ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين  24/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

درس من هزيمة شاملة : فيتنام بعد 30 عاما

غابريل كولكو*

جريدة كاثوليك نيوتايمز الاميركية 5/6/2008

"كانت الحرب في فيتنام التي انتهت قبل 30 عاما بانتصار كامل للشيوعيين اطول حرب اميركية واكثرها تكلفة واثارة للفرقة في اميركا، حيث انخرط فيها في بعض المراحل اكثر من نصف مليون جندي اضافة الى قوات من كوريا الجنوبية واستراليا وبلدان اخرى. واذا احتكمنا الى المعايير العسكرية التقليدية فأن الاميركيين كان ينبغي ان ينتصروا. فقد استخدموا 51 مليون طن من ذخائر الحرب (بقدر ما استخدموه في الحرب العالمية الثانية)، وكانوا يتمتعون بتفوق عسكري كاسح على اعدائهم وفق كل المعايير. مع ذلك فقد هزموا. وكان جيش فيتنام الجنوبية بقيادة نغوين فان ثيو اقوى بكثير من خصومه. ففي بداية 1975 كان هذا الجيش يمتلك من المدفعية ثلاثة اضعاف ما يمتلكه الخصوم ومن الدبابات والمدرعات ضعفا ومن الطائرات الحربية 1400 وهيمنة كاملة على الجو. وكان لدى جيش فيتنام الجنوبية تفوقا بنسبة الضعف في عدد القوات المحاربة بحدود 700 الف الى 320 الف. وكانت القيادة الشيوعية تتوقع استمرار الحرب عشر سنيين اخرى. ويبدو ان الاميركيين والشيوعيين لديهم تشوش في الرؤية ازاء الحروب.

 

ان ما يحدث في الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية اكثر حسما بكثير جدا من المقارنات والمعادلات العسكرية. لقد ثبتت صحة هذا الرأي في الصين في الاربعينيات وفي فيتنام في عام 1975 , وهو ما يحدث اليوم ايضا في العراق.

 

كان كيان فيتنام الجنوبية مجتمعا مدنيا مصطنعا قاعدته الاقتصادية الوحيدة تكمن في الدعم الاميركي. وقد اخذ كم هذا الدعم بالانخفاض بارتفاع اسعار النفط مع اندلاع الحرب في الشرق الاوسط في 1973 مما تسبب بارتفاع معدلات التضخم. وهنا اصبح الجيش الممكنن والمجتمع الذي صنعه الاميركيون عبئا مضنيا. لقد كان كيان فيتنام الجنوبية دائما يرتع في الفساد منذ ان اصطنعته اميركا في 1955 رغم ما نصت عليه اتفاقيات جنيف من ضرورة اجراء انتخابات لتوحيد بلد كان موحدا اثنيا وتاريخيا.

وكان ثيو (رئيس هذا الكيان) وهو كاثوليكي في بلد غالبيته من البوذيين يحافظ على ولاء اتباعه من القادة العسكريين والمدنيين بالسماح لهم بالاثراء على حساب الناس. ولذلك لم يكن لدى عامة الفيتناميين سواء كانوا مؤيدين او مناهضين للشيوعيين أي تأييد لنظام فيتنام الجنوبية الذي كان يسرقهم. وبعد عام 1973 انحدرت رواتب الجنود بسبب التضخم فاضطروا للاعتماد على الزراعة. اما الطبقة الوسطى فقد ازداد تغربها وانعزالها، فانهارت معها شعبية نظام ثيو الذي اعترف بوجود 32 الف سجين سياسي ولو ان التقديرات كانت تشير الى عدد اكبر من هذا بكثير.

 

ومع بداية عام 1975، بدأ النظام في فيتنام الجنوبية بالتفكك بجميع المقاييس : اقتصاديا وسياسيا ومن ثم عسكريا. فقد تركت قوات سايغون ساحة المعركة قبل الهجوم الشيوعى الاخير في اذار/مارس 1975. وكانت ادارة نكسن قد اصبحت بعد 1973 في موقع دفاعي مع الكونغرس والمجتمع الاميركي اثر فضيحة ووترغيت. ولم يكن بأمكان الرئيس الاميركي الجديد فورد بعد اقالة نكسن مد يد المساعدة الى نظام ثيو المفلس سياسيا واقتصاديا. اما الجيش الاميركي فكان لفرط انهيار معنوياته عاجز عن مواصلة الحرب. وقد اكدت الولايات المتحدة انذاك (في خطوة صائبة) ان ستراتيجيتها الدبلوماسية قد كسبت موسكو وبكين الى جانبها بعد ان هددت باستخدام قوتها الى جانب خصوم كل من لا يؤيد ستراتيجيتها في فيتنام- الستراتيجية الثلاثية. ولكن بغض النظر عما فعله حلفاء هانوي السابقين – الذين نفذوا ما ارادته واشنطن منهم بقطع المساعدات العسكرية عن الشيوعيين الفيتناميين، فأن المشكلة الاساسية كانت في سايغون. لقد بدأ النظام بالانهيار لاسباب لاصلة لها بالمعدات العسكرية. لقد ذهل الشيوعيون بالفعل للانتصار السريع والشامل على جيش سايغون المتفوق والذي رفض القتال وتفكك بسرعة.

 

هكذا انتهى اضخم جهد خارجي منذ 1945.

وهناك عدد كبير جدا من حالات الشبه الواضحة (بين انهيار المشروع الاميركي في فيتنام) مع المشروعين الاميركيين الخائبين الحاليين في العراق وافغانستان. والدروس واضحة هي الاخرى حتى بتنا مقتنعين ان الادارات الاميركية المتعاقبة لا تملك القدرة على الاستفادة من اخطاء الماضي. ان الهزيمة الشاملة قبل 30 عاما كان ينبغي ان تصبح انذارا للولايات المتحدة: بان اية دولة مهما كانت قوية لا يمكن ان تخوض الحروب بدون التعرض لمخاطر شديدة. ان الحروب ليست تمارين عسكرية تكون الغلبة فيها للقوة النارية. وانما هناك التحديات السياسية والايديولوجية والاقتصادية. كان ينبغي الا ستفادة من احداث فيتنام الجنوبية. ولكن ذلك لم يحصل." 

Lesson from a total defeat: Vietnam 30 years after

Catholic New Times

by Gabriel Kolko

Save a personal copy of this article and quickly find it again with Furl.net. It's free! Save it.

The war in Vietnam that ended 30 years ago with a complete triumph for the Communists was the longest, most expensive and most divisive American war in its history, involving over a half-million U.S. forces at one point--plus Australian, South Korean, and other troops.

If we use conventional military criteria, the Americans should have been victorious. They used 15 million tons of munitions (as much as they employed in World War Two), had a vast military superiority over their enemies by any standard one employs, and still they were defeated.

The Saigon army commanded by Nguyen van Thieu was far stronger than their adversaries. At the beginning of 1975, they had over three times as much artillery, twice as many tanks and armored cars, 1400 aircraft and a virtual monopoly of the air. They had a two-to-one superiority of combat troops--roughly 700,000 to 320,000.

The Communist leadership in early 1975 expected the war to last as much as a decade longer. The Americans and Communists both alike shared a common myopia regarding wars. What happens in the political, social, and economic spheres are far more decisive than military equations. That was true in China in the late 1940s, in Vietnam in 1975, and it is also the case in Iraq today.

South Vietnam was an artificially urbanized society whose only economic basis was American aid. The value of that aid declined when the oil price increases that began with the war in the Middle East in 1973 caused a rampant inflation, at which point the motorized army and society the Americans had created became an onerous liability.

South Vietnam had always been corrupt since the U.S. arbitrarily created it in 1955 despite the Geneva Accords provision that there should be an election to reunify what was historically and ethnically one nation.

Thieu, who was a Catholic in a dominantly Buddhist country, retained the loyalty of his generals and bureaucracy by allowing them to enrich themselves at the expense of the people. The average Vietnamese, whether they were for or against the Communists, had no loyalty whatsoever to the Thieu regime that was robbing them.

After 1973. soldiers' salaries declined with inflation and they began living off the land. The urban middle class was increasingly alienated, the Thieu regime's popularity fell with it. It admitted there were 32,000 political prisoners in its jails, but other estimates were far higher.

By the beginning of 1975, the regime in South Vietnam was beginning to disintegrate by every relevant criterion: economically and politically, and therefore militarily. The Saigon army abandoned the battlefield well before the final Communist offensive in March 1975. Moreover, with the Watergate scandal, the Nixon Administration was on the defensive after 1973, both with the American public and Congress, and after Nixon's forced resignation the new American President, Gerald Ford, was simply in no position to help the economically and politically bankrupt Thieu regime. The American army, at this point, was too demoralized to re-enter the war. Washington correctly assumed that its diplomatic strategy had won Moscow and Peking to its side by threatening to swing its power to the enemy of whatever nation would not support its Vietnam strategy--triangular diplomacy.

But it was irrelevant what Hanoi 's former allies did--and essentially they did what the Americans wanted by cutting military aid to the Vietnamese Communists. The basic problem was in Saigon : the regime was falling apart for reasons having nothing to do with military equipment. The Communists were stunned by their fast, total victory over the nominally superior Saigon army, which refused to fight and immediately disintegrated.

Thus ended the most significant American foreign effort since 1945. There are so many obvious parallels with their futile projects in Iraq and Afghanistan today, and the lessons are so clear, that we have to conclude that successive administrations in Washington have no capacity whatsoever to learn from past errors. Total defeat in Vietnam 30 years ago should have been a warning to the U.S. : wars are too complicated for any nation, even the most powerful, to undertake without grave risk. They are not simply military exercises in which equipment and firepower is decisive, but political, ideological, and economic challenges also. The events of South Vietnam 30 years ago should have proven that. It did not.

Gabriel Kolko is the leading historian of modern warfare and the author of the classic Century of War: Politics, Conflicts, Society Since 1914, and Another Century of War?

ـــــــــــــ

*ابرز مؤرخ للحرب الحديثة في اميركا وهو مؤلف الكتاب المشهور "قرن الحرب: السياسة -النزاعات - المجتمع منذ 1914"، وكتاب  "قرن حرب اخر؟".

المصدر : شبكة البصرة - 22 تشرين الثاني 2008

 

----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ