ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد  29/03/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

التفاعل الأمريكي الإيراني: متى وكيف؟

أحمد صادري*

شيكاغو، إيلينوي – تسلّم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في يوم النيروز، الذي يحتفل فيه الإيرانيون بقدوم الربيع والسنة الإيرانية الجديدة، دفة السياسة الخارجية تجاه إيران، ونقل بشكل درامي نيته رسم مسار جديد بعيداً عن السياسات الفاشلة التي اتُّبِعت في الماضي. "إدارتي ملتزمة اليوم بالدبلوماسية التي تتعامل مع كامل مجال القضايا التي تواجهنا"، حسب قول أوباما في رسالة مرئية إلى الإيرانيين.

 

ولكن إذا أخذنا بالاعتبار الانتخابات الإيرانية الرئاسية المقبلة في حزيران/يونيو المقبل، فإن التحدي الحقيقي للولايات المتحدة هو كيف ومتى يمكن التفاعل مع إيران بشكل إضافي.

 

يفهم أوباما أن هناك مجالات واسعة من تلاقي وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة فيما يتعلق بالعراق وأفغانستان، ونواحٍ كثيرة أخرى حيث يمكن للمشاركة البنّاءة أن تعطي نتائج ملموسة للطرفين. وقد أعلنت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية في فترة مبكرة من هذا الشهر خطة الإدارة دعوة إيران إلى مؤتمر حول أفغانستان. يمكن لهذا اللقاء المخطط له الأسبوع المقبل أن يشكّل نقطة انطلاق للعمل المشترك.

 

يمكن للولايات المتحدة وإيران على سبيل المثال منع انتقال المخدرات من أفغانستان إلى بقية العالم عبر إيران. سوف يمتدح المجتمع الدولي عملاً كهذا، حيث أنه سيساعد على تضييق عنق الزجاجة لتجارة الأفيون العالمية. كذلك سيساعد إيقاف مهربي المخدرات على التعامل مع مصادر القلق السياسي الآنيّة لإيران والولايات المتحدة من خلال حرمان بعض المجموعات داخل طالبان التي تستفيد من تجارة المخدرات من مواردها المالية.

 

سوف يضعف تطبيق القانون والنظام على حدود إيران الغربية حيث الجيش وقوات الشرطة الإيرانية أقل سلاحاً وأفراداً وخبرة وقدرة من المهربين الذين يزدادون عدوانية، سوف يضعف أو يزيل المجموعات التي تقوم بالتهريب. يتحالف بعض هؤلاء المهربين المحليين مع القاعدة، التي تقوم بشن حملة إرهابية ذات فكّين ضد كل من الولايات المتحدة وإيران، إضافة إلى السكان الشيعة في الباكستان والعراق.

 

سوف يحظى الإعلان عن اهتمام أمريكي بإرسال معدات مواصلات واستكشاف واتصالات مناسبة إلى مناطق إيران المجاورة لأفغانستان وباكستان، حيث "الحرب على الإرهاب" هي أكثر من مجرد تعبير مجازي، بشعبية كبيرة في أوساط المجتمع المدني الإيراني كذلك.

 

عملت محاصيل سريعة كبيرة متعاقبة من الأفيون، والانسياب الحر كما يبدو للمخدرات إلى إيران على خفض سعر الهيروين في مقاطعات إيران الغربية إلى أقل من أسعار السجائر، الأمر الذي أطلق وباءاً بشعاً مثبطاً للهمة من الإدمان على الهيروين بين الإيرانيين. شهد العديد من الإيرانيين، بمن فيهم أنا، ضياع بل ووفاة أعضاء شباب في عائلاتهم نتيجة لانتشار المخدرات بشكل واسع وبأسعار بخسة.

 

يضطر المرء لأن يتصور انفتاحاً ميموناً في العلاقات الأمريكية الإيرانية بدلاً من مظاهر التعاون بين خبراء الدولتين للتعامل مع أحد مصادر القلق المشتركة.

 

ولكن قبل القيام بعمل مشترك يجب إعادة العلاقات الدبلوماسية. لا شك بأن إيماءة عظيمة سوف يعلو صوتها على مجرد الوعود بصفقة عظيمة. يجب دمج أي تقارب دبلوماسي مع نوع من العمل الراسخ. بعد مرور ثلاثة عقود من الفرص الفائتة أصبح الإيرانيون من كافة مناحي الحياة لا يثقون بالرسائل الخطية الماكرة التي يحملها مبعوثون يختبئون وراء العباءات.

 

إضافة إلى ذلك، هناك دائماً ذلك السؤال المثير للحيرة حول اختيار المفاوض المناسب لعقد المفاوضات.

 

سوف يبدو مدّ يد مباشرة إلى القائد الأعلى القوي آية الله علي خامئني، بعد رسالة أوباما، على أنه تجاوزاً للبرلمان المنتخب ديمقراطياً والرئيس. كذلك سوف يضاعف التوجه إلى الرئيس المتشدد الدكتور محمود أحمدي نجاد هذه المخاطرة بسبب فتح مفاوضات مع زعيم أقل سلطة قد يكون في موقف ضعيف يعود إلى قرب مغادرته الرئاسة. كذلك يمكن لحركة مبكرة كهذه أن تقوّي من احتمالات انتخابه لفترة ثانية.

 

ولا يستطيع أوباما أيضاً انتظار نتائج انتخابات حزيران/يونيو لأنها يمكن أن تخفّض بشكل أساسي من النية الحسنة الضرورية للمفاوضات في حال فوز شخص محافظ.

 

أفضل خيار هو إرسال الرسالة مع وفد أمريكي من الكونغرس في محاولة إجراء حوار بين الهيئات المنتخبة.

 

وبغضّ النظر من يقوم بنقل هذه الكلمات، يجب أن تكون نية أوباما الحسنة سهلة التفسير إلى أعمال درامية ذات فوائد فورية لكل من إيران والولايات المتحدة. وقتها فقط يستطيع أوباما الضغط حيال الجمود المستمر منذ ثلاثين سنة من انعدام الثقة بين البلدين.

ـــــــــــــ

* يشغل أحمد الصادري، وهو إيراني المولد، منصب جيمس بي غارتر لدراسات العالم الإسلامي بكلية ليك فوريست، وهو أيضاً كاتب عمود في الصحيفة الإيرانية Etemade Melli.

كُتب هذا المقال لخدمة Common Ground الإخبارية.

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 27 آذار/مارس 2009

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ