ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ماأنصفتَ
جيرانَك ، بني صهيون .. يامفتي
حسّون ! (المفتي
السوري أحمد حسّون ، يسوّي بين
الصهاينة والفلسطينيين ، في
الإجرام ، ويلعن الفريقين !) سامي
رشيد 1)
صرّح مفتي الجمهورية السورية ،
الشيخ أحمد حسون ، في خطاب له
أمام البرلمان الأوروبّي ، بلعن
مَن يقتل فلسطينياً ، ومن يقتل
إسرائيلياً ، فسوّى بين الجلاّد
والضحيّة ..! وقال بالحرف الواحد
، كما جاء على موقع العربية نت ،
في تاريخ 16/1/2008
: لعنَ الله كل من يقتل طفلاً
، او شخصاً ، فلسطينياً ، أو
إسرائيلياً ، أو عراقياً .. لأنه
يقتل الإنسان الذي كرّمه الله ،
بمعزل عن ديانته.. ). وذلك دون أن
يوضح فضيلة المفتي ، طبيعة
اللعن.. وهل جاء على شكل إخبارعن
ربّ العالمين ، بأنه أوقع اللعن
على الأصناف المذكورة ، واطّلع
فضيلته ، على هذا الخبر الوارد
عن ربّ العزّة ، في نصّ قرآني ،
أو حديث نبوي ، أو حديث قدسي ..!
أم أن اللعن جاء من فضيلة المفتي
، بصيغة الدعاء .. أيْ أنه يدعو
الله أن يلعن الأصناف المذكورة ! •
حرام عليك ياشيخ حسّون ،
أيّها المفتي الجليل ، أن تسوّي
بين الجلاّد والضحيّة؛ بين شعب
فلسطين المجرم المتوحّش ،
بأطفاله، ونسائه، وشيوخه ،
وعجَزته ، ومعوّقيه.. المتعطّش
لسفك الدم الإسرائيلي البريء ..
أن تسوّي بين هذا الشعب المجرم ،
وبين الحمام الإسرائيلي الوديع
،الذي لايملك إلاّ الدفاع عن
نفسه ،عند الضرورة القصوى ،
وحين تضطرّه وحشيّة
الفلسطينيين ، إلى ذلك .. وهو
يلتزم بأدنى دفاع ممكن عن النفس
..! •
حرام عليك أن تسوّي بين خراف
إسرائيل الضالّة ، وبين ذئاب
الشعب الفلسطيني المفترسة ،
التي تفتك صباحَ مساءَ ، بهذه
الخراف البريئة ! •
حرام عليك أن تعامل الجلاّد
الفلسطيني ، الجزّار الهمجي ،
معاملة الضحيّة الإسرائيلية
المسكينة الوادعة ! التي تودّع
كل يوم ، مجموعة طاهرة من
شهدائها الأبرار ، إلى جنّات
الخلد ، بسبب مجزرة يرتكبها
بحقّها هذا الجزّار الفلسطيني
الأثيم! •
هل تملك قلباً من حجر ،
يافضيلة المفتي ، لكي تجعل
الطفل الفلسطيني المجرم ، الذي
يرمي الحجر الفتّاك ، في وجه
الدبّابة الإسرايلية المسالمة
، التي تزور مدينته ، لتطمئنّ
عليه وعلى أهله ، وترعاهم وتحسن
إليهم .. تجعل هذا الطفل
المتوحّش وحجره الفتّاك الرهيب
، مثل الصهيوني المتحضّر،
الرقيق المؤدّب ، الوديع
الإنساني النبيل ، ودبّابته
الوادعة المسالمة ، التي تحمل
الحبّ والخير لشعب فلسطين كله ! •
هل نسيت أن شعب إسرائيل ، هو
جار للسيد بشار، رئيسك النبيل ،
الذي ترقص أمامه برشاقة ، و
تفديه بالروح والدم !؟ وأن رعاية
الجار من شيمته ، وشيمة أبيه
الذي حافظ على حقوق الجوار،
طوال مدة حكمه ، ولم يزعج جيرانه
البسطاء الطيّبين، حتى وهم في
ضيافته في الجولان ، الذي منحهم
إيّاه هدية عربية ، لم يقبض
لقاءها شيئاً ، سوى كرسي صغير،
في بيت صغير، في قمّة جبل قاسيون
! وحتى هذا البيت سمّاه قصر
الشعب ، ولم يرض أن يستأثر به
لنفسه وأسرته ! 2) شعب سورية كله يعلم
، يافضيلة المفتي ، أنك مفتٍ
للسيد الرئيس بشار .. ولاعلاقة
لك بسورية وشعبها ! وأن مفتي
السلطان هو الناطق الرسمي
الديني باسم السلطان ، كما أن
وزير الإعلام هو الناطق الرسمي
باسم الحاكم الذي عينه .. وأن
تصريحك إنّما هو تصريح السلطان
الذي ولاّك ! وما نحسبك من النوع
الساذج جداً ، لتظنّ نفسك
مفتياً لسورية وشعبها ، وأنك
تفتي باسم سورية وشعبها ! فأنت
تعلم جيداً ، أنْ ليس ثمّة مواطن
عاقل في سورية ، يثق بدينك أو
بعلمك ! وها أنتذا ، تبرهن
ببساطة ، على مالديك من دين راسخ
، و عقل راجح ، وعلم غزير ..! بهذا
التصريح الذي تنسف فيه كل ذرّةِ
ثقة بدينك ، أو عقلك ، أو علمك ..
يمكن أن تساور أيّ إنسان ذي بصر
أو بصيرة ؛ وذلك حين تسوّي بين
المجرم المتوحّش ، الوالغ في
دماء الابرياء ، وبين البريء
الضحيّة ، طفلاً كان ، أو امرأة
، أو شيخاً ضريراً ! وبناءً
عليه : •
ألا ترى أن من واجبك ،
يافضيلة المفتي ، أن تحسب
حساباً لمشاعر سيّدك النبيل ،
الذي يحافظ على حقوق الجوار، مع
الصهاينة الأطهار الأبرار ،
ويراعي إحساساتهم الرقيقة
المرهفة ، التي تتأذّى من أيّ
تشبيه ، أو مقارنة ، أو موازنة ،
بين الشعب الإسرائيلي الطيّب ،
وبين الهمج المتخلّـفين من
أبناء فلسطين المعتدين الآثمين
!؟ •
هل ظننت ، أو توهّمت ، أن
وجود بعض قادة الفصائل
الفلسطينية في دمشق ، في رعاية
سيّدك الذي تفتي له .. يجعل لهذه
الفصائل ، أو لشعبها كله ، قيمة
تعدل أو تقارب قيمة الشعب
الإسرائيلي النبيل ، وقيادته
الحكيمة ، الحريصة على بقاء
سيّدك الهمام في قصر الشعب ، حتى
يورث الكرسي لابنه الشبل الصاعد
، حافظ الثاني ، ثم لبشار الثاني
، وهكذا .. حتى يرث الله الأرض
ومَن عليها !؟ •
ألم يخطر في بالك ، (وأنت
اللبيب الأريب !) ، أن تصريحاً
مِن هذا القبيل ، قد يعرّضك
للمساءلة ، بل قد يفقدك منصب
الإفتاء ، الذي دفعتَ لأجله
أثمانا باهظة ، منها دينك
وكرامتك ، والقطرات القليلة
الباقية من ماء وجهك ! •
ألا تعلم أنك ، بهذا التصريح
الخطير، فتحت بوّابة واسعة جداً
، للتأمّل والتفكير، وإعادة
الحسابات ، لدى الأطراف جميعاً
.. وفي مقدّمتها الأطراف التي
تثق بسيّدك ، وتظنّ فيه بقيّة من
خير ، أو من روح ، أو من عزيمة
يمتح منها شعاراته الرنّانة ،
البديعة اللطيفة !؟ وأنك بهذا
التصريح ، وضعته في موقف حرج ،
بين خيارين أحلاهما مرّ ، الأول
: هو إقالتك من منصبك ، بصفتك
مفتيه الديني الخاصّ ! والثاني:
هو مواجهة فقدان صدقيته أمام
الناس ، الذين يتوهّمون أن فيه
شيئاً ليس في غيره .. وسيكتشفون ،
بعد أن يزول عنه بريق الشعار
اللماع ، شعار الممانعة .. أن تحت
هذا الشعارصدأ وقماءة وهزالاً
وضآلة ، لم يعرفها أصغر مسؤول في
أيّة دولة ، عربية أو غير عربية !
( نحن نعلم ، يافضيلة المفتي
، أنك ، بتصريحك العلني هذا ،
وبغيره مِن غير المعلَن .. إنّما
تريد تلميع صورة سيّدك المتفلسف
الصغير الممانع ، أمام صنّاع
القرار الغربيين ، الذين
يشدّدون الضغوط عليه هذه الأيام
.. وأن تصريحك هذا ، لم يكن ليخرج
من بين شفتيك دون موافقته .. وذلك
ليقول صنّاع القرارهؤلاء : بورك
ذاك الحاكم الشبل ، الذي يحوي
مثل هذا المفتي (المسالم الحكيم
)! إلاّ أنك أسرفت كثيراً ، يارجل
.. ولعنتَ حلف الممانعة كله ، من
محمود أحمدي نجاد الذي يخطط
لإلقاء إسرائيل في البحر ، إلى
حسن نصرالله الذي يهدّد بحرق
مابعد بعد حيفا ، ولديه عشرون
ألف صاروخ جاهزة لقتل
الإسرائيليين ! مروراً بالأسد
الممانع ، ابن الأسد المتصدّي !
فإذا سكت عنك سيّدك الممانع ،
لأن كلامك يلمّع صورته .. فهل
يسكت عنك أطراف الحلف الآخرون !؟)
. •
ألا تخشى أن يهتبل الفرصة
منافسك الحلبي العريق ، الذي
باع السجّاد العجمي الفاخر الذي
كان يغطّي أرضيات أعرق مساجد
حلب ، وقبض ثمنه لنفسه ، وقعد
ينتظر لحظة الانقضاض عليك .. ألا
تخشى أن يقفز إلى مكانك في كرسي
الإفتاء ، بعد أن يلفت أحد
الخبثاء نظر سيّده وسيّدك ،
الفيلسوف الحاذق ، إلى أن
تصريحك أمام البرلمان
الأوروبّي ، أضرّ بسمعته
وسياستة كثيراً ، أمام من
يَعرفون العلاقة الوثيقة ، بين
السلطان ومفتيه الخاصّ !؟ 3) ختاماً : لانملك ،
يافضيلة المفتي ، إلاّ أن
نذكّرك بهذه الأبيات ، ونذكّر
بها شعب سورية ، (السعيد جداً !) ،
بك وبسيّدك ، ونذكّر كل ذي لبّ
أسعدته الأيام بمعرفة مفتٍ مثلك
، وسيّد مثل سيّدك : إذا هانت رؤوسُ الناس
هانوا
وإنْ ضاعت رعاة الناس ضاعوا وإنْ غابت أسود الغاب
عنه
تَـولّـتْـه الـثَـعالب
والضباع وإن صار المنافق شيخَ
فَتوى
فـما يجدي القياسُ ، ولا
السماع ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |