ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  19/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لماذا تعتبر فلسطين صفقة كبيرة بالنسبة للدبلوماسية التركية؟

بقلم: بولاند آراس

دايلي ستار 16/2/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

من وجهة نظر تركيا, فإنه لم يكن من الممكن لإسرائيل أن ترتكب أسوأ  من مهاجمة غزة و تغلق الآمال بالتوصل الى السلام في الشرق الأوسط. و كحال العديد من المراقبين فقد وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اللوم الى اسرائيل فيما حصل من مأساة إنسانية في غزة. قد لا يبدو هذا الرد استثنائيا إذا تذكر الشخص أنه قام بنقد اسرائيل بالطريقة نفسها التي انتقد فيها الاعتداءات الاسرائيلية التي سبقت ذلك في الأراضي المحتلة. في هذا المرة, فقد أكد أردوغان أن الهجوم على غزة و الذي بدأ بعد 4 أيام من زيارة أولمرت الى أنقرة "هو تصرف يدل على عدم احترام لتركيا".

و قد كانت القضية الأساسية الموجودة على جدول أعمال زيارة أولمرت هي المحادثات غير المباشرة ما بين اسرائيل وسوريا. و في الرد على الهجوم الاسرائيلي الأخير علق أردوغان المحادثات وتوجه الى كل من الأردن و سوريا و مصر و السعودية من أجل البحث عن حل للوضع في غزة. كما أنه أجرى محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. و قد خاطب أردوغان المجتمع الدولي قبل زيارته الى مصر, و قال :" من الممكن إنقاذ إخواننا الفلسطينيين و الغزيين من هذا العزل عندما ترفع هذه الحواجز". إن رد أردوغان على اسرائيل من خلال تعليق المفاوضات الاسرائيلية السورية و دبلوماسيته المكوكية عكست المدى العالي للانخراط التركي في المسألة الفلسطينية.

و بناء على هذا فقد بدأت تركيا حملة دبلوماسية مكثفة على المستويين الدولي و الإقليمي من أجل وضع حد لمأساة غزة. إن تركيا تريد إشراك حماس في العملية السياسية؛ إن أردوغان يهدف الى إقناع حماس بالعودة الى التهدئة مقابل رفع اسرائيل للحصار عن غزة, و قد طلب صناع القرار السياسي في تركيا من حماس إعلان وقف إطلاق النار و العمل من أجل الوصول الى تهدئة سياسية تتضمن جميع الفصائل الموجودة في الساحة الفلسطينية. السيد أحمد داود أوغلو مساعد أردوغان في السياسة الخارجية التقى مرتين في سوريا بخالد مشعل زعيم حماس في المنفى. و قد جاءت زيارة داود أوغلو كنتيجة للطلب الذي قدمه الرئيس الفرنسي ساركوزي من أردوغان لمد يد المساعدة. و بهذا المنطق, فقد بدأت تركيا فعليا التوسط ما بين حماس و اللاعبين الدوليين, في الوقت الذي تحتفظ فيه باتصالات عادية مع فتح و السلطة الفلسطينية و عباس.

لقد هدفت سياسة أردوغان النشطة الى منع المزيد من المآسي في غزة, متزامنة مع كون تركيا عضو غير دائم في مجلس الأمن. لقد رحب أردوغان بنداء جامعة الدول العربية من أجل التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار صادر عن الأمم المتحدة. لقد حضر وزير الخارجية علي باباجان المؤتمر الاستثنائي لمنظمة المؤتمر الاسلامي في 3 يناير. و قد دعا رئيس المؤتمر التركي كمال الدين إحسان أوغلو الى عمل دولي فوري من أجل وضع حد للاعتداء الاسرائيلي على غزة. و قبل أن يغادر السعودية قال أردوغان :" لقد التزمت حماس بالهدنة. و لكن اسرائيل فشلت في رفع الحصار. وفي غزة يبدو أن الناس يعيشون في سجن مفتوح. في الواقع, إن  فلسطين جميعها تبدو و كأنها سجن مفتوح. و أنا أنادي العالم أجمع : لماذا لا تبدون نفس الحساسية التي أظهرتموها في جورجيا الآن في غزة؟ لقد حشدت كل من الولايات المتحدة و أعضاء دول الاتحاد الأوروبي أنفسهم بشكل فوري في جورجيا. و لكن الآن لا أحد يقوم بأي عمل تجاه غزة".

لقد أدى رد أردوغان القوي الى مكالمة هاتفية بين الرئيس عبدالله غول و نظيره الاسرائيلي شمعون بيريز. و قد أصدر غول بيانا بعد هذه المحادثة, عبر فيه عن قلقه حيال الوضع الإنساني في غزة, كما أكد على الحاجة الى دعم المعونات الإنسانية و التوصل الى وقف فوري لإطلاق النار. و قد عبر مجلس الأمن القومي التركي عن قلقه العميق حيال موت الفلسطينيين في غزة. و قد أصدر مجلس الأمن القومي التركي بيانه الخاص و دعا فيه الى وقف فوري للعمليات العسكرية و رفع الحصار بحيث تتمكن المعونات الإنسانية من الوصول الى الشعب الفلسطيني في غزة,  كما دعا الى أخذ الجهود الدبلوماسية بعين الاعتبار من أجل التوصل الى حل. و قد أضاف البيان أن على الفلسطينيين أن يتوصلوا الى تسوية فيما بينهم بالسرعة الممكنة. إن بيان هذا المجلس يثبت الإجماع العريض حول القضية الفلسطينية في تركيا.

إن لدى تركيا خطة مكونة من مرحلتين من أجل التعامل مع الوضع في غزة. المرحلة الأولى هي التوسط من اجل وقف إطلاق النار و تقديم المراقبة من خلال جنود دوليين للحفاظ على السلام, تتضمن قوات تركية و عربية. و الخطوة الثانية هي التوصل الى تسوية فيما بين الفضائل الفلسطينية من أجل الوصول الى استقرار في السياسات الفلسطينية و التأكد من الالتزام بالسلام.

إن أردوغان يعمل على بناء جسور بين العرب من أجل الوصول الى موقف عام موحد تجاه القضية الفلسطينية. لقد بارك معظم المثقفين العرب من خلال الصحف اليومية نشاط تركيا الذي يصب في مصلحة غزة و طالبوا أردوغان أن يذكر القادة العرب أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية أيضا.

لقد استمر النشاط الدبلوماسي التركي بعد أن أعلنت اسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد. لقد قام  داود أوغلو بدبلوماسية مكوكية فيما بين دمشق و القاهرة بينما كان موظفو وزارة الخارجية يتحدثون مع نظرائهم الإسرائيليين في القدس. لقد لعب الدبلوماسيون الأتراك دورا مهما في إقناع حماس إعلان وقف إطلاق النار.

لقد انتقدت تركيا اسرائيل و طلبت منها الحوار مع حماس من أجل الوصول الى حل . و قد أدى هذا التوجه الى مواجهة في المنتدى  الاقتصادي العالمي في دافوس. فقد رد أردوغان على دفاع بيريز عن الهجوم الاسرائيلي على غزة و قال :" لربما تشعر أنت بالذنب و لهذا فأنت شديد جدا في كلماتك. لقد قتلتم الناس. إنني أتذكر الأطفال الذين قتلوا على الشاطئ". و قد اندفع خارجا من القاعة عندما حاول رئيس الجلسة التدخل خلال رده على بيريز. و قد خرج آلاف الناس مستقبلين أردوغان استقبال الأبطال عند عودته الى اسطنبول, ملوحين بالأعلام التركية و الفلسطينية و هاتفين "تركيا معك".

لقد ولد موقف أردوغان في دافوس تعاطفا كبيرا في العالمين العربي و الاسلامي. و على الرغم من ان تعليقاته أدت الى شيء من القلق في اسرائيل, فقد اعترف مسئولون رفيعو المستوى من الجانبين بقيمة العلاقات الثنائية الجيدة. و قد اتصل بيريز بأردوغان و قال له :" أنا آسف جدا لما حدث, إن الأصدقاء يمكن أن يتجادلوا فيما بينهم". و قد أعلن أردوغان أنه ضد السياسات التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية و ليس ضد الشعب الاسرائيلي أو ضد اليهود في أي مكان. و قد أشار الى أنه يعلن دائما "أن معاداة السامية هي جريمة ضد الإنسانية".

لقد ربحت تركيا عمقا استراتيجيا في الشرق الأوسط و دعما مستمرا فيما بين العرب و الإيرانيين. لقد حصلت تركيا على هذا الموقع دون أن تفرض أي تهديد على اسرائيل. فقد أبقت على علاقتها جيدة مع اسرائيل في الوقت الذي حققت فيه تقدما في علاقاتها مع أعداء اسرائيل الإقليميين. في الواقع, فقد فتحت تركيا حوارا مع جميع الدول و اللاعبين المهمين في المنطقة. إن أردوغان سوف يستغل رافعته التي يملكها مع حماس من أجل تحويل الحركة و التوصل الى مصالحة فيما بين المجموعات الفلسطينية و التحضير من أجل أرضية للسلام. إن موقف أردوغان تجاه اسرائيل سوف يحدد و بشكل كبير من خلال رد اسرائيل على جهود السلام الإقليمية التي يقوم بها.

Why is Palestine a big deal for Turkish diplomacy?

By Bulent Aras

Commentary by

Monday, February 16, 2009

From a Turkish perspective, Israel could not have committed a worse mistake than attacking Gaza and thereby blocking hopes for peace in the Middle East . Like many observers, Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdogan blamed Israel for the human tragedy in Gaza . This response may not seem extraordinary if one remembers that he criticized Israel in the same way following earlier Israeli aggressions in the Occupied Territories . This time, however, Erdogan stated that the Israeli attack on Gaza , which began four days after Prime Minister Ehud Olmert's visit to Ankara , was "an act of disrespect toward Turkey ."

The major issue on the agenda for Olmert's visit had been the Turkish-led indirect talks between Israel and Syria . In response to the latest Israeli attack, Erdogan suspended the talks and left for Jordan , Syria , Egypt and Saudi Arabia to search for a solution to the Gaza situation. He also talked to Palestinian President Mahmoud Abbas. Erdogan addressed the international community before his visit to Egypt , saying that "the Palestinian and Gazan people, our brothers, can only be saved from their isolation when these embargoes are lifted." Erdogan's response to Israel , his suspension of Syrian-Israeli negotiations and his shuttle diplomacy reflect a high level of Turkish involvement in the Palestinian question.

Thus, Turkey has initiated an intensive diplomatic campaign at both the regional and international level to put an end to the Gaza tragedy. Turkey 's position is to include Hamas in the political process; Erdogan aims to persuade Hamas to return to a truce in exchange for Israel lifting the blockade of Gaza , and Turkish policy-makers have asked Hamas to declare a ceasefire and work for the political accommodation of different groups within Palestinian politics. Ahmet Davutoglu, the chief foreign policy aide to the prime minister, has met twice in Syria with Khaled Meshaal, the leader-in-exile of Hamas. Davutoglu's second visit came as a result of French President Nicolas Sarkozy's request for help from Erdogan. In this sense, Turkey has already begun to mediate between Hamas and international actors, while maintaining regular contacts with Fatah, the Palestinian Authority and Abbas.

 

Erdogan's active diplomacy, aimed at preventing further tragedy in Gaza , coincides with Turkey 's assumption of a two-year term as a non-permanent member of the UN Security Council. Erdogan welcomed the Arab League's call to lobby for a UN ceasefire resolution. Foreign Minister Ali Babacan attended the extraordinary meeting of the foreign ministers of the Organization of the Islamic Conference on January 3. The Turkish secretary-general of the OIC, Ekmeleddin Ihsanoglu, called for immediate international action to put an end to Israeli aggression in Gaza . And before departing from Saudi Arabia , Erdogan added: "Hamas abided by the truce. But Israel failed to lift the embargoes. In Gaza , people seem to live in an open prison. In fact, all Palestine looks like an open prison. I am calling out to the whole world: Why do you not display the same sensitivity you showed in Georgia , now in Gaza ? The United Nations, the United States and the EU-member states mobilized for Georgia immediately. But now, no one takes action for Gaza ."

Erdogan's critical response led to a phone conversation between President Abdullah Gul and his Israeli counterpart Shimon Peres. Gul released a statement after this conversation, expressing concern for the political and humanitarian situation in Gaza , underlining the need for supplying humanitarian aid and calling for an immediate ceasefire. The Turkish National Security Council (NSC) expressed deep concern over the deaths of Palestinians in Gaza . The NSC issued its own statement calling for an immediate end to military operations and the lifting of barriers so that humanitarian aid might be delivered to the Palestinian people in Gaza , and urged the consideration of diplomacy for a solution. The statement added that the Palestinians should reach a compromise among themselves as soon as possible. The NSC statement exemplifies the broad consensus on the Palestinian issue in Turkey .

Turkey has a two-stage plan for dealing with the Gaza situation. The first phase is to broker a ceasefire and provide supervision by international peacekeepers, including Arab and Turkish forces. The second is to achieve compromise between rival Palestinian groups to stabilize Palestinian politics and ensure a commitment to peace.

Erdogan is working to build bridges among the Arabs to create a common stance toward the Palestinian question. Arab intellectuals in major Arab dailies praised Turkish activities on Gaza 's behalf and asked Erdogan to remind Arab leaders that the Palestinian cause is also an Arab issue.

Turkish diplomatic activities continued after Israel announced a unilateral ceasefire. Davutoglu pursued shuttle diplomacy between Damascus and Cairo while Foreign Ministry bureaucrats were talking to Israeli counterparts in Jerusalem . Turkish diplomats played a key role in persuading Hamas to announce a ceasefire.

Turkey criticized Israel and urged it to talk to Hamas to reach a solution. This attitude led to confrontation at the World Economic Forum in Davos. Erdogan, responding to Peres' defense of the Israeli attacks on Gaza , stated: "Maybe you [Peres] are feeling guilty and that is why you are so strong in your words. You killed people. I remember the children who died on beaches." He stormed out of the panel when the moderator tried to intervene during his response to Peres. Thousands of people extended a hero's welcome to Erdogan when he returned to Istanbul , waving Turkish and Palestinian flags and shouting " Turkey is with you."

Erdogan's attitude in Davos generated great sympathy in the Arab and Muslim world. Although his comments created some concern in Israel , high level officials on both sides recognized the value of good bilateral relations. Peres called Erdogan and said, "I am very sorry for what happened; friends can sometimes argue." Erdogan declared that he is against the Israeli government's policies and not the Israeli people or Jews elsewhere. He pointed out that he had "always declared that anti-Semitism is a crime against humanity."

Turkey has gained strategic depth in the Middle East and ever-increasing support among Arabs and Iranians. Turkey acquired this position without posing a threat to Israel . It maintains good relations with Israel while registering progress in its relations with Israel 's regional enemies. Indeed, Turkey has access to and dialogue with all countries and important actors in the area. Turkey 's rising profile gives it an integral role in Middle East peace efforts. Erdogan will exploit his leverage over Hamas to transform that movement, reconcile Palestinian groups and prepare the groundwork for peace. Erdogan's attitude toward Israel will be determined to a considerable extent by Israel 's response to his regional peace efforts.

Bulent Aras is chairman of the Department of International Relations at Isik University in Istanbul . This commentary first appeared at bitterlemons-international.org, an online newsletter.

http://www.dailystar.com.lb/article.asp?edition_id=1&categ_id=5&article_id=99371

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ