ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المقامرة: الجنرال بترايوس والمغامرة
العسكرية الاميركية في العراق 2006-2008 للكاتب
الاميركي : توماس ريكس عن
صحيفة الغلف نيوز الصادرة في
الامارات العربية المتحدة عرض
وحوار: ميادة العسكري توماس
ريكس كاتب اميركي، وعضو في
فريقين فازا بجائزة بوليتزر
الاميركية للصحافة الوطنية،
وهو ايضا المراسل الخاص لعمليات
الجيش الاميركي ، لجريدة
الواشنطن بوست واسعة الانتشار،
وقد قام ولا يزال بتغطية كل
اخبار الجيش الاميركي منذ عام
2000. والى
نهاية عام 1999 كان ريكس يقوم بنفس
عمله الحالي لصحيفة الوول ستريت
جورنال الاميركية، حيث عمل في
الصحافة مدة 17 عاما. وريكس
عضو اقدم في المركز
الامني لاميركا الجديدة
وكاتب مشارك في مجلة السياسة
الخارجية. وله كتابان، فياسكو(
الكارثة) ويعد من الكتب الاحسن
مبيعا حول العالم، وقد تناول
فيه الكاتب الغزو الاميركي
للعراق عام 2003 والتداعيات التي
ادت الى ما يسميها هو بالكارثة.
اما كتاب ريكس الاخر فرواية
تحمل عنوان (واجب
جندي). كتاب
ريكس الاخير الذي اصبح من الكتب
الاحسن مبيعا حول العالم في نفس
اليوم الذي اطلق فيه الى
الاسواق يحمل عنوان : المقامرة:
الجنرال بترايوس والمغامرة
العسكرية الاميركية : 2006-2008 ،
وهو كتاب يتناول ويحلل فيه
الكاتب التحول الاستراتيجي
الاميركي في العراق وتطبيق تلك
الاستراتيجية. حوار مع
الكاتب توماس ريكس: صحيفة
الغلف نيوز: في كتاب المقامرة،
قمت بتفحص الاحداث التي جرت
عندما انطلقت قوات (الصولة)
الاميركية في العراق عام 2007
عندما تحول مسار الحرب في
العراق بتعيين الجنرال ديفيد
بترايوس كقائد عام للقوات
متعددة الجنسيات في العراق. باعتقادك،
هل قام الجنرال بترايوس بعملية
انقاذ في العراق؟ هناك من يعتبر
بترايوس بطلا، فهل يمكن فعلا ان
يصبح انسان واحد جيش باسره في
زمننا هذا؟ توماس
ريكس: في تقديري الشخصي، فشلت
الصولة الاميركية. بطبيعة الحال
تحسنت على اثرها الحالة الامنية
في العراق . ولكن لنتذكر ان
الهدف الاكبر للصولة كان لخلق
فسحة للتنفس من اجل فتح المجال
لنجاح سياسي. انتهت الصولة ولم
يحدث النجاح السياسي المطلوب.
لم يتم
الى الان الاجابة على الاسئلة
السياسية الاساسية لما يجابهه
العراق. كيف سيتم اقتسام الثروة
النفطية؟ هل ستكون هناك حكومة
مركزية قوية ام كونفدرالية
سائبة؟ ماذا سيكون الحال عليه
في كركوك؟ كيف ستكون العلاقة
بين العراق وايران؟ صحيفة
الغلف نيوز: ذكرت في كتابك بان
ترتيب عسكري جديد وجه
الاسترتيجية الاميركية منذ
مطلع 2007. في عام 2007 طرحت سؤال على
الجنرال ديفيد بترايوس في
مقابلة اجريتها معه وسالته:
لماذا لم تكن هناك خطط عسكرية
افضل للعراق بعد سقوط النظام
البعثي في العراق عام 2003، واود
هنا ان اوجه لك السؤال ذاته؟ توماس
ريكس: ببساطة، لا ادري. ربما كان
المسؤولين يخشون من مسألة
التحدث عن خطط ما بعد الحرب لكي
لا يخسرون الدعم اللازم
للاجتياح ذاته. ولكني لا استطيع
ان ابرهن ذلك.
صحيفة
الغلف نيوز: كيف اثر حل الجيش
العراقي على تقوية تنظيم
القاعدة في العراق، وما يسمى
بالمقاومة الاسلامية؟ توماس
ريكس: اعتقد ان الامر كان مهم
جدا وله علاقة بذلك، الا انه لم
يكن الامر الوحيد. هناك سياسات
اميركية اخرى اسهمت في تقوية
تلك التنظيمات ومنها اجتثاث
البعث وسياسات الاقتصاد الحر.
هذه الامور ازعجت الكثير من
العراقيين .
واعتقد ايضا ان بعض تكتيكات
الجيش الاميركي كاعتقال الاف
الشباب من العراقيين اسهمت ايضا
في تفجير الوضع. صحيفة
الغلف نيوز: الجنرال بترايوس
انسان مثقف ثقافة عالية ويحمل
شهادة دكتوراه في العلاقات
الدولية. وقد قام بجمع عدد
منالعسكريين الذين يمتلكون
خبرات عسكرية واسعة ومن حملة
شهادة الدكتوراه في الوقت ذاته.
ماذا كان مدى اهمية وجود شخص
خبير في العلاقات الدولية ويعرف
في الوقت نفسه كيف تكسب العقول
والقلوب معًا عند حل مسائل
تتعلق بالصراع؟ توماس
ريكس: لا اعتقد انه تمكن من كسب
العقول والقلوب .. واعتقد ان
العراقيين لا يروق لهم الوجود
الاميركي حتى الان. ان اهمية ما
تم من مشورة وخطة عسكرية تكمن في
انها كشفت عن جانب انساني
ومتواضع من جهة الاميركان،
واستعداد للاستماع والاقتناع
بما يقوله الاخر. واعتقد ان هذا
الامر في غاية الاهمية.
صحيفة
الغلف نيوز: ذكرت في كتابك بان
رئيس الجنرال ديفيد بترايوس طار
الى العراق في محاولة منه تغيير
فكرة بترايوس حول الشهادة التي
سيدلي بها امام الكونغرس بشان
العراق. ما الذي جعل بترايوس
يتمسك برأيه؟ توماس
ريكس: اعتقد ان بترايوس يؤمن
وبعمق بما يقوم به. وكان قد راى
على الارض وقبل اسابيع من
اجتماع الكونغرس بان الصولة
بدات تنجح. واخيرا والاهم من
ذلك، بترايوس كان يعلم بان
الرئيس جورج بوش كان يسانده. صحيفة
الغلف نيوز: عبر السنوات
الماضية، واجهت الولايات
المتحدة الخسارة في الحرب، وكان
العراق على شفير حرب اهلية.
برايك انت، اي التجارب كانت
اسوا، العراق ام فيتنام؟ توماس
ريكس: اعتقد ان تجربة العراق
اسوا من فيتنام لسببين: اولا،
فيتنام كانت على هامش المصالح
الاميركية، في حين ان العراق
يقع في قلب منطقة مهمة جدا
بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وثانيا، لا اعتقد ان الحرب في
العراق قد انتهت بعد، بل على
العكس من ذلك تماما، سوف تستمر
الحرب فترة طويلة. صحيفة
الغلف نيوز: في كتابك، توصلت الى
استنتاج مذهل مفاده "ان
الاحداث التي سيتذكرها العالم
والتاريخ في حرب العراق هي
احداث لم تقع بعد!!!" . برايك كم
سيستمر الحال على ما هو عليه،
وهل تعتقد ان الامور ستنتهي
بصورة ايجاية؟ توماس
ريكس: لا احد يستطيع التكهن.
اتمنى ان تكون لهذه الحرب نهاية
سعيدة، ولكني ارى امور كثيرة
يمكن ان تسوء في العراق. وفي
النهاية، لا اعتقد ان العراق
سيكون بلد ديموقراطي على النهج
الاميركي. عرض
الكتاب : الكتاب
استند الى حوارات حقيقية تمت
عبر وبين تسلسل الرتب القيادية
في الجيش الاميركي، وقد توصل
الكاتب الى ان نوع من العصيان تم
داخل الجيش ادى الى التغيير
الجذري والتحول الجوهري في
الاستراتيجية الاميركية في
العراق، والطريقة التي تم بها
تطبيق تلك الاستراتيجية على
الارض. لقد
فعلها توماس ريكس مرة اخرى
وانتج لنا كتابا اخر بمستوى
كتابه الاول فياسكو (الكارثة) 2006
. والكتاب يتحدث عن عصيانين ،
الاول هو عصيان بعض العراقيين
والاجانب الذين دخلوا عبر حدود
العراق غير المحمية بعد
الاجتياح والغزو الاميركي عام
2003، والعصيان الاخر الذي وقع
بين صفوص بعض الضباط الاميركان (وعلى
راسهم الجنرال ديفيد بترايوس)
والضباط الاميركان المتقاعدين (مثل
الجنرال كاك كين) والمثقفين
والمؤرخين للجيش الاميركي من
العسكريين الذين قادوا حملة
لارغا الرئيس الاميركي جورج بوش
لان يواجه اخطائه وان يتبنى
استراتيجية اكثر فاعلية
لمناهضة العصيان والارهاب في
العراق. وقد قام
الكاتب توماس ريكس باخذ الصولة
الاميركية لعام 2007 بنظر
الاعتبار وقال بان الجنرال
بترايوس قاد عدد من الضباط
الاميركان في استراتيجية تنافس
استراتيجية الارهاب والعصيان
في العراق من اجل الانتصار في
بلد كان على شفير الحرب الاهلية.
الا ان
اسوأ ما كان في الموضوع الذي
جوبه بع بترايوس ومن معه هو
محاولة الحصول على موافقة البيت
الابيض. ويقول ان قوات الصولة
التي اقترحها بترايوس منعت
الجيش الاميركي من الخسارة،
ولكن من وجهة نظر الكاتب، لم
تؤدي الى اي شيء يمكن ان نطلق
عليه مسمى الانتصار. ويقول
ريكس في كتابه بان كل من جورج
بوش وديك جيني ودونالد رامسفلد
كرروا غلطة
اسماها المؤرخ العسكري
اليوت وهين ب " الاخفاق في
السماح للجنرالات بحوار
استراتيجي جدي، وهو نفس الخطا
الذي اقترفه الرئيس الاسبق
ليندون بيرد جونسون في فيتنام"
اما
الجنرال ديفيد بترايوس، الرجل
العسكري العالم والمثقف معا فهو
قصة بحد ذاتها. وكون
بترايوس قائد عسكري واكاديمي
لامع، جمع حوله عدد من الضباط
الاميركان والانكليز ومستشارين
اجانب ايضا من اصحاب الخبرة
العسكرية العالية وشهادات
الدكتوراه ايضا –وهذا الخليط
غير التقليدي امر نادر في الجيش
ان لم نقل فريد من نوعه- احد
مساعديه المهمين في مجال محاربة
الارهاب كان الاسترالي ديفيد
كيلكالان الحاصل على شهادة
دكتوراه في انثروبولوجيا
الاسلام الاصولي. وكان هذا
الاسترالي صريح الى ابعد الحدود
وقد قال : ان اجتياح دولة ما
بصورة غبية لا يعني ان تغادرها
بطريقة غبية ايضا" ، وفيما
بعد، قال هذا الاسترالي: عام 2003
توهمنا، فاسمينا دخول العراق
نصرا!!! ويتوجب علينا الان ان لا
يختلط علينا الامر مرة اخرى
فنسمي الانسحاب هزيمة. ومن بين
مستشاري بترايوس الاخرين،
امريكي من اصول فلسطينية اسمه
سعدي عثمان والذي نشأ في الاردن
وتربى في مدارس المسيحيين
الموارنة، وامراة هي ايما سكاي،
بريطانية وخبرة
في شؤون الشرق الاوسط، ومن اشد
معارضي الحرب في العراق. ويقول
ريكس بان من بين جميع مستشاري
بترايوس، بدى سعدي عثمان اقربهم
اليه. وقد
اصبحت سكاي من مستشاري الجنرال
ريموند اوديرنو المقربين،
والذي هو الان قائد القوات
متعددة الجنسيات في العراق،
خلفا لبترايوس. وقد
تعجبت سكاي من مشاعرها وصرحت
بانها اصبحت ن المعجبين بالجيش
الاميركي وتقول : احبهم، وهم
افضل بكثير من الدولة التي
يقومون بخدمتها – وتقصد
الولايات المتحدة الاميركية
بذلك- وتضيف
قائلة: هذه هي مشاعري حيال هذا
الجيش . فالولايات المتحدة لا
تستحق مثل هذه القوات المسلحة. وفي
كتاب المقامرة، يتنبا ريكس بان
القوات الاميركية سوف تبقى في
العراق فترة اطول منما يتصوره
المواطن الاميركي. وفي حين
ان الرئيس الاميركي باراك
اوباما قرر واقسم ان ينسحب
الجيش الاميركي من العراق خلال
مدة 16 شهرا، الا ان ريكس قام
بنقل اراء العديد من الجنرالات
الاميركان الذين فسروا له
اعتقادهم الجازم بان الجيش
الاميركي سيكون في العراق حتى
بعد فترة ولاية اوباما بمدة
طويلة. وكتب
ريكس على لسان اوديرنو بان
الاخير يود ان ان يرى ما لا يقل
عن 35 الف جندي اميركي في العراق
عام 2015. ويقول
ريكس ان حرب اوباما في العراق
ستكون اطول من حرب بوش فيها. من بين
الامور التي كشف عنها توماس
ريكس في كتابه الاخير ان العديد
من الضباط الاميركان الذين
طبقوا خطة الصولة كانوا يشكون
في مسألة نجاحها.
وبالفعل، في ربيع عام 2007
عندما بدات قوات الصولة
الاميركية بالنزول الى شوارع
بغداد، بدى الامر اصعب بكثير
مما خطط له، وارتفع خلالها عدد
القتلى في صفوف الجيش الاميركي
لاشهر عديدة.
وفي احدى المعارك قتل وجرح 31
اميركي من اصل 38 شاركو في معركة
خسروا فيها. وقد قال
بترايوس عن تلك الفترة بانها
كانت كابوس حي. وكان
بترايوس يتحدث الى الرئيس جورج
بوش اسبوعيا، الا انه كان لا
يستأذنه في عقد صفقات ادت الى
وضع الاف المتمردين على قوائم
الرواتب الاميركية. وقد كانت
هذه احدى التحولات البارزة في
سياسات الحرب في العراق. اما
لقاء بترايوس بباراك اوباما قبل
انتخابه رئيسا للولايات
المتحدة، فقد كانت من اغرب
اللقاءات حيث قام بترايوس
بالقاء محاضرة طويلة على اوباما
حول حقائق الحرب في العراق
استمرت مدة ساعة ونصف الساعة. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |