ـ

ـ

ـ

السبت 16/02/2008

الناتو وأفغانستان وإيران وبشرى للمسلمين

محمد هيثم عياش

ربما سمعتم نشرات الاخبار أو قرأتم  تقارير الصحف التي تصدر في بلادكم عن خلافات حلف شمال الاطلسي / الناتو / بسبب أفغانستان وفي مقدمتها  مطالب هذا الحلف من المانيا ارسال المزيد من فرقها العسكرية  بل انتشارها في جميع ربوع   افغانستان ولا سيما المناطق الجنوبية منها التي تشهد قوة وانتصارات متزايدة للطالبان  ، هذا الخلاف بدأ في وقت سابق من بداية شهر شباط/ فبراير الحالي وتفاقم النزاع أثناء مؤتمر وزراء دفاع هذا الحلف الذي عقدوه في ليتوانيا التي كانت تابعة فيما مضى للاتحاد السوفييتي السابق ، فقد حذر وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس من انهيار الناتو وهزيمته في افغانستان وعاد وأكد تحذيره أثناء مؤتمر مدينة ميونيخ للآمن والسلام الاستراتيجي الذي عقد في المدينة المذكورة في الفترة ما بين 8 و10 شباط الحالي بمشاركة اكثر من 40 وزير خارجية ودفاع و250 خبيرا في شئون السياسة الاستراتيجية العسكرية الى جانب رئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوجان الذي حذر من مغبة مسيحية الاتحاد الاروبي مؤكدا معارضته اي عمل عسكري ضد جارة تركيا ايران . فقد تبين للمشاركين في هذا المؤتمر ومن بينهم / صاحب هذا التقرير / ان التحالف الغربي ضد ما يطلق عليه بمنظمات الارهاب الدولية / اي المنظمات الاسلاية / في طريقه الى الانهيار .

 لقد أكدنا لكم ذات مرة ان التحالف الغربي ضد العراق قد بدأ بالانهيار منذ سحبت اسبانيا ومن بعدها ايطاليا واخيرا بريطانيا قواتهم من ذلك البلد واعلان واشنطن تخفيض عدد قواتها بالرغم من أعلان وزير الدفاع جيتس مؤخرا بأنه أمر بوقف تخفيض القوات . ويعود سبب تحذير الناتو من هزيمة  ساحقة له في افغانستان ومطالبته بزيادة عدد الفرق العسكرية في تلك الدولة إعلان النرويج مؤخرا سحب فرقها العسكرية خلال حلول شهر تموز/يوليو المقبل وتهديد كندا بالانسحاب من أفغانستان .  وقد كشف لنا قائد الفرق العسكرية في تلك الدولة ايجون رامز النقاب  أثناء مؤتمر صحافي عقده في برلين يوم الثلاثاء من 12 الشهر الجاري بأن الحالة النفسية للجنود الدوليين في تلك الدولة منهارة تماما الامر الذي جعلهم يغادرون بعض المناطق الافغانية ويقوموا بتسليمها للطالبان طواعية  مشيرا بأنه اذا لم تساهم الدول العضوة في الحلف المذكور فان افغانستان ستعود من جديدة الى قبضة الطالبان والمقاومة الافغانية الاخرى .

هذا حول أفغانستان أما على صعيد سياسة الغرب تجاه ايران فلا تزال على ما هي عليه عقوبات اقتصادية وضرورة استمرار الضغوط  السياسية على حكومة الملالي لإرغامها  التعاون مع منظمة برامج الطاقة النووية في فيينا ، هذا ما أكده وزير الخارجية الالماني شتاينماير في مؤتمر ميونيخ للأمن والسلام . الا أن المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل باءت بخيبة أمل عندما اعتقدت ان جميع دول الخليج العربي  تؤيد عملا عسكريا ضد ايران ، ففي المؤتمر الصحافي الذي عقدته في برلين يوم الخميس من 7 شباط/فبراير الجاري مع حاكم دبي رئيس وزراء الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أكدت فيه خطر طهران على المنطقة جراء امتلاكها أسلحة نووية الا أن الشيخ رد عليها بلهجة بدوية فحة بأنه يعارض التدخل العسكري فايران جارة  لبلاده كما انها مسلمة  / ولما قال لها العبد الفقير صاحب هذه المقولة /  ان الكيان الصهيوني الذي يملك ترسانة نووية يعتبر أشد خطرا من ايران  على منطقة الشرق الاوسط برمتها ، قالت ميركيل ان الصهاينة يستخدمون برامجهم النووي للصالح العلمي . وقد كان واضحا أثناء مؤتمر ميونيخ خلاف الغرب حول ايران فعضو مجلس الشيوخ الامريكي جوزيف ليبرمان طالب بحملة عسكرية ضد طهران أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف معارضة بلاده لهذا العمل مؤكدا وجود أمل لحل دبلوماسي معها ، وأصرت ميركيل خلال محادثاتها مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني ايهود اولمر يوم الثلاثاء 12 شباط/فبراير الحالي على عقوبات اقتصادية أكد اولمرت بحل عسكري لأن ايران تريد إلغاء الصهيونية من فلسطين ونقلها الى اوروبا .

وبعد فانه يخطئ من يعتقد بأنه يوجد تضامن موحد في الغرب ضدنا  بالرغم من استعراض قوتهم وعضلاتهم علينا ، تعرض الغرب لهزيمة موجعة في العراق وها هو يئن من آلامه في أفغانستان وبدأت صيحات إنهاء الحرب ضد ما يسمى بمنظمات الارهاب الدولية تتعالى واللجوء الى الحوار السياسي مع تنظيم القاعدة والطالبان وكان أول من دعا الى هذا الحوار رئيس وزراء ولاية راينلاند فالتس كورت بيك الذي يشغل رئاسة الحزب الديموقراطي الاشتراكي اذ أكد بأن الحوار مع الطالبان ضروري  .

ومهما يكن فان الله تعالى قد وعد بنصر هذه الامة مؤكدا بأنه لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا ، والله تعالى يكيد لهم بالرغم من أن المسلمين نيام  / ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين / وقد وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن لايجتاح الكفار المسلمين ، الا أنه تعالى رفض الطلب النبوي بأن لا يجعل بأس المسلمين بينهم . وما يجري على ساحة السياسة الدولية بشرى للمسلمين

 -------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ