ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حل
الدولتين .. هل هو في صالح الشعب
الفلسطيني ???! أم
حل كارثي ؟؟؟!!!! بقلم
/ م . سميح خلف إذا ابتعدنا عن
شرعية من يمثلون الشعب
الفلسطيني من عدمه وإذا ما
تناولنا الموضوع السياسي
المطروح من قبل الإدارة
الأمريكية حول حل الدولتين
للقضية الفلسطينية وفي الحقيقة
أن هذا الطرح ليس طرح بوش فقط
المبني على قاعدة المسيحية
الصهيونية بل أن هذه الفكرة
ناتجة عن طرح صهيوني مواكب
لتطورات الصراع العربي
الصهيوني . الصهيونية
العالمية التي استطاعت أن تثبت
كيانيتها على الأرض الفلسطينية
في ظل عنجهية صارخة من دعوة
التفوق على من يحيط بها من بلدان
الدول العربية ، كان أملها ومنذ
عقود الهيمنة ليس فقط على
فلسطين بل الهيمنة الجغرافية
على واقع الوطن العربي ، والذين
يضحدون ويشككون في طاقة
المقاومة كأداة فعالة وناجعة في
إحباط المخطط الصهيوني فما كان
للبرنامج الصهيوني أن يتجه من
الإنتشار الجغرافي إلى
الإنحصار والتقوقع من خلال
آليات جغرافية مصطنعة كالجدار
الفاصل وما يطرح الآن من دولة
يهودية نقية العرق تأخذ مساحتها
حوالي 82% من الأراضي الفلسطينية
واستخدمت إسرائيل وبذكاء
متغيرات هامة في العالم العربي
و الدولي مستفيدا من الدعم
الأمريكي والأوروبي في ظل
إنحطاط في المفاهيم القومية
للعرب في صراعها مع المشروع
الصهيوني . إسرائيل تغيرت
آليات عملها منذ اتفاقيات كامب
ديفيد وما تلاها من إتفاقيات
ثنائية مع دول عربية فكانت
أوسلو1 وأوسلو2 ووادي عربة ، أي
استطاعت إسرائيل إحداث
إختراقات في الجانب العربي
والذي من المفترض أن يكون هو
الحماية والممانعة لأي
إختراقات على الجانب الفلسطيني
بل الإختراقات في الوطن العربي
ساعدت كثيرا على إنهيار الحركة
الوطنية في الساحة الفلسطينية
وتخلى النظام العربي عن أسلوب
المقاومة والمواجهة منذ ما قبل
الإجتياح الإسرائيلي للجنوب
اللبناني عام 1982 ودعمت دول
عربية كثيرة التيار المرتد عن
فكرة الكفاح المسلح في الساحة
الفلسطينية ، هذا التيار الذي
أتى إلى الأطر القيادية في حركة
النضال الوطني الفلسطيني
والتحرر من خلال والقناعة
التامة بأن ما أخذ بالقوة لا
يسترد إلا بالقوة ، يعني ذلك لا
يمكن لأي مفاوضات أو إتفاقيات
أن تجدي نفعا بين طرف ضعيف وطرف
قوي بل الأداة المسلحة
والمقاومة هي القادرة على
إححداث إتزان في تلك المعادلة . إذا من المؤكد وكما
صرح أولمرت رئيس وزراء الإحتلال
بتاريخ 29 -11-2007 بعد عودته من
أنابوليس مخاطبا الإسرائيليين
بأن " الدولة الفلسطينية في
صالح دولة إسرائيل وشعب إسرائيل
، تصريح يدل على عمل إستراتيجي
وليس تكتيكي للصهيونية المعبر
عنها الناطق الرسمي أولمرت
ويضاف إلى ذلك وما أعلنته
وكالات الأنباء أن مجلس الأمن
سينعقد يوم الجمعة بتاريخ
30-11-2007
للتصديق وإقرار ما توصلت إليه
الوفود العربية والطرف
الفلسطيني مع إسرائيل وأميركا
من خلال مؤتمر أنابوليس . ولكن على ماذا
توصلت الأطراف المجتمعة في
أنابوليس ؟ ، هل هناك ما هو
موجود خارج ما تم التصريح عنه في
وسائل الإعلام ويكفي العبارتين
الآتيتين اللتان تم تناولهما من
خلال خطاب بوش وخطاب أولمرت ،
فبوش قد طرح الدولة اليهودية
وأولمرت قد طرح التطبيع العاجل
بين الدول العربية وإسرائيل
وبشكل مبكر قبل الوصول إلى أي
نتائج في قضايا الصراع الأساسية
كحدود الدولة واللاجئين والقدس
، بل هناك مؤشر خطير جدا أيضا
بما تم الإتفاق عليه من تنفيذ
البنود لخارطة الطريق ، تلك
البنود التي تم تناولها على حيز
التنفيذ من الجانب الفلسطيني في
البنود الأولى منها وهي الشأن
الأمني في حين أن إسرائيل
ولتاريخ كتابة هذا المقال تجتاح
مدن الضفة وتعتقل المناضلين
والمطلوبين لديها ، وهذا يكشف
عن قصة أخرى وآلية أخرى
تستخدمها سلطة أوسلو بالتعاون
الأمني المطلق بينها وبين قوى
الأمن الإسرائيلية كما حدث في
مدينة نابلس ، فمطلوب من قوى
الإحتلال مساعدة السلطة في
تنشيط دور الأجهزة الأمنية
لسلطة عباس وفي نفس الوقت مسند
لقوات إسرائيلية المهام الصعبة
في تنفيذ البنود الأولى لخارطة
الطريق في الضفة . هذه هي النتائج
ومحاور الإتفاق بين الأطراف
المجتمعة في أنابوليس وهي
القضاء على كافة الأعمال
المسلحة ضد إسرائيل والقضاء على
آخر فكرة للكفاح المسلح لتحرير
فلسطين تحت مبدأ " حل
الدولتين " والسلام خيار
استراتيجي من جانب العرب وليس
من جانب إسرائيل . ونطرح السؤال الآتي
بعدما تقدم من تحليل ، هل الدولة
الفلسطينية المقترحة بناء على
خطة بوش بحل الدولتين لصالح
الفلسطينيين أم ضدهم ، لا نريد
أن نتقدم بكلمة "لا " ولكن
سندع ما سنطرحه من حقائق ونتائج
لهذا الطرح الذي يمكن أن يؤخر
النضال العربي في إتجاه حل
إستراتيجي وتاريخي للصراع
القائم ولن أقول أن حل الدولتين
على مساحة 27 ألف كيلو متر مربع
سينهي الصراع في ظل تناقض في
الثقافات وفي التاريخ وفي
العادت والتقاليد بالإضافة إلى
قضية الحقوق التي سيشعر المواطن
الفلسطيني والعربي وأجياله
القادمة أنهم اغتصبوا في أرضهم
وفي كرامتهم نتيجة وجود كيانية
يهودية غريبة على أرضهم ،
بالإضافة أن رقعة الارض المقامة
عليها الدولتين لا تتناسب مع
التطور السكاني المقامة عليه
تلك الدولتين ، وخاصة ما تطرحه
فكرة حل الدولتين ، الدولة
الفلسطينية التي ستقام على
18% من أراضي فلسطين في حين أن
الشعب الفلسطيني يمثل 11 مليون
فلسطيني داخل الوطن وخارجه في
الوقت الحالي وهنا يأتي دور
المخطط في محاولة إنهاء قضية
العودة لأراضي 48 واقتصار حق
العودة لبعضهم لما يسمى بالدولة
الفلسطينية القادمة ، أما بخصوص
القدس فلم يعرض على المفاوضين
الفلسطينيين بشأن القدس أكثر
مما عرض في كامب ديفيد مع تقاسم
لمدينة القدس تحت رقابة دولية
مع إمتداد جغرافي لما يسمى
بالقدس الجديدة للفلسطينيين في
إتجاه أبو ديس . نجد من المخطط
الإسرائيلي وبالرجوع إلى
مبادرة إيغال الون أن تلك
المبادرة يستند إليها الجانب
الإسرائيلي كمرجعية في الخطط
الأمنية والإستراتيجية وخاصة
في منطقة الغور والقدس . حل الدولتين سيعطي
الأحقية لحوالي 14 مليون يهودي
في العالم للتوجه إلى فلسطين من
خلال إعتراف فلسطيني وعربي بحق
إسرائيل بالوجود التاريخي على
أرض فلسطين وعلى غالبية أراضيها
أي التشكيك في الحق العربي على
تلك الأرض وهذا أيضا شأن خطير
سينجم عنه متغيرات ثقافية
وإقتصادية في المنطقة . إذا حل الدولتين
ليس في صالح الفلسطينيين إطلاقا
، بل القيادة المفاوضة تتجه نحو
تكريس المفهوم الصهيوني على تلك
الأرض وقبولها بـ18% من أراضي
فلسطين في حين أن الصراع لا يقاس
بالسنوات وخاصة في قضية مثل
قضية الشعب الفلسطيني وما كان
لكل هذه المبادرات أن تطرح على
الجانب الفلسطيني والعربي ومن
خلال الدراسات الأكاديمية التي
قدمتها مراكز الدراسات
الصهيونية والأمريكية التي حثت
على إحداث متغيرات في السياسة
الصهيونية من أجل درء خطر قادم
ونتائج محققة نحو زوال المشروع
الصهيوني على الأرض الفلسطينية
وما كانت هذه المخاطر لتتحقق
إلا نتيجة المقاومة والصمود
الفلسطيني المدعوم بقوى التحرر
في العالم العربي والشعوب
العربية فاتجهت إسرائيل إلى طرح
الدولة اليهودية ومحاولة
الإغتصاب الإقتصادي للشعوب
العربية وإهانة كبريائها
وتحطيم عقلياتها وشعورها
ونفسيتها على الأرض العربية . عقم السياسة
العربية والإنحدار الذي يصل إلى
حد التعاون في تكريس المشروع
الصهيوني من قبل القيادة
المهيمنة وبدون أي مشروعية في
النظام الأساسي للشعب
الفلسطيني ، نجد أن حل الدولتين
بهذه المفاهيم المطروحة لن يجدي
نفعا في حل الصراع وإلا لماذا
الأمم المتحدة بإسرائيل مقابل
إقامة الدولة الفلسطينية على ما
يعادل 48% من أراضي فلسطين ولماذا
العرب رفضوه أيضا . من خلال ما تقدم
نستطيع أن نقول أن الحل
التاريخي على الأرض الفلسطينية
سيؤول إلى الحل الديمقراطي في
إقامة دولة موحدة تأخذ وجه
العراقة الفلسطينية والعمق
العربي وما الحلول المطروحة إلا
حلول تتناول عامل الزمن من أجل
تأخير الحل المنطقي والعادل
للصراع. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |