ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ومضات
محرضة : ليسا
فسطاطَين ، اليوم .. بل مواقع
متداخلة ! (
أمّا الغد .. ففي بطن الغيب !) عبدالله
القحطاني 1) المواقع اليوم ،
شديدة التداخل والتشابك ، وعلى
كل صعيد : ـ متداخلة في الشارع
والبيت ، والمدرسة والجامعة ،
والمعمل والمؤسسة ، والدائرة
والشركة .. ـ متداخلة في
التلفزيون ، وفي الإنترنت ، وفي
الصحيفة والمجلّة .. ـ متداخلة على صعيد
العقائد والأفكار، والأخلاق
والأهواء والأذواق .. فالعالم
اليوم ، بازار واحد ضخم ، يعرض
كل شيء مادّي ومعنوي . ويشتري كل
شيء ، مادي ومعنوي!
الفسق بجانب التقى ، والكفر
يجاورالإيمان ، والهدى متقابل
مع الضلال ! * الحقّ والباطل : -
متمايزان حيناً ، يمسك كل
منهما برقبة الآخر! -
ومختلطان حيناً ، لكل منهما
نصيب في الحيّز المشترك بينهما ! -
ومتبادلان قسرياً ،
بالمواقع ، في الساحات التي
تسود فيها شرعة القوّة العمياء ! * والخطأ والصواب :
صريحان نادراً ، وممتزجان
غالباً ، ونسبيّان دائماً ،
ومتفاوتان في النِسب بينهما في
أكثر الأحيان ، ومختلفان حسب
زوايا النظر بشكل شبه دائم ،
وظنّيان يندر اليقين التامّ في
أيّ منهما ، في أكثر المسائل ؛
يقلّ في بعضها ، ويكثر في بعض
قليل منها ! 2) ماينبغي عمله : ـ أن يعرف المرء /
والمقصود هنا صاحب القضية التي
يتبنّاها ويدافع عنها ، أياً
كانت/ موطئَ قدمه في المجال الذي
هو فيه ، والمكان الذي هو فيه ،
والظرف الذي هو فيه ! ـ أن يعرف المناخ
الذي هو فيه ؛ إن كان صديقاً ، أم
معادياً ، أم محايداً ، أم
مختلطاً ! ويعرف مافيه من أعداء
وأصدقاء ومحايدين !
ـ أن يكون على علم
تامّ ، بهدفه العامّ ، الذي يسعى
إلى تحقيقه ، وبهدفه الجزئي في
موقعه الذي هو فيه ، والذي
يستطيع توظيف مَن حوله لتحقيقه
، خدمة للهدف العامّ ! 3) نموذج : في الصراعات
السياسية والأمنية ، درجَ مصطلح
: (الاختراق) ، في وصف العمل بين
الصفوف المعادية ، أو بين
الخصوم .. في حالة تمايز الخنادق
! إلاّ
أن حالة الاختلاط ، المفروضة
على الناس ، جميعاً ، اليوم ، في
سائر الأمكنة والأزمنة، تطلِق
أيدي الجميع ، في العمل بين
الجميع ! (1) وبناء على هذا
الواقع ، تسعى السلطة الحاكمة
المستبدّة ، في سورية ، على سبيل
المثال، إلى زرع من تراه صالحاً
للزرع ، وصالحاً لخدمة أهدافها
.. بين القوى المعارضة لها ،
لتوظيف هذه العناصرالمزروعة ،
توظيفات شتّى ، كلاً حسبما
يستطيع ، في موقعه الذي هو فيه : •
بعضهم يَغزل كلاماً
إعلامياً علنياً ، لمصلحة
السلطة الحاكمة ، من خلال إظهار
حرصه على مصلحة المعارضة ! •
وبعضهم يسعى إلى خلق الفتن ،
بين أطراف المعارضة ، عبر الدسّ
والنميمة ، واختلاق الأكاذيب ،
على لسان هذا ضدّ ذاك ، وبالعكس ! •
وبعضهم يسعى إلى كسب عناصر
من المعارضة ، لحساب السلطة ! •
وبعضهم يشهّر بالمعارضة ،
من خلال نقاط معيّنة ، يدّعي
أنها سلبية ، وأن حرصه على مصلحة
المعارضة ، يدفعه إلى نقدها ،
لتلافيها ! وربّما كان محقاً في
وجود بعض السلبيات ، إلاّ أن
توظيفه لها ، للتغلّب عليها ..
يصبّ في مصلحة السلطة ! وغالباً
مايتوسّع في الحديث عن السلبية
، وعن بعض المتسبّبين بها ، وعن
الأشخاص الذين يعارضون إصلاحها
، وعن المؤازرين لهم .. وهكذا ! (ومن
المؤسف ، أن يتشابه في هذه
الحالة ، بعض المعارضين
الحقيقيين المخلصين ، مع
المعارضين المزيّفين ،
المزروعين لحساب السلطة ،
وأولئك الذين باعوا أنفسهم
للسلطة ، لاحقاً ، لقاءَ مكاسب
معيّنة ، أو بناء حسابات معيّنة
..! والتمييز بين الصنفين ، يحتاج
إلى وقت ، وجهد ، ووعي ،
وخبرة ، وحكمة .. وذلك لتحديد
ماينبغي اتّخاذه من مواقف ، ومن
طرائق وأساليب ، في التعامل مع
كلّ من الصنفين !).
(2)
المعارضة لديها مجالات واسعة ،
وآفاق مفتوحة ، للتعامل مع
أبناء شعبها ، على أوسع نطاق ،
في الداخل والخارج ، ومع سائر
فئات الشعب ، دون استثناء .. حتى
العناصر المحسوبة على السلطة !
لأن المسألة الوطنية تهمّ
الجميع ، والأخطار الناجمة عن
فساد السلطة وظلمها وعبثها ،
تنال الجميع ، حتى الذين في
مواقع معيّنة في السلطة ،
المخدوعين بماهم فيه ، من
استقرار نسبي مؤقّت ، الغافلين
عما ستجرّه عليهم ممارسات كبار
الفاسدين ،
الممسكين بأزمّة السلطة في
الدولة ، من كوارث ، لايرونها
حتى تقع فوق رؤوسهم .. ولاتَ ساعة
مندم ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |