ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رسائل
حماس من قلب الحصار د.عصام
عدوان ربما فاجأت حماس –
كعادتها – العالم بالحشود
الهائلة التي تداعت من كل حدْبٍ
وصوْب من أرجاء قطاع غزة
للمشاركة في مهرجان انطلاقتها
العشرين. فقد سبق لها أن فاجأت
العالم بعملياتها الاستشهادية
والنوعية، وفي فوزها الكبير في
الانتخابات البلدية
والتشريعية، وفي سرعة حسمها ضد
الفلتان الأمني في القطاع عندما
لم تجد بُدّاً منه، وفي صمودها
مع شعب فلسطين في وجه المؤامرات
الدولية والإقليمية والمحلية.
وتأتي ذكرى انطلاقتها العشرين
في ظروف هي الأشد وطأة على
الحركة وعلى جموع الشعب
الفلسطيني وفصائله المقاوِمة،
حيث احتشدت الجماهير في غير يوم
عُطْلة بصورة غير مسبوقة على
الإطلاق في فلسطين، الأمر الذي
أرسل رسائل هامة لكل المعنيين: الرسالة الأولى إلى
شركاء الوطن من حركة فتح ومنظمة
التحرير الفلسطينية، بأنه لا
يجوز أن تغمضوا أعينكم عن هذه
الزحوف الهادرة، وتتمنعوا عن
الالتقاء معها على القواسم
المشتركة؛ وهي كثيرة، وليس من
حق قيادة منظمة التحرير أن
تستأثر بالمنظمة دون هذه
الجماهير، ولا يمكن القوْل بأن
منظمة التحرير تمثل الشعب
الفلسطيني؛ وكل هذه الجماهير
خارج إطارها، وغير ممثّلة في
هيئاتها التشريعية والتنفيذية
والإدارية. إنه لا شرعية لمن
يتجاهل الجماهير. وعلى قيادة
حركة فتح أن تنزل عن الشجرة
وتُقر مجدّداً بجماهيرية حماس
وحقها في قيادة الشعب
الفلسطيني، ولتتقدّم فتح خطوة
إلى الأمام باتجاه حركة حماس
بعدما رأت بما لا يدع مجالاً
للشك؛ إلتفاف الشعب حولها رغم
ما أسمته فتح "بالانقلاب" . والرسالة الثانية
إلى العدو الصهيوني، الذي
يتجهّز لاجتياح قطاع غزة، وهو
يُقدِّم رِجْلاً ويؤخر أخرى، في
سابقة لم يعْتد العالم على رؤية
الجيش الصهيوني عليها. إن على
الكيان الصهيوني أن يعي مدى
التفاف الجماهير حول حماس
واحتضانها الشديد لحماس
ومبادئها ومقاومتها، بل إن
عليها أن تدرك مدى قناعة الشعب
الفلسطيني بالمقاومة، وجماهير
الأمس المحتشدة تعني أن العدو
لن يمر في غزة إلا على جماجم هذه
الألوف المؤلفة، وأنه لا الحصار
والتجويع ينفع مع حماس
وجماهيرها، ولا الترهيب
بالاجتياح يؤثّر فيها، بل إن
هذه الجماهير تجمعت تحت بصر
طائرات العدو الاستطلاعية
والمزودة بالصواريخ، وهم
يعلمون أن العدو لن يتورّع عن
قصف بعض هذه الحشود أو كلها،
وليس غريباً عليه هذا الفعل،
وهو الذي قصف الملتجئون إلى
أحضان القوات الدولية في قانا
في الجنوب اللبناني، وقصف مسيرة
في رفح قبل سنوات، ومن قبل قصف
مدرسة بحر البقر في مصر، وهو
الذي اقترن اسمه بالمجازر
النازية على الدوام. إن هذه
الجماهير تحدّت الاحتلال
وأوصلت رسالتها بليغة إليه: لن
نركع ولن تمروا. والرسالة الثالثة
إلى مصر الشقيقة، أما آن الأوان
لكي تنفضوا عن أعينكم وعقولكم
غشاوة التنكُّر لخيار الشعب
الفلسطيني؛ الذي اختار
المقاومة، واختار حماس، أما
زلتم تراهنون على قدرة فتح في
العودة إلى الحكم، وفي القدرة
على ترويض حماس بالمشاركة في
حصارها وحصار الشعب الفلسطيني؟!.
إن على السلطات المصرية أن تدرك
بأنه لا يمكن تجاوز حماس أو كسر
إرادتها وإرادة الشعب
الفلسطيني من خلفها، وأن أمن
مصر الحقيقي هو في امتصاص غضبة
الجماهير قبل أن تنفلت من
عُقالها وتخرج عن طوْرها. والرسالة الرابعة
إلى المجتمع الدولي الذي يسير
في ذيل الولايات المتحدة
الأمريكية: إن حصاركم للشعب
الفلسطيني لن يُجدي نفعاً، ولن
تتمكنوا بهذه الطريقة من كسر
شوكة حماس، ولا حتى إضعافها، أو
قهرها للقبول بشروطكم المشينة.
فإن كان من بقية إنسانية لدى
المجتمع الدولي، فليُنهِ حصاره
على الشعب الفلسطيني، بعد أن
فشل هذا الحصار من تحقيق
أهدافه، إذ لم يعُد مبرراً، ولا
تفسير له إلا روحٌ عدوانية
سادِيّة نازية تسري في عروق هذا
المجتمع الدولي الذي يتلذذ في
معاناة الشعب الفلسطيني. إن أي عاقل يقرأ في
جماهير قطاع غزة المحتشدة
بالأمس في ذكرى انطلاقة حماس
العشرين، مدى التفاف هذه
الجماهير حول حركتها حماس، وحول
خيار المقاومة، وحول رفض
الاعتراف بإسرائيل، واستمساكها
بالثوابت الفلسطينية، وتحدّيها
للحصار، ورفضها لكل المفرِّطين
الراقصين على جراح الشعب
الفلسطيني ممن يلعنهم الله،
ويلعنهم اللاعنون. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |