ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  10/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ماذا يجري في غزة

عن الجارديان البريطانية

أعلن 1.5 مليون من الشعب الفلسطيني البطل في قطاع غزة قدرته على الجهاد والصمود بوجه الإحتلال بعد مرور 900 يوم على حصار قطاع غزة، وبذلك أثبت هذا الشعب أن"غزة لا تدافع عن نفسها فحسب بل عن كل فلسطين"، و شمل حصار إسرائيل لقطاع غزة كافة المساعدات الدولية وشاحنات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهذا كله مخالف لاتفاقية جنيف، وللعلم أن أكثر من نصف سكان غزة يعيشون على هذه المساعدات،  ويمثل هذا الشعب المقاوم  تنظيمي حماس والجهاد والبقية المتبقية من فصائل المقاومة الحقيقية، مشكلين التيار العسكري للشعب المقاوم على أرض فلسطين المحتلة والذي يمكن أن نسميه جزافاً بجناح الصقور، بينما لايزال جناح الحمائم – في رام الله -   الملتزم أبداً منذ رحيل القائد التاريخي أبو عمار بنوايا الصلح المعهود، بدءاً من أوسلو إنتهاءاً بِأنابوليس.

وأزمة اليوم بدأت عندما قامت إسرائيل بانتهاك الهدنة أكثر من 190 مرة وقتلت أكثر من 20 شخصا، وكان رد حماس بعدم تمديد الهدنة، ردا على انتهاك دولة إسرائيل الواضح للهدنة. ولكن انهاء الهدنة من جانب صقور غزة، كان "القشة التي قصمت ظهرالبعير" وكان المبرر لحرب اليوم في يومها العاشر. ويتوهم البعض بأن الهجوم الإسرائيلي كان يمكن تجنبه كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس من القاهرة "حذرنا حماس من أن انهاء الهدنة سيجلب هجوما إسرائيليا كبيرا على غزة وأنه كان بالإمكان تجنب ما حدث لو استمعوا إليه" و "إننا تكلمنا معهم بالهواتف وبشكل مباشر وبشكل غير مباشر عبر أطراف عربية وحذرناهم وقلنا لهم ما سيحدث وياليتهم استمعوا الى نصائحنا، ولكِنَا الآن تفادينا ما حدث".

 ولكن إصرار الجانب الإسرائيلي على مواقفه ضربت بعرض الحائط محاولات مجلس الأمن الدولي، فقد أصبح هذا المجلس بمواقفه المشجع الأول لإسرائيل بشن هجومها الأخير على غزة. وكما يؤكد الجانب الإسرائيلي تعنته وعنجهيته برفض الوساطة الروسية لوقف حمام الدماء، ماهو إلا موقف إنتقامي من موسكو التي دعت حركة حماس إلى طاولة الحوار (وخير ما فعلت). فمن هذه الرؤية، إننا نرى بأن ما يجري اليوم على أرض غزة، ما هو إلا إستمرار لمحاولات عزل روسيا عن الساحة الدولية وعن صناعة قرار السلام، وخاصة بأنها كانت الداعي الأول لمحاورة حماس أولاً.  وهي أول من دعت لعقد مؤتمر السلام القادم في موسكو برعاية الرباعي خلال الربع الأول من العام الجديد، وتأتي محاولة تهميش موسكو الأخيرة برفض وساطتها، يأتي في إطار ما جرى مؤخرا نتيجة لحرب جورجيا الفاشلة، فسرعان ما سقطت ورقة التين الذابلة، وما يجري اليوم من "قرصنة غازية" من قِبل أوكرانيا، ما هو إلا جزء من "حرب الغاز" المُعلنة منذ سنوات خلت من قبل بعض دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والتي فشلت بإقامة "منتدى الدول المنتجة للغاز" ومقره في الدوحة كما أعلن مؤخراً، ولكن .. "لكل داء دواء". ليس في موسكو فقط بل في غزة أيضاً

فبالرغم من أن الجيش الأحدث في العالم المزود بأفضل الخبراء والاستراتيجيين والدارسين، يعلم بأن الزمن لا يمضي لصالحه كما يتوقع خبراءه، ويعلم قادة هذا الجيش أيضاً بأن حرب تموز 2006 ستعيد ذاتها ولكن بضحايا أكبر من أطفال ونساء وشيوخ شعبنا الصامد، و يعلمون أيضاً بأن التورط في حرب برية هو آخر شيء يريده جنرالات الجيش الاسرائيلي، لانه يعني خوض حرب عصابات طويلة الامد، ربما تترتب عليها خسائر بشرية ضخمة، وهزيمة ثانية في غضون عامين بعد الهزيمة الاولى في جنوب لبنان، الامر الذي سيدمر ما تبقى من معنويات وهيبة المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، لأن النتيجة ستكون مشابهة. وكما تحول حزب الله إلى جزء لا يتجزء من القرار السيادي اللبناني، يتأمل الكثير من أن تتحول حماس وأخواتها إلى جزء من القرار والكلمة الفلسطينية ليشكلوا بالنهاية خطاب واحد، فتكون الكلمة (للحمائم) في رام الله، والعصا بيد غزة (الصقور المنتخبين ديموقراطياً) وعلى رأس السلطة، ناطق واحد وممثل واحد رسمي إلا وهو الرئيس الفلسطيني. وذلك من خلال التطبيق الأفضل للقانون وحماية مصالح وحقوق الناس. ليس بمحاربة الفراغ السياسي والعقائدي الناجم عن تغييب الأخر وتجريم فكرة المعارضة الديمقراطية، بمزيد من الإقصاء والاستئصال، بل بإحياء العملية السياسية، وتغيير أسلوب الحكم. 

ولكن خطيئة قادة الجيش الإسرائيلي العرمرم التي يكرروها دائماً، بأعتقادهم أن خلافهم قائم مع عقائد وأفكار أو مع أشخاص أوجماعات أو أحزاب، فيضعون خططهم واستراتيجياتهم على هذا الأساس، متناسين بأن قضية فلسطين لم تكن قط محصورة بالمرحوم الشيخ أحمد ياسين أو بالرئيس الراحل ياسرعرفات، حيث قَتَلوا الأول وإغتالوا التاني، ولم تكن القضية الفلسطينية محصورة قط بتنظيم فتح أو حركة حماس، بل هي قضية شعب لايموت الذي أنجب في الأمس الألاف من القادة  وسينجب الآلاف المؤلفة من قادة المستقبل، حاملين بندقية بيد وغصن زيتون باليد الأخرى حتى ... تنفيذ القرار 192

 لقد آن الأوان كي يدرك الجميع أن العنف لا يمكن أن يكون بديلا عن المبادرة السياسية. بإعادة النظر بالعناصر المتحاورة من الجانبين كما أشار بلفتته الجميلة، الكاتب ويليام سيغهارت في مقاله المنشور في تايمز أون لاين 31/12/2008 معبراً عن برأيه قائلاً: "لقد بدأت القصة منذ ما يقرب من 3 سنوات عندما نجحت حركة حماس بشكل غير متوقع في أول انتخابات حرة و نزيهة في العالم العربي, و قد نجحت الحركة وفقا للبرنامج الذي طرحته والذي يتمثل في إنهاء الفساد المستشري و العمل على دعم الخدمات الحكومية العامة غير الموجودة تقريبا في قطاع غزة و الضفة الغربية. و قد أثار هذا الحزب الديني  إعجاب المجتمع العلماني السائد مما أهل الحركة لتفوز بما يقرب من 42% من مجموع الأصوات.  إن الفلسطينيين لم يصوتوا لحماس لأنها كرست نفسها لتدمير دولة اسرائيل أو لأنها كانت مسئولة عن موجة الهجمات الانتحارية التي أدت الى مقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين. لقد صوتوا لحماس لأنهم اعتقدوا أن فتح و هو حزب الحكومة المرفوضة، قد خذلتهم. فعلى الرغم من رفض العنف و اعتراف حركة فتح بإسرائيل فإنها لم تنجح في إقامة الدولة الفلسطينية" ويضيف الصحفي "في فترة السنوات الخمس5  التي زرت بها غزة و الضفة الغربية, التقيت بمئات من السياسيين و المناصرين لحركة حماس. لا أحد منهم صرح أو زعم بأن هدف الحركة هو أسلمة المجتمع الفلسطيني على طراز طالبان. إن حماس تعتمد على أصوات العلمانيين بشكل كبير و لذلك فإنه من غير المحتمل أن تقوم بذلك. إن الناس لا زالوا يستمعون الى موسيقى البوب و يشاهدون التلفاز و لازال باستطاعة النساء أن يخترن ما إذا كن يرد ارتداء الحجاب من عدمه.  إن القادة السياسيين لحركة حماس لربما كانوا من أكثر حملة المؤهلات العلمية العالية في العالم. فالحركة تفتخر بوجود أكثر من 500 من حملة درجة الدكتوراه في صفوفها و غالب عناصر الحركة من الطبقة الوسطى من المهنيين سواء أكانوا أطباء أو أطباء أسنان و علميين و مهندسين. و أغلب قيادات الحركة درسوا في جامعات ليس فيها أي نوع من الكراهية الأيدلوجية تجاه الغرب. إن أساس وجود هذه الحركة هو الظلم الواقع على الشعب و قد كرست نفسها للتعامل مع حالة غياب العدل التي يتعرض لها أبناء شعبها. و تعرض الحركة بشكل مستمر هدنة مدتها 10 سنوات من أجل أن تعطي مجالا للتنفس لحل الصراع الذي استمر لفترة تزيد عن 60 سنة"، ويرى الكاتب أيضاً "أن الحل بسيط للغاية ويتجلى بأن يجلس الأشخاص ال 1000 الأعلى الذين يحكمون اسرائيل (من السياسيين و الجنرالات و أجهزة الأمن) و قادة الإسلاميين الفلسطينيين الذين لم يلتقوا أبدا" حيث "أن السلام الحقيقي يتطلب أن يجلس هؤلاء الأشخاص مع بعضهم البعض دون أي شروط مسبقة" و "لكن أحداث الأيام القليلة الماضية جعلت من حصول هذا الأمر صعبا. إن هذا هو التحدي الذي يواجه الإدارة الجديدة في واشنطن و حلفائها الغربيين" ولكن "علينا فقط أن نعدل الصورة المشوهة التي نحملها عن حماس". فالكثير من الدول اوروبية كانت أم امريكية أمعربية لا تقيم اي اتصالات مع حركة حماس باعتبارها حركة ارهابية، والآن اصبحوا يطالبون بوسطاء للتفاوض معها على وقف اطلاق النار، الا تدل هذه الحقيقة على تغير في المعادلة السياسية على أرض الواقع، بفضل صمود شعب غزة بشبابه الذي يقارب عدده بثلاثة أرباع المليون ، واصرار نسائه واطفاله على المقاومة؟ لقد تغيرت قواعد اللعبة في المنطقة فعلا، من منظور الربح والخسارة، ولكن في غير مصلحة اسرائيل. كما أشارت إليه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوم الأربعاء الفائت "أن الحرب على غزة رفعت شعبية حركة حماس بين الفلسطينيين" وأشارت إلى "أن الفلسطينيين يقفون خلف حماس، وأن هذه الحركة لا يمكن القضاء عليها". وتحت عنوان "يجب وقف إطلاق النار الآن"، كتب عاموس عوز في نفس الجريدة "أنه لا يوجد لإسرائيل ما تكسبه من الهجوم على قطاع غزة. واشار إلى أن سكان قطاع غزة لن يثوروا ضد حركة حماس، وأنه لن يقوم في قطاع غزة سلطة مؤيدة لإسرائيل، وأن الهجوم البري على قطاع غزة من الممكن أن يؤدي إلى التورط والغرق في أوحال القطاع التي يعتبر الوحل اللبناني إلى جانبه لا يذكر". "عن وكالة أنباء الشرق الأوسط – 31/12/2008". وما صرح به أفيخاي أدرعي لقناة روسيا اليوم في اليوم العاشر من الحرب، وهو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أجمل تعيبر عن قلق جيش إسرائيل الحقيقي بقوله "بأننا لسنا كحزب الله الذي يقاتل في غزة من تحت الأرض، والذي تعيش قادته في فنادق خمسة نجوم في دمشق"  وأضاف أدرعي قائلا: " أن القيادة العسكرية الوسطى والشمالية من جيش الدفاع الإسرائيلي تراقب عن كثب كل التحركات في الجبهات الأخرى. نحن نراقب... حزب الله يعرف ما كانت إنعكاسات عمليته الإستفزازية الحربية قبل عامين... وجيش الدفاع الإسرائيلي مستعد للتحدي والمواجهة على كل الجبهات. نحن لا نريد فتح جبهة أخرى... وإذا كان هناك أحد يعتقد أن دولة إسرائيل في حالة ضعف فهو واهم، وأنا أنصحه أن لا يجرنا إلى مثل هذه المواجهة، لأن إنعكاساتها ستكون سلبية عليه".

ولكن المؤشر السليم والحقيقي هو النهضة الدولية لمناصرة شعب فلسطين في غزة جاء من خلال مظاهرات التأييد في العديد من دول العالم كان أهمها مسيرة "الأحذية البالية" في العاصمة البريطانية، حيث رمى نحو خمسة آلاف شخص بأحذيتهم البالية قبالة مقر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، بسبب مساندته بوش عبر منع صدور قرار من مجلس الأمن يطلب من إسرائيل وقف هجومها على غزة. مستوحين من الملهم الفذ الصحفي منتظر الزيدي، الذي دخل التاريخ من بوابته العريضة برميه الرئيس جورج بوش، بحذائه في بغداد. وشارك في المظاهرة الكثير من الشخصيات البريطانية المعروفة، من المشاركين، المغنية آني لينوكس والممثل الكوميدي ألكسي سايل، وعمدة لندن السابق، كين ليفنغستون، والسياسي جورج غالواي، علماً أن مسيرات أخرى جرت في مدن ليفربول وبريستول ولييدز ومانشستر. ما دعى الكثير من اصحاب القلم الحر كل ضمير حي بدعم أطفال فلسطين بمقاطعة المنتجات الأمريكية والإنكليزية لمدة شهر  أو على الأقل طيلة فترة الحرب، حيث إن غالبية هذه المنتجات تدفع ما يعادل من 12% من وارداتها لتزويد إسرائيل بالسلاح، أمثال منتجات كوكاكولا  وفيليب موريس وماكدونالدز وغيره ...

المراجع:

http://www.timesonline.co.uk/tol/comment/columnists/

guest_contributors/article5420584.ece 

http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2009/ jan/01/israelandthepalestinians-labour

الجارديان   28/12/2008

نك بالمر - الجارديان 1/1/2009

عادل موسى – 06.01.2009  

----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ