ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مَري
المسَدْ وفَري الجسَدْ ، فيما
صلحَ وما فسدْ ، وماراج
وما كسَدْ .. في عهد آل أسدْ ! سامي
رشيد أهذا عنوان لملحمة
تاريخية موغلة في القدم ؟ لا
.. إنه عنوان لتراجيديا سوداء ،
حديثة ، عصرية ، موغلة في التخلف
، جاثمة على صدر الشعب السوري ،
منذ قرابة أربعين عاماً ..!
لكن .. ما الصلة بين مَري
المسَد ـ أيْ : شدّ الحبل ، كما
يمتَرى ضرع الدابّة الحلوب ـ
وبين فري الجسد .. في البحث عن
واقع آل أسد ، وواقع الشعب تحت
حكمهم !؟ الجواب
عند شعب سورية كله ، أولاً ..
وعند معارضاته ، ثانياً .. وعند
الحالمين بخير يرتجى من أولاد
حافظ أسد ، ثالثاً .. وعند
القادمين من بطن الغيب ، ممّن
سيقرأون تاريخ الأسرة (النبيلة
!) رابعاً ! •
حين غدر حافظ برفاق حزبه
ودربه ، وعصف بهم ، بدأ بنثر
الوعود الذهبية ، على رؤوس
أبناء سورية ، بالجملة والمفرق
..! وعوداً بالإصلاح ،
وبالتغيير، وبجعل البحارحليباً
وعسلاً ، لأبناء الشعب السوري
المكروب ! فسمّى تشرينه الذي غدر
فيه برفاقه : تشرين التصحيح ! •
وبرغم شكوك العقلاء ،
بمزاعم المغامر الغادر ،
ويقينهم بأن الشوك لا
يثمرعنباً، فقد مال بعضهم إلى
تصديقه ، من باب : ( اتبع العيّار
إلى باب الدار!) أو ( الحق
الكذّاب إلى وراء الباب !) ـ على
اختلاف روايات المثل ـ
وظلوا ينتظرون الوعود ،
وظلوا يمضغون الآمال المشحونة
بالآلام ، ويجرّون بأيديهم حبال
الزمن ، يوماً بعد يوم ، وشهراً
بعد شهر، وعاماً بعد عام ..
ويسحبون بأيديهم الحبال
الخلّبية ، الممدودة عميقاً في
بئر الأوهام ، لامتياح قطرات من
مياه الوعود ، لعلها تبلّ شيئاً
من الظمأ ، الذي بات يحرق القلوب
والأكباد ، بعد الوعود بإنجاز
الأفعال ، والوعود بإنجاز
الوعود ، ثم الوعود بعدم نسيان
الوعود ، ثم.. ثم.. لاشيء ألبتّة ،
سوى الظمأ والحرمان ، ثم فري
الأجساد بأنواع من السكاكين لم
يعرفها شعب سورية ، في تاريخه
كله ! •
من لم يعرف مرحلة التصحيح ،
وكم مُريَ فيها من مسَد ، وفُري
من جسد ، في عهد الأب النبيل
المغوار.. فلينظر بين يديه ،
الآن ، وتحت قدميه .. ليرى مافي
عهد الشبل ، من خيرات وبركات ،
متراكمة من عهد التصحيح ،
وممتدّة في عهد الاستمرار
والتطوير ! فما جاء مصطلح
الاستمرارعن عبث .. إنه الترسيخ
والتأصيل والتأبيد ، للعهد
الخيّر النيّر؛ عهد الأب البطل
، بطل التشرينين! أمّا مصطلح
التطوير، فجاء عن قصد وتصميم ،
كذلك ، لأنه مقصود لذاته! أمّا
مضمونه ، فلايعرفه تحديداً،
إلاّ من عاشه يوماً بيوم ،
وساعة بساعة ، من أبناء شعب
سورية الصابرين ! •
هل ثمّة نماذج عن معنى
التطوير ومضمونه ؟
إذا كان معنى
الاستمرار معروفاً ، فمعنى
التطوير يحتاج إلى تحديد القصد
منه .. ويشمل : كيفية التطوير،
ومداه ، واتجاهه ! وهذا كله ،
يعيدنا إلى بقيّة العنوان : ما صلح وما فسد ، وما
راج وما كسد ! ـ البقية الباقية من
الثوب الرثّ ، المتخرّق من عهد
الأب .. بليتْ تماماً ، فلم تعد
ثمّة قطعة صغيرة متماسكة ، تستر
جزءاً من البدن البشع ، بدن
النظام المقيت الشاذّ .. سواء
أكان ذلك على مستوى الشعارات
الداخلية ، أم الخارجية ! فلا وحدة ، ولا حرية ،
ولا اشتراكية .. كل شيء تهشّم
تماماً ، فصار كرماد تذروه
الرياح !
أمّا شعار (الصمود والتصدّي
!) ، فصار: ( الممانعة !) وظلّ
الغموض يلفّ المصطلح الجديد ،
كما لفّ المصطلحين السابقين ،
وسائر المصطلحات التي ابتكرها
آل أسد ! وأهمّ
مافي المسألة ، أن من أراد معرفة
ماصلح ومافسد ، في عهد الأسرة
النبيلة ، فحسبه أن يسأل أيّ
مواطن سوري ، صغيراً كان أم
كبيراً ، ليقول له المواطن ،
ببساطة ، مايلي : ـ
إن الصلاح في العهد الأسدي
النيّر، هو أن تبلغ أعلى كل
قمّة، من قمم الفساد ،
والإجرام، واللصوصية
، والسرقة ، والنهب ، والرشوة ،
والكذب ، والتزييف ، والغشّ ،
والخداع ، والتآمر، والغدر ..!
أيْ ، باختصار: أن تكون شيطاناً
مَريداً حقيقياً ، ليس لديك
ذرّة واحدة من خير، أو من فطرة
إنسانية سويّة ! ـ أمّا الفساد ، في
نظر آل أسد وأزلامهم ، فهو كل
نزعة خير، أو ذرّة خلق أو حياء ..لدى
أيّ مواطن من شعب سورية ! ـ وإذا كان لكل شيء
مقياس يقاس به ، فمقياس الحقّ
والباطل ، والعدل والظلم .. هو
القضاء ! وهو أوضح المقاييس ؛
لأن المقاييس الأخرى نسبية جداً
، ويكتنف الغموض كثيراً منها ،
مثل : الضمير ، والسلوك الملتبس
، والكلام المغلف بأغلفة شتّى ! وهنا
، على كل من أراد معرفة حال
القضاء في سورية ، أن يَدخل في
مقاضاة صغيرة ، على سبيل
التجربة والاطلاع .. ليكتسب
معرفة لايستطيع تحقيقها بالنظر
من بعيد ..! ولا
نقول ، هنا : القضاء الأسدي
الخاصّ ، المفصّل لخدمة الكراسي
الأسدية ، أيْ : القضاء
الاستثنائي ، المتمثّـل بأمن
الدولة ! بل نقصد القضاء العادي
، بدرجاته الثلاث : الابتدائي ،
والاستئناف ، والتمييز ! فمن
وجد قاضياً واحداً لايرتشي ،
فقد وجد الفاسدَ الكاسد ! وكل
ماعداه ، فهو صالح رائج ! ( ولن
نحكم على القضاة جميعاً بالفساد
، هنا ! فلا نتوقّع أن يخلو
القضاء السوري العريق ، من قضاة
صالحين شرفاء ، تأبى عليهم
كراماتهم ، الانغماس في
المستنقع الأسدي الآسن ! لكن ..
كمْ نسبتهم ؟ ومَن هم ؟ هذا تصعب
معرفته ، إلاّ بناء على بحث
معمّق طويل !) . فهل
ثمّة مَن يحبّ أن يجرّب ، ممّن
هم خارج السجن الأسدي الخانق ؛
سورية !؟ أمّا
شعب سورية ، فقد عرف كله ، وأيقن
كله .. أن : لابدّ ممّا ليس منه
بدّ ! وبالتالي : لابدّ من إسقاط
هذا النظام الفاسد ، مهما طال
الزمن أوقصر..على مذهب من قال : لابدّ
مِن صَنعا ، وإنْ طال السفَرْ
وإنْ تَحنّى كلّ عَوْدٍ ،
ودَبِرْ (
أيْ : وإن هَزلَ كل جمل مسنّ ،
وتقرّح ظَهره من طول السير!) . وإنّ غداً لناظره
قريب ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |