ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 13/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

نهضة البوسنة الإسلامية

بقلم: فيفني والت

مجلة التايم الأمريكية 4/6/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن وجود أربع نسوة يتبادلن أطراف الحديث في مطعم خارجي في ساحة قديمة لن يجذب الكثير من الانتباه في طهران أو لربما في بيروت أو عمان. و لكن مع وجود حجاب الرأس يغطي كل أجزاء شعورهن فإنهم يقفون بقوة أمام التقاليد العلمانية لسراييفو الحديثة. أصدقاء منذ الطفولة, و جميعهن أعمارهم 23 سنة, و قد ضحكوا عندما سئلوا عن رد فعل أمهاتهم عندما أصبحوا متدينات جدا و وضعوا الحجاب على رؤوسهن. تقول سودينا هوسيك و هي طالبة تدرس العربية و الفارسية و هي تلبس عباءة خضراء تتصل بحجابها :" لقد كان أمرا غريبا بالنسبة لهم, و لكنهم يعتادون عليه".

إن الكثير من البوسنيين الآخرين ينمون و هم يرون نهوض الدين الإسلامي من حولهم. بعد ما يقرب من 15 عاما على نهاية الحرب – و التي يقدر عدد من قتلوا فيها بما يقرب من 100000 شخص معظمهم من المسلمين- فإن العاصمة سراييفو تشهد نهضة دينية. لقد تعافت جراحات المدينة الجسدية منذ الحصار الذي تعرضت له في التسعينات. لقد عادت جدرانها طبيعية بعد أن كانت تشكل دروعا و قناصوا الزقاق – وهو الاسم الذي أطلق على رجال الصرب المسلحين الذين كانوا يقتلون كل من يعبر الشارع – غابوا الآن مع زحمة المرور التي عادت الى المدينة.

و بينما بدأت الحرب تبدو و كأنها تاريخ بعيد, فإن النهضة الروحية للمدينة تحدث كل يوم. إن هناك الآن المئات من النساء ممن يرتدين مثل ما ترتدي هيسك و صديقاتها في سراييفو, حيث كانت الموضة السائدة هي الموضة الغربية. السنة الماضية بدأ مجلس سراييفو بتدريس الدين كمادة اختيارية للأطفال في الروضات؛ و لحد الآن فإن الدين الإسلامي هو الخيار المطروح. إن مساجد المدينة مكتظة, بما فيها مسجد الملك فهد الكبير و المركز الثقافي التابع له, و الذي قامت السعودية ببنائه في عام 2000 و قد كلف ما يقرب من 12 مليون دولار و لا زال يخضع للصيانة لحد الآن. في أبريل, قام مستثمرون من الخليج بافتتاح مركز تفوق فخم يمنع فيه بيع الكحول و لعب القمار و فيه غرفة للصلاة. تقول هيسك في اليوم الذي شربت فيه القهوة معها و مع صديقاتها :" لقد قمنا بالتسوق الصباحي و صلينا جميعا هناك".

على الرغم من عدم وجود كلام كثير حول الحرب في سراييفو هذه الأيام, إلا أن القادة الدينيين يعيدون النهضة الاسلامية البوسنية مباشرة الى الرعب الذي شاهده الناس في التسعينات عندما كانوا أطفالا. يقول مفتي البلاد مصطفى أفندي تشيرك :" لقد كبر هذا الجيل بسرعة’ لقد كان لدينا جيل كامل يسأل هل الله موجود؟ و الآن فإن لدنيا جيل كامل متدين" إن هيسك و صديقاتها يتحملون عبء هذا الأمر. كيافعات فقد شاهدن مدينتهن موستار وقد تمزقت و قد انقلب الجيران على بعضهم البعض في حلقة من العداء العرقي؛ لقد فقدت اثنتان من تلك النساء الأربعة والدهن بينما راقبت الأخريات عمهن و هو يسحب الى الموت. ومع دك الصواريخ للمدينة تجمعت البنات في سرداب المدرسة الذي كان صفا دراسيا لهن. لقد صدمن بشدة, وقد اخترن بعد الحرب الدراسة في مصر تحت رعاية مالية دينية. و قد رجعن بعمر ال18 بالحجاب وهو خروج قوي عن تقاليد عائلاتهن. لقد كان تحولهن مميزا جدا. تقول أيدا بيجيك 33 سنة و هي مخرجة حصل فيلمها الأول "الثلج" على العديد من الجوائز بأن سنوات مراهقتها التي قضتها في سراييفو قد صدمتها حتى النخاع. " في كل لحظة تتساءل ما الذي سيحصل بعد أن تموت, لا يمكنك أن تؤجل هذه الأسئلة حتى سنوات العمر المتأخرة". بعد سنوات من المراوحة ما بين البوذية و اليهودية و بعد سنوات من الطيش و الشعر الأزرق المصبوغ تبنت بيجيك قبل أربع سنوات الحجاب الإسلامي و اللباس الطويل و أصبحت متدينة جدا. تقول بيجيك أن القرار " قد تسبب بزلزال" ضمن أفراد عائلتها و أصدقائها, و الذين لا زالوا غير مرتاحين لوضعها الحالي.

إن المزاج الجديد قد قاد الى توتر اجتماعي في المدينة. في سبتمبر الماضي, قام رجال يصرخون " الله أكبر" بمهاجمة أشخاص مثليي الجنس كان يحتفلون في المدينة؛ و قد ضرب العديد منهم بقسوة شديدة. و يقول نشطاء حقوق الإنسان في البوسنة بأن تقليد المدينة المتعدد الأعراق قد قوض, و لا يعود ذلك الى الحرب فقط, ولكنه يعود أيضا الى اتفاق السلام البوسني الذي توسطت فيه الولايات المتحدة عام 1995, و الذي أنشأ إدارتين منفصلتين, واحدة للكروات و المسلمين و أخرى للصرب. و على الرغم من عدم وجود تعداد سكاني رسمي منذ العام 1991, فإن سراييفو تقدم وجها إسلاميا متزايدا للعالم. لقد هرب الآلاف من الصرب الأرثوذكس و الروم الكاثوليك الكروات من المدينة خلال الحرب و لم يعودوا إليها مطلقا. يقول سردان دزدارفيتش وهو رئيس لجنة هيلسنكي لحقوق الإنسان في البوسنة و الهرسك " لقد نجح الفصل العرقي تماما, إن الأطفال يذهبون الى مدارس عرقية, و يعيشون في أحياء عرقية و عندما يبدؤون بالذهاب الى العمل فإنهم سيعملون في شركات عرقية".

اسأل المحليين حول النهضة الدينية الإسلامية و سيسارع الكثيرون الى الإجابة بأن المدينة لا زالت علمانية في الغالب. فالكثير من أبناء المدينة لا زالوا يسهرون في الحانات و العديد من النساء يلبسن أزياء متحررة. في مسجد الملك فهد يقول ناظم خاليلوفيتش الذي يلقي خطبة الجمعة أمام آلاف الناس بأن المدينة تعاين الآن ذلك الشعور من التدين الذي كان مستحيلا في أيام الحكم الشيوعي في يوغسلافيا السابقة تحت حكم تيتو. و كحال الباقين في سراييفو فإن خاليلوفيتش يتهم  السياسيين الصرب بتصوير سراييفو على أنها مركز انطلاق للإسلام المسلح من أجل كسب التعاطف الغربي, ويقول بأن الصحافيين الغرب قد دخلوا أيضا في موضوع " الإسلام فوبيا"  و يضيف: "بإمكانك أن تشاهد إسلاما أكثر في باريس و لندن, فلماذا تشكل عودة الناس الى الاسلام مشكلة؟".

Bosnia 's Islamic Revival

By VIVIENNE WALT / SARAJEVO

 Thursday, Jun. 04, 2009

The four women chatting at an outdoor restaurant in an old cobblestone courtyard would draw little notice in Tehran , perhaps, or Beirut or Amman . But with their heads wrapped in tight scarves, concealing every strand of hair, they stand out against the secular traditions of modern Sarajevo . Friends since childhood, the four women, all 23, laugh when asked how their mothers reacted after they became intensely religious and began wearing head scarves. "It was very strange for them," says Saudina Husic, a student of Arabic and Persian, her legs covered by a pea-green robe that matches her veil. "But they are getting used to it."

Many other Bosnians are growing accustomed to the resurgent Islamic faith around them. Nearly 15 years after the country's vicious war — in which an estimated 100,000 people, mostly Muslims, were killed — its capital, Sarajevo , is experiencing a religious revival. The city's physical scars have mostly healed since the siege of the 1990s. Its shell-blasted walls have been replastered and the infamous Sniper Alley — named for the Serb gunmen who shot at those crossing the street — is now clogged with traffic.

Yet while the war has begun to seem like far-off history, the city's spiritual renewal is happening every day. There are now hundreds of women dressed like Husic and her friends in Sarajevo , where such styles had long since yielded to Western fashion. Last year Sarajevo 's city council launched an option of religious education for children in kindergarten; so far only Islam is on offer. The city's mosques are packed, including the huge King Fahd Mosque and cultural center, which Saudi Arabia built in 2000 — at a cost of about $12 million — and still maintains. And in April, investors from the Gulf opened a $55 million upmarket shopping center, which bans alcohol and gambling and has a worship room. "We spent the morning shopping, and prayed together there," says Husic the day I share coffee with her and her friends.

Though there is little talk of the war in Sarajevo today, religious leaders trace Bosnia 's Islamic revival directly to the horrors people witnessed in the 1990s, when they were children. "This generation grew up overnight," says the country's Grand Mufti, Mustafa Efendi Ceric. "We had an entire generation asking, 'Does God exist?' And now we have a generation that is very religious." Husic and her friends bear that out. As young girls, they watched their hometown of Mostar become ripped apart as lifelong neighbors turned against each other in a spiral of ethnic enmity; two of the four women lost their fathers, while another watched as an uncle was dragged away to his death. As rockets pummeled the city, the girls huddled in the makeshift basement that served as their classroom. Deeply shaken, all four opted to study in Egypt after the war under a religious sponsorship. They returned at 18 in hijabs — a sharp break from their families' traditions. Their transformation was hardly unique. Aida Begic, 33, a director whose first feature film Snow has won numerous awards, says her teen years in besieged Sarajevo shook her to the core. "Every minute you wonder what will happen after you die," she says. "You cannot postpone those questions until old age." After years of dabbling in Buddhism and Judaism, and a phase as a punk rocker with blue hair, four years ago Begic adopted the Islamic head scarf and long dress and became deeply religious. She says the decision "caused an earthquake" among her family and friends, who are still uncomfortable with her devotion.

The new mood is leading to social tension in the city. Last September, men chanting "Allahu akbar" attacked people as they were leaving the city's first gay festival; several were badly beaten. Human-rights activists in Bosnia argue that the city's multiethnic tradition has been undermined not just by the war, but also by the 1995 U.S.-brokered Bosnian peace deal, which established two separate administrations, one for Croats and Muslims, the other for Serbs. Although no official census has been taken since 1991, Sarajevo presents an increasingly Muslim face to the world. Thousands of Orthodox Serbs and Roman Catholic Croats fled the city during the war and have not returned. "The ethnic division has been really successfully done," says Srdan Dizdarevic, president of the Helsinki Committee for Human Rights in Bosnia and Herzegovina . "Kids are going to a mono-ethnic school, living in a mono-ethnic neighborhood and when they start work they'll be in mono -ethnic companies."

Ask locals about Sarajevo 's Islamic resurgence and most rush to point out that the city is still mainly secular. People continue to pack its many bars, and plenty of women wear revealing outfits. At the King Fahd mosque, Nezim Halilovic, a former war commander who delivers the Friday sermons to thousands of worshippers, says that the city is simply experiencing the kind of religious feeling that was impossible under the communist rule of the former Yugoslavia 's leader, Josip Broz Tito. Like others in Sarajevo , Halilovic also accuses Serb politicians of falsely portraying Sarajevo as a hub of militant Islam in order to win over Western sympathies, and says Western journalists have engaged in "Islamophobia." "You can see more Islam in Paris and London ," he says. "So why should people returning to Islam be a problem?"

http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,1902746,00.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ