ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 29/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الهاربون من الجحيم والمؤتمر الوطني الفلسطيني

بدرالدين حسن قربي

في أجواء من الردح المتبادل بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة والمختلفة على مشاريعها التحريرية ورؤاها النضالية والجهادية ونظرتها للعديد من قضاياها الذي كان يصل في بعض أحيانه حد الضرب والاعتقال بل حتى الاقتتال، ينعقد في  العاصمة السورية المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي يضم عشرة تنظيمات فلسطينية مقيمة في سـورية وهي تشكل بعمومها خطاً يحتكر لنفسه أوصاف المقاومة والممانعة والمحافظة على الثوابت، فيما غابت عنه فصائل رئيسية أخرى فاعلة أيضاً في القرار الفلسطيني ممن تحتكر لنفسها أيضاً نعوت المقاومة والنضال تأسيساً وتاريخاً، زعامةً وقيادة.

كان يُخطط للمؤتمر أن يُعقد في دمشق وأن يسبق مؤتمر أنابوليس بأيام رفضاً وممانعةً وتميّزاً وصموداً، مناكفةً ومفاصلةً بين حلفاء إقليميين عرباً وعجماً، ولكن الموافقة المتأخرة لأهل أنابوليس على دعوة الحليف السوري لحضور مؤتمرهم دفعت بمؤتمر لا لأنابوليس بعيداً، وأخّرته حتى إشعار آخر لأنه من غير الممكن للسوري وهو اللاعب الرئيس في مؤتمره الدمشقي لا لأنابوليس أن يحضر المؤتمرَين المتضادين معاً.  ولكن رغم كل ماقيل ونشر عن موافقة إيران وتشجيعها لاستضافة المؤتمر في حينه بديلاً عن دمشق وإصراراً على المفاصلة الأنابوليسية فإن المنظمات الفلسطينية تعذّرت عن قبول هالدعوة لأسبابٍ أقلها أن يحشموا أنفسهم مع الحليف السوري.

قيل ماقيل في حينه عن مؤتمر لا لأنابوليس.  فأعداؤه قالوا: المؤتمر قد ألغي.  وأصحابه قالوا: بل أرجئ.  ولكن بعد شهرين من قول الأعداء إلغاءً وقول الأصحاب إرجاءً، أكّد سحَرَته انعقاده، ولكن بعدما غُيِّر موضوعه وأصبح البحث في إعادة اللحمة إلى الساحة الفلسطينية، تأكيد حق اللاجئين في العودة وتأكيد حق المقاومة بكل أشكالها. وبذلك صح قول الأعداء، وصدق قول الأصحاب وتحققت إرادة الحلفاء.

ومابين خلاف وتشقق القيادات، وتناحر اللجان والمنظمات على الأولويات والموضوعات يبقى الشعب الفلسطيني المكبل والمضيع يستجير من فرقة الأبناء وظلم الأشقاء وغدر الأعداء وجَهد البلاء.  وحتى يجييء يوم يفرح فيه الناس بنصرٍ وعودة، فإننا نتمنى لكل جهد مخلصٍ لقضية فلسطين أن ينمو وأن يباركه الرب شجرةً طيبة أصلها ثابت في قلوب أصحابها وفرعها عنده، وأن يتوحد عزماً وإرادةً بعيداً عن البيع والشراء في عرض الأمة.

ومهما قيل عن المؤتمر وأهله مدحاً أو قدحاًً فإن موضوعاته لاشك كبيرة وماتحتاجه من جهود لاريب أكبر، والناس مابين غدر الأعداء وقهر الأشقاء تلهث وراء قضيتها منذ أكثر من 60 عاماً.  ومع زعمنا أن الطريق مازالت طويلة طويلة، وحالة الركض ستستمر، ولكن هنالك قضية لاتحتمل التأخير أو التأجيل أمام هذا الحشد الكبير للمؤتمر والقادر على حلها فيما نعتقد، لأن حلها بأيدي الحضور إن أرادوا لها حلاً، وهي لاتساوي شيئاً إلى حجم الأهداف المعلنة، والبلد المضيف للمؤتمر الكريم قادر بأمر واحد أحد أن يحلّها ويفّرج عن أصحابها ماهم فيه من الهمّ والكرب والشدة.  وإلا فإن هالحضور الكريم في هالمؤتمر إن كان عاجزاً أن يحل هكذا مشكلة ولانعتقد ذلك فهو عن غيرها أعجز،  لأنها مشكلة حلها ليس مربوطاً لا باليهود ولا بالأمريكان، وإنما هي مشكلة عربية بحتة بدها ضمير ونخوة.

جمع لايتجاوز عددهم ثلاثة آلاف من الفلسطينيين هاربين، ومن جحيم القتل العراقي والخطف والإبادة متجمعين، فيما سمي بمخيم التنف ومخيم الوليد وعلى حدود أهل أمة عربية واحدة من الطرف العراقي عالقين، وبأصحاب الرسالة الخالدة مستغيثين، وعلى بلاد الصمود والممانعة واردين .

فالسلطات السورية فيما يبدو أنها ممانعة وبإصرار لدخول هؤلاء العالقين إلى سورية ومن ثم إقامتهم.  وهي لاشك لها أسبابها وترد كالعادة بحرصها على حقوق العودة للاجئين الفلسطينيين وخوفها من أن تدفع بهم إقامتهم الدائمة في سورية إلى الاستيطان ونسيان الأوطان، وترفع على الدوام قرارات الجامعة والقمم العربية في هذا الشأن.  ولكن بالمقابل فإننا نذكّر بأن الأخطار والأهوال التي واجهها ويواجهها هؤلاء الناس من أهلنا وناسنا تستوجب تجاوز الأعذار والقرارات.

 

إن حل مشلكة ناسنا في مخيم الوليد والتنف تستصرخ كل واحدٍ من حضور هالمؤتمر الكريم عنده ذرة من الشهامة والكرامة أن يعمل لإنهاء معاناتهم و(مرمطتهم) في الصحراء وفك حصارهم.  وإن السكوت عنها وعدم حلها أمر مُدان لكل من يعنيهم الأمر بشكل خاص للمنظات الفلسطينية المقيمة في سورية وحلفائها الصامدين والممانعين لأنهم المعنييون أساساً في هكذا أمر، فالمستسلمون والمتآمرون لايعنيهم هكذا أمر افتراضاً. 

 

إن حاضري المؤتمر والمشاركين فيه مدعوون لاعتباراتٍ كثيرة لفك الحصار عن أهلنا في مخيم التنف والوليد ليس بتفجير الحدود السورية ومعابرها لكسر الحصار عن المخيمين كما فعلوا في غزة هاشم، فالأمر لايحتاج ذلك ويكفيه من حضور المؤتمر عدم شرب قهوة (المعزّم) أو شيء من مثله على طريقة أحرار العرب والنشامى، أو أن يبحثوا عن حلٍّ يرونه مناسباً، وربنا يعين.

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ