ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ومضات
محرّضة : حكم
الأسرة الأسدية .. هل هو مرتبط
بنهاية التاريخ !؟ عبدالله
القحطاني 1)
فكرة نهاية التاريخ ، في نظر
المفكر الأمريكي الأحمق الذي
اخترعها ، تعني أموراً كثيرة ،
غير ماحلم به أو توهّمه ، من
سيطرة إمبراطوريته المغرورة
الشرسة ،على العالم ! ومن هذه
الأمور: •
انتهاء سنّة التدافع بين
الناس .. وبانتهائها تَفسد الأرض
، وتنتهي الحياة ! فالله عزّ
وجلّ ، يقول : ولولا دفعُ الله
الناسَ بعضَهم ببعضٍ لفَسدت
الأرض ! •
تنصيب أمريكا ، نفسَها ،
شريكة لله ، في الهيمنة على خلقه
.. لأنها ، عندئذ ، تتجبّر كما
تشاء ، وتفعل بالعالم ماتشاء !
ويكفي أن يَحكمها رئيس أحمق ،
حتى يدمّرها بنوبة من نوبات
الهوَس أو جنون العظمة .. كما
أحرق نيرون روما ، ذات يوم ،
وجلس يستمتع بالنظر إلى ألسنة
اللهب ، وهي تأكل المدينة ! والله ، عزّوجلّ ، لا
يـُشرك في حكمهِ أحداً ! وهو القائل ، سبحانه :
حتّى إذا أخذت الأرض زخرفَها
وازّينَتْ وظَنَّ أهلُها أنّهم
قادرون عليها أتاها أمرنا .. •
بقاء الشعوب التي يَخضع
حكّامها لأمريكا ، خاضعة
للهيمنة الأمريكية إلى الأبد
..عن طريق الحكّام الطغاة ،
المجرمين المرتبطين بأمريكا ،
التي تعيّنهم وكلاء لها في
بلادهم ، وتسمّيهم حكاماً
ورؤساء ! وكلما هلك أحدهم ، أو
قصّر في واجب الطاعة لوليّة
نِعمته ، وضعت بديلاً عنه ، دون
أن يكون لدى الشعوب المستعبَدة
أيّ حلم ، بالتحرّر
من نير الاستعباد والطغيان ! •
بقاء الدول القويّة الحيّة (
أوروربّا .. الصين .. اليابان ..)
غير المستعبدة للأمريكان ،
عاجزة عن منافسة أمريكا ، وعن
التصدّي لهيمنتها ، أو لعدوانها
، فيما لو فكّرت
بالعدوان على أيّة دولة
واحتلتها! حتى لو امتلكت هذه
الدول أرقى أنواع التكنولوجيا ،
وأفضل أنواع الأسلحة
الحديثة المتطوّرة ! ( ولقد حلم
هذا الحلم ، المنظر السياسي
المعروف بريزينسكي ، قبل
فوكوياما .. وزعم أن تناقضات
الدول التي يمكن أن تنافس
أمريكا ، في القرن الحادي
والعشرين ، تَحول بينها وبين
هذه المنافسة
.. لأن أياً منها ، لاتملك القوى
المجتمعة التي تملكها أمريكا ،
وهي قوّة الاقتصاد ، والقوّة
العسكرية ، وغيرها .. فالدولة
التي تملك قوّة اقتصادية ضخمة
تنافس قوة الاقتصاد الأمريكي ،
لاتملك قوّة عسكرية منافسة
لقوّة أمريكا .. والتي تملك
القوّة العسكرية لاتملك القوّة
الاقتصادية أو البشرية ..!). 2) فهل تحلم أسرة أسد ،
أن تكون مسماراً خالداً ، في
الماكينة الأمريكية الأبدية ..
لاينكسر ، ولا يصدأ ، ولا يقبل
التبديل ، حتى من أجل صيانة
الماكينة نفسها ، وتحسين أدائها
في العالم !؟ وإذا كانت لا
تستطيع
أن تكون مسماراً قوياً ثابتاً ،
في الماكينة الأمريكية ، كما
تحلم ، وكما تحرص على تسويق
نفسها .. وذلك لأنها مسمار هشّ
ضعيف فاسد ، لا يصلح إلاّ لمرحلة
انتقالية مؤقّتة ، ريثما يؤمّن
البديل عنه .. فهل تحلم أن تكون
مسماراً في إمبراطورية الفرس
الجديدة ، التي تتظاهر بالعداء
للشيطان الأكبر، وتنسّق معه على
أوسع نطاق ، وفي أعمق المسائل
وأخطرها !؟ وإذا
احتمت من الأمريكان بالفرس ،
واحتمت بالفرس والصهاينة
والميليشيات ، من شعبها.. ثم
أتاها الله من حيث لاتحتسب ،
فتحرّكت الشعوب الإيرانية
المضطهَدة ، ضدّ هيمنة الفرس
واستبدادهم.. فتفكّكَ الشبح
الإمبراطوري داخلياً ، بمساعدة
عوامل خارحية ، وعجزَ عن نصرتها
ـ أيْ : أسرة آل أسد ـ ، وتخلّى
الصهاينة عنها ، لحساباتهم
الخاصّة ، المتعلقة بمصالحهم
المتغيّرة مع الزمن ، وأحسّ بعض
قادة الميليشيات ، بالخطر، من
ارتباطهم بالأسرة الضعيفة
الفاسدة ، ومالوا باتّجاه آخر..
فماذا يبقى لهذه الأسرة ، التي
تأبى مجرّد النصيحة من أيّ ناصح
، مخلص لها مشفق عليها ، ممّن
وظفتهم لخدمة قراراتها وحماية
سلطاتها.. وظلت تطارد غلاماً
مراهقاً ، كتبَ كلمة في شبكة
الإنترنت ، وتحكم عليه بالسجن ،
لتآمره على الوطن ..! ماذا يبقى
لها ، حتى من دموع المشفقين
عليها ، من الحاطبين في حبلها ،
والمصفّقين لشعاراتها ، من
السذّج والأغبياء ، خارج الوطن
الصابر الجريح !؟ 3) أهذه أحلام يقظة ،
تدفعنا إلى التفكير بمصير الأسرة
الفاسدة ، وخلاص الشعب منها !؟ ربّما .. ولكن : أليست أحلام اليقظة ،
لدى الشعوب المضطهدة ، بالخلاص
من حكّامها الفاسدين .. أكرمَ من
أحلام اليقظة ، بالخلود في
كراسي الحكم ، لدى هؤلاء
الحكّام ، وأكثر واقعية
وإمكانية ، وانسجاماً مع سنن
التاريخ الإنساني .. لاسيّما إذا
كان الحالم شعباً حياً ، حراً
أبياً ، فاعلاً ، متمرساً بفنّ
كنس الطغاة ،عبر السنين ..
كالشعب السوري الصابر
النبيل
!؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |