أطراف خطاب فكري وسياسي قديم في محتواه , جديد في غلافه وشكله ,ترفعه منهكة وهي تراوح على مفترق طرق وطني فكري تنظيمي سياسي , بعضه متعلق بالنظام وأدائه على المستوى الداخلي والخارجي  وهذا معروف حتى التخمة , وبعضه الأهم ( هذا يجب معرفته) مرتبط بقدرة المعارضة وخطوتها القادمة على مفترق الطرق هذا, وبعض ملامح المستقبل السوري يترتب على هذين الفاعلين وقدرتهما على اختراق الظروف الداخلية والخارجية, والبعض الآخر مرتبط بمصالح دولية استراتيجية لها تأثيراتها على موضوع التغيير وشكله في سورية وهذا ليس جديداً.

أي لابد للمعارضة من حسم القرار بسرعة وعقلانية ومسؤولية , حسم القرار بتحديد الهدف والاتجاه والآلية وبدء الحركة , هنا تكمن كل معضلاتها أي في قدرتها على الحركة الموحدة المفيدة المنتجة نحو التغيير , هل ستتحرك  أطرافها على انفراد متعاكسة متعارضة  كالمعتاد , أو متوازية  لا تتقاطع  على هدف  مشترك  أعلنته  ( التغيير الديمقراطي) كما هي عليه الآن ؟ أم ترتقي إلى مواجهة وعورة الطريق وصعوبتة , وتطوير موازين القوى المادية لصالحها منطلقةً من واقع الشعب ومحدداته الداخلية التي ترسم حالة مهينة وصل لها في ظل القمع والفساد والتهميش والتخويف وتوتير الوضع الأهلي إلى أعلى مستوياته في تاريخ سورية , وهذا بدوره يفرض أن تعترف بثقل الحمل على الأطراف منفردة, وتقر بضرورة التكامل والوحدة على هدف تعلن كل أطرافها أنه يمثل هدفها في نهاية المطاف( الدولة الديمقراطية ) ؟ فهل سيجمعها الهدف المشترك وخطورة ما يعيشه الشعب ويدفعها إلى تجاوز حالتها الراهنة بخطوة عملية وطنية جريئة مطلوبة وضرورية ؟! أم تستمر أطرافها تعزف أهدافها على انفراد , وتبتعد أكثر عن وحدتها التي فرقها النظام ومعه وهم الشعار والسجال والضعف والحيرة  والانتظار ..!....يتبع

--------------------

المعارضة السورية والديمقراطية ,,

بين توافق المطلب وتناقض المطالبين!

( 3 – 4)

د.نصر حسن

إلى أي حد ستفرض لعبة الجدال الدائر على ساحة المعارضة أفقاً ما لممكنات الوحدة والانطلاق نحو التغيير الديمقراطي ؟ ففي ثنائية حالة الشعب وظروفها حيث لم يبق هناك وقت لإضاعته في تنافس سلبي وتناقض لفظي يزيد مأساة الشعب السوري سوءاً ويطيل النظام عمراً, هنا تفرض المسؤولية الوطنية وقفة تأمل لواقع الحال وما راكمته القطيعة والفردية من رصيد يخدم أو يعيق عملية التغيير الديمقراطي ,وهل ما أنتجته عبر السنوات الماضية من حصيلة سياسية يواكب مطلب الخلاص مما يتعرض له الشعب السوري من انحدار في كافة مستويات حياته التي تجاوزت السياسي والحقوقي إلى المعاشي والإنساني الذي لم يعرفه الشعب السوري في تاريخه ؟, ثم ماذا حصد المجموع من أجواء الجدال والقطيعة تلك ؟ لا ندعو إلى التبسيط والتسطيح ولا التجريح ولا التماثل بل إلى الاحترام والتفاعل والتكامل , ولا إلى رصف المتناقضات بل فهمها وتحييدها والعمل على مساحة المشتركات وضمن القواسم والممكنات وتطويرها , ومغادرة الذات ووهم القيادة والأحقية والبرامج الورقية وحماية الفساد ,بل إلى استحقاقات المستقبل بالنقد والتصويب والتفاعل للسير في الطريق الذي يؤدي إلى التغيير , وهذا يتطلب قدر كبير من الجرأة والصراحة والواقعية في الكشف عن المعوقات والتركيز على الممكنات وتطويرها ,وبدء مرحلة جديدة أساسها  بناء علاقات وطنية سليمة مع واقع الشعب الحالي ,ومحاولة تحريكه من حالة المفعول,  وإعادته إلى موقع الفاعل في الأحداث .

هنا نأتي إلى لب المشكلة , وهي مرجعية الخطاب السياسي لأطراف المعارضة السورية , والفضاء الاجتماعي والأهلي الذي يتحرك فيه هذا الخطاب , فالمسلم فيه واقعياً أن محددات هذا الخطاب هي قومية إسلامية مدنية ديمقراطية محمولة على خصم معقد هو الاستبداد ومطلب  التغيير ,والتجديد وتوسيع قاعدته الوطنية والسياسية ليتجاوز ما أفرزه النظام الفردي من تصدع في وحدة المجتمع الداخلية ووهن روابطه الوطنية , هذا الخطاب بعضه عن قصد وبعضه عن جهل , يعمل على توسيع وتسريع تغذية عملية التفكك الاجتماعي والأهلي التي عمل عليها النظام ولازال , باعتماد عناوين ليست من واقع الشعب السوري اليوم,  ولا تعبر عن تناقضاته ولا طموحاته , بقدر ما هي مواقف ذهنية مترسبة في وعي البعض تدغدغها الظروف الشاذة داخلياً وخارجياً , الشعب السوري يتطلع إلى رغيف الخبز والحرية والمساواة والكرامة الإنسانية , لا إلى الخوض في التاريخ قبل مئات السنين لنبقى أسرى مطاردة أشباح الماضي والتفنن في اختراع مواسم الحداد عليه , وعليه مطلوب من كافة الأطراف التوقف عن الانسياق وراء الغرائز والأوهام التي تغذي القطيعة والخوف والبعد عن الآخر الوطني , وتوسيع دائرة التفاعل والتماسك الوطني والأهلي , وبالكف عن هذا النهج التفكيكي والمبادرة إلى ضخ آليات جديدة تعمق الوحدة والتماسك  الاجتماعي وتنمي  وعي الحياة المشتركة , وتعشيق عتلات الحركة على محور وطني واحد , وهو التغيير الديمقراطي والخلاص من الاستبداد وبناء الدولة المدنية .

ومطابقة ً لواقع المعارضة السورية بكل أطرافها مع واقع الشعب ومحنته , تبرز الهواجس هنا وهناك على مستوى توجس البعض عن شكل سورية المستقبل بعد التغيير وتهافت الحد المعياري للحقوق , من يحافظ على السلطة ومن يحافظ على أملاكه ومن يخسر ومن يربح , ومن يفوز في لعبة الضمانات الواهية ! ورغم أن هذا التفكير وهذا المنحى من مقاربة المسألة الوطنية هو في عمقه عصبي فردي , وبصراحه في بعضه طائفي , بمعنى العصبية وإدامة الخصومة مع الآخر الوطني والدوران في نفس منطق النظام وقواعده الفردية التبريرية وخطابه المتهالك ,واستمرار اعتماد خطاب يثير الغرائز والعواطف والانفعالات أكثر مما يثير رغبة التعيش والتفكير العقلاني لفتح آفاق حوار وطني جديد مخلص وبناء يحتاجه الشعب السوري في هذا اللحظات العصيبة من تاريخه, هنا بالتحديد تظهر بواطن الأمور بما يستدعي الوضوح والانتباه والتركيز على أن المستقبل هو للجميع على أرضية التفاعل الواضح بين كل الأطراف ,وربط المستقبل الذاتي بمستقل الشعب كله , الخسارة هي خسارة الكل , والربح هو للجميع , وعهد الربح الفئوي على أنقاض معاناة الشعب كله , يجب أن يكون من الماضي على مستوى التفكير والخطاب والبرامج لكافة أطراف المعارضة الصادقة فعلاً بالقطيعة مع إفرازات الاستبداد الكريهة.

 

فهل هناك جديد منتظر؟!, وما هو هذا الجديد الممكن أن يقدمه إعلان دمشق وجبهة الخلاص الوطني ومعهم بقية الأطراف منفردين ومجتمعين الآن ؟! على مستوى إعادة هيكلية المعارضة السورية وتطوير بنيتها التنظيمية وبالتالي أدائها السياسي والحقوقي والميداني أولاً يساعدها على التحرر من الرهانات غير المفيدة وفتح علاقات جديدة مع واقع الشعب السوري على طريق إعادته إلى المشاركة في الحياة العامة ,من حيث هو الرهان الوحيد القادر على تغيير موازين القوى المادية داخلياً ثانياً وعلى مستوى رفع ووضوح هدفها وتفعيل حوارها مع الخارج عربياً ودولياً ثالثاً وأخيراً...

هنا يأتي دور جبهة الخلاص الوطني وإعلان دمشق وكافة الأطراف الوطنية في تحمل مسؤوليتها الوطنية ,وترجمة برامجها إلى مشروع وطني ميداني عام حامله الأساسي هو الشعب السوري , في أبعاد المرحلة الحالية التي يعيشها بظل نظام مستبد فاسد لم يعد يعني له الشعب سوى مادة لممارسة سلوكه المشين , نظام أصبح لعبة رخيصة في يد القوى الإقليمية والدولية....هذا يفرض تجاوز القطيعة والقال والقيل والاشتراك في تحمل المسؤولية واشتقاق الخيار الوطني ...!.من يحدد وكيف ؟!, هل هذا هو تداعيات حلم أشبه بكابوس ؟!,أم أنه من واقع الممكنات ؟!ومن نافل القول أن الضرورات الوطنية تبيح بعض المحظورات في راهن المعارضة السورية الآن...!....يتبع

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ