ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
جوانتناموا
... في ذكراه السادسة ياسر
سعد تظاهر
عشرات الآلاف في العديد من
العواصم العالمية في الذكرى
السادسة لإنشاء معسكر الاعتقال
في جوانتناموا للمطالبة
بإغلاقه استجابة لنداء منظمة
العفو الدولية, والتي جمعت
توقيعات أكثر من 1,200 برلماني من
مختلف أنحاء العالم للمطالبة
بالأمر ذاته. ما
يزال هناك حوالي 275 معتقلا في
معسكر جوانتانامو، بعدما نقل
منه حوالي 500 معتقل بشكل تدريجي
إلى بلدان أخرى. المنظمات
الحقوقية العالمية حملت بشدة
على المعتقل نظرا لظروفه
القاسية ولحرمان السجناء فيه من
حقوقهم الأساسية القانونية
والإنسانية. الصور
التي تناقلتها وسائل الإعلام
لمعتقلين ينقلون إلى
جوانتناموا في أيامه الأولى,
وقد كبلت أيديهم وأرجلهم وأغمضت
أعينهم ووضعت على آذانهم عوازل
صوتية, كانت صادمة وصاعقة
وأثارت قلق المعنيين بحقوق
الإنسان. اللجنة الدولية للصليب
الأحمر رأت حينها أن معاهدة
جنيف الثالثة تحظر نشر صور
للأسرى فيما خاطبت صحيفة "ميرور"
البريطانية توني بلير قائلة له
أي جحيم تفعله باسمنا؟ وزير
الدفاع الأمريكي آنذاك,
رامسفيلد أطلق تسمية مستحدثة
على أولئك الأسرى بأنهم "مقاتلون
غير شرعيين" للتهرب من
المسؤوليات القانونية
والإنسانية والتي تفرضها
معاهدة جنيف. يحظى
معسكر جوانتناموا باهتمام
إعلامي من وقت لآخر, حين يتم
إضافة موقوفين جدد إليه, أو ينقل
أو يفرج عن معتقلين قدامى منه,
أو تقع أحداث لافته كحالات
انتحار مزعومة أو إضرابات عن
الطعام فيه. غير أن المعتقل أخذ
حيزا واسعا من المتابعة
الإعلامية في مايو 2005 عندما
نشرت مجلة "نيوزويك"
تقريرا عن تدنيس جنود أمريكيين
القرآن فيه, مما أدى لردود فعل
غاضبة ضد أمريكا في العالمين
العربي والإسلامي . كان أبرزها
في أفغانستان – البلد الذي "حررته"
القوات الأمريكية من طالبان-
حيث اندلعت مظاهرات صاخبة تحتج
وتندد بالحدث, فسقط العديد من
المحتجين ألأفغان صرعى برصاص
القوات الأفغانية والأمريكية,
وتوسعت دائرة الاحتجاجات لتصل
إلى كابول وجامعتها، حيث تحرك
مئات الطلاب ليحرقوا الأعلام
الأمريكية ويرددوا الشعارات
المناهضة للأمريكيين. آخر
ما ورد من جوانتناموا من أخبار
كان في نهاية العام الماضي, حيث أعلن
الجيش الأمريكي وفاة المعتقل
الأفغاني عبد الرزاق (69 عامًا)،
والذي كان يتلقى علاجًا
كيماويًا لسرطان القولون
والمستقيم. عبد الرزاق اعتقل في
أفغانستان في يناير عام 2003م،
وكان "جهاديًا ملتزمًا"
حسب مصدر عسكري أمريكي. القتيل
الأفغاني، يربو على السبعين،
وقد اعتقل من حوالي خمس سنين، أي
أنه كان في منتصف الستينات، فما
الذي يمكن للمرء أن يتصوره من
قدرة رجل في هذا العمر على
الفعل، خصوصا الجانب القتالي
منه؟ في
غالبية دول العالم الدكتاتورية
منها والديمقراطية، يُطلق سراح
السجين، حتى ولو كان مجرما
جنائيا أو قاتلا محترفا، إذا
ثبت أنه يعاني من مرض عضال، وأن
أيامه أصبحت معدودة. فلماذا لم
تطلق السلطات الأمريكية سراح
الأسير الأفغاني العجوز
والمريض، ليقضي نحبه في بلاده
وبين أهله؟ وأي خطر سيشكله رجل
يصارع الموت على أمريكا وأمنها،
خصوصا وأن الرجل مثل كثيرين، لم
يحاكم، ولم تحترم حقوقه
الأساسية الإنسانية
والقانونية؟ السلطات
الأمريكية صمت آذانها عن
الانتقادات الدولية لمعتقلها
سيء الصيت والسمعة في
جوانتناموا, واحتجزت العشرات من
المتهمين دون أن توجه لكثير
منهم تهما أو تعرضهم لمحاكمات
عادلة بالمقاييس الدولية. بل
إنها عمدت إلى إطلاق سراح
العديد منهم ممن لا ناقة لهم
بالأحداث ولا جمل, بعد احتجاز
طويل دون أن تعتذر منهم أو تقدم
لهم تعويضات عن سنوات عمرهم
التي اغتصبتها منهم, أو
المكابدة والمعاناة التي
جرعتهم إياها. سيبقى
جوانتناموا شاهدا حيا على أننا
نعيش في عالم يحكمه قانون القوة
وجبروتها, وعلى معايير مزدوجة
ودليل إدانة لإدارة أمريكية
أدعت أنها تحارب الإرهاب
بأساليب إرهابية, وزعمت أن أمن
الأمريكيين يمر عبر تدمير
إنسانية شعوب أخرى, وأن حقوق
الإنسان وكرامته تصوغها طائرات
ب 52 وصواريخ توما هوك.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |