ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإعلام
العربي .. غياب ممنهج بقلم:
وليد اللوح إذا كانت السياسة
لا تعرف الأخلاق والقيم وتقدس
المصالح، فإن للإعلام العربي
نفس ما تحمله أوصاف السياسة من
حيث تبعيته لمراكز إقليمية
ودولية، واعتزازه للمصالح،
بصرف النظر عن طبيعة "البهارات"
التي توضع أثناء تناول القضايا
الحساسة والهامة في مجتمعنا
العربي. وإذا أخذنا مثالاً
على ذلك القضية الفلسطينية نقف
مذهولين أمام حجم المعلومات
التي تحشى في خزانات الأرشيف
وتجمد لاستخدامها في مناسبات
تصلح لتحقيق غايات غير نبيلة. فإذا أردنا
التحدث عن وسائل الإعلام
العربية من فضائيات وصحف وغيرها
لوجدناها جزءاً من حالة
الانقسام العربي الذي نعيشه، في
حين تتأثر بحجم التقسيمات
المرتبطة بالولاء لهذا على حساب
ذاك. فقد تحولت خطط وبرامج تلك
الفضائيات إلى ما يشبه الخطط
العسكرية في مواجهة بعضها البعض
والتفنن في اتهام وشتم الآخر. والحالة
الفلسطينية رديفة لتلك
الانقسامات فمحطات تغني خارج
السرب وأخرى تتستر خلف قلاع من
المصطلحات والعناوين التي لا
تصلح للبيع في سوق الخردة. لو تحدثنا عن حالة
قطاع غزة كمثال نستغرب كثيراً
من قضية الحصار وجيش العاطلين
عن العمل والموت البطيء الذي
ينتظر المرضى الذين وقفوا على
أبواب المعابر ينتظرون أذونات
المغادرة للعلاج بالخارج،
وحرمان الطلبة من الوصول إلى
جامعاتهم وتحويل مليون ونصف
فلسطيني معتقلين في 365 كم مربع،
هذا كله وغيره الكثير لم يعد
يصلح للنشر في تلك الفضائيات
ولم يحظى باهتمام رؤساء التحرير.
أما أن تستطيع
إسرائيل إشغال العالم بأسره
بتجنيد كل وسائل الإعلام خلف
المأساة التي تكبدتها من صواريخ
فلسطينية محلية الصنع لا مكانة
لها في الصناعات الحربية أمام
صواريخها وطائراتها ودباباتها
التي تنتهك البشر والشجر
والحجر، وخلف قضية أسر الجندي
جلعاد شاليط ويصبح الجميع يحفظ
اسمه والسجون الإسرائيلية
مكتظة بالأسرى الفلسطينيين
فهذا معيب. وما نخشاه أن يكون
الإعلام العربي قد وصل إلى حالة
من اللامبالاة أو الاستخفاف
بتلك الأحداث وخاصة أن هناك
تجاهل واضح لقضايا غاية في
الأهمية كقضايا الحفريات
الإسرائيلية أسفل المسجد
الأقصى والتحذيرات من هدمه أو
سقوطه نتيجة تلك الحفريات
والتصدعات التي نتجت عن ذلك،
والموت البطيء لسكان القطاع
والجدار الذي يلتهم الأراضي
ويفصل المدن عن بعضها البعض. من هنا يجب أن نشير
إلى أن التقصير الإعلامي العربي
بجانب الصمت الرسمي أدى إلى
تمادي عمليات الاحتلال
الإسرائيلي وفرض سياسات جديدة
وتمرير الكثير منها للمشاهد
العربي وغيره مرور الكرام، وكأن
موت العرب والفلسطينيين رقماً
لا يقدم أو يؤخر، فالمجازر
الإسرائيلية كثيرة وأعداد
الأسرى وفيرة، إذ أن هناك أكثر
من 11000 أسير في السجون
الإسرائيلية وأكثر من 563 حاجز
يقسم الضفة الغربية حسب التقرير
الأخير لمكتب تنسيق الشؤون
الإنسانية التابع للأمم
المتحدة. فلو استغلت هذه
الأحداث على نحو معقول لكانت
كفيلة لتأليب الرأي العام
العالمي ضد إسرائيل. أذكر أنني استمعت
إلى إحدى حلقات بلا حدود التي
تبثها قناة الجزيرة واستمعت إلى
د.عزمي بشارة عضو الكنيست
الإسرائيلي السابق, وهو يقول:
"إن إسرائيل تحاربنا
إعلامياً وليس عسكرياً، فالكم
الهائل من الإعلام الغربي هو
يهودي حيث أن كل ما يبثه هو
بطبيعة الحال ذو صبغة يهودية
لذا لا نلوم الشعب الأمريكي إذا
كان متعاطفاً مع اليهود". ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |