ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 23/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

من فمك أدينك .... يا

سالم أحمد*

يحرص المزايدون، -وهم أول من يبيع مصالح الأوطان- أن لا تظهر خبيئة أنفسهم عندما يتحدثون. فهم ينتقون كلامهم أمام محاوريهم، فيلفون ويدورون، وما تخفي صدورهم أكبر. حتى إذا ما أخذهم المحاور على حين غرة، وقعوا في الشرك، وظهر المستور. لأن قلوبهم  انطوت على الحقيقة المرة، بينما دهنوا كلامهم بالعسل المغشوش.

في برنامج ما وراء الخبر الذي قدمته قناة الجزيرة القطرية مساء يوم الجمعة 21 ديسمبر، الجاري، كان ضيف البرنامج الأستاذ "أحمد الحاج علي"، للتعليق على تصريحات الرئيس الأمريكي، حيث قال بوش ردا على سؤال حول ما إذا كان سيتحدث مع الأسد للعمل على إنهاء الأزمة السياسية في لبنان: "إذا كان الأسد يستمع إلي, فإنه لا يحتاج إلى اتصال هاتفي ، فهو يعرف بالضبط ما هو موقفي".

ونستعجل قبل أن نسمع ردود الضيف "الحاج علي" لننبه القارئ إلى المخبوء في كلام بوش أعلاه، حيث ألمح إلى وساطات يرسلها الرئيس السوري لفتح قنوات حوار مع واشنطن، بينما ما يزال الرئيس الأمريكي يرفض ذلك، ما لم تنفذ دمشق ما طلبته واشنطن. لذلك فقد أضاف الرئيس "بوش": "لقد نفد صبري بشان الأسد منذ وقت طويل، والسبب هو أنه يؤوي حماس ويسهل (الأمور) لحزب الله ويتوجه الانتحاريون من بلاده إلى العراق، ويعمل على زعزعة استقرار لبنان".

ولا يهمنا هنا كثيرا ما جاء على لسان "الحاج علي" حول لبنان بقدر "زلة" اللسان التي أوقع بها نفسه عندما قال:"إن سورية كانت ومازالت تحاور أمريكا في الأمور التي ذكرها بوش" ، فذكرته المذيعة بأن واشنطن ما تزال تشكو من تسرب المقاومين من الحدود السورية مع العراق، فقال: "لقد تعاونا كثيرا مع العراق وحقنا دماء كثيرة من العراقيين. حتى واشنطن، فقد وفرنا عليها دماء الكثيرين من جنودها وقدمنا لها "قوائم" بأسماء و..". وهنا تنبه "الحاج

علي" إلى أنه أسرف في الكلام غير المباح، فأنهى حديثه.

استطرادا، فإن الشعب السوري يعرف المآسي التي تخلفت عن توريط أجهزة المخابرات السورية لشبان سوريين وعرب، عندما جندهم ضباط من الأمن في هيئة وعاظ ومشايخ في شمال سورية جنوبها وفي ساحلها وشرقها، لإغراء هؤلاء الشباب للانخراط في مجموعات المقاومة التي كانت تذهب إلى العراق لمقاومة الجنود الأمريكيين. وفجأة قامت المخابرات السورية باعتقال هؤلاء المقاومين، وجعلتهم رهائن عندها تبيع فيهم لمن يشتري.

لقد كان الغرض الرئيس من هذه العملية المزدوجة –تجنيد الشباب ثم اعتقالهم- هو تبييض صفحة النظام عند واشنطن. وإذ أدركت الأخيرة هذه الخدعة، -بعض المقاومين رفض أن  يعود، وأمعن في قتال الأمريكيين- فقد ازداد حنقها.

الأغراض الأخرى التي توخاها النظام من تجنيد المقاومين ثم اعتقالهم، فقد كانت للضغط على دول عربية ينتمي إليها المقاومون. كما قامت المخابرات السورية بتشكيل مجموعات من هؤلاء الشباب –الأسرى- للقيام بأعمال تخريبية في بلدان عربية في لبنان وفي غيره. ولقد رأينا ما قامت به "فتح الإسلام" من أعمال تخريبية في نهر البارد شمال لبنان.

وقد تنبهت دول عربية ينتمي إليها هؤلاء المقاومون وحاولت استردادهم، ففوجئت بابتزاز النظام لها، وبالأثمان الباهظة التي طلبها منها. بعض هذه الأثمان كان له علاقة بالمحكمة التي أنشأتها الأمم المتحدة لمحاكمة قتلة الشهيد "رفيق الحريري" ورفاقه، الذين امتدت إليهم يد النظام السوري وعملاؤه واغتالهم غيلة وغدرا.

قد يكون لسان "أحمد الحاج علي" سبقه، فأفضى بما يعرف من تعاون النظام السوري مع واشنطن في العراق، وإنه قد يكون عرّض نفسه لمؤاخذة النظام له. إلاأن العارفين يؤكدون بأن الرئيس بشار أسد –برغم أنه يرفع راية الممانعة- يهمه دائما أن يذكّر الرئيس "بوش" بخدماته بعد أحداث 11 سبتمبر، وبخدمات أبيه حافظ أسد للرئيس بوش من قبل، يوم أرسل الجيش السوري ليحارب تحت راية الجيش الأمريكي ضد الجيش العراقي في عام 1991. وقد يكافأ "الحاج علي" على سبق اللسان.

يبقى أن الشعب السوري يعتبر هذه الخدمات التي قد يفاخر بها النظام وأزلامه هي محض خيانة لا يقترفها إلا كل خائن.

*كاتب سوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ