ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هدنة
10 سنوات بين الإسلام و الغرب بقلم:
غوسيبي غاسيني* كريستيان
ساينس مونيتور 11/6/2009 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي من صميم
قلب العالم الإسلامي سمع صوتان
مختلفان في أعقاب خطاب الرئيس
أوباما في القاهرة. الأول جاء من
المتطرفين الذين يحضون على
الجهاد. أما الآخر, فهو قادم من
حشود المعتدلين و الذين يريدون
منه أن يفي بوعده. إن أصوات
المتطرفين كانت ضعيفة نسبيا, و
هو أمر غاية في الأهمية و هو
يعني أن الغالبية العظمى من
المجتمع الإسلامي مستعدة
للموافقة على الأطروحات
الجديدة و القادمة من واشنطن
شريطة أن تكون جريئة و ممكنة
التحقيق. هل
بإمكان السيد أوباما أن يترجم
خطابه المؤثر إلى سياسات قوية و
متينة؟ كما كتبت رولا خلف في
الفايننشال تايمز :" لقد نادى
السيد أوباما بالقيام بجهد
مشترك من أجل خلق عالم جديد حيث
لا يقوم فيه المتطرفون بتهديد
الولايات المتحدة و أن تعود
القوات الأمريكية إلى وطنها و
أن يعيش الفلسطينيون و
الإسرائيليون في دولة مستقلة و
أن تستخدم الطاقة النووية
لغايات سلمية فقط. إنها نظرة
طموحة يمكن أن تؤدي إلى تغير
الشرق الأوسط, ولكنها تثير
توقعات أكبر بكثير من قدرة
الولايات المتحدة على تحقيقها".
ماذا
بعد؟ إن الأمر يعتمد على عدة
أمور. إذا خلص أوباما نفسه من
بيروقراطية الإدارة و إذا لم
يصغ إلى اللوبيات المشهورة التي
تشكل إزعاجا في العاصمة و إذا
تبع غريزته الشخصية, فإنه
بالطبع يستطيع.
بمنطق
واحد, لقد نجح فعلا في المرحلتين
الأولى و الثانية مما قد يوصله
إلى استراتيجية المرحلة
الثالثة. المرحلة الأولى هي
الإنكار: في أبريل ذهب إلى تركيا
من أجل أن يوضح أن " الولايات
المتحدة ليست في حرب مع الإسلام
و لن تكون كذلك أبدا". و
المرحلة الثانية هي التواصل: في
يونيو ذهب إلى مصر من أجل أن
يقدم بداية جديدة للإسلام. و
المرحلة الثانية قد تكون منتدى
المسارين. تخيلوا
الأثر لو اقترحت واشنطن منتدى
للمسارين حيث يمكن للدول
الغربية و الدول ال 57 التابعة
لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن
يلتقوا في جلستين مختلفتين و
لكن مشروعتين في نفس الوقت:
واحدة محددة للحكومات (كمنتدى
اسطنبول 2002) و الأخرى تفتح
للمجتمع المدني بشتى فئاته (زعماء
دينيون و شيوخ عشائر و فئات
سياسية و مثقفون و رجال أعمال). إن
أجندة العمل يمكن أن تؤخذ من
نتائج مؤتمر هلسنكي الناجحة و
الذي عقد عام 1975 فيما يتعلق
بالأمن و التعاون في أوروبا
وتتمثل في : احترام سيادة الدول
و احترام حقوق الإنسان و
الحريات الأساسية و حق الشعوب
في تقرير المصير و تسوية
النزاعات بطريقة سلمية و التماس
تطبيق العلمانية في الدول.
لنستذكر الكلمات التي قالها
أوباما في القاهرة :" إن
أمريكا لا تفترض أنها تعرف كل ما
هو جيد لكل شخص... ولكن لدي
اعتقاد ثابت أن جميع الناس
تواقون لأمور معينة وهي القدرة
على التعبير بصراحة عن الرأي و
أن يكون لدى الشخص كلمة في تحديد
كيفية الحكم الذي يريده و الثقة
بحكم القانون و أن تكون الحكومة
شفافة و لا تسرق الناس و حرية
الحياة كما يختارها الشخص. أما
الأثر الأخير الذي يمكن أن يصاغ
بجرأة و أن يكون واقعي فهو
الموافقة على هدنة 10 سنوات. إن
مفهوم الهدنة موجود داخل
الإسلام و هو مفهوم معروف لأي
متمرد يقوم بشن حرب من الصومال
إلى باكستان. إن خطاب أوباما في
القاهرة لا يمكن أن يسكت أولئك
الذين يدفعون باتجاه الجهاد, و
لكن الحديث عن هدنة 10 سنوات يمكن
أن يفعل ذلك. إن في
تاريخ الإسلام أمثلة كثيرة عن
"هدن" ناجحة عوضا عن
اتفاقيات السلام غير الواقعية:
إن الهدن أفضل و لكن السلام
الأبدي هو مجرد مسعى بعيد. حتى
الجماعات المتطرفة في الإسلام
بما فيها حماس و حزب الله و
طالبان, لديها اقتراحات سابقة و
هدن فعلية في الماضي. دعونا لا
ننسى المسلمين المخلصين, إن
محاربة الاحتلال المسلح هو واجب
على كل المسلمين في حال احتلت أي
قطعة من أرض الإسلام. إن المجتمع
الإسلامي بالطبع مختلف عن بعضه
البعض و هكذا فإنه من غير
الضروري أن يقبل الجميع بهذه
الهدنة. كما أن موادها و شروطها
ستتطلب تفاوضا حذرا. إن التاريخ
يقول بأنه من الممكن أن يكون
هناك محفز قوي من أجل إعادة
تشكيل العلاقات ما بين الغرب و
الإسلام. هل
سيكون تنظيم هذا المنتدى ذي
المسارين أمرا صعبا؟ حسنا, إن
بإمكاننا أن نقارن بسهولة ما
بين الصدام الحالي و الحرب
الدينية التي اجتاحت أوروبا.
لقد انتهت حرب الثلاثين عاما
فقط عندما وجدت الدول ال 10
الكبرى إضافة إلى 180 دولة صغيرة
في أوروبا الشجاعة
على إقامة كونغرس كبير في
ويستفاليا في ألمانيا, و الذي
خرج بسلسلة من المعاهدات
الثنائية. لقد كان أمرا لم يسبق
له مثيل. بعد ثلاثة عقود من
القتال بالأسلحة الفتاكة فقد
كان أمرا مميزا من المهارة
الدبلوماسية الفذة, وقد تحقق
هذا الأمر دون وجود إنترنت أو
هواتف وحتى لم يكن هناك
تيليغراف أو مبعوثين. لماذا لا
يوافق المجتمع الإسلامي على مثل
هذا العرض؟ بعد كل شيء, فقد قام
المتطرفون بقتل مسلمين أكثر
بكثير من المسيحيين أو اليهود.
إن ما نشهده في السنوات الأخيرة
كان قريبا جدا من حرب أهلية
إسلامية و ليس صراعا ما بيننا و
بينهم. إن هدنة ال 10 سنوات سوف
تكون بركة و نعمة بحد ذاتها, كما
أنها سوف تسمح للمجتمع الدولي
بالتعامل مع الأمور الأكثر حرجا
ابتداء من الفقر المدقع إلى
التغير المناخي. إن هدنة
طويلة هي الحد الأدنى الذي يجب
أن نصل إليه من أجل أن نكسب وقتا
كافيا لمواجهة هذه التحديات.
فجميعنا – مسيحيون و مسلمون و
يهود- نعيش في الوقت الضائع. إن
الأوروبيين يعتقدون أن أوباما
سوف يحلق عاليا و يفكر بطريقة
كبيرة. لكونه ابنا لقارتين و
متجذر ثقافيا في القارات
الأربعة فإنه رجل الدولة الوحيد
في العالم المناسب للامتداد عبر
الحدود من الحضارات الغربية إلى
الشرقية و أن يقودنا إلى نظام
جديد محكوم بالديمقراطية. * بقلم:
غوسيبي غاسيني: دبلوماسي إيطالي
عمل في بلجيكا و الجزائر و كوبا
و الولايات المتحدة و الأمم
المتحدة و قد كان سفيرا في كل من
الصومال و لبنان. A 10-year truce between
Islam and the West Obama
should follow his speech in By
Giuseppe Cassini from
the June 11, 2009 edition Can
Mr. Obama translate his impressive rhetoric into
concrete policies? As Roula Khalaf wrote in the
Financial Times: "Mr. Obama called for a joint
effort to create a new world where extremists no longer
threatened Americans, US troops returned home, Israelis
and Palestinians lived in secure states of their own and
nuclear energy was used only for peaceful purposes. It
is an ambitious vision that would transform the Middle
East, but it also raises expectations far beyond the Far
beyond? It depends. If Obama extricates himself from the
administration's bureaucracy, if he turns a deaf ear to
the well-known lobbies infesting the capital, if he
follows his own instinct, then, "yes, he can." In
one sense, he's already succeeded in the first two
phases of what could amount to a three-phase strategy.
Phase 1 was The Denial: In April he went to Imagine
the impact if Washington proposed a two-track forum
where the Western countries and the 57 members of the
Organization of the Islamic Conference would meet in two
different but equally legitimate sessions: one limited
to the governments (like the 2002 Istanbul Forum) and
one open to the civil society at large (religious
leaders, tribal elders, political factions,
intellectuals, entrepreneurs).
The
agenda could be drawn from the successful outcome of the
1975 Helsinki Conference on Security and Cooperation in A
final compact might be drafted with a bold, yet
realistic, aim: to agree on a 10-year hudna, or truce.
The hudna is a captivating concept inside Islam and
understandable for any insurgent waging war, from The
history of Islam is scattered with successful hudnas
rather than unrealistic peace treaties: Truces hold
better; eternal peace is just a quest. Even radical
Islamic factions, including Hamas, Hezbollah, and the
Taliban, have at various times in the recent past
proposed and sometimes implemented hudnas. Let's not
forget that for devout Muslims, it is a religious
precept to fight any armed occupier of even a plot of
Islamic land. The Muslim community is, of course, highly
fractured, so not all actors would necessarily accept
such a truce. And its terms and conditions would require
careful negotiation. Still, history suggests that it
could be a powerful catalyst for reshaping relations
between the West and Islam. Will
this two-track forum be too hard to organize? Well, we
can easily compare the current clash to the religious
war that ravaged A
long truce is the minimum we must long for to earn
enough time to face these challenges. All of us –
Christians and Muslims and Jews – live on borrowed
time. The
Europeans are expecting Obama to fly high and think big.
Being the son of two continents and culturally rooted in
four continents, he is the only world statesman fit to
straddle the borders parting Western and Eastern
civilizations and lead us toward a new order, embedded
in democracy. Giuseppe
Cassini, an Italian diplomat, served in http://www.csmonitor.com/2009/0611/p09s01-coop.html ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |