ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

السيد الرئيس بشار الأسد

المهندس نجدت الأصفري / أمريكا 

أشعر أن علي مسؤولية المواطن الصالح الذي يحمل بين جنباته همّ هذا الوطن والشعب

فهو وطني وهم أهلي (وأنت منهم ) مهما تباعدت بيننا المسافات واختلفت  النظرات والاتجاهات  لأبدي نصيحة خالصة لوجه الله والوطن لمن بيده أمر هذا الوطن الجريح.

بعد انقطاع طويل عن المشاركة في معمعة الخلافات بيننا ( وهي ظاهرة صحية في كل المقاييس) لأن الطبيعة وسر تطور الحضارة ورقي البشرية هو في الاختلاف والتباين ، لا بالتصفيق المنافق والمديح الكاذب ، ولا يفسر الاختلاف في الفكر والرؤية بالعداوة والشحناء أبدا ولعل ذلك سر التطور أو الفشل .

دعني يا سيادة الرئيس أقدم نفسي بمنتهى الصراحة والوضوح وليس لمصلحة ذاتية أطلبها ، خالية من حقد الحاقدين ، ودجل الدجالين .

أنا كما أذيل كتاباتي دائما ( محمد نجدت الأصفري ) من مدينة ادلب ، تلك المدينة الهادئة الصامتة في حضن طبيعة بديعة منتجة بأيدي كادحة بجد ونشاط لا تكل ولا تمل من إثراء الوطن بأصناف المنتجات التي تتكرم بها الطبيعة الرائعة التي تلف هذه البقعة من أرض الوطن الغالي ، عشت فقيرا لكنني شريفا لم أخدش كرامتي وأسرتي بشيء أخجل أو أعار من ذكره . أعيش الآن في الولايات المتحدة لاجئا سياسيا اضطرني إليه أولئك الذين سبق ذكرهم أصحاب عقول مريضة ونفوس نرجسية مجرمة لا تبالي بالبيوت التي تهدمها ولا المصائب التي تخلقها لعباد الله الأبرياء بلا سبب .

أنا لم أنتسب لأي لحزب سياسي مهما كان منهجه أو برامجه ، كما لم أنضم لأي تنظيم عسكري أو تعبوي لعدم قناعتي بأن أرهن فكري لسواي لأفكار أتقبل بعضها وأرفض بعضها الآخر ، خصوصا أن  جميع ما طرح على الساحة من دراسات وحلول تستند إلى العمل العسكري والأسلوب العنيف ، لكنني هنا في ديار الغربة وفقدان التحاور مع السلطات السورية بأسلوب منتج خلاق دخلت حياض المعارضة السورية الوطنية التي تؤمن بحل الأزمة القائمة على مساحة الوطن بطريقة سلمية يستبعد فيها كل عمل عسكري أو فعل عنيف أو تآمر ضد الوطن والأهل .

أنا لست رسولا معصوما ، ولا نبيا مؤيدا بمعجزات ، فأنا مثل كل البشر لي أخطاء وعيوب لكنها لا ترق إلى الخيانة والعمل الشائن أبدا ، أنا مواطن أؤمن أن تبادل الأفكار والحوار هما السبيل الأوحد للوصول إلى أفضل الحلول ، وأكمل الوسائل لدفع الوطن والمواطن للحاق بعربة الحضارة التي خلفتنا وراءها بعيدا حيث أصبحنا اليوم عالة على العالم وفي ذيل الأمم نتيجة الرأي الوحيد والرئيس الأوحد .

 

أنا أرى أن شعبي ووطني يستحقان الكرامة والحرية وأن لا يحجر عليهما برأي متخشب وبسطار أعمى ومخبر أحمق كذاب همه أن يعيش كاللبلاب يتسلق ويتغذى على هامات الأبرياء.

المعارضة السورية في دول المهجر تضم في طيياتها رجالا ونساء يتحرقون شوقا أن يروا وطنهم صحيح النفس والجسد يتباهى أمام العالم بنظام دقيق متطور فعّال يشار له بالبنان ويتمنى مواطنوا الدول الأخرى أن يكون لهم نظام مثله .

في المعارضة نساء و رجال كرام لهم تاريخ نضالي مشرف ، وخبرة عريقة ناصعة وإن كان جهابذة المخابرات وأركان النفاق ينشرون ضدهم الأكاذيب والأباطيل لتشويه سمعتهم بدون حق وليس لدى السلطات مستشار نزيه يصحح أخطاء المخبرين الموتورين .لهذا يعيش الوطن حالة غيبوبة سريريه قاربت أن تؤدي به إلى الهلاك .

للمعارضة أطياف عدة ، من حيث المبادئ والأفكار ، من حيث الوسائل والأساليب ،  لكنهم جميعا متفقون على الخطوط الأصلية  والمبادئ الرئيسية وهي :

- جميعهم مغرمون عاشقون للوطن يفدونه بالمهج والأرواح ، ويتألمون لحالته القائمة .

- تعميم الديمقراطية من خلال حرية المواطن وكرامته ، فليس لذليل حرية ، ولا لعبد كرامة .

- المساواة بين أفراد الوطن نساء ورجالا ، دون محسوبيات بالية ، أو جذور متخلفة ، فليس إدعاء شخص فاسق بانتمائه  لنسب شريف هو شهادة  تميزه عن شخص آخر صاحب  مبادئ سامية وعقل مبدع خلاق وسلوك قيّم مستقيم، بسبب التصاق الفاسد برجال فاسدين أمثاله ذوي مكانة في سلم المراكز تؤهله أن يقتنص بحظوته لديهم  حقوق الآخرين الجيدين.

- التغيير السلمي مما نحن فيه إلى ما نحلم به ونسعى لتطبيقه من نظام تتحقق فيه العدالة والمساواة للجميع ، وليس لديّ ( حسب علمي الأكيد بعد اجتماعي مع معظمهم وتتبعي لأفكارهم ) أن أي طرف من أطياف المعارضة يرضى أو يفكر أن يكون خائنا يساعد الأجنبي الحقود على أهله ووطنه ليدمرهم ، ولعل قولهم :

(( مرارة ما نعانيه على يد الحكم الحالي أحلى وأفضل كثيرا من الاستعانة بعدو غريب على أخ قريب)) .

- ضمت المعارضة جميع أطياف الشعب السوري من حيث الأديان والمذاهب ، والتوزيع الجغرافي ، والمستويات الاجتماعية ، والثقافية وطبقات العمر والفكر ،والقومية ، جميعهم يؤمنون بلا حدود  بحب الوطن ورغبتهم في وصوله إلى مستوى الدول الراقية المتطورة . لا أنكر أن بعضهم تساقط على الطريق عندما شعر بجدية مبادئ زملاؤه في تطبيق الديمقراطية الحقيقية دون تقية أن تلاعب.

- المعارضة في المهجر ، توسعت أفكارها ، واكتسبت خبرة عالية فيما تراه وتعيشه في وسطها وتتحرق شوقا لتستنسخ منه ما تراه يناسبنا ويصلح شأننا في الوطن ونستبعد ما لا يصلح لنا لتعارضه مع عاداتنا وتقالدينا وقيمنا .

- المعارضة الشريفة هي التي تنكر احتكار المناصب ، ومصادر الدخل ، وتمايز الأفراد عن بعضهم بلا كفاءة ولا جهد ، ليسرقوا بجاه السلطان و قوته الغاشمة العمياء ويشكلوا معا أخطبوطا يمتص ما لا يحل لهم من جهد الآخرين ودماءهم .

سوريا بلد جميل وشعب خلاق فقد عاش أكثر من أربعين سنة يجدد سياراته القديمة عندما منع الاستيراد، فأوجد من العدم سيارات تخدم البشر وتلبي احتياجاهم ، وكانوا محل إعجاب الأقطار المجاورة التي دأبت استخدام الأيدي السورية الماهرة في تصنيع واصلاح آلياتهم سواء بإرسالها لسوريا أو استقدام الفنيين السوريين لبلدانهم ليكونوا نواة تطوير لمنشآتهم الصناعية هناك .

الشعب السوري الكادح المناضل استنسخ كل ما سمع به من تطوير لمعظم ما انتشر في العالم الحديث من اختراعات في كافة المجالات دون أن يراه لذا ترى الدول العربية المجاورة فتحت صدورها وأبوابها أمام السوريين لتقوم على أكتافهم وأفكارهم ثورة اقتصادية هم العمود الفقري لازدهارهم الحالي ، فهل نحتاج إلى دليل أوضح من هذا على مهارة الشعب السوري ونبوغه رغم ضنك العيش وقسوة الفقر اللذين يعيشهما في بلده تحت تخطيط رجال الأمن الذين لا يعرفون إلا استخدام تكنولوجيا القتل والقهر والسرقة والتدمير والاغتصاب؟

إن من أسهل ما يكون أن يرشق رجل المخابرات مدينة كاملة أو قرية بتهم كاذبة ليستحل دماؤهم وأعراضهم وأموالهم ، ولا يخفى على الحصيف أن يكتشف بطلان دعواهم وبهتان رؤاهم عندما تدخل في تفاصيل أباطيلهم وأسوق قصة حصلت معي بالذات ، فقد حقق معي أحد رجال الأمن بتهمتين بدأهما بالسؤال التالي :

هل كنت تحاضر في مساجد المملكة العربية السعودية ضد الحزب الرائد والرئيس القائد؟

الجواب : يمكن أن يكذب الرجل على رجل مثله ، ولكن أنتم رجال الأمن يفترض فيكم  أن تكونوا على علم بنظام الحكم في المملكة التي تحرم على (المقاولين الأجانب أمثالي من غير السعوديين ) أن يتحدث في السياسة أو الدين ، وهل الهدف من الحديث أمام الشعب السعودي الشقيق أن أنشئ منهم جيشا ليحارب نيابة عن السوريين ؟

 الأجنبي العامل في السعودية يوقع على عقد العمل الموحد  هناك يتضمن تحذيره من الخوض في السياسة لأن الحكم فيها قائم على نظام ملكي مستقر ، وكذلك الخوض في الدين لأنهم موطن الدين وحماته ولا يحتاجون لفتاوى من سواهم . 

السؤال الثاني كان : هل أنت شيوعي لذا ألغي عقدك ورحلت من المملكة ؟

الجواب : ألا تجد تناقضا في تهمتين لا تجتمعا في شخص واحد ، فكيف أحاضر في المساجد ، وأكون شيوعيا في نفس الوقت والمكان ؟ ألغي عقدي عندما عرف المسؤولون السعوديون أنني كنت في الاتحاد السوفييتي لتكملة دراستي ، وهذا محرم في ديارهم أن يزور أو يعمل أو يقيم أو حتى من  يمر في ديار ما كانوا يطلقون عليه دول الستار الحديدي .

مثل هذه التهم كثيرة وباطلة كما ونوعا ، لكن المتهم تحت لسع سياط الوحشية يعترف بما يريده المحقق لينجو من عذاب لا يوصف ، بل تحرمه الشرائع في الدول المتطورة حتى عن الحيوانات .

في الختام الشعب السوري شعب يستحق كرامة وحرية وديمقراطية ترفعه لمصاف الدول المتقدمة ، لا أن تفتح له أبواب السجون والمعتقلات ، والمعركة بين الحق ونقيضه ستستمر ما شاء الله لها ذلك وفي يقيني أن الشعب سينتصر مهما طال الزمن للبديهيات التالية :

- الشعب أطول عمرا من عمر أي حاكم .

- الحق يعلو مهما طال عمر الباطل أو تجبر وظلم .

- موازين القوة بين الصح والخطأ لا تتساويان مهما بدا أن فلسفة الباطل مدعومة بسلطان القهر الغاشم ، وخير دليل انهيار دول وإمبراطوريات كانت ممتدة على رقع واسعة من المعمورة فانحسرت وتلاشت وقامت مقامها دول وحضارات .

وكلمة أخيرة : قد يغتر الإنسان بقوته ومركزه وسلطانه ولكن الحقيقة تقول:

ثلاثة ليس لها أمان        المال والسلطان والزمان

ولي عندك كلمة أسرها في أذنك ، أطفالك هم أبناء الوطن وحرام أن تجعلهم يعانون بعدك مرارة وقهرا بسبب ابتعادك عن أهلك في رحاب الوطن كله .فلا تظلمهم بسماعك لفحيح رجال المخابرات الذين لا يعملون إلا لبقاء غطاءك على مخازيهم ويتسترون بعباءتك ليصلوا إلى مآربهم الدنيئة . موقفك المنتظر تسابقه العاصفة التي أرجو أن لا تسبقك في موقف شجاع  منك.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد ، 

وسلام على من سمع فأوعى

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ