ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
شهادات
التزكية الإعلامية ، لمَن
لايستحقّها .. ماذا
تفعل في الناس !؟ عبدالله
القحطاني حين يصدِر شخص ما ،
شهادة تزكية ، أو حسن سلوك ،
بحقّ شخص ما ، أو فئة ما ، في
وسيلة إعلامية .. ماذا يعني هذا !؟
إنه
يعني أشياء كثيرة ، لابدّ من
معرفتها ، قبل الحكم على
الشهادة ، ووصفها بأنها شهادة
حقّ ، أو شهادة باطل ! حسنة أو
سيئة ، نافعة أو ضارّة ..!
وبالتالي ، لابدّ من شيء من
التفصيل ..( لابدّ من التأكيد ،
هنا ، على أن السعي إلى فتح قلوب
الناس ، بالكلام الطيّب ، مطلوب
ومهمّ . ولقد ورد عن النبيّ
الكريم ، محمّد صلى الله عليه
وسلم أنه أحبّ أن يفتح قلب
أحد الناس بكلام طيّب ، فأخبره
بأن فيه خصلتين يحبّهما الله
ورسوله ، هما : الحلم والأناة !
والفرق واضح جداً ، بين هذا
الكلام المحدّد ، المنضبط بوصف
معيّن ، في مجلس ضيّق .. وبين ما
نحن بصدد الحديث عنه ، من تزكية
إعلامية ، في صحيفة أو مجلّة ،
أو قناة تلفزيونية .. ممّا يمكّن
الناس ، جميعاً ، من قراءته ، أو
مشاهدته .. والتأثر به !).
ونوضح
الأمر بالأمثلة : 1) شهادة
التزكية ، من رجل معروف لدى
الناس ، بأنه عدل ثقة ، يـُعتدّ
بكلامه.. في حقّ شخصية ، أو فئة ،
تستحقّ الشهادة .. هذه الشهادة
مقبولة ، في كل الأحوال ،
ومطلوبة ، وتستفيد منها الأطراف
جميعاً : •
مـُصدِرها يستفيد منها : ـ
ثواباً في الآخرة ، إذا كان
ممّن يرجون ثواب الآخرة ! ـ
نفعاً للناس الذين بحبّهم ،
ويريد لهم الخير.. من المزكَّين
، والمزكّى لهم ! * الصادرة بحقّه ،
يستفيد منها : ـ سمعةً طيّبة ، أمام
الناس الذين يعرفونه .. تعزّز
ثقتهم به ! ـ منافع مادّية
اقتصادية ، ونحوها .. إذا كان من
أصحاب المصالح الاقتصادية ! ـ منافع سياسية ، إذا
كان المزكَّى شخصية سياسية ، أو
فئة سياسية ؛ إذ تساعده التزكية
على كسب الأنصار، الذين يؤثّر
فيهم كلام المزكّي ! * المصدّرة لهم ،
يستفيدون منها : ـ مزيداً من المعرفة
والثقة ، إذا كانوا يعرفون
المزكّى ، ويثقون به ! ـ معرفةً بالمزكّى ،
وثقةً ، إذا كانوا لم يعرفوه ،
من قبل .. أو كانوا يعرفون عنه
معلومات قليلة ! 2) شهادة التزكية من
رجل ثقة ، بشخصية ، أو فئة ،
لاتستحقّ التزكية .. يستفيد منها
طرف واحد ، وتخسر أطراف أخرى : * الصادرة بحقّه ،
يستفيد منها ، ويوظّفها توظيفات
مختلفة ، مادّية ، معنوية ،
سياسية ، اقتصادية ، ثقافية ،
اجتماعية .. وهو الطرف الوحيد
المستفيد من الشهادة ، هنا ! * المصدِر: ـ يَحمل وزرَ شهادته
، أمام ربّه ، عن قول الزور،
وشهادة الزور! ـ يَحمل أوزار الناس
الذين يـُخدعون بشهادته ،
ويبنون عليها مواقف تؤذيهم في
الدنيا والآخرة ! ـ يسهِم في تضليل بني
قومه ، أو ملّته ..! وينعكس هذا
ضعفاً فكرياً ونفسياً وسلوكياً
، على مجتمعه وقومه .. وقد يؤذَى
به أولاده وأهل بيته ، وعشيرته
الاقربون .. دون أن يعلم ذلك ، أو
دون أن يقصده ! ولا يَشفع له ،
هنا ، حسن نيّته ، وتسويغه
لشهادته؛ بأنها جاءت على سبيل
المجاملة ! فالمجاملة لها حدود
معيّنة ـ تتحكّم فيها ضوابط
الزمان والمكان ، والموقف
بجملته ـ لاتتعدّاها إلى تضليل
الآخرين عبر وسائل الإعلام ،
ومنحِ غيرِ الثقة ، ثناءً ، أو
تزكية ، أو شهادة حسن سلوك ! وقد
يكون مجرماً في سلوكه ، أو في
تفكيره السياسي .. فيوظّف هذه
الشهادة المجّانية ، في تعزيز
موقفه ، والمتاجرةِ بمواقف
الآخرين ، الذين تخدعهم به
شهادة الثقة المساير، أو
المجامل ، أو الحريص على: ( توحيد
الصفوف .. أو تقريب المواقف .. أو
تطييب الخواطر !) . 3) على ضوء ماتقدّم ،
يمكن قياس الأنواع الأخرى من
الشهادات ، مثل : *
شهادة غير الثقة بالثقة :
واستفادة كل طرف ، أو تضرّره
بهذه الشهادة ! *
شهادة غير الثقة يغير الثقة :
واستفادة كل فريق ، أو تضرّره
بهذه الشهادة ! *
شهادة غير المعروف لدى الناس ،
بصلاح أو فساد .. بجهة معروفة ،
بخيرها أو بشرّها :(هذه يختلف
فيها الناس ، بين مستفيد منها
مؤيّد لها ، ومتضرّر منها ،
مكذّب لها.. ومتردّد بشأنها !).
4) شهادات الطعن
والتجريح ، لها سياقاتها
الخاصّة ، أيضاً ! وتختلف
باختلاف جهات صدورها ، والجهات
الصادرة بحقّها ، وصدقِ الشهادة
أو زيفها ، ووقوعها على صفة
معيّنة في المجروح ، معروفٍ بها
أو غير معروف .. دون أن تمسّ
صفاته الآخرى ! 5)
ممّا تقدّم ، تتبيّن خطورة
الشهادة العلنية الإعلامية ..
حتى لو كانت مجرّد مجاملة عادية
عابرة ! مهما كان نوع الشهادة ،
ومن أيّة جهة صدرت ، وبحقّ أية
جهة صدرت ، وإلى أيّة جهة
صُـدّرت ! ولا سيّما إذا كانت
الجهة المزكّاة ـ شخصاً أو
جماعة ـ رمزاً
لمنهج فكري ، أو فلسفي ، أو
عقَدي .. فاسد ! فإن تزكية الجهة ،
تنسحب ، بالضرورة ، على المنهج
الذي تمثّـله .. فتغري الأبرياء
والسذج من الناس ، باتّباع هذا
المنهج .. ويَحمل المزكّي وزر
تضليل الناس ، أمام أمّته ،
وأمام ربّه ! لذا ، كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، شديد
التحذير، من قول الزور، ومن
شهادة الزور! ولقد
جاء عنه صلى الله عليه وسلم : (ربّ
كلمة يقولها الرجل ، لايلقي لها
بالاً ، يَهوي بها في جهنّم
سبعين خريفاً ) ! وبعض الناس
يتقرّب إلى الله بهذه الكلمة ،
دون أن يمحّصها .. فيؤذي بها
خلقاً كثيراً ، وهو يحسب أنه
يحسن صنعاً ! ولن نتحدّث ، هنا ،
بالطبع ، عن الأبواق المستأجَرة
، والأقلام المستأجَرة .. لمدح
أولياء النِعم ، وتجريح خصومهم
..! كما لن نتحدث عن الشهادات ،
التي تـُعدّ أثماناً ، سياسية
أو
غير
سياسية .. لمواقف ، سياسية أو غير
سياسية .. في صفقات متبادلة ، بين
أطراف ، يَعي كل منها ماذا يدفع
، وماذا يقبض ! ويقدِم على فعله ،
متحمّلاً مسؤولية النتائج
المترتّبة عليه ، في الدنيا
والآخرة ..! فهذه ، كلها ، خارج
سياق حديثنا هذا ! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |