ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  19/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ادخلوا حماس في العملية السلمية

أفرايم هاليفي*

القدس – من الواضح الآن أن إسرائيل تمكنت من كيل ضربة لحماس أثناء حملة الأسابيع الثلاثة التي انتهت في 17 كانون الثاني/يناير، مستهدفة وبنجاح مخازن أسلحتها ومرافق تدريبها ومواقع قياداتها.

 

تركت إسرائيل حماس لتفكر ليس فقط بالعداء الذي حققته من طرف مصر والأردن والسعودية والدول العربية المعتدلة فقط، وإنما كذلك من الشعور القاسي بالخداع والتضليل على أيدي أصدقائها المقربين مثل سوريا وإيران وحزب الله. توقفت جميعها عند حدود إصدار نصائح وتحذيرات للمقاتلين للاستمرار في النضال حتى النهاية المرّة، بينما قاموا هم بالاحتماء وفشلوا في إطلاق طلقة واحدة للدفاع عن زملائهم.

 

لقد دخلت حماس فترة تفكير داخلي. يتوجب عليها أن تسأل نفسها ما إذا كانت ستستمر في كونها طعاماً لمدفعية مصالح دمشق وطهران. والأهم من ذلك، عليها أن تفكر ما إذا كانت تستطيع الاحتفاظ بدعم الجماهير الفلسطينية.

 

كما يتوجب على هؤلاء منا على الجانب الآخر أن نستغل هذه الفرصة بوجود حماس جرى إضعافها لنفكر كيف نستطيع أن نُدخلها في العملية السياسية بدلاً من مجرد مواجهتها بالدبابات في الأزقّة الخلفية في غزة.

 

لنتذكر كبداية مجرى الأحداث عبر السنوات الأخيرة. نجت حماس من انتفاضتين دامت كل منهما خمس سنوات، وشهدت ثانيهما جهوداً إسرائيلية ضخمة لقطع رأسها وإفشالها. ثم ولدهشة الجميع، بمن فيهم زعماء حماس نفسها، طالبت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش ودون تفسير منطقي أن تسمح إسرائيل والسلطة الفلسطينية لحماس المشاركة في انتخابات عام 2006 الفلسطينية العامة، رغم أن حماس لا تعترف بحق إسرائيل في البقاء.

 

ورغم أن حماس فازت بغالبية مطلقة في المجلس التشريعي الفلسطيني، إلا أنها لم تحصل على الشرعية المطلوبة للحكم من قبل هؤلاء الذين أصروا على مشاركتها في الانتخابات أساساً. لم تحصل حتى حكومة وحدة وطنية عملت السعودية على تشكيلها وشجعها الملك عبد الله على اعتراف كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

 

وقد نجحت الولايات المتحدة وإسرائيل منذ ذلك الحين في حشد دعم عالمي واسع لقائمة شروط يتوجب على حماس تحقيقها حتى يتسنى قبولها كلاعب في المعادلة الفلسطينية، أولها الالتزام بكافة الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الوطنية الفلسطينية.

 

ثانياً، يتوجب عليها التوقف عن كافة الأعمال العنفية. ثالثاً يتوجب عليها الاعتراف بحق إسرائيل في البقاء. وقد أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون علناً في الأسبوع الماضي فقط أن هذه الشروط سوف تبقى دون تغيير.

 

إلا أن الاعتراف بحق إسرائيل في البقاء لم يُفرَض يوماً على الدول العربية أو حتى على منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عرفات كشرط مسبق لوضعها شريكاً شرعياً في المفاوضات. هذا بالتأكيد موقف أيديولوجي وليس سياسي يجب إعادة التفكير به.

 

ورغم صحة القول بأن حماس رفضت وبإصرار قبول الشروط، وخاصة "حق إسرائيل في البقاء"، إلا أن قيادتها تقول خلال السنوات القليلة الماضية إنها سوف تقبل حدود عام 1967 التي حددتها الأمم المتحدة بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين على أنها حدود "أولية مؤقتة" لدولة فلسطينية. ألا يصل ذلك إلى حد إعلان قبول بوجود دولة أخرى – إسرائيل – على الطرف الآخر من خط الفصل لعام 1967؟

 

بدلاً من الضغط على حماس لنبذ أيديولوجيتها، لماذا لا نقبل بمعادلتها لحدود عام 1967 ونقوم بإغرائها بالتدريج للمشاركة في العملية السلمية كلاعبة عقلانية حسبما نرى أنها فعلياً؟ أي تحرك من ساحة العقيدة إلى مجال الحلول العملية مرغوب به بالتأكيد.

 

لقد حان الوقت الآن للقيام بحركة كهذه. قد يكون الأمر، في واحدة من التحولات التاريخية الغريبة العديدة، أن حماس لا تستطيع أن تأمل أن تتعافى من خسائرها في غزة إلا من خلال الانضمام مرة أخرى إلى السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة محمود عباس.

 

ورغم أن المجتمع الدولي يدعم السلطة الوطنية الفلسطينية ويرغب بتقويتها مقابل حماس، إلا أن الواقع أن فتح، وهي الحركة التقليدية التي قادها عرفات ولمدة أربعين سنة، تفقد السلطة وبسرعة في الرأي العام. وأملها الوحيد في إعادة إحيائها يكمن في جهود لإعادة إنشاء حكومة وحدة وطنية مع حماس، وهو جهد وافق عليه بشكل خاص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 7 كانون الثاني/يناير.

 

تحاول مصر الآن إحضار الفصائل التي تم إضعافها من السلطة الوطنية الفلسطينية معاً مع حماس في عملية تسوية. النجاح أبعد من أن يكون مضموناً، حيث أن المرارة بينهما عميقة جداً.

 

قد يعني الأمر أنه يتوجب على المجتمع الدولي في الوقت الحالي أن يترك الفلسطينيين ليقرروا الأمور بينهم.

ــــــــــــــــ

* أفرايم هاليفي هو الرئيس السابق للموساد والسفير الإسرائيلي إلى الاتحاد الأوروبي، وهو اليوم رئيس مركز شاشا للدراسات الإستراتيجية بالجامعة العبرية في القدس. تحمل مذكراته عنوانه "رجل في الظلال".

تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بتوزيع هذا المقال بإذن من Global Viewpoint.

مصدر المقال: Gulf News، 8 شباط/فبراير 2009

www.gulfnews.com

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

----------------------

لا يكفي أن نعلن أن المقال يعبر عن رأي صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن رأينا

وإنما ننشره كنوع من الرياضة العقلية لإطلاع قرائنا على منطق الآخرين وطرائق تفكيرهم

رياضة أصبحت ضرورية لنميز الحق من الباطل

مركز الشرق العربي  


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ