ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ومضات
محرّضة : هل
يقبل الشيعة العرب ، أن يكونوا جاليات
فارسية ، في أوطانهم !؟ عبدالله
القحطاني الوطن
.. الدين .. المذهب .. العرق .. هذه
العناصر الأربعة ، مطروحة ،
اليوم ، في المعادلة الوطنية ،
داخل الأقطار العربية كلها، بعد
دخول إيران ، الثورية المذهبية
، في قلب معادلة القوّة في
المنطقة العربية ( ولا نقول
الإسلامية ..لأن للعالم
الإسلامي ومعادلات القوى فيه ،
سياقات أخرى !
بَيدَ أننا نذكّر بأن ثمّة
دولاً إسلامية أخرى كثيرة ،
بعضها أكبر مساحة وأكثرسكاناً
من إيران ، لاتزجّ بنفسها في
معادلة القوّة ، في المنطقة
العربية ، جملة ، ولا في
المعادلات الوطنية الداخلية ،
على سبيل التفصيل !). *)
الشيعة العرب في الأقطار
العربية ، تربطهم ببني أوطانهم
، ثلاثة من العناصر المذكورة
آنفاً ، وهي : الوطن ، والعرق ،
والدين (بحسب الأصل .. على افتراض
أن المذهب الشيعي هو مجرّد مذهب
من مذاهب الإسلام ، لادين قائم
بذاته !) ـ فهم
مواطنون ، في أوطان لهم فيها
حقوق ، وعليهم فيها واجبات !
فإذا تخلّوا عن أهمّ واجباتهم،
وهو الولاء للوطن ، وما يقتضيه
من التزامات الدفاع والحماية ،
ومقتضيات الأخوّة تجاه أبناء
الوطن .. لحساب دولة أخرى ،
يكونون قد نقضوا عقد المواطنة ،
وأخرجوا أنفسهم من دائرة
الوطنية ، إلى دائرة أخرى ، هي
دائرة الغرباء ، المقيمين في
بلاد ليسوا من أهلها ، ولاحقوق
لهم فيها، ويتعامل معهم أبناؤها
ـ والحال هذه ـ حكومة
وشعباً،على أنهم غرباء ، وأنهم
يخدمون ، داخل أوطانهم ،
جهات أخرى خارج الأوطان ، على
حساب الأوطان ! فهم محلّ شبهة
ابتداء ، وينطبق عليهم قانون
الأجانب المتعاملين مع الغرباء
، حتى لو كان هؤلاء الغرباء
أصدقاء ! فإذا كان للغرباء مواقف
معادية تجاه الأوطان ، فالصورة
تزداد تعقيداً وخطورة ! وكونهم
مسلمين يتعاملون مع دولة
إسلامية ، لا يسقِط عنهم واجبات
المواطَنة تجاه أوطانهم ، وفقاً
لمبدأ العقد الوطني ، الذي يربط
أبناء الوطن الواحد ! ـ وهم
عرب ، ينتمون إلى أرومة واحدة ،
مع أبناء الوطن الذي يقيمون فيه
، والذي تنتمي أكثريته إلى
الأصل العربي ! فإذا قدّموا
ولاءهم لدولة غير عربية ، على
ولائهم العربي ، أخرجوا أنفسهم
من دائرة القومية، التي تربطهم
بأبناء الأمة العربية ، من
محيطها إلى خليجها، وصاروا
غرباء عن هذه الأمّة ، متآمرين
عليها ، وعلى أوطانها ، وعلى
حضارتها ، ولغتها، وتاريخها ،
ومستقبلها .. وعلى كل شيء فيها ،
وعلى كل ابن من أبنائها .. فهل
لهم مصلحة حقيقية في هذا كله !؟ ـ وهم
مسلمون بحسب الأصل /على افتراض
أن مذهبهم ليس ديناً قائماً
بذاته / والإسلام يلزمهم
بأحكامه وتشريعاته وأخلاقه ،
التي تربطهم مع أبناء أوطانهم
أولاً ، قبل أن تربطهم بالآخرين
! فإذا عدّوا مذهبهم ديناً
يربطهم بدولة إيران أكثر من
ارتباطهم مع أمّتهم ، فقد حكموا
على أنفسهم ، بأنهم خارجون عن
دين الأمّة العربية ، ودين
الأكثريات التي يقيمون
في بلدانها .. وانتموا إلى
ملّة أخرى .. فهل لهم مصلحة في
هذا أيضاً !؟ فأيّ
مذهب هذا ، الذي يبيعون لأجله
الوطن والقوم والدين ، ليصبحوا
جاليات غريبة في أوطانهم ،
ديناً وأصلاً ووطناً !؟ وما الذي
يتوقعون أن تقدّمه لهم إيران ،
مقابل هذه التضحيات الهائلة ،
التي تؤدّي إلى نسف كل صلة بينهم
وبين بني قومهم وأوطانهم !؟ وأيّ
ثواب ينالونه في الدنيا والآخرة
، مقابل هذه التضحيات كلها !؟ أمّا
إذا ظنّ الإخوة الشيعة أبناء
الوطن العربي ، أنهم لن يخسروا
شيئاً من كل ماذكِر، لأن أمرهم
مستور، ولا يطّلع عليه أبناء
الدول التي يقيمون فيها .. فقد
خدعوا أنفسهم أكثر ممّا يخدعها
الآخرون ، وألحقوا بها إساءات
أخرى ، لايتمناها لهم أيّ أخ من
إخوانهم في الدين والأصل والوطن
! ويكونون قد ظلموا أنفسهم ظلماً
كبيراً جداً ، وهم يحسبون أنهم
يحسنون صنعاً ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |