ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
علمانية
, ليبرالية, ديمقراطية,
والحصيلة ماذا ؟! (
1 – 4 ) د.نصر
حسن هل
وقعنا في سخرية التاريخ
والاستبداد معاً ؟!, يبدو الأمر
كذلك ! فهل يعيد " العلمانيون
" ترتيب المفاهيم وتجسيم
النظرة لرؤية الواقع كما هو
والتصالح معه ؟! ومعهم "الماركسيون
" السوريون نظرتهم إلى مفهوم
زوال الدولة و"خرطوشة"
انجلس ؟! مرةً أخرى ,أهي سخرية
التاريخ كما وصفها هيجغل من حيث
أن الثورة التي قاموا بها لا
تشبه أبداً الثورة التي كانوا
يعتزمون القيام بها ؟! وهل حان
الوقت للرجوع إلى الواقع وإعطاء
مفهوم الدولة أبعاده العملية
التي تفرزها حركة التاريخ
البشري الاجتماعية وملحقاتها
الحقوقية ؟!. هم
معنيون بالإجابة أمام الشعب
والمفهوم نفسه أيضاً, وترجمته
الواقعية في مسار التاريخ وكنه
علاقاته وحاجته الدائمة إلى
حارس مستقل عادل وأمين على
مصالح الكل الاجتماعي, إذ على
خلفية تحديد مفهوم الدولة تتحدد
الكثير من نتائج الصراع السياسي
والاجتماعي والأهلي وطبيعة
السلطة ومفاعيلها , وأمام واقع
عياني وشريط سياسي يمثل الصراع
على خطف مساحة المجموع ( الدولة
والسلطة) والعبث الفردي
الديكتاتوري فيها ,عاشته شعوب
ودول أكثر من نصف الكرة الأرضية
لما يقرب من قرن في السلطة
المستبدة , وواقع الخريطة
الجغرافية والسياسية
والاجتماعية والحقوقية ومفهوم
الدولة نفسه في عموم المعسكر
الاشتراكي وملحقاته سابقاً
يجيب على ذلك . وهذا
يفرض نقلة
مفاهيمية محمولة على أسس جديدة
أهمها تحرر العقل و المشروع
السياسي معه من تخدير المثالية
الثورية وحلم الإصلاح اللفظي ,
وإعادة القيمة لأسس الفكر
والفلسفة الجامعة نفسها كمناهج
, وينسحب هذا بدوره على
الماركسية والعلمانية
والديمقراطية والليبرالية وكل
مفاهيم الحداثة والتطور
التاريخي,وعليه مطلوب هجر
التبعية والإسقاط النظري
واعتماد التفكير الجدلي ما أمكن
ذلك منهجاً لقراءة الصورة
وإعادة تركيب المفاهيم النظرية
ليس على قياس الرؤى الفردية
التجريدية , بل على قياس الواقع
الاجتماعي والاقتصادي والسياسي
المتحرك بأفقه الإنساني
التاريخي . وما من
شك بأن محرك التاريخ البشري في
أحد أشكال قوته هو بروز فلاسفة
ومفكرين ومبدعين بأبعاد كونية ,
واستطراداً وعلى أرضية النظرة
المفاهيمية الجزئية واللاهوتية
تلك , يمكن تفسير هذا الفشل
الذريع للنخبة
المثقفة من الدخول على خط
الأحداث في مرحلة خطيرة من
التخلف والتفكك وفساد السلطة في
سورية. فبداهةً
,المشكلة ليست في المفاهيم,
بل في الواقع وأدواته
الفكرية والثقافية الحالية
ونظم السلطة فيه والأنساق
السياسية الفاعلة فيه , وبقدر
تعلق الموضوع بالماركسية
والعلمانية والديمقراطية
والليبرالية , بما هي أوجه لمجسم
بشري واحد اسمه المجتمع في شكل
الدولة تحددها مرحلة تارخية
معينة, الدولة التي تعني مجموعة
أو مجموعات من البشر لهم مصالح
متباينة ورغبات مختلفة وغير
ثابتة وهي حقائق اجتماعية نسبية
مرتبطة أساساً بمستوى وعي الناس
والدول والعلاقات المتداخلة
بينها ,فمنها ماهو إنساني مشروع
بانسجامه مع المجموع ,ومنها
ماهو فردي ذاتي غير مشروع لأنه
يتعدى على المساحة الاجتماعية
العامة بما تمثله من قيم وأعراف
وثقافات وعادات ومصالح وتكوين
تاريخي طويل. فهل
قوى اليسار والعلمانية
والديمقراطية على اختلاف
تسمياتها مستعدة ومؤهلة الآن
لنقد التجربة الماضية بعمق
ومنهجية ونقض تاريخها السابق ,
والتواضع والنزول إلى واقع
المجتمع والتعلم منه , بعد أن
فشلت على مدى أكثر من قرن في
تعليمه؟!.....يتبع ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |