ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
(إعلان
دمشق) والحساسية من الدعم
الدولي إسماعيل
أحمد من
عصام العطار إلى برهان غليون
إلى هيثم المناع إلى شخصيات
إخوانية وشيوعية وقومية من
أحزاب شتى تعالت في الآونة
الأخيرة أصوات المعارضين
لسلوكيات المعارضة السورية في
شقها المرتبط بطلب الدعم الدولي
في عملية التغيير التي يسلم
بضرورتها الجميع... وإذا
كان الاستقواء بالخارج هو
الذريعة التي يرددها الكثير من
هؤلاء لنقد حركة المعارضة، وأنا
أحسن الظن بهم جميعا، وأتفهم
موقفهم، لكنني أذكر بأن الحاضن
الأوسع لحركة التغيير الوطنية
السورية، والذي تأسس باسم
(إعلان دمشق) أعلن منذ التأسيس
أنه يدعو لتغيير وطني سلمي مدني
خالص، كما أنه بتّ منذ لحظة
التأسيس موقفه الرافض لعضوية
فصيل سوري معارض نتيجة لتبنيه
صيغة هذا الاستقواء، مثلما رفض
عضوية من أسهم بدور لا يحتمل
اللبس في صناعة حمامات الدم في
مطلع الثمانينات.. الإخوان
المسلمون وهم تيار عريض أعلنوا
قبل سقوط بغداد وبعدها أنهم
يعارضون النظام لا الوطن، وأنهم
ضد الاستقواء على الوطن
بالخارج، وإن بينوا موقفهم
الصريح بعدم قابلية النظام
السوري للإصلاح، وأنه لا بد من
تغيير جذري يقوم به أبناء الوطن
أنفسهم، وقد بدا من أدبياتهم أن
الآلية المثلى التي يهيئون
الشعب لإنجاز تغييره من خلالها
هي آلية العصيان المدني، وهذه
الآلية لا تتحقق إلا من خلال
تغطية إعلامية ودولية، والطريق
إلى ذلك يبدأ من بادرة رفع
الغطاء العربي والدولي عن جرائم
النظام بحق المجتمع المدني
السوري، طبعا
لازلت أذكر أنه منذ الساعات
الأولى لتأسيس (إعلان دمشق) خرج
علينا من يردد أن الإعلان مشبوه
لاقتران تأسيسه مع تقرير ميليس
بخصوص جريمة اغتيال الحريري
الذي كان على وشك الصدور، وكان
كثير من المكلومين السوريين
يعولون عليه في تخليصهم من نظام
الاستبداد! والسيد هيثم مناع
دخل الإعلان في ذلك الظرف،
ولاشك أنه اطلع على كثير مما
قيل، لذا كان عجبي في حقه، مع
مودة أحفظها له بالغيب مضاعفا،
خاصة أنه يردد في نقده لتصريحات
الترك الأخيرة بخصوص أمريكا،
والتي جعلها سببا لتجميد عضويته
في (إعلان دمشق) ذات الأسطوانة
التي قيلت أوان تأسيس الإعلان
بخصوص الاستقواء! ولن
أذكره وهو المراقب المجتهد بأن
أحدا خلا الغادري لم يعلن رغبته
بالاستقواء الخارجي، إلا أن
يفسر الاستقواء بمجرد رسالة شكر
لبوش، أو لقاء للخارجية
الأمريكية مع ثلاثة من
المعارضين الوطنيين السوريين! ولن
أشكك في مواقفه الوطنية
النبيلة، ولا أقبل الربط بينها
وتزامنها مع حملة النظام ضد
مناضلي الإعلان في الداخل، وإن
كنت ضحكت في سرّي حين تذكرت
لقاءا تلفزيونيا مع زحفطون
سوري، كان يضمه والدكتور غليون
إلى معشر المستقوين بالخارج،
فإذا بالسيد مناع اليوم يشنع
على الآخرين بأنهم يستقوون
بالخارج لأسباب ليست أقوى من
الأسباب الذي شنع بها عليه ذلك
الزحفطون حين اعتبر أن الإقامة
الطويلة على أرض فرنسا، ونيل
جنسيتها، وممارسة التحرك من تلك
الأرض دليل إدانة بالاستقواء
كاف! مطالب
المعارضة الوطنية السورية
بالتغيير لم ترتبط بموت حافظ،
ولا باحتلال العراق، ولا
باستشهاد الحريري، ولا بانشقاق
خدام، بله أن ترتبط بلقاء بوش أو
ساركوزي! حركة
التغيير الوطني السوري عمرها من
عمر النظام نفسه، وشخصيا قضيت
في المنفى ثلاثة وثلاثين سنة أي
منذ كنت طفلا لأن والدي كان عضوا
في تيار من تيارات التغيير
الرئيسية في القطر! وأن
يتطابق الموقف الوطني المطالب
بإجراء التغييرات الضرورية مع
بعض الدعوات الغربية اليوم في
ضرورة أن تبدأ شعوب المنطقة
بالإصلاحات المهمة والضرورية
فلا ضير، ولا صلة لذلك بموضوع
الاستقواء بالخارج.. وتذكير
النظام بأن للقانون الدولي حق
التدخل في حالات تجاوزه على
شعبه بما يعد مثلا انتهاكا
لحقوق الإنسان كما يقرره ميثاق
الأمم المتحدة فى الفصل التاسع
المادة 55
فقرة(ج) "أن يشيع في
العالم احترام حقوق الإنسان
والحريات الأساسية للجميع بلا
تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو
الدين، ولا تفريق بين الرجال
والنساء، ومراعاة تلك الحقوق
والحريات فعلاً." لذا كان
مهما في عملية التغيير الوطني
أن نستفيد من هذا الدعم الدولي
لقضيتنا الوطنية، وتفهيم
النظام وأبواقه أن الدولة لا
تعيش منسلخة عن عالمها بدعوى
السيادة ، فالسيادة محكومة فى
النهاية باحترام حقوق الإنسان،
والحريات الأساسية بلا تمييز،
مثلما هي محكومة بالحفاظ على
الأمن والسلم الدوليين فى
العلاقات الدولية،
سورية دولة عضو في الأمم
المتحدة، والقانون الدولي
العام فوق الجميع، بميثاق الأمم
المتحدة، والمعاهدات والمواثيق
الدولية، وقرارات مجلس الأمن
الملزمة لأعضاء هيئة الأمم
المتحدة. وبالقانون الدولي
الإنساني الذي يتشكل من
اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949
والبروتوكولات الثلاثة
الإضافية... لا
يمكن حرمان الضحية من حقها في
مقاضاة المجرم تحت طائلة بنود
القانون الدولي لمبررات مثالية
تحاول أن تزرع التناقض بين حرية
الوطن وحرية المواطن! ومع
هذا فدعونا لا نسمح للنظم
المستبدة بأن تستخفنا إلى الحد
الذي يجعلنا نقبل بالدكتاتورية
والفساد، مخافة أن نتهم
بالعمالة للأجنبي! الاستبداد
الداخلي آفة جراحية ومرض خطير،
قد نضطر لمعالجته في مستشفيات
دولية حين يصعب توفير العلاج في
مستشفياتنا المحلية، لذا فإنني
أرى أنه من حق
المعارضة السورية ان تستعين
بكبار الجراحين والأطباء
الدوليين ولو كانوا أمريكيين أو
غيرهم، وأن نستعين بمختبرات
ومعامل الأدوية والأشعة
الغربية أيضا حين تكون منطقتنا
غير مهيئة لإجراء عملية من هذا
النوع، حتى يصبح الجسم الوطني
قادرا على مقاومة فيروس النظام
والشفاء من أمراضه! ومع
هذا فأنا لا أرى أي صلة بين
موضوع الاستقواء بالخارج وبين
حركة التغيير وكونها في الخارج
أو الداخل، فهمّ التغيير الوطني
يجمعنا أيا كانت مواقعنا
الجغرافية، والخط الفاصل هو بين
المعارضة العميلة والمعارضة
الوطنية. كم من
أحزاب عميلة وموجودة في الداخل،
لأن العمالة ليست لاحتلال
الخارج فحسب، وإنما لأنظمة
الاحتلال الداخلي! المعارضة
السورية في تشكيلتها الأوسع
(إعلان دمشق) لا تدين بالعمالة
لا للنظام الاستبدادي الخارجي
ولا للنظام الاستبدادي الداخلي.
بل
إنها وصلت لقناعة بمختلف
أطيافها الوطنية أنها أمام نظام
لا يصلح ولا يصلح، ومن هنا فقد
أعلنت بشجاعة أن هدفها
الاستراتيجي هو التغيير الجذري
عبر التوجه للشعب وقواه الحية،
لتنظيم الاحتجاج المدني
المتواصل وصولا إلى الاضراب
العام لفرض التغيير المطلوب... بطبيعة
الحال نحن أمام نفس الإشكالية
في مصر وتونس واليمن وليبيا و...
الخ . نحن حقا أمام أنظمة احتلال
داخلي ومعركة الاستقلال الثاني
التي يخوضها دعاة التغيير من
كفاية بمصر إلى (إعلان دمشق) هي
واقعنا المأساوي العربي، وهذا
الجيل مطالب بربح هذا الاستقلال
الثاني وإلا فإننا نتوجه
للهاوية لأن هذه الأنظمة
الاستبدادية المتخلفة هي اليوم
العنصر الأساسي في الأزمات
السياسية والاجتماعية
والاقتصادية والمعنوية التي
نتخبط فيها. كيف
يكون المجتمع العربي سليما
وجهازه العصبي مريض؟ وحتى
لا ننخرط مع من يفتعلون الفزع
كلما جاء ذكر الاستقواء
بالأجنبي . قل ّمن ينتبه منهم
أنهم بقولهم هذا يستبطنون خطاب
الاحتلال الداخلي الذي جعل
الوطنية مرادفا للولاء للنظام
ويصف السعي للسلطة ’بالطمع
للسلطة’ من منطلق حلال علينا
وحرام عليهم! ويخوف الناس
بفزاعة العمالة للأجنبي، ثم
ينسى أن مسروقاته من قوت الشعب
وحساباته المالية الخاصة مهربة
للخارج، وعلاجه في الخارج،
ودراسته في الخارج، وأنه وهو
رئيس لسورية لا يتحرك إلا وفق
تعليمات هذا الخارج الذي ولولاه
لما استعبدونا طول هذا الوقت. منظري
النظام يدركون اليوم أن بعضنا
يسير وفقاً لخرائطهم ويعتمد
قواميسهم في الوطنية والقومية
والأمانة والخيانة ويتقيد بما
يرسمونه! لتكن
لنا مفاهيمنا وتعريفنا للأمور،
نعم نحن نريد تدمير الدكتاتورية
لا إصلاحها، نعم نحن لا نثق في
أي دكتاتور، نعم ولائنا للفرات
والعاصي وسهل الغاب والزيتون
والياسمين والبحر والأرض
والشعب والفلاحين والعمال
والمثقفين والمنفيين والشباب
والمرأة وجيل المستقبل، لا
لأشخاص مكانهم وراء القضبان في
أي بلد يحكمه القانون! يجب
أن نقول لهؤلاء الطغاة بالفم
المليان لكم حلفاؤكم في الداخل
والخارج ونحن طلاب السلطة
لتحرير وطننا منكم ، لنا
حلفاؤنا في الداخل وهم كل
المظلومين وحلفاؤنا في الخارج
وهم كل أنصار الحرية في العالم. إذا
كان هذا يعني استقواء بالخارج
فليكن! يكفينا موقف الدفاع عن
النفس والانخراط غير الواعي في
منظومات فكرية يسهر على صناعتها
وترويجها أخصائيون في خلايا
تضليل إعلامي تعمل في أقبية
وزارات الداخلية أما
للشعب السوري الكريم فإننا
نذكره بمقولة الكواكبي في"أم
القرى"(1923): "إن الهرب من
الموت موت، وطلب الحياة حياة،
وأن الخوف من التعب تعب،
والإقدام على التعب راحة، وأن
الحرية هي شجرة الخلد، وسقياها
قطرات من الدم المسفوح." سورية
ليست استثناءا، فقبل انهيار
النظم التي انهارت -في آسيا
وأفريقيا وأمريكا اللاتينية
وجنوب وشرق أوروبا- لم يكن أحد
يتصور ذلك انهيارها أو حتى مجرد
الشروع في الإصلاح والتغيير.
فالأيام دول، وللتغيير ثمن،
وتجارب الآخرين قابلة للتكرار
ولو بطرق مختلفة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |