ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ثقب في قلب عملية أنابوليس

أ.د. محمد اسحق الريفي

أحدثت الثغرات التي فتحها الغزيون في الجدار الذي يعزل غزة عن مصر ثقباً خطيراً في قلب عملية أنابوليس وفرضت واقعاً محلياً وإقليمياً مغايراً للتوقعات الصهيوأمريكية، ولا يقتصر خطر استمرار هذا الواقع الجديد على المخطط الأمريكي لإقامة شرق أوسط كبير فحسب، بل أيضاً على المصالح والنفوذ الأمريكية في المنطقة.

 

فقد أدت هذه الثغرات إلى كسر جزئي للحصار، الذي من المتوقع أن يزول في ظل عزم عربي وإسلامي شعبي ورسمي على مواصلة الجهود المبذولة لكسر هذا الحصار، ومن ثم سقوط النظرية التحريضية الصهيوأمريكية ضد حركة حماس، حيث لم يعد بإمكان الصهاينة والأمريكيين وفريق أوسلو-أنابوليس التحكم في معاناة الشعب وتأليبه على المقاومة، بعد أن بدأوا يفقدون آليات التحكم في أمور الحياة اليومية لشعبنا في غزة.  

 

كما أدت هذه الثغرات إلى إقناع الصهاينة والأمريكيين بعدم جدوى التعويل على شريكهم الفلسطيني في تصفية القضية الفلسطينية، فقد أصبح محمود عباس وفريقه وحزبه محاصرين فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، وفاقدين الأهلية للثقة والمصداقية الشعبية، إضافة إلى أنهم فقدوا أدوات التأثير القهري والتعسفي على أهل غزة، ولا سيما التجويع والحرمان، والسجن والمنع من السفر، والتحريض على الثورة ضد حركة حماس.

 

وبمعنى آخر، تعرضت الشراكة الصهيوأمريكية مع سلطة محمود عباس وفريقه وحزبه، الذين يعول عليهم الطرفان الصهيوني والأمريكي في تنفيذ الشق الأمني من خريطة الطريق الأمريكية، إلى ضربة نوعية أدت إلى تقويض هذه الشراكة، فأصبحت عبئاً على حركة فتح والنظام الصهيوني والإدارة الأمريكية على حد سواء، وبدأ صناع القرار الصهاينة والأمريكيون يشككون في جدوى هذه الشراكة.

 

ولا شك أن تقويض هذه الشراكة البغيضة أدى إلى تقويض إمكانية إيجاد حل صهيوأمريكي للقضية الفلسطينية، التي يحسبها الأمريكيون العامل الأهم والأساس في استقرار المنطقة ونجاح المخطط الأمريكي لإقامة شرق أوسط جديد بمواصفات صهيوأمريكية، حيث إن هذا الحل، الذي اضطلع فريق أوسلو-أنابوليس بإنجازه، لا يتجاوز إقامة كيان فلسطيني على أجزاء ممزقة جغرافياً من أراضي الضفة غزة، دون أن يكون لهذا الكيان أي سيادة حقيقية على الأرض والبحر والجو والأمن والمعابر والحدود، وهو حل ترفضه حركة حماس ومعظم أبناء شعبنا.

 

وعدم قدرة محمود عباس على القيام بمستلزمات هذه الشراكة مع الطرفين الصهيوني والأمريكي، يجعل من المستحيل تحقيق هذا الحل الصهيوأمريكي أو تجاوز حركة حماس، التي ترفض مثل هذه الحلول الاستسلامية، ولا تقبل بأقل من إقامة دولة كاملة السيادة على أرضي الضفة وغزة في حدود الرابع من حزيران 1967م، ودون منح الكيان الصهيوني أي شرعية مقابل ذلك.

 

فإذا أصر الصهاينة والأمريكيون على تجاهل حركة حماس وعدم الاستجابة لمطالب الشعب الفلسطيني بإقامة دولة حقيقية وكاملة السيادة، فإن المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة ستتعرض لاستنزاف خطير ولأضرار بالغة وتدهور ومستمر، وسيضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة مقابل تعاظم نفوذ محور المقاومة والممانعة، وسيتعرض أصدقاء الولايات المتحدة إلى ما تخشاه وتحذره، وستنجح قوى المقاومة والممانعة في إفشال المخطط الصهيوأمريكي وفي إقامة شرق أوسط نظيف.

 

أما إذا قبل الأمريكيون والصهاينة بإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وفق رؤية حماس، فالزمن وحده كفيل بذهاب كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب إلى مزابل التاريخ، وربما تستطيع الولايات المتحدة في هذه الحالة الاحتفاظ بشيء من مصالحها وصداقاتها في المنطقة، وفق القوانين والأعراف الدولية المتعامل بها بين الدول، وعلى قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

 

فلقد أثبتت الأحداث الأخيرة أنه لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية تجاوز إرادة الشعب الفلسطيني مهما بلغت قوة التحالفات الشيطانية التي ترعاها، ولا يمكن لها أن تملي إرادتها على هذا الشعب المجاهد، فقد ولى زمن الهيمنة العسكرية على الشعوب.  ولا يمكن للكيان الصهيوني أن يستمر في ظلمه وممارساته الإجرامية ضد شعبنا دون أن يدفع ثمناً باهظاً لا يمكنه تحمله.

 

فها هو العدو الصهيوني قد خسر المعركة مع شعبنا، ولم ينجح في أي مواجهة مع حركة حماس، ولا يمكن لهذا العدو الغاشم أن يفلح في إعادة سيطرته على قطاع غزة، بل لن يفلح حتى في إعادة احتلال الشريط الحدودي الذي يفصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، لأن ذلك لن يكون إلا باستنزاف كبير للاحتلال وثمن باهظ يدفعه من حياة جنوده ودمائهم وأشلائهم.

 

لقد حاول الأمريكيون والصهاينة ووكلاؤهم عزل حركة حماس وحكومتها الشرعية، فعُزِلوا فلسطينياً وعربياً وإسلامياً.  وحاولوا إفشال حركة حماس وحكومتها الشرعية ففشلوا.  وحاصروا الشعب الفلسطيني فحوصروا...، فهل يا ترى يتعظ هؤلاء الخرقاء!!

 

ولذلك لم يبق أمام الأمريكيين والصهاينة من مفر سوى الرضوخ لشعبنا والاعتراف بحقوقه كاملة، وعلى رأسها حق تقرير المصير في فلسطين، كل فلسطين.

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ