ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أين
برهانك ، يادكتور برهان ..على
خطأ الإخوان !؟ سامي
رشيد كلمات عجلى ، حول
حملة الدكتور برهان غليون ، على
الإخوان المسلمين ، بسبب
تحالفهم مع السيد عبد الحليم
خدام ! •
أولاً: أتمنّى أن يطّلع
الدكتور غليون ، على هذه السطور
التي أكتبها ، ليوضح وجهة نظره
حولها ! •
ثانياً: أعترف أنني كنت ،
ومازلت ، من المعجبين
بطريقة الدكتورغليون ، في
التفكير وفي المناقشة ! وقد قرأت
له بعض الدراسات القيّمة ، في
بعض المجالات السياسية
والاجتماعية .. وهو باحث متمكّن
، ذو فكر تحليلي عميق ودقيق .. في
رأيي المتواضع ! •
الأصل في صانع القرار ، أيّ
قرار، أن يكون أعرف من غيره ،
بقراره ، من حيث استيعاب الظروف
العامّة والخاصّة ، والتفصيلات
الكلية والجزئية ، التي دفعته
إلى تفضيل هذا القرارعلى
البدائل الأخرى المطروحة أمامه
.. في أيّ مجال كان هذا القرار ،
وأنّى كانت طبيعته ؛ سياسياً
كان ، أم اجتماعياً ، أم
اقتصادياً ، أم غيرذلك ! •
لا ينقَد القرار إلاّ من
خلال معادلته الخاصة ـ ولكل
قرار معادلته ـ التي تحتوى على
السلب والإيجاب ، ونقاط القوّة
ونقاط الضعف ، والفرص والتحديات
، كما يقال! مع مقارنة هذا
القرار، بالبدائل الأخرى
المطروحة على صاحب القرار، في
المسألة ذاتها التي اتّخذ فيها
قراره ، والمفاضلةِ بين هذه
البدائل كلها ، لمعرفة السبب
الذي دفع صانع القرار إلى تفضيل
البديل الذي تبنّاه ، على
البدائل الأخرى ! وقد يكون السبب
ظاهراً للناس ، أو خفياً
لايعرفه سوى صاحب القرار نفسه !
وربّما كان ثمّة أسباب عدّة
وراء تفضيل بديل على آخر، يعرف
الناس بعضها ويجهلون أكثرها ! •
ناقد القرار مطلوب منه ، إذا
كان متمكّناً ، متمرّساً في
دراسة القرارات ، مثل الدكتور
غليون .. مطلوب منه أن يستوعب
معادلة القرار كلها ، بسائر
تفصيلاتها ، الظاهرة والخفية !
وما لا يعرفه منها يجب عليه أن
يسأل صانع القرار عنه ، ليوضح له
بعض ما جهله ، من حيثيات القرار
ودوافعه ، وملابساته وأهدافه ،
وظروفه في سياق محدّد ، واضح في
ذهن صانع القرار! •
إذا انتقد صحفي قراراً ما ،
بصورة سريعة ، ليكسب من وراء
نقده بعض المال ، حين ينشره في
صحيفة أو مجلّة .. فهذا شأن
الصحفيين عامّة ! أما أن يلجأ
باحث متخصّص ، متعمّق ، سياسي
متمرّس ، معارض لنظام حكمه ،
كالدكتور غليون .. إلى الطريقة
الصحفية ، ليمارس نقده لقرار
خطير ودقيق ، كالقرار الذي عابه
على الإخوان المسلمين .. فهذا
أمر يدعو إلى العجب ، أو إلى
الريبة ، أو إلى التساؤل : لمَ
لمْ يسأل صنّاع القرار، عمّا
يجهله من موجبات قرارهم ودوافعه
!؟ •
مانعلمه أن الإخوان أوضحوا
رأيهم بصراحة ، في تعاملهم مع
السيّد خدام وتحالفهم معه . وما
نعلمه ، أيضاً ، أن قوى إعلان
دمشق دعت سائر العناصر العاملة
في النظام السوري ، بما فيها
بشار الأسد نفسه ، إلى التخلّي
عن النظام القائم ، بشكله
الحالي الفاسد ، والتعاون مع
قوى المعارضة للتغييرالسلمي
الهادئ المتدرج ، في شكل الحكم
ومنهجه ! •
ومانعلمه ، أيضاً، أن
الإخوان لم يعطوا السيّد خدام ،
شهادة حسن سلوك ، أو صكّ براءة ،
من مسؤوليته عن ممارسات النظام
، الذي شارك فيه سنين طويلة ! •
وما نعلمه ، أيضاً ، أن
الإخوان ينظرون إلى جبهة الخلاص
، على أنها رافد لعمل الإعلان ،
لا ناقض له ، ولا منافس ! •
وما نعلمه ، أيضاً ، أن حرص
الإخوان على إعلان دمشق ، وعلى
نجاحه وتقويته وتعزيزه .. لايقلّ
عن حرص الدكتور غليون ، إذا لم
يزد عليه ! •
وما نعلمه ، أيضاً ، أن
الإخوان لم يدّعوا العصمة ؛
لأنفسهم من الزلل ، أو
لقراراتهم من الخطأ والخلل !
وأنهم يدركون ، ويؤكّدون ، أن
أيّ قرار يتّخذونه ، إنما جهد
بشري ، يحتمل الخطأ والصواب ! •
ولو أن الدكتورغليون ،
انتقد قرار الإخوان مرّة واحدة
، على سبيل إبداء الرأي ، أو على
سبيل النصيحة .. ثم شغل نفسه
بأمور أخرى ، من الأمور الكثيرة
والهامّة ، المطروحة عليه ،
وعلى المعارضة السورية كلها ..
لما احتاج الأمر لأن نكتب هذه
السطور! أمّا أن يجعل هذا الأمر
ديدَنه ، ويهاجم الإخوان ، مرّة
بعد أخرى ، من خلال هذا القرار،
متّهماً إيّاهم بإفساد عمل
المعارضة ، من خلال إضعاف إعلان
دمشق.. فهذا ممّا لانحسبه يليق
بالدكتورغليون ، ولا يليق
السكوت بمن يسكت عليه! •
ربّما كان الإخوان
سيستفيدون من دراسة
الدكتورغليون ، لو أنه سألهم عن
تفصيلات قرارهم ودوافعه ،
واكتشف بعض مافيه من خلل ـ من
خلال معادلته الداخلية ، ومن
خلال صلته بالواقع ، وتأثيره
السلبي فيه حالاً ومآلاً ـ ..
يمكنه أن يقنع به أصحاب القرار،
ليتراجعوا عن قرارهم ! •
مادام لم يفعل ـ وهو الخبير
بما ينبغي عليه فعله ، عند
التصدّي لدراسة القرارات
الخطيرة لدى الآخرين ، ونقدها ـ
.. مادام لم يفعل ، واكتفى
بالهجوم المستمرّعلى القرار ،
وبالتالي على أصحابه ( الجهلة ،
المتهوّرين !) فقد وضع نفسه في
الدائرة الغامضة ، التي يبحث
فيها الآخرون المنتقَدون ، عن
تفسير لفعله ! وبالتالي عن صفة
تناسب صانع الفعل ، وعن هدف
محتمل وراء هذا الفعل ! وهنا قد
تكثر التكهّنات والتأويلات
والتفسيرات .. التي نخشى ألاّ
تكون كلها من النوع الذي يريح
الدكتورغليون ، ويريح طلاّبه
المعجبين بموضوعيته وحياديته
في الدراسة والنقد والتحليل !
وربّما لجأ بعضهم ـ مضطراً ـ إلى
ولوج الصدور، والتنقيب فيها عن
النيّات ، السليمة وغير السليمة
.. وراء هذه الحملة المركّزة ،
المستندة إلى نظرات عجلى مرتجلة
، في دراسة قرار ليس في الساحة
مستفيد من مهاجمته والتشنيع
عليه ، أكثر من الزمرة الحاكمة
في سورية ! •
نرجو من الدكتور غليون
التوضيح .. لإبقاء الثقة به
قائمة ، من حيث سلامة التفكير،
ومن حيث سلامة النية والهدف !
ونتمنّى له مستوى أرفع ممّا هو
ظاهر لديه ، في تعامله مع الحالة
التي وضعها نصب عينيه ، ولم يعد
لديه مشجب يعلّق عليه ضعف
المعارضة في سورية ، سوى تحالف
الإخوان المسلمين مع خدام !
وربّما / وهذه على سبيل
الدعابة..التي سوّغها لنا منهجه
في التفكير/ ربما لو ضايقته
بعوضة في حمص،
لألقى المسؤولية في هذا ،
على تحالف الإخوان مع خدام .. هذا
التحالف الذي ( شقّ إعلان دمشق !)
فأضعفه ، وبالتالي عطّل قدرته
على إسقاط النظام الحاكم ،
الفاسد المهمل ، الذي ترك حمص
دون وقاية من البعوض والذباب ،
ومن سائر الحشرات المستوطنة في
البساتين الممتدّة على ضفّة نهر
العاصي ! ولله في خلقه شؤون ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |