ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كلا..
لو ظنّ آل أسد ، أنكم يمكن أن
تتفقوا.. ماجد
زاهد الشيباني 1)
•
ليس لدى آل أسد أوهام ! إنهم
يعرفون جيداً مَن يعارضهم ! وهم
مطمئنّون تماماً ، إلى أن لديهم
هامشاً واسعاً من الوقت ،
يمكّنهم من العبث والمناورة ،
وكسب الوقت ، والمزيدِ من الوقت
، حتى يَعتصروا آخر قطرة من ماء
الحياة في سورية الوطن ، وآخر
نقطة دم من سورية الشعب ..! حتى
إذا أجبِروا على الرحيل ،
انصرفوا غير آسفين .. لتأكّدهم
من عدم إضاعة ساعة واحدة ، دون
نهب وسلب ، وقتل واعتقال وتدمير
وإجرام ! •
هم يعرفون أن التناقضات
القائمة بين صفوف المعارضات ،
أكبر ، في كثير من الأحيان ،
وعند كثير من فصائل المعارضة ..
أكبر من التناقضات القائمة بين
بعض الفصائل وبين نظام الحكم !
ولقد راهنوا على هذا ، وما زالوا
! ولقد فاوضوا بعض أطراف
المعارضة ، وحدّثوهم بالعربي
الفصيح .. ومنّوهم بنوال النظام
، وحذّروهم من بعض شركائهم في
المعارضة ! وربما كانت بعض
القنوات ماتزال مفتوحة ! وليس
هذا تشكيكاً بنيّة أحد ، أو
سلوكه .. إنّما الأمر قائم على
الأرض ، معروف ، يصرَّح به
أحياناً ، ويلمَّح به أحياناً ،
وتكشفه الممارسات العملية ، على
مستوى القول والفعل ! •
وهم يعرفون أن
الأيديولوجيات ، حاضرة كلها في
صفوف المعارضات ! وأن المصالح
الفردية والحزبية والطائفية ،
حاضرة كذلك ! وأن المخاوف
والهواجس من المستقبل ، حاضرة
كذلك ! وأن الاختلافات الكبيرة
في الرؤى والتصورات وطرائق حساب
القرارات ، حاضرة كذلك ! وأن
التفاوت في مستويات الوعي
السياسي والإخلاص الوطني ، حاضر
كذلك ! وأن التباين في المستويات
الخلقية ، حاضر كذلك ! وأن
الأصابع القادرة على التحريك ،
من بعيد أومن قريب ، حاضرة كذلك !
وأن الضعف لدى كل فريق ، حاضر
كذلك ! وأن مجموع ضعف المعارضات
، الذي يشكّل لها عاملَ إضعاف
إضافياً ، بدلاً من أن يتقوّى
بعضها ببعض فينقلب الضعف
المتفرق قوّة
متجمّعة ، حاضر كذلك ! •
وهم يعرفون أن حبّ التفلسف
والسفسطة والحذلقة ، الذي ابتلي
به كثير ممّن لارصيد لهم في
معارضتهم سوى ممارسته .. قاهر
غلاّب لدى أصحابه ، وأصحابه
مدمنون عليه ، مصرّون على
ممارسته ، في التعامل مع
شركائهم في المعارضات الأخرى ..
حتى لو دمّروا أنفسهم ومَن
حولهم ، كما يفعل مدمن
المخدّرات المبتلى ! •
هم يعرفون هذا كله .. والأصل
أن يعرفوا ، وأن يوظّفوا
معرفتهم في خدمة مصلحتهم، فهذا
من طبيعة العمل السياسي! وليس
ماذكِر هنا ، على كل حال ،
أسراراً أو ألغازاً تستعصي على
فهم البسطاء من الناس ، وتحتاج
إلى عبقريات خارقة لإدراكها !
2) لكن .. ماينبغي أن
يعرفه آل أسد ، والعالم كله ، هو: *
أن في المعارضة رجالاً
حقيقيين أحراراً .. يمتازون
بالوعي ، وبالإخلاص للوطن ،
ولديهم استعداد حقيقي ، للتضحية
بالغالي والنفيس ، في سبيل
استعادة الحرية المسلوبة ، التي
لايكون البشر بشراً إلاّ بها !
حتى لو كان هؤلاء الرجال قلّة في
صفوف المعارضة ، وما نحسبهم
كذلك .. فالشاعر يقول : تعيّرنا أنّا قليلٌ
عديدنا
فقـلت لها : إنّ الكرامَ
قليل ! •
وأن المزرعة التي عاثوا
فيها فساداً ، قرابة أربعين
عاماً ، حان وقت عودتها إلى
صاحبها الشرعي ، وهو الشعب
السوري كله ، بسائر فئاته ،
وشرائحه ، وطوائفه ، وأحزابه ! •
وأن المعارضات ، مهما
اختلفت شرائحها .. مجمِعة ،
ومصرّة ، بأكثريتها المخلصة
الواعية الجادّة .. على إسقاط
حكم العصابة الأسدية الفاسدة ! •
وأن التمادي في الظلم ،
لايدفع الأحرار المظلومين ،
إلاّ إلى المزيد من الإصرارعلى
سحقه ! •
وأن القوى المذخورة الكامنة
، لدى المعارضة ، لايملك زبانية
آل أسد منها شيئاً ! لأنها قوّة
الشعب المقهور، الذي يتحيّن
الفرص ، ليخرج في الشوارع
كالشلاّل الهادر، يكتسح الفساد
والفاسدين ! •
وأن الأرض لله ، يورثها مَن
يشاء مِن عباده ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |