ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لا
أهلا بك ولا مرحبا ... يا بوش الطاهر
إبراهيم* لاأريد أن أسأل أحدا
عن أي ريح عقيم قذفتك إلى بلاد
لا ترحب بك، ولا يرحب بك أهلها؟
فهي مما لا شك من نوع الأعاصير
التي عصفت بالشعب الأمريكي –ونحن
نتعاطف معه- مثل "كاترين"،
ربما عقوبة لأنه اختارك رئيسا.
ولكني أسأل: هل جف ماء الحياء
والخجل في عروقك ووجهك، فتأتي
إلى أرض فلسطين، وما تزال دماء
الأطفال والنساء فيها تسيل على
رمالها من صواريخ الطائرات التي
قدمتها هدية لعصابات صهيون؟ بل
وماتزال دماء الشيخ "أحمد
ياسين" تعفر التراب بجانب
كرسيه الذي حطمته طائراتك التي
كان يقودها من أرسله "شارون"
لاغتيال الشيخ الشهيد. هل تتذكر
"شارون" الذي فعل ما فعل؟
وأنت شريكه المضارب في كل قطرة
دماء سالت في عهده وفي عهد "أولمرت"
من بعده، أين هو شارون ؟ هل
ستزوره حيث يرقد؟
على كل حال، فإذا كان
الأمريكي حرا في أن يختار من
يشاء ليكون رئيسا، لكن عليه أن
يتحمل نتائج اختياره، إن خيرا
فخير، وإن شرا فشر. ونحن أيضا
أحرار في أن نقول لك: لا نحبك بل
نكرهك. كما لا نقبل أن تطأ
أرضنا، وأنت تمول آلة القتل
والحصار في غزة، فتسيل الدماء
الحرام فوقها، ورمالها تكرهك
كما يكرهك هواؤها. والقلوب التي
تألمت من المصائب التي أوقعتها
بأهلنا في فلسطين والعراق
وأفغانستان، سوف تنبض بكل ما
تحمل من الكراهية التي يمكن أن
تحملها القلوب في كره أمثالك. جرائمك التي أحالت
أهلنا في فلسطين وفي العراق وفي
أفغانستان شهداء وأرامل
ويتامى، فعلت ما فعلت كرها بهم
وبنا. قد لا نستطيع أن نرد لك
جزءا من تلك الجرائم، لكننا
نحمل قلوبا ما تزال تنبض
بالكراهية تجاهك، وتجاه
المحافظين الجدد والقدامى، ومن
جاء قبلهم ومن سيأتي بعدهم. قد لا تصدق لو قلت لك
إن أحدا يملك عقلا سليما لا يمكن
أن يحسدك على ما أنت فيه من
سلطان، ولو ملكت العام شرقا
وغربا. قد يشعر رؤساء العالم
بالهيبة تجاهك وبالخوف من
انتقامك، لأنهم نسوا الله
فخافوا على سلطانهم. ولكني ما زلت أعجب
منك إذ لم تسأل –حتى الآن
خبراءك في علوم السياسة وفي
علوم النفس عن الأسباب التي
تجعل الشعب الفلسطيني الأعزل،
يقدم الشهداء في كل يوم، ومع ذلك
يترك شبابه وأطفاله يقفون في
وجه دبابات إسرائيل؟ كأنهم لا
يخافون، بل هي الحقيقة إنهم لا
يخافون. لا أظنك ستسألهم، لأنك
ما زلت تكابر. اسأل أي واحد من
أهل الشهداء من أهل المعتقلين،
فسيقولون لك نحن لا نخاف آلة
القتل التي تجردها ضدنا، لأننا
خفنا الله، فما عدنا نخافك أو
نخاف طائراتك وصواريخك! هذه الكلمات أردتها
أن تكون قليلة. ولكني أردتها أن
تنقل لك ما أحس به ويحس به الشعب
العربي –مسلمون ونصارى- من كره
لك وغضب من أفعالك. أغلب الظن
أنك ما زلت تعيش أوهام النصر
التي تحلم بها في عراق يدين لك،
وفي فلسطين تسيطر عليها عصابات
صهيون. أنا أقول لك أنك يمكن أن
تحلم بذلك، لكن في حالة واحدة:
إذا قتلت المقاومة في قلوب
العرب والمسلمين، وهيهات ...
هيهات. لا يغرنك ابتسامات
رجال السلطة في "رام الله"،
فهؤلاء لا عدوهم يحزن ولا
صديقهم يفرح ،فهم تجار "شنطة"،
لا يملكون من فلسطين حتى البيوت
التي يسكنونها، لأنها وَقْف على
كل المسلمين في كل أقطار
العالم، كما قال السلطان "عبد
الحميد" قبل مئة عام من الآن
عندما طرد اليهود الذين جاؤوا
يساومونه بالذهب على أرض فلسطين. فلا أهلا بك ولا
مرحبا يا بوش. *كاتب
سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |