ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
توريث
بشار الحكم! ... هل هو استنساخ؟ .. أم
تناسخ أرواح؟ سالم
أحمد* كثيرون –سوريون
وغيرهم- انتقدوا مسعى الرئيس
"حافظ أسد" لتوريث أبنائه،
-باسل ثم بشار-. لا لأنه سلوك غير
ديمقراطي –وهو كذلك- بل لأنه
استهانة بقدر الشعب السوري
بأكمله، ألا يكون فيه شخص أهلاً
ليكون رئيسا. خصوصا عند تعديل
الدستور ليتناسب مع عمر بشار.
ذلك التعديل الذي يشبه إلى حد
بعيد العملية القيصرية التي
تجرى لامرأة حامل لم يحن أوان
حملها، ويخشى أن تموت قبل أن تلد
فيموت بموتها الجنين. ولقد حاول كتّابٌ
سوريون استكناه الأسباب التي
حملت "حافظ أسد" على لإقدام
على توريث بشار رغم جسامة
الأخطار المتوقعة، ليس على
الوريث فحسب، بل على كل آل أسد.
وهي ليست أخطاراً استوحاها
الكتاب من عالم الخيال، بل هي
أخطار يكاد المرء يضع يده عليها
ويراها رأي العين، لأسباب عدة،
لعل أهمها أن الشعب السوري، وإن
سكت على مضض فذلك إلى حين، حتى
إذا ما بلغ به الغضب مبلغه، فلا
أحد يمكن أن يتوقع ما ذا يفعل
هذا الشعب المضطهد! ولم يكن حافظ
أسد يجهل حقيقة هذه الأخطار. لقد حاول كتاب سوريون
الغوص وراء الأسباب التي حملت
"حافظ أسد" على الركض وراء
"التوريث" رغم ما في ذلك من
الخطر المتأكد. أشير هنا إلى ما
كتبه "الطاهر إبراهيم" حول
هذا الموضوع تحت عنوان "حافظ
أسد ومشروعه العائلي"، في
مقالات ثلاث نشرتها مواقع
إلكترونية، ذكر فيها موازنة "أسد"
بين الأخطار المحدقة بأسرته،
وبشارٌ في الحكم، والانتقام
المتوقع أن ينزل عليهم –من
الشعب ومن رفاقه الطامحين-
والرئاسة في غيرهم. البعض الآخر يضيف -مع
الاحترام لما أورده "إبراهيم"
وغيره- سببا آخر، لا يعرفه إلا
سكان الساحل السوري. هذا السبب
يرجع إلى عقيدة فاسدة كانت بعض
الأسر العلوية تؤمن بها، وهي
عائلات قليلة على كل حال. ولعل
أسرة "سليمان أسد" والد "حافظ
أسد" إحدى تلك الأسر القليلة
التي كانت تؤمن بتلك العقيدة
الفاسدة. تقول هذه العقيدة:
الإنسان بعد الموت تنتقل روحه
إلى إنسان آخر. البعض من هؤلاء
يشط به الخيال فيزعم أنه "في
حياته القديمة" كان "فلانا"
صاحبَ المكانة المرموقة بين
الناس، ثم انتقل إلى شخصه
الحالي. بل كان يوصي أولاده إذا
مات أن يتعرفوا عليه في جسم
عظيمٍ آخر، من خلال ما يعرفون من
سجاياه. وكثيراً ما كانوا
يشتمون زيدا من الناس يكرهونه،
فيقولون بأن روحه انتقلت بعد
موته إلى جسد كلب أو قرد أو حمار.
وهذه العقيدة الفاسدة تعرف ب"تناسخ
الأرواح"، أو "التقمص"
كما يطلق عليها في الساحل
السوري. لعل الرئيس حافظ أسد،
بما كان يُعرف عنه من دهاء لا
ينكره عليه حتى أعداؤه، كان
يعتقد أنه -بعد موته- سيتقمص في
جسم ابنه بشار، وأنه سيكون
المتصرف في أمور الحكم كما
يشاء، ولن يستطيع أحد أن يكيد له
مع هذه الخبرة الطويلة، خبرة
حافظ أسد طبعا، لا خبرة بشار أسد. ولقد كنت -وأنا صغير-
أسمع كثيرا عن آراء هؤلاء القلة
من الأسر وعن اعتقادها الفاسد
الذي ينكره عليها عقلاء الطائفة
العلوية. حيث كان يحدث بعض
الحمقى أنه كان "واليا" في
جبال العلويين عينه في منصبه
هذا السلطان "عبد الحميد".
ولكن لعل ذلك هو "الهروب إلى
الأمام" من الجرائم التي
اقترفها هؤلاء المجرمون. فهم
يمنون النفس بأن "تقمصهم"
في جسد إنسان آخر سوف ينقذهم مما
ينتظرهم بعد الموت. لولا أني لا أؤمن
بهذه التصورات الفاسدة، لقلت إن
"سليمان فرنجية" رئيس
جمهورية لبنان الأسبق (يروى أنه
قتل ستة لبنانيين، وهرب إلى
القرداحة واختبأ عن والد حافظ
أسد)، قد تقمصت روحه في جسد
حفيده "سليمان فرنجية"
الوزير في عهد الوصاية السورية،
لماأرى من علامات الحمق والشر
في أحاديث وتصرفات سليمان
فرنجية الحالي. *كاتب
سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |