ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عبقرية
آل أسد ، في تدمير سمعتهم
وسياستهم .. وكرامات المدافعين
عنهم ! سامي
رشيد لآل أسد عبقرية خاصّة
، في تدمير سمعتهم ، وسياساتهم
الداخلية والخارجية .. وكرامات
من يحطبون في حبالهم ، ويدافعون
عنهم ، وعن مواقفهم ، وعن
شعاراتهم وسياساتهم ! من
أبرز مظاهر هذه العبقرية مايلي :
* إعدام السياسة ..
ويتجلّى هذا الأمر في : ـ إبعاد الساسة
الأكفياء ، من دائرة صنع
القرار، وتعيين الأصفياء ،
موظّفين في هذه الدائرة،
لينفّذوا أوامرهم وقراراتهم ،
دون مناقشة ، أو إبداء رأي !
وحتّى مَن لديه بعض الأهلية ، من
هؤلاء الموظّفين ، تعدَم لديه
روح النصيحة ، والمبادرة ،
والرأي .. إمّا من خلال توجيهات
مباشرة ، من آل أسد ، في بداية
عمله .. أو بزجره وتوبيخه في
أثناء العمل ، حين يحاول إبداء
رأي ما ، حول مسأله يفهم فيها
أكثر ممّن حولَه ، من أصحاب
الأوامر العليا .. وتذكيره بأن
مهّمته هي التنفيذ لا التفكير! ـ صناعة السياسة
الداخلية ، في التعامل مع الشعب
، وهمومه ، وتطلعاته ، وشؤونه ..
مرتبطةٌ ، بشكل مباشر، بعناصر
المخابرات ، الذين لايفقهون
منها شيئاً ، سوى تحقيق مصالحهم
الشخصية ، تحت ستار: مصلحة
النظام الحاكم ! ـ صناعة السياسة
الخارجية موكلة إلى الرئيس ،
ومَن حوله من أفراد أسرته !
ويسخّرون لتنفيذها ، بعض موظفي
وزارة الخارجية ، من مرتبة
وزير، فما دونها ! وبعضهم حصّل
بعض المعارف والخبرات .. إلاّ
أنه مكبّل التفكير بنزعات مَن
حوله ، مِن ضبّاط الأمن
المحيطين بالرئيس ، وأهوائهم
التي تتمحور حول مصالحهم ! فأيّة
نصيحة في السياسة الخارجية ،
يتوهّمون أن فيها مساساً
بصلاحياتهم وسلطاتهم ، يزجرون
صاحبها ، بفظاظة ، حين يطرحها ،
ابتداء .. متّهمين هذا الناصح ،
بأنه ينوي تدمير النظام ، بجهله
، أو بتآمره ! ـ يترتب على هذا
الوضع الشاذّ ، أمور في منتهى
الخطورة .. منها : (1) الجهَلة في حساب
القرارات ، هم الذين يأمرون
بتنفيذها ، أو يتصدّون لتنفيذها
بأنفسهم، دون قدرة على حساب
الربح والخسارة فيها .. ودون أخذ
مشورة حقيقية ، ممّن هم مختصّون
فيها ! ومن ذلك : ـ
بشار الأسد يشتم القادة
والزعماء العرب .. صراحة وعلناً
، وبلسانه هو ! مظهراً نوعاً من
الحذلقة والسفسطة ، والتذاكي
الفجّ ، أمام مشاهديه ، ممّن
يصفّقون له .. دون أن يدرك نتائج
مايقول ! حتى إذا رأى النتائج
السلبية ، بدأ بالمكابرة ،
والتملّص من مدلولات الكلمات
التي قالها ، واتّهام الآخرين
بتحريفها ، أو بعدم فهمها ! ـ اعتقال الناشطين
السياسيين ، والإعلاميين ،
والمثقفين .. الذين يطرحون
آراءهم علناً ، وبوضوح .. وتلفيق
تهم رخيصة لهم ، وإحالتهم إلى
التحقيق في أقبية المخابرات ،
ثم إلى المحاكم ، لتحاكمهم بهذه
التهم ، التي يَعرف تفاهتها كل
عاقل يسمعها ، داخل سورية
وخارجها ! دون أن يخطر في بال
نوابغ آل أسد ، مايمكن أن يترتّب
على هذا السلوك البشع ، من مردود
عكسي ، عليهم هم ؛ على سياستهم ،
وسمعتهم ، وأمن كراسيهم .. وعلى
سمعة المدافعين عنهم ، من
موظفيهم المعروفين ،
والمجهولين الذين يتظاهرون
بالحيادية ، أو النزاهة ، أو
(المعارضة !) . ولو
طرِحت على نوابغ آل أسد ،
وعباقرتهم .. الأسئلة التالية ،
فلا ندري بمَ يجيبون : •
ماالفوائد السياسية ، أو
الخلقية ، أو الأدبية ، أو
الاقتصادية ، أو الأمنية .. التي
تجنونها، من اعتقال أشخاص
سياسيين ، و مثقفين ، وإعلاميين
، ومفكّرين ، واقتصاديين
بارزين.. نقول ماالفائدة
المتوقعة ، المكافئة للخسائر
الضخمة التي تلحق بكم !؟ •
وقد يفتح أحد هؤلاء فمه ،
ببلاهة ، متسائلاً : خسائر!؟
وأيّة خسائر!؟ وأين الخسائر!؟
ليس ثمة خسائر ألبتّة .. إن الأمر
كله مغانم : ننتقم من هؤلاء
الثرثارين ، الذين ينتقدون
سياستنا ، ونحبس ألسنتهم في
حلوقهم ، ونكسر أقلامهم .. فلا
يبقى في الساحة إلاّ مَن يثني
علينا ، وعلى سياساتنا ومواقفنا
الوطنية المشرّفة ! •
ولو أتيح المجال ، لأيّ عاقل
يفقه شيئاً من أمورالحكم
والسياسة ، ليبصّرهم بحقيقة
مايفعلون .. فربّما يذهلون !
لكنهم لايسمحون لموظفيهم
وأعوانهم بهذ التبصير.. ولا
يقرأون مايكتبه الأخرون ، الذين
يراقبون سلوكاتهم وسياساتهم !
لأن الآخرين ، الذين يكتبون
كلاماً لايمدحون فيه آل أسد ، هم
أعداء ، بالضرورة ! وكلامهم
مجرّد شتائم لآل أسد ، بالضرورة
أيضا ..! مهما كان موضوعياً ،
ونزيهاً ، ومدعّماً بالحجج
والأدلّة والبراهين ! وعناصر
المخابرات ، الذين يَحجبون عن
آل أسد ، التقارير الموضوعية
والناصحة .. إنّما يدمّرون كل
شيء لآل أسد ، بالتدريج .. بدءاً
بالسمعة ، وانتهاء بالسلطة ..!
بينما هم يزعمون أنهم يخدمون
النظام ، ويحرصون على قوّته
وهيبته ! •
مِن أهمّ مايمكن أن يقال لهم
، في هذا المجال .. ما يلي : ـ هذه النخب
المثـقّـفة ، التي تضطهدونها
كلها ، من حمَلة الأفكار
والأقلام .. وستفضحكم داخليا
وخارجيا..هذه النخب التي
تعتقلونها وتهينونها.. للكثيرين
منها سمعة دولية ، من خلال
الكتابة والتأليف ، والعلاقات
مع نخب مثـقفة عالمية ! وهذا
سيثير ضدّكم زوابع دولية أنتم
في غنى عنها ، ولستم في حاجة إلى
توريط أنفسكم بالدخول في
دواماتها ! ومِن أبرزها :
ماتثيره منظمات حقوق الإنسان
الدولية ، ومنظمات المجتمع
المدني .. في عواصم العالم ! ـ هذا السلوك ضدّ
النخب المثـقفة ، يعطي عنكم
انطباعات شتّى ، داخلية وخارجية
! منها: أنكم أناس همجيون
متخلفون ، شرسون متوحشون ، ليس
لديكم شيء من القيم الإنسانية
النبيلة ، ولا ضمائر تردعكم عن
اضطهاد مواطنيكم ظلماً
وعدواناً وحقداً وانتقاماً ! ـ كثيرون من هذه
النخب ، هم من المبتلَين
بالأمراض المزمنة ، ويحتاجون
إلى أدوية ومعالجات يصعب
توفيرها لهم داخل السجون !
وستثير أوضاعهم الصحية ، مشاعر
إنسانية واسعة وعميقة ، لدى
الناس جميعاً ، في الداخل
والخارج ! وتعطي أعداءكم
وخصومكم ، حججاً ضدّكم ، لتهييج
الرأي العام المحلّي والدولي
ضدّ ممارساتكم ..! كما تَحبس
ألسنةَ موظّفيكم ، أو تلجمها ،
عن الدفاع عنكم .. لأنهم يدافعون
عن مواقف ضعيفة ، يصعب على
العاقل أن يدافع عنها ، إذا كانت
يحترم نفسه ! فيبدأ بعضهم بتكذيب
الحقائق المعلنة الواضحة..!
ويبدأ بعضهم بصياغة تفسيرات
هزيلة ، يخجلون منها ، هم أنفسهم
! ويبادر بعضهم إلى شتم مَن يشير
إلى هذه المواقف الفاسدة ،
واتّهامه بأنه خائن ، أو عميل ،
أو مجرم ، أو عدو للوطن ..!
ويَتّهم بعضُهم الآخرين بالجهل
؛ لأنهم لم يفهموا المواقف
الأسدية النبيلة على حقيقتها..!
وأكثر هؤلاء المدافعين ، ينطبق
على دفاعاتهم الهزيلة ، المثل
القائل : عذر أقـبح من ذنب ! ـ هذه المواقف تجعل
من خصومكم شهداء ضمير ، ومنكم
عصابة فاسدة ، تعبث بمصير الناس
، الذين ينبغي أن توفّر لهم
الرعاية والحماية ! كما تظهِر
فسادكم كله ، على حقيقته ، حين
يَظهر القضاء ، الذي يحاكم
هؤلاء بالطرائق الصورية
التهريجية المعروفة .. حين يَظهر
قضاء فاسداً ، فيضيف هذا إلى
سمعتكم (النبيلة !) أمراً آخر ،
هو أنكم أفسدتم كل شيء في بلادكم
، حتّى القضاء ، الذي هو صِمام
أمان لكل مجتمع إنساني ! ـ وجود هذه الشرائح
المثـقّفة ، في مجتمعكم ودولتكم
، وهي تمارس نشاطها بشكل علني ،
يقدّم نموذجاً حضارياً عن حكمكم
، دون أن يكلفكم أيّ شيء ، أو
يعرّض حكمكم لأيّ خطر حقيقي ـ
مادامت عناصر القوّة كلها بين
أيديكم ، العسكرية منها ،
والأمنية .. وحتى القانونية ! ـ ..
سوى أن بعض الناس ينتقدون بعض
سياساتكم ، التي تنتقدونها أنتم
أحياناً! وبدخول هذه النخب
السجن ، تخسرون هذا النموذج
الحضاري لحكمكم الذي تعرفونه
جيداً ! بل ينقلب إلى نموذج همجي
بائس مقيت ، يكشف حقيقتكم كلها ،
بوجوهها كلها : السياسي منها ،
والخلقي ، والاجتماعي ،
والثقافي ، والتاريخي ..! ـ وجود هذه الشرائح ،
في مجتمعكم ودولتكم ، يعطي
انطباعاً عنكم ، بأنكم قادة
لوطن رائع حقيقي ؛ إذ يحتوى مثل
هذه النخب الفذّة ، التي تضع
مصيرها بسهولة ورفق ، ولين وأدب
، بين أيديكم .. وهي تقول لكم :
ياحكامنا .. أنتم حكام حقيقيون
لنا ، لذا نحن ننتقد بعض
سياساتكم ! ولو اعتقدنا أنكم
أعداء لنا ، ولوطننا وشعبنا ..
لقاومناكم بقوّة السلاح ، كما
نقاوم أيّ عدوّ محتلّ لبلادنا ..!
لكنا لن نحمل السلاح ، ليقيننا
أننا وإيّاكم شركاء في الوطن!
وهذه، بحدّ ذاتها ، أروع شهادة
لكم ، مَن نخَب مميّزة تنتقد
سياساتكم ، حتى لو قسَت عليكم
أحياناً.. لو كنتم تعقلون ! (2) فهل وضعتم المغانم
، التي جنيتموها ، والتي تحرصون
على جنيها ، كل يوم .. هل
وضعتموها أمام الخسائر
المذكورة ، ووصلتم إلى نتيجة
واضحة لديكم ، هي أن أرباحكم
أكبر من خسائركم !؟ وهل
طلبتم من أحد ، يوماً ما ، أن
يحسب لكم الأرباح والخسائر،
المترتّبة على أيّ قرار من
قراراتكم ، سواء أكان هذا
الحاسب عربياً سورياً من
مواطنيكم ، أم إيرانياً فارسياً
، من حلفائكم الذين سلّمتموهم
مفاتيح بلادنا ، ليجعلوها جزءاً
من إمبراطوريتهم الفتيّة ..! و
لحماية كراسيكم ، وتثبيتها في
هذه الإمبراطورية ، وتثبيتكم ،
أنتم ، في هذه الكراسي !؟ هذه
الأسئلة ، مطروحة عليكم أنتم ،
أولاً.. وعلى حلفائكم الفرس ،
شركائكم في حكم بلادنا ثانياً ! فهل
لديكم ، أو لديهم ، من يجيب !؟ ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |