ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 05/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عبقرية آل أسد ، في تدمير سمعتهم وسياستهم .. وكرامات المدافعين عنهم !

سامي رشيد

لآل أسد عبقرية خاصّة ، في تدمير سمعتهم ، وسياساتهم الداخلية والخارجية .. وكرامات من يحطبون في حبالهم ، ويدافعون عنهم ، وعن مواقفهم ، وعن شعاراتهم وسياساتهم !

 من أبرز مظاهر هذه العبقرية مايلي :

* إعدام السياسة .. ويتجلّى هذا الأمر في :

ـ إبعاد الساسة الأكفياء ، من دائرة صنع القرار، وتعيين الأصفياء ، موظّفين في هذه الدائرة، لينفّذوا أوامرهم وقراراتهم ، دون مناقشة ، أو إبداء رأي ! وحتّى مَن لديه بعض الأهلية ، من هؤلاء الموظّفين ، تعدَم لديه روح النصيحة ، والمبادرة ، والرأي .. إمّا من خلال توجيهات مباشرة ، من آل أسد ، في بداية عمله .. أو بزجره وتوبيخه في أثناء العمل ، حين يحاول إبداء رأي ما ، حول مسأله يفهم فيها أكثر ممّن حولَه ، من أصحاب الأوامر العليا .. وتذكيره بأن مهّمته هي التنفيذ لا التفكير!

ـ صناعة السياسة الداخلية ، في التعامل مع الشعب ، وهمومه ، وتطلعاته ، وشؤونه .. مرتبطةٌ ، بشكل مباشر، بعناصر المخابرات ، الذين لايفقهون منها شيئاً ، سوى تحقيق مصالحهم الشخصية ، تحت ستار: مصلحة النظام الحاكم !

ـ صناعة السياسة الخارجية موكلة إلى الرئيس ، ومَن حوله من أفراد أسرته ! ويسخّرون لتنفيذها ، بعض موظفي وزارة الخارجية ، من مرتبة وزير، فما دونها ! وبعضهم حصّل بعض المعارف والخبرات .. إلاّ أنه مكبّل التفكير بنزعات مَن حوله ، مِن ضبّاط الأمن المحيطين بالرئيس ، وأهوائهم التي تتمحور حول مصالحهم ! فأيّة نصيحة في السياسة الخارجية ، يتوهّمون أن فيها مساساً بصلاحياتهم وسلطاتهم ، يزجرون صاحبها ، بفظاظة ، حين يطرحها ، ابتداء .. متّهمين هذا الناصح ، بأنه ينوي تدمير النظام ، بجهله ، أو بتآمره !

ـ يترتب على هذا الوضع الشاذّ ، أمور في منتهى الخطورة .. منها :

(1) الجهَلة في حساب القرارات ، هم الذين يأمرون بتنفيذها ، أو يتصدّون لتنفيذها بأنفسهم، دون قدرة على حساب الربح والخسارة فيها .. ودون أخذ مشورة حقيقية ، ممّن هم مختصّون فيها !

ومن ذلك :

 ـ بشار الأسد يشتم القادة والزعماء العرب .. صراحة وعلناً ، وبلسانه هو ! مظهراً نوعاً من الحذلقة والسفسطة ، والتذاكي الفجّ ، أمام مشاهديه ، ممّن يصفّقون له .. دون أن يدرك نتائج مايقول ! حتى إذا رأى النتائج السلبية ، بدأ بالمكابرة ، والتملّص من مدلولات الكلمات التي قالها ، واتّهام الآخرين بتحريفها ، أو بعدم فهمها !

ـ اعتقال الناشطين السياسيين ، والإعلاميين ، والمثقفين .. الذين يطرحون آراءهم علناً ، وبوضوح .. وتلفيق تهم رخيصة لهم ، وإحالتهم إلى التحقيق في أقبية المخابرات ، ثم إلى المحاكم ، لتحاكمهم بهذه التهم ، التي يَعرف تفاهتها كل عاقل يسمعها ، داخل سورية وخارجها ! دون أن يخطر في بال نوابغ آل أسد ، مايمكن أن يترتّب على هذا السلوك البشع ، من مردود عكسي ، عليهم هم ؛ على سياستهم ، وسمعتهم ، وأمن كراسيهم .. وعلى سمعة المدافعين عنهم ، من موظفيهم المعروفين ، والمجهولين الذين يتظاهرون بالحيادية ، أو النزاهة ، أو (المعارضة !) .

 ولو طرِحت على نوابغ آل أسد ، وعباقرتهم .. الأسئلة التالية ، فلا ندري بمَ يجيبون :

  ماالفوائد السياسية ، أو الخلقية ، أو الأدبية ، أو الاقتصادية ، أو الأمنية .. التي تجنونها، من اعتقال أشخاص سياسيين ، و مثقفين ، وإعلاميين ، ومفكّرين ، واقتصاديين بارزين.. نقول ماالفائدة المتوقعة ، المكافئة للخسائر الضخمة التي تلحق بكم !؟

  وقد يفتح أحد هؤلاء فمه ، ببلاهة ، متسائلاً : خسائر!؟ وأيّة خسائر!؟ وأين الخسائر!؟ ليس ثمة خسائر ألبتّة .. إن الأمر كله مغانم : ننتقم من هؤلاء الثرثارين ، الذين ينتقدون سياستنا ، ونحبس ألسنتهم في حلوقهم ، ونكسر أقلامهم .. فلا يبقى في الساحة إلاّ مَن يثني علينا ، وعلى سياساتنا ومواقفنا الوطنية المشرّفة !

  ولو أتيح المجال ، لأيّ عاقل يفقه شيئاً من أمورالحكم والسياسة ، ليبصّرهم بحقيقة مايفعلون .. فربّما يذهلون ! لكنهم لايسمحون لموظفيهم وأعوانهم بهذ التبصير.. ولا يقرأون مايكتبه الأخرون ، الذين يراقبون سلوكاتهم وسياساتهم ! لأن الآخرين ، الذين يكتبون كلاماً لايمدحون فيه آل أسد ، هم أعداء ، بالضرورة ! وكلامهم مجرّد شتائم لآل أسد ، بالضرورة أيضا ..! مهما كان موضوعياً ، ونزيهاً ، ومدعّماً بالحجج والأدلّة والبراهين ! وعناصر المخابرات ، الذين يَحجبون عن آل أسد ، التقارير الموضوعية والناصحة .. إنّما يدمّرون كل شيء لآل أسد ، بالتدريج .. بدءاً بالسمعة ، وانتهاء بالسلطة ..! بينما هم يزعمون أنهم يخدمون النظام ، ويحرصون على قوّته وهيبته !

  مِن أهمّ مايمكن أن يقال لهم ، في هذا المجال .. ما يلي :

ـ هذه النخب المثـقّـفة ، التي تضطهدونها كلها ، من حمَلة الأفكار والأقلام .. وستفضحكم داخليا وخارجيا..هذه النخب التي تعتقلونها وتهينونها.. للكثيرين منها سمعة دولية ، من خلال الكتابة والتأليف ، والعلاقات مع نخب مثـقفة عالمية ! وهذا سيثير ضدّكم زوابع دولية أنتم في غنى عنها ، ولستم في حاجة إلى توريط أنفسكم بالدخول في دواماتها ! ومِن أبرزها : ماتثيره منظمات حقوق الإنسان الدولية ، ومنظمات المجتمع المدني .. في عواصم العالم !

ـ هذا السلوك ضدّ النخب المثـقفة ، يعطي عنكم انطباعات شتّى ، داخلية وخارجية ! منها: أنكم أناس همجيون متخلفون ، شرسون متوحشون ، ليس لديكم شيء من القيم الإنسانية النبيلة ، ولا ضمائر تردعكم عن اضطهاد مواطنيكم ظلماً وعدواناً وحقداً وانتقاماً !

ـ كثيرون من هذه النخب ، هم من المبتلَين بالأمراض المزمنة ، ويحتاجون إلى أدوية ومعالجات يصعب توفيرها لهم داخل السجون ! وستثير أوضاعهم الصحية ، مشاعر إنسانية واسعة وعميقة ، لدى الناس جميعاً ، في الداخل والخارج ! وتعطي أعداءكم وخصومكم ، حججاً ضدّكم ، لتهييج الرأي العام المحلّي والدولي ضدّ ممارساتكم ..! كما تَحبس ألسنةَ موظّفيكم ، أو تلجمها ، عن الدفاع عنكم .. لأنهم يدافعون عن مواقف ضعيفة ، يصعب على العاقل أن يدافع عنها ، إذا كانت يحترم نفسه ! فيبدأ بعضهم بتكذيب الحقائق المعلنة الواضحة..! ويبدأ بعضهم بصياغة تفسيرات هزيلة ، يخجلون منها ، هم أنفسهم ! ويبادر بعضهم إلى شتم مَن يشير إلى هذه المواقف الفاسدة ، واتّهامه بأنه خائن ، أو عميل ، أو مجرم ، أو عدو للوطن ..! ويَتّهم بعضُهم الآخرين بالجهل ؛ لأنهم لم يفهموا المواقف الأسدية النبيلة على حقيقتها..! وأكثر هؤلاء المدافعين ، ينطبق على دفاعاتهم الهزيلة ، المثل القائل : عذر أقـبح من ذنب !

ـ هذه المواقف تجعل من خصومكم شهداء ضمير ، ومنكم عصابة فاسدة ، تعبث بمصير الناس ، الذين ينبغي أن توفّر لهم الرعاية والحماية ! كما تظهِر فسادكم كله ، على حقيقته ، حين يَظهر القضاء ، الذي يحاكم هؤلاء بالطرائق الصورية التهريجية المعروفة .. حين يَظهر قضاء فاسداً ، فيضيف هذا إلى سمعتكم (النبيلة !) أمراً آخر ، هو أنكم أفسدتم كل شيء في بلادكم ، حتّى القضاء ، الذي هو صِمام أمان لكل مجتمع إنساني !

ـ وجود هذه الشرائح المثـقّفة ، في مجتمعكم ودولتكم ، وهي تمارس نشاطها بشكل علني ، يقدّم نموذجاً حضارياً عن حكمكم ، دون أن يكلفكم أيّ شيء ، أو يعرّض حكمكم لأيّ خطر حقيقي ـ مادامت عناصر القوّة كلها بين أيديكم ، العسكرية منها ، والأمنية .. وحتى القانونية ! ـ .. سوى أن بعض الناس ينتقدون بعض سياساتكم ، التي تنتقدونها أنتم أحياناً! وبدخول هذه النخب السجن ، تخسرون هذا النموذج الحضاري لحكمكم الذي تعرفونه جيداً ! بل ينقلب إلى نموذج همجي بائس مقيت ، يكشف حقيقتكم كلها ، بوجوهها كلها : السياسي منها ، والخلقي ، والاجتماعي ، والثقافي ، والتاريخي ..!

ـ وجود هذه الشرائح ، في مجتمعكم ودولتكم ، يعطي انطباعاً عنكم ، بأنكم قادة لوطن رائع حقيقي ؛ إذ يحتوى مثل هذه النخب الفذّة ، التي تضع مصيرها بسهولة ورفق ، ولين وأدب ، بين أيديكم .. وهي تقول لكم : ياحكامنا .. أنتم حكام حقيقيون لنا ، لذا نحن ننتقد بعض سياساتكم ! ولو اعتقدنا أنكم أعداء لنا ، ولوطننا وشعبنا .. لقاومناكم بقوّة السلاح ، كما نقاوم أيّ عدوّ محتلّ لبلادنا ..! لكنا لن نحمل السلاح ، ليقيننا أننا وإيّاكم شركاء في الوطن! وهذه، بحدّ ذاتها ، أروع شهادة لكم ، مَن نخَب مميّزة تنتقد سياساتكم ، حتى لو قسَت عليكم أحياناً.. لو كنتم تعقلون !

(2) فهل وضعتم المغانم ، التي جنيتموها ، والتي تحرصون على جنيها ، كل يوم .. هل وضعتموها أمام الخسائر المذكورة ، ووصلتم إلى نتيجة واضحة لديكم ، هي أن أرباحكم أكبر من خسائركم !؟

 وهل طلبتم من أحد ، يوماً ما ، أن يحسب لكم الأرباح والخسائر، المترتّبة على أيّ قرار من قراراتكم ، سواء أكان هذا الحاسب عربياً سورياً من مواطنيكم ، أم إيرانياً فارسياً ، من حلفائكم الذين سلّمتموهم مفاتيح بلادنا ، ليجعلوها جزءاً من إمبراطوريتهم الفتيّة ..! و لحماية كراسيكم ، وتثبيتها في هذه الإمبراطورية ، وتثبيتكم ، أنتم ، في هذه الكراسي !؟

 هذه الأسئلة ، مطروحة عليكم أنتم ، أولاً.. وعلى حلفائكم الفرس ، شركائكم في حكم بلادنا ثانياً !

 فهل لديكم ، أو لديهم ، من يجيب !؟

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ