ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حماس
خرجت من القتال أقوى تسفي
بارئيل -هآرتس مراسل
الصحيفة للشؤون العربية
هذا هو التوقيت الجديد في
اسرائيل: "بعد يوم"، "بعد
يومين"، "بعد ثلاثة ايام"
– بعد وقف النار، موعد بدء
الفصل الجديد في تاريخ حماس،
الموثق جيدا في الصور التي تصل
من غزة: شرطة السير توجه الحركة،
جرافات الحكم تخلي الحطام،
معتقلون يعادون الى المعتقل
والمراقبون يتأكدون من أن
التجار لا يرفعون الاسعار. الان
يبدأ الانتظار للمال الكبير.
مليار دولار، تبرع
السعودية، ومبلغ كهذا من باقي
الدول العربية وبرامج التبرعات
الخاصة للتلفزيونات الفضائية.
الدول الاوروبية ايضا ستقدم
تبرعات لاعادة بناء القطاع، على
ما يبدو من خلال البنك الدولي
وان كان حجمها وطبيعتها لم
يتبلورا بعد. التقدير هو أن غزة
تحتاج الى نحو 2 مليار دولار
لاعادة بناء نفسها ولنحو 500
مليون دولار اخرى للادارة
الجارية. السؤال الكبير هو لمن
سينتقل المال ومن سيشرف عليه –
حماس أم السلطة الفلسطينية؟.
ترغب حماس في أن تتبنى الدور
الذي اخذه حزب الله على عاتقه
بعد حرب لبنان الثانية وتكون
الممول الحصري لاعادة بناء
القطاع. وهكذا سيكون بوسعها ليس
فقط ان تطمس مسؤوليتها عن
الاضرار بل وان تعرض نفسها ايضا
كحكم شرعي يحظى باعتراف دولي،
إذ ان من ينقل المال لحماس فانه
على أي حال يعترف بحكمها
وقدراتها.
الانجاز السياسي لحماس ليس
متعلقا بما يفكر به الجمهور في
غزة. "على أي حال سنسير نحن
الان الى الانتخابات، وكل شيء
سيتقرر من فوق رؤوسنا"، قال
لـ "هآرتس" رجل اعمال غزي
نجح في الخروج من القطاع قبل وقت
قصير من الحرب. ماذا عن العصيان
المدني؟ الانقلاب ضد حماس؟ "اليوم
كل واحد يبحث عن عنوان
لمساعدته، سواء كان هذا حماس،
فتح، الله او الشيطان. ليس لاحد
القوة او الرغبة في التوجه نحو
الثورات. ليست حماس هي التي تلقت
الضربة، بل نحن الذين تلقيناها".
لهذا النهج ينضم ايضا امين
سر اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير ياسر عبد ربه: "لم
يسأل احد الشعب الفلسطيني قبل
ان يخرج الى الحرب، ولا احد
يسأله الان كيف الاستمرار"،
قال، وبدت اقواله كاقتباس كامل
عن تصريحات رئيس وزراء لبنان
فؤاد السنيورة بعد حرب لبنان
الثانية.
السلطة الفلسطينية وان كانت
تتمتع بتأييد الولايات
المتحدة، اوروبا وبعض الدول
العربية، الا انها مثل الحكومة
اللبنانية التي حاولت التصدي
لحزب الله، فان السلطة هي
الاخرى تعرف بان التأييد من
الخارج لا يمكنه ان يجعل الرئيس
محمود عباس (ابو مازن) يحكم رئيس
وزراء حماس اسماعيل هنية او
رئيس المكتب السياسي في دمشق
خالد مشعل. عندما يفكر
الفلسطينيون بالعودة الى
الحوار الداخلي استعدادا
لاقامة حكومة وحدة، واضح
للطرفين ان حماس خرجت من
الاسابيع الثلاثة للقتال معززة
القوة بالذات.
كبار رجالاتها في غزة باتوا
يتجولون في الشوارع، ولا يخشون
من تصفية مركزة من جانب اسرائيل
وقيادة الحركة – في غزة وفي
دمشق – متحدة الان، ولم تعد
بحاجة الى التصدي لمزاعم
الخلافات بين رجال الداخل ورجال
الخارج. الاضطرارات السياسية
الداخلية والخارجية قربت بينهم.
حماس الداخل تحتاج الى القيادة
في دمشق لتوجيه الدفة بين سوريا
وايران وبين مصر والسعودية؛
حماس الخارج تحتاج الى القيادة
في غزة كي تنفذ العمل على الارض،
ان تظهر القدرة على الادارة
والتحكم لدى الحركة.
الان يستعدون للضغط الكبير
من الدول العربية وبعض الدول
الاوروبية، وعلى رأسها فرنسا،
لتوحيد الصفوف الفلسطينية
واقامة حكومة وحدة وطنية مع فتح.
وسيكون هناك من سيشترط نقل
الاموال بمثل هذه الحكومة –
بالضبط مثلما تشترط مصر فتح
معبر رفح بان يمكث هناك تمثيل عن
السلطة الفلسطينية. لهذا بالضبط
تنتظر حماس: المصالحة هي
الرافعة السياسية. هذا الاسبوع
اوضح رجل السلطة عبدربه بان
الخطر يكمن بالذات في طلب
مشاركة السلطة في معبر رفح. فقال:
"معنى الامر اننا حكومتين
ودولتين ولكل واحدة منها تمثيل
في معبر الحدود. هذا يبدأ بتقاسم
السيطرة على الحدود وبعد ذلك
ينتقل الى تقاسم الحركتين
للمناصب".
ابو مازن يتطلع الى اقامة
حكومة وحدة تدير فلسطين بأسرها
– في قطاع غزة ايضا – واذا كانت
هناك حاجة، فستعقد انتخابات.
وهكذا كفيلة حماس بان تحقق في
اعقاب هذه الحرب مكانة مشابهة
لتلك التي حققها حزب الله في
اعقاب حرب لبنان الثانية – شريك
في الحكومة. خيارها العسكري
سيواصل التهديد، ليس فقط على
اسرائيل – بل وايضا على العلاقة
الهزيلة بين الدول العربية.
وبالذات من موقف الضعف ستصل الى
الحوار الفلسطيني الداخلي من
نقطة مساومة افضل.
يحتمل أن في الزمن القريب
سيتعين على اسرائيل ايضا ان
تعيد النظر في سياستها. فهل
ستتمسك بمقاطعة حكومة وحدة
فلسطينية وهكذا تكرر خطأها في
2006 – ام تعترف بانه في ظل عدم
وجود مسيرة سلمية من الافضل
تبني حكم فلسطيني موحد طالما
يحافظ على الهدوء العسكري. ---------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |