ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 02/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الكيان الصهيوني يقع في فخ حماس

أ.د. محمد اسحق الريفي

نجحت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تحويل الممارسات الإجرامية الصهيونية ضد فلسطينيي قطاع غزة إلى كابوس مزعج للنظام الصهيوني على مستوى العلاقات العامة، وذلك عبر رفع حجم التفاعل الشعبي العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية إلى مستويات عالية غير مسبوقة، وكشف مكامن الضعف لدى هذا الكيان الغاصب.

 

وكانت البداية صواريخ القسام محلية الصنع، التي يطلقها المقاومون والمجاهدون رداً على الاعتداءات الصهيونية المتواصلة ضد شعبنا، والتي فشلت كل محاولات الاحتلال الصهيوني عن منع المقاومين من إطلاقها، فأصبحت هذه الصواريخ تشكل تهديداً استراتيجياً للأمن الصهيوني المزعوم، وأزمة حقيقية للنظام الصهيوني. 

 

وفي هذا السياق، صرح السفير الصهيوني السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، داني أيالون، أن النظام الصهيوني قد وقع في فخ حركة حماس، وأكد أن كارثة في مجال العلاقات العامة قد أحلت بالنظام الصهيوني، قائلاً: "لقد كان ذلك فشلاً مدوياً وكارثة في مجال العلاقات العامة، لقد فقدنا قدرتنا على الردع في المرات القادمة".

 

فرغم بساطتها، أفقدت صورايخ القسام النظام الصهيوني توازنه وأصابته بالجنون، فأفرط في ردة فعله عليها، فوقع فيما يخشاه ويحذره، بعد أن كان النظام الصهيوني يتجنب لوم الرأي العام العالمي إلى حد كبير على الحصار العسكري والاقتصادي الذي يفرضه على قطاع غزة منذ بسط الحكومة الشرعية نفوذها على قطاع غزة.

 

فقد أدى تعسف العدو الصهيوني في ممارسات الوحشية والدموية ضد غزة إلى هبة شعبية عربية وإسلامية، لنجدة الشعب الفلسطيني المحاصر، وللتعبير عن الغضب العارم ضد مواقف الإدارة الأمريكية العدوانية، وللتنديد بالصمت الرسمي العربي وبتواطؤ ما يسمى "المجتمع الدولي" مع النظام الصهيوني وتجاهله معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستين سنة.

 

فتحولت بذلك صواريخ القسام من مجرد مشكلة أمنية تثير الرعب والفزع لدى المغتصبين اليهود والصهاينة إلى كابوس مزعج، كما أنها نجحت في نقل أزمة غزة المحاصرة إلى قلب كيان الاحتلال الصهيوني، وأظهرت للعالم أن الاحتلال فقد قدرته على الردع، لا سيما بعد فشله في إعادة احتلال قطاع غزة أو حتى منع إطلاق هذه الصواريخ.

 

وعلاوة على ذلك، وفرت الهبة الشعبية العربية والإسلامية غطاء إعلامياً وجواً إيجابياً ساعد على تدمير أجزاء من الجدار، الذي أقامه الاحتلال على الحدود الفاصلة بين غزة ورفح المصرية.  وجسد تدفق عشرات آلاف الفلسطينيين نحو مصر الشقيقة للعالم قسوة المعاناة التي يسببها الحصار الصهيوأمريكي الظالم المضروب على غزة، كما أظهر الصورة الوحشية البشعة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.

 

ولقد أكد فلسطينيو قطاع غزة رفضهم مكافأة العدو الصهيوني والأمريكي على القتل والتجويع والحصار، وأثبتوا أنهم لن يستجيبوا للتحريض الصهيوأمريكي المحموم ضد حركة حماس إلا بمزيد من الالتفاف حولها، وبالإيمان بأن المقاومة هي الوسيلة الشرعية والوحيدة لانتزاع حقوقهم.  وأثبتوا فشل سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها الصهاينة ضد شعبنا.  كما جسد شعبنا على اختلاف تواجده، في غزة والضفة المحتلة والأراضي المحتلة منذ عام 1948م وفي الشتات، وحدة مصيره واستمساكه بثقافة المقاومة ضد الاحتلال.

 

ولا شك أن نجاح فلسطينيو قطاع غزة في تحطيم أجزاء من ذلك الجدار الصهيوني يعد بمثابة خطوة جريئة ومهمة نحو كسر الحصار والتخلص من أغلال الاحتلال، ونحو وضع حد لتوظيف الاحتلال لمعاناة شعبنا في كسر إرادته وثنيه عن التمسك بحقوقه وثوابته.

 

وبذلك تسقط المعادلة التي سعى النظام الصهيوني لفرضها على شعبنا، والتي تخيره بين الاستمرار في المعاناة وبين الاعتراف بدولة يهودية على أنقاض فلسطين.  وهذا يبشر بفشل الاحتلال في تحريض الشعب ضد حركة حماس لإعادة هيمنة فريق أوسلو-أنابوليس وحركة فتح على قطاع غزة، مما يعد ضربة نوعية لعملية أنابوليس والمخطط الصهيوأمريكي.

 

إن النظام الصهيوني يعيش اليوم مأزقاً عميقاً لم يسبق له مثيل على مستوى العلاقات العامة، حيث توترت علاقات هذا النظام الغاصب مع مصر الشقيقة، وخاب أمله في الضغط على الحكومة المصرية وابتزازها لإحكام الحصار على غزة وحفظ أمنه، وخاب أمله في إمكانية إقناع عدد من الدول العربية والإسلامية في التطبيع على الأمدين القريب والبعيد.

 

لقد رسمت حركة حماس للأمة طريق الخلاص من الهيمنة الأمريكية والنظام الصهيوني، الذي لا يقوى على قهر الشعب الفلسطيني واستحلال أرضه واستباحة حقوقه وهدر كرامته دون مساعدة من النظام الرسمي العربي وشركاء الاحتلال في التسوية والأجندة والمخططات، والذي لا يقوى حتى على حماية كيانه من ضربات المقاومة رغم ما يمتلكه من ترسانة نووية وأسلحة الدمار الشامل، فاستنهاض الشعوب العربية والإسلامية ورص صفوفها لخوض الحرب التي فرضها علينا الأعداء هو الطريق الوحيد إلى تحرير فلسطين والقضاء على الهيمنة الأمريكية على منطقتنا.

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ