ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لبنان
والنظام السوري والعام الجديد بدرالدين
حسن قربي في
تعقيدات القضية اللبنانية
واستعصائها وكثرة الوفود
الدولية والعربية والإقليمية
القادمة والمغادرة تسمع الوعود
التي تروق لبعض الناس فتعجبهم
ولكن ترى فعال أصحاب هالوعود
فتتعجّب، ولكن إن عرف السبب بطل
العجب. فموالاة
لبنان تعتقد أن الداء سوري
والسمّ إيراني، ومعارضته ترد
بأنهما الداء والدواء، عقّاله
وبطاركته وشيوخه يعتقدون أن
ترياق السم رباني ودواء الداء
لبناني. ورغم
أن أطرافاً كثيرة تعمل وتبحث عن
حل، ولكن مانراه على الأرض يوحي
أنه عمل في إطار الصفقات
والبازارات، وهو أمر لايستغرب
في عالم السياسة والبحث عن
المصالح ولو على دماء الناس
وجثثهم، ولكن الأغرب ألا يصلوا
إلى شيء من الترياق يقدمونه على
أعين الخلق، وهو أمر فيما نزعم
يشكك في جهود كل الأطراف وصدق
نواياها وعزائمها، لأنهم لو
كانوا يريدون الحل لأعدوا له
عدته. قد
يملك الجميع الحجج والتبريرات
فيما يقال ويجري من مفاوضات
وتعطيل ومطالبات، ولكن ماهو غير
مبرر عدم الوصول إلى انتخاب
فخامة الرئيس رغم كل هذه
التأجيلات. ورغم
زعم كل الفاعلين والمؤثرين في
الوضع اللبناني بحثهم عن حل
توافقي، ودعمهم حلاً لبنانياً،
ورضاهم بما يجمع عليه
اللبنانيون، فقد وصل أمرهم إلى
أن قصر رئاسة الجمهورية مقفل،
ومجلس النواب مغلق، وسراي
الحكومة مهدّد، وأفق للحل مسدود. فالمعارضة
اللبنانية برأسيها السيد حسن
نصرالله والجنرال عون لها
مطالبها عرقلةً أو تحفظاً
وتحوطاً، تطالب إنفاذها
للتعاون والتوافق على الرئيس
العتيد واضعةً مطالبها في جيب
الجنرال عون الذي قد يكون عوناً
في كل شيء إلا المفاوضة والحل.
فيكفي أن يتذكر الناس ماحصل
يوم شكّل الجنرال حكومته
الوطنية بعد الرئيس أمين
الجميّل وكيف ساس الوضع، وما
كان من دمار وقتل وقصف ومذابح،
ليتأكدوا أن عون العماد انتهى
بلجوئه إلى السفارة الفرنسية في
بيروت نجاةً بنفسه بعد خراب
مالطا. ولئن
أتى على البعض حين من الدهر
اعتُقِد فيه أن معركة الجنرال
انتهت فالأمر لم يكن كذلك وقد
تجددت في الرابية. النظام
السوري الشقيق والجار يتمنى
للبنان الخير العميم ولكن على
أن يمر هالخير من خلال شبيحته
ونهّابيه فيستفيد ويفيد،
ويتمنى للبنانيين الإجماع على
الحل وانتخاب الرئيس، ولكن على
أن يتولى الأمر فيهم أيضاً من
يرتب معه وينسق لمعاركه الفاصلة
مع العدو الصهيوني وصموداته
ونضالاته ضد المشاريع
الأمريكية في المنطقة.
لهذا فهو ومن معه يُعتْرس
أيّ حلٍ يخرج عن خطه، ولايطمئنه
إلا ورقة في جيب الصديق اللدود
عون، وبازارات وصفقات من هنا
وهناك وهنالك تعيد له الزمان
الأول، (واللي
ماعجبه) يبلّط البحر. الرئيس
الفرنسي ساركوزي أعلن موقف
بلاده تعليق أي اتصالات مع
النظام السوري إلى أن تثبت
بالأدلة رغبته في تسوية الأزمة
اللبنانية، واضاف حان الوقت
لكي يثبت النظام
السوري بالافعال ما لا يكف عن
إعلانه في الخطب، إننا ننتظر
منه أعمالا وليس خطباً. ردُّ
النظام السوري في حقيقته سبق
كلام ساركوزي بأشهر ومنذ أيام
الرئيس شيراك على لسان الرئيس
السوري في مقابلته مع قناة “فرانس
2” التلفزيونية الفرنسية في 20
مارس الماضي في أن عزل بلاده كما
أراد الرئيس الفرنسي، لم يؤد
إلى نتائج إيجابية، بل أفضى إلى
خسارة فرنسا لنفوذها في الشرق
الأوسط، وأضاف أن قطع العلاقات
السياسية الفرنسية السورية ليس
أمراً جيداً، وفرنسا هي التي
خسرت جراء ذلك. أما
عقب التصريح الساركوزي الأخير
فقد نقلت شبكة "بي بي سي" عن
مصدر رسمي سوري لم تسمه في وزارة
الخارجية استياء دمشق مما أورده
الرئيس الفرنسي كونه يجافي
الحقائق من وجهة نظر سوري
معتبراً أن هناك قوى إقليمية
تحاول أن تلقي تبعية الوضع
السياسي اللبناني على سورية. أما
على الصعيد الأمريكي أيضاً، فقد
قال الرئيس جورج بوش في آخر
تصريحاته: إن صبره على الرئيس
السوري بشار الأسد نفد منذ وقت
طويل. وعندما
سئل عن استعداده للتحدث مع
الأسد بخصوص لبنان قال: إذا كان
يسمع فانه ليس في حاجة إلى
مكالمة هاتفية، إنه يعرف بالضبط
ما هو موقفي.
وهو كلام معناه أن موقف
الرئيس الأمريكي معروف بالضبط
للرئيس السوري ولكنه غير معروف
للناس حقيقة، وهو ماعبّر عنه
السيد وليد جنبلاط بأنه كلام
يفتقد الرصيد على أرض الواقع. ردُّ
النظام السوري أيضاً سبق
تصريحات بوش هذه المرة بأيامٍ
معدودات بإجرائه حملة اعتقالات
استباقية واسعة للمعارضة
السورية في الداخل شملت رئيسة
المجلس الوطني لإعلان دمشق
السيدة فداء الحوراني والعديد
من أعضاء الأمانة العامة وبعض
الأعضاء العامّين واستمرت هذه
الاعتقالات حتى بعد تصريحات بوش.
وكعادته فقد غطى هذه الحملة
القمعية بخوفه وخشيته من
ارتباطهم بالخارج في تحركهم
وحراكهم. ولقد
أطلق بعضَهم، ومن بقى منهم كان
محل وعد ومبازرة بإطلاق سراحهم
تعبيراً عن الحرية
والديمقراطية التي يرفل بها
السورييون لعضوين أمريكيين من
الكونغرس والنواب التقيا الأسد
مؤخراً فيما يبدو مقابل سعي
العضوين لتفعيل الاتصال مع
الفرنسيين بعد تصريحات
ساركوزي، ولم يفت الرئيس السوري
بهالمناسبة أن يلفت نظر العضوين
إلى أنه لايؤيد النمط الغربي
للديمقراطية. مايحدث
في لبنان والمنطقة عموماً
يشير إلى أن الأمور تتجه نحو
المزيد من التعقيد والاستعصاء
والاشتعال في أجواء الاتهامات
والتخوين من فرقاء يضبط إيقاعها
نظام يقدم نفسه للأمة بأنه
القاعدة ماغيرها ولكن لخط
الصمود والممانعة من إيران إلى
لبنان وغزة تجاه إسرائيل
والمشاريع الأمريكية في
المنطقة، وتحت قصف إعلامي كثيف
يتحدث عن هزيمة أمريكا وحلفائها
في أفغانستان مما سوف يتسبب
بانفراط عقد حلف الناتو، وعن
غرق القوات الأمريكية في
المستنقع العراقي، والهزيمة
الإسرائلية أمام قوات حزب الله
في حرب تموز/ يوليو 2006 فضلاً عن
الوحدة التي يعانيها بوش بعد
فراغ البيت الأبيض من كبار
مستشاريه والعاملين فيه
للاستقالات المتتابعة هرباً من
سفينته الغارقة والآزفة على
الرحيل. ومما
يزيد تعقيد المعقّد أيضاً
تهديدات إيرانية نجادية متكررة
عاصفة حارقة وصاروخية مدمرة،
وتنابز سعودي مصري على سوري
ولبناني. مايعينينا
كسوريين رؤيتنا أن المنطقة
مقبلة على عام جديدٍ بئيس ورعيب
من التهديدات الخارجية تتأكد
فيها مجدداً حالة الاستعصاء
الداخلي المستمرة الناجمة عن
عناد نظام فردي تسلطي مستبد عمّ
الفساد والنهب والتشبيح كل
مفاصله، يصر على الاستمرار في
الاستبداد والديكتاتورية
وإشاعة الرعب، وعلى ربط حلّ
أزماته وتهديداته بصفقات
خارجية وأجهزة أمنية في ظل
أجواء من أحكام الطوارئ التي
لاتحمي سوى شبيحته وبلاعيه
ليدخل العامَ الجديد وهو هو
عناداً وإصراراً، قمعاً
وفساداً، تحدياً واستكباراً
أنا أو الطوفان (واللي موعاجبو)
يبلّط البحر. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |