ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

يَسرقون الأشجار

غسان مصطفى الشامي

ghasanp@hotmail.com

وطني أكحل عيناي بنور شمسك المشرقة .. اغسل وجهي بماء سمائك المنهمر الوفير.. اختلس النظر إلى سحابةٍ عابرةٍ تحمل الخير والنماء وتنادي الحق في السماء ... وطني .. إنهم يسرقون أشجارك المثمرة ويمنعون الطير تحلق في سمائك .. أحرام على بلابله الدوح .. حلال للطير من كل جنس .. إنه وطني سماؤه جميلة وماؤه خرير وهواؤه نسيم .." فلسطين " وطن النماء والزهر والأشجار المثمرة ...

 قال الأستاذ لتلميذه قف وأعرب، ـ عشق المسلم أرض فلسطين ـ وقف الطالب وقال : نسى المسلم أرض فلسطين .. الأول : فعل مبنى فوق جدار الذل والتهميش، والفاعل : مستتر في دولة صهيون، والمسلم : مفعول !!! بل مكبل في محكمة التفتيش، وأرض فلسطين : ظرف مكان مجرورا قسرا مذبوح منذ سنين، قال الأستاذ : يا بُني مالك غَيرت فنون النحو وقانون اللغة ؟ يا بني إليك محاولة أخرى .. أعرب ـ صحت الأمة من غفلتها ـ، قال التلميذ . .. أستاذي .. الفعل: ماضٍ ولى... والمستقبل مأمول والتاء: ضمير تخاذل ... ذل ، وهوان الأمة: اسم كان رمز النصر على أعداء الإسلام، وبات اليوم ضمير الصمت في مملكة الأقزام، وحرف جر الغفلة ... غطى قلوب الفرسان فباتوا للدنيا عطشى شروها بأغلى الأثمان، والهاء : نداء رضيع .. مات أسير الحرمان، قال الأستاذ، يا بني أنسيت اللغة وحرفت معاني التبيان قال التلميذ : لا يا أستاذي الفاضل .. بل إيمان قَل ... وقلب هجر القرآن، هجراناً مبينا ... صمتنا باسم السلم وعاهدنا بالاستسلام، دفنا رؤوسنا في قبر الغرب، ... وخنا عهد الفرقان ..معذرة حقاً أستاذي... فسؤالك حرك أشجاني ألهب وجداني... معذرة...فسؤالك نار تبعث أحزانى وتهد كياني ..... وتحطم صمتي ...عفوا أستاذي ... على هذه الكلمات وهذه الآلام التي خرجت من تلميذك النجيب .. ولكن هذه الحقيقة !!؟

 لقد قام العدو الإسرائيلي بسرقة الأشجار الكبير المثمرة من ارض فلسطين ليَضعها في المستوطنات، فقد أباح حاخامات "يهود" سرقتها، ووضعها في " ارض الميعاد " حسب زعمهم، فلا يكاد يصدق العقل، إنهم  يقتلعون الأشجار الكبيرة من جذورها في وضح الشمس ويضعونها في مستوطناتهم الجديدة، لزراعتها أمام فيلات المستوطنين، كما يَعرضون منازلهم ويصورنها عبر مواقع الإنترنت، ففي إحدى المواقع الأوروبية، عرض صورة لمنزل كبير في احد المستوطنات، وأمامه أشجار زيتون فلسطينية رومية، وكأن عمر هذا المنزل من عمر هذه الشجرة التي ترمز إلى السلام والأمان في عرف العالم.

 * إن جرائم " يهود " تهدف إلى إبادة التاريخ الفلسطيني وقتل الذاكرة الفلسطينية والتراث المجيد، فهاهم يسرقون أشجار الزيتون المعمرة والقديمة، ويزيفون التاريخ القديم من خلال وضع الأشجار المعمرة بالقرب من مساكنهم لإضفاء الشرعية على وجودهم، متناسين أن التاريخ لا يمكن العبث فيه لأنه ملك لشعب تواجد على هذه الأرض منذ ألوف السنين ..

* بحسب المصادر الفلسطينية فإن الحصيلة الإجمالية لكل حملات الاعتداءات والتزييف المستمر، أن شجرة فلسطينية مثمرة تقتلع كل دقيقة في ارض فلسطين، فقد تم اقتلاع وتدمير(1355290) شجرة فلسطينية، ونحو(200 ألف) شجرة نخيل، بينما تم تجريف (76867) دونما من الأراضي الخصبة إضافة إلى تجريف( 31263) من شبكات الري وتدمير( 902662 مترا ) من خطوط المياه.

كما أفادت المصادر الفلسطينية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وإن كانت تستهدف أشجار الزيتون الفلسطينية بشكل عام، إلا أنها تستهدف في الوقت نفسه استهدافاً مركزاً، نوعاً خاصاً من شجر الزيتون، يزيد عمره عن عمر أقدم تاريخ مكتوب لليهود في فلسطين، وهو"الزيتون الروماني"، ويعملون على تدمير وحرق وسرقة هذه الأشجار بحد ذاتها، فهي محاولة مخططة ومدروسة ومبرمجة، ترمي إلى إعادة كتابة التاريخ على قاعدة أن تاريخ المنطقة القديم قد ابتدأ منذ ثلاثة آلاف عام فقط، أي منذ دخل اليهود إلى فلسطين.

 * وطني أشجارك مشتاقة إلى أشعة شمسك اللهابة، لتمدها بالحياة والروح، متلهفة للهواء العليل الذي يدغدغ أوراقها، ليعيد لها النشاط والقوة الذي فقدته منذ زمن بعيد، أشجار الوطن تَحن إلى أمها وعائلتها التي كانت كالظل الوارف تَمدها بالمحبة والحنان والمشاعر الرقيقة ... وطني هذا الشتاء تغرد فيه عصافير الصباح أسفل قطرات المطر المنهمر .. وطني مفعم ببرد الشتاء القارس، ويرتدي وشاحاً ابيضاً ويغطي ترابه أفرشة حمراء، مسكوب عليها عبرات الدم .. وطني أمطاره العبقة المنحدرة كشلالات على جباله الشامخة الروسي .. وطني وطن الخير والنماء لو سرقوا الأشجار ستبقى في القلوب وفي الذاكرة كالجبال الشماء، وسيبقى علمك مرفوعا، وعاصمتك شامخة، رغم انفوهم...

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ