ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 02/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ما الذي يمكن أن يقدمه الدين للسياسة؟

بقلم: أنتوني ليرمان

الجارديان 26/6/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لم يمض زمن طويل على تواري الدين و التقدم الحتمي لمسيرة العلمانية التي اعتبرت أمرا بديهيا لا مفر منه. بالنسبة لبعض الناس فإن العالم لا زال يبدو كذلك حتى و كأن أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها العالم منذ الكساد الكبير لم تكبح شهوة الناس للاستهلاك و ثقافة الاحتفال و الأمور المادية الأخرى. إن هذه الإغراءات قد لا تكون متوقفة حاليا بالنسبة للكثيرين منا, و لكن لا زال بإمكاننا أن نتمتع بهذه الأمور عن بعد من خلال رؤيتنا للأغنياء يقومون بالعمل نيابة عنا, و يتحملون عبء ضمان أن أرباح المحال التجارية سوف تزدهر مرة أخرى.

و لكن الأحداث التي تدور في إيران تعطينا رسالة تذكير حول العودة الجديدة للدين على المسرح العالمي, ليس فقط على شكل دين القاعدة المتشدد. هناك, إنها قوة حاكمة و تحتاج إلى الشرعية من خلال صناديق الانتخابات, و ليس وارد في حساباتها كلمة لا. إن النظام قد يكون في  مواجهة أصعب تحدي منذ وصوله إلى السلطة,  ولكن من الواضح أن الإسلام لا زال موجودا و يحكم المجتمع و يفضله ملايين الناس. و في أماكن أخرى فإن المسيحية تزدهر في أشكال أخرى. و قد كتب الدكتور إيريك كوفمان ما يلي :" إن الطبقة الصينية الوسطى تتوجه نو المسيحية". وفي كوريا نمت نسبة معتنقي البروتستانتية من ما لا يزيد عن 2% من نسبة السكان عام 1950 إلى 20% حاليا. و يضيف الدكتور كوفمان :" في جميع أنحاء العالم النامي  فإن أشكال التعاطف الأقوى للمسيحية تتمتع بالعودة, مع وجود حركة تجديد مسيحية تقود الأمور, إن ثُمن البرازيل و 20% من غواتيمالا تعتنق هذا المبدأ الآن".

إن هناك العديد من الدول تعتبر حكوماتها أن عودة الدين تشكل تحديا جديا لشكل المستقبل الذي سيسطر على مجتمعاتهم. و عدد كبير من هذه الدول موجود في أوروبا. قبل أيام قليلة فقط, ألقى نيكولاس ساركوزي خطابا قويا حول النقاب الذي تلبسه المرأة المسلمة و الذي يغطي جميع أجزاء الجسد, و الذي كما قال ليس مرحبا به في فرنسا :" إنه رمز للعبودية, و إشارة على الذل". بالنسبة لساركوزي فإن الأمر يعتبر هجوما على قيم الجمهورية الفرنسية. إن مثل هذا الرد يلعب على المخاوف من أن الدين المتطرف يستغل التسامح الذي يعم في المجتمعات الديمقراطية الحرة. ما أن يتم التأسيس لأمر ما, فإنه سوف يتطلب مزيدا و مزيدا من إيجاد حاجات دينية حتى تصبح الأمور في وضع يكون فيها بمقدور هؤلاء الأشخاص تخريب وتعديل الحرية التي سمحت لهم بموطئ قدم في بداية الأمر.

إن ميكلوس هاراستزي يعطي مثالا حول هذا الأمر في المسرح العالمي :" في 26 مارس مرر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قرارا يدين فيه "تشويه الأديان" كخرق من خروق حقوق الإنسان, و ذلك على الرغم من المخاوف الواسعة من أن هذا الأمر قد يستخدم لتبرير وضع القيود على حقوق الإنسان. وقد تبنى المجلس القرار بصيغة غير ملزمة, و قد طرحته باكستان بالنيابة عن الدولة الإسلامية, و صوت لصالح القرار 23 دولة  مقابل 11 دولة ضد القرار, و امتنع 13 عضوا عن التصويت" . و قد قال هاراستزي أن هذا الأمر "يدعم سيطرة الحكومات المستبدة" و يؤدي إلى التحكم بحرية التعبير في الوقت الذي يبدو فيه متسقا مع الديمقراطيات المتقدمة متعددة الثقافات".

و ما إذا  كان أسلوب ساركوزي العدواني هو الطريقة الصحيحة للتأكد من أن الدين يعرف مكانه في السياسة و المجتمع هو أمر يمكن النظر فيه. و بالتأكيد فإن العالم قد تغير كثيرا بما لا يكفي للاعتماد على الفهم الضمني للتأسيس لإطار عمل يمكن فيه للمجموعات الدينية أن تناقش فيه مبادئها. كما أنه من غير الكافي لافتراض أن الفصل ما بين الكنيسة و الدولة أو إبعاد الدين يمكن أن يؤدي المهمة أيضا. أنا لا أقول بأن الترتيبات الحالية لا يمكن أن تقوم بالمهمة, و لكن الظروف الحالية تجعل من مناقشة هذه القضية  علنا في المملكة المتحدة أو في أي مكان آخر أمرا مهما

و ما أعنيه بالظروف الجديدة على سبيل المثال هو: أولا  إن نهاية الحرب الباردة تركت العالم دون أي تفريق كامل ما بين الخير و الشر و قد خلقت هذه الحالة السوق الحر في الأفكار بحيث يمكن لأي مجموعة قوية بما فيه الكفاية أن تصل إلى الإعلام و أن توصل أفكارها للصالح العام. إن أولئك الذين استفادوا من هذا الأمر هم المجموعات الدينية, خصوصا المجموعات الإنجيلية و الأصولية. إن هذا التوجه لن يذهب بعيدا.  ثانيا, مهما كان تقدم المجتمع فإن الأزمات المتعددة في السنوات الأخيرة قد أظهرت أن الأيدلوجيات الراشدة و العلمانية لا تمتلك جميع الإجابات للمشاكل الاجتماعية و السياسية. هل يمكن أن يكون صوابا منع مجموعات دينية معينة يغض النظر عن مدى اعتمادها للديمقراطية من أن تُسمع في مثل هذه المشاكل؟ ثالثا, إن التوجه المتنامي للمجموعات الدينية  التي تلعب دورا قويا أكبر في المجتم  ليس بالظاهرة العابرة لأنهم أتقنوا التكنولوجيا و أساليب الاتصال الحديثة. رابعا, في بعض الدول, و التي فيها الحكومة غير قادرة أو غير راغبة في تكوين شبكة أمان اجتماعية ذات كفاءة  فإنها تكون مصدرا حيويا لدعم الرعاية الاجتماعية لملايين من الناس الفقراء. 

على كل حال فإنه سيكون من الخطأ التفكير في أن التحدي الديني قادم فقط من المتطرفين الأجانب. على سبيل المثال فأنا أعتقد أن العمل حول حقوق الإنسان قد أصبح وسيلة حاسمة من أجل ضمان أن القيم العالمية المشتركة يمكن أن تؤدي إلى تجاوز التصرفات الظالمة  لبعض الجماعات. و لكن ثقافة حقوق الإنسان البريطانية قد أصبحت تحت الهجوم في المملكة المتحدة من قبل مصادر مسيحية و يهودية. لقد قال جون سينتماو رئيس أساقفة يورك في عام 2008 بأن " حقوق الإنسان دون وجود مرجعية تشير إلى الله تميل إلى التأسيس لحقوق يمكن أن تضر بحقوق أناس آخرين عندما يتغير المزاج العام". و في الفرق في الكرامة فقد وضع الحبر الأكبر الحاخام جوناثان ساكس نقطة مشابهة عندما كتب أن الشيفرة العالمية لحقوق الإنسان "تتغاضى عن صعوبة و ضرورة خلق مجال للغرباء و هو الأمر نفسه الذي كان مصدرا للعنصرية و الإقصاء الذي شهده كل مجتمع عرفه التاريخ". إن النتيجة الضمنية بأن القيم المشتقة من الدين سوف تكون  أكثر قدرة على حماية الضعفاء و المضطهدين عرقيا هي ليست نتيجة يؤكدها التاريخ. و لكن بغض النظر عمن هو على صواب في هذه النقطة, فإنه لدينا هنا صوتان دينيان مؤثران جدا و سائدان يناديان بحزم لإيجاد دور أكبر للدين في السياسة.

إن بريطانيا لن تذهب في طريق إيران, و لكن السؤال حول كيفية إدارة دور الدين في المجال العام يحتاج إلى اهتمام مفتوح و مستعجل. أعتقد أن البداية الجيدة هي وجهة نظر عالم الاجتماع الألماني يورغين هابرماس و الذي قال بأنه ليس من مهام الدولة العلمانية أن تمحي دور الدين من جميع مجالات الحياة العامة. بل على العكس, فإنه من الواجب عليها أن تجعل هناك إيمانا لدى الناس وهو الإيمان الذي لا يميز ما بين القناعات الدينية و السياسية " من أجل أخذ دور في تشكيل الإرادة السياسية". و إذا حاولت الدولة استثناء مثل هذه الأصوات من المجال العام فإنها قد "تقطع المجتمع عن مصادر نادرة لجيل من المعاني و تشكيل الهويات". و لكن الدور الذي على الدولة أن تلعبه هو أن تكون بمثابة مصفي للمقترحات الدينية الملهمة من أجل تشكيل الصالح العام و أن تترجمها إلى لغة علمانية إذا كان لها تأثير على الأجندة السياسية للدولة.

أعتقد انه سيكون من الأفضل لو تجنبنا النهج الذي يعتمد على نظرة خاطئة عن الإسلام بأنه دين أحادي ويفرض هيمنته أينما وجد, و القيام بتوفير مستوى من الأرضية لجميع المجموعات الدينية التي تتمنى المشاركة في النقاشات السياسية حول خلق مجتمع جيد.

What can religion offer politics?

Can religion provide answers to our social and political problems, or should we exclude it from the public sphere?

o  Antony Lerman

o  guardian.co.uk, Friday 26 June 2009 12.00 BST

It wasn't so long ago that the decline of religion and the inevitable onward march of secularism were being taken for granted. To some people, the world might still seem like that as not even the worst global economic crisis since the Depression appears to have done very much to dampen the public appetite for consumerism, celebrity culture and other materialistic pursuits. These enticements may be on hold for the moment for most of us, but we can still enjoy them vicariously as we watch the rich doing the business on our behalf, manfully shouldering the burden of ensuring that the profits of designer shops are booming once again.

 

But the events in Iran are a stark reminder of the glowering presence of religion on the world stage, not just in the form of al-Qaida-style fanaticism. There, it is a governing force that demands legitimisation through the ballot box, and won't take no for an answer. The regime may be facing its toughest challenge since it took power, but it's clear that Islam is still an overarching form of ordering society preferred by millions of people. Elsewhere, various forms of Christianity are surging. Dr Eric Kaufman writes that "Middle class Chinese are flocking to Christianity". In Korea , adherents of Protestantism grew from little more than 2% of the population in 1950 to 20% today. "Throughout the developing world, in fact, the 'hotter,' more emotional forms of Christianity are enjoying a resurgence, with Pentecostalism in the lead", Dr Kaufman writes. "An eighth of Brazil and 20% of Guatemala is now theirs."

There are many countries whose governments see religious resurgence posing a serious challenge to the future shape of their societies. Quite a few of those are in Europe . Only a few days ago, Nicolas Sarkozy made a forceful statement about Muslim women wearing full body covering in the form of the burka or niqab, which he said is not welcome in France : "It is a sign of subservience, a sign of debasement." To Sarkozy it is an attack on French republican values. Such a response plays on fears that fundamentalist religion exploits the tolerance which prevails in liberal democratic societies. Once firmly established, it then demands more and more accommodation to its specific religious needs until it is in a position to subvert and alter the very liberalism that allowed it to gain a foothold in the first place.

 

Miklós Haraszti gives an example of this on the international stage: "On 26 March, the UN human rights council passed a resolution condemning 'defamation of religions' as a human rights violation, despite wide concerns that it could be used to justify curbs on free speech. The council adopted the non-binding text, proposed by Pakistan on behalf of the Islamic states, with a vote of 23 states in favour and 11 against, with 13 abstentions." Haraszti says this is "a measure which cements oppressive governments' control of free speech while still sounding compatible with the advanced multiculturalism of liberal democracies".

Whether Sarkozy's rather aggressive approach is the right way to ensure that religion knows its place in politics and society remains to be seen. Certainly, the world has changed so much that it's not enough to rely on tacit understandings to constitute an framework in which newly assertive religious groups can argue for their principles. It's also not enough to assume that a clear-cut separation of church and state or an equally clear-cut state religion can do the job either. I'm not saying that existing arrangements can't work, but that the new circumstances make a public debate about this issue imperative – in the UK as much as anywhere.

 

By new circumstances I mean, for example: First, the end of the cold war left the world without an overarching narrative of good and evil and created a free market in ideas in which any group that is sufficiently assertive and has access to media can communicate its prescriptions for the common good. Those who have taken full advantage of this are religious groups, especially evangelical and fundamentalist ones. This trend will not go away. Second, however advanced the society, the multiple crises of recent years have shown that rational, secular ideologies don't have all the answers to social and political problems. Can it be right to prevent certain religious groups, however doubtful their democratic credentials, from being heard on such problems? Third, the growing tendency of fundamentalist groups playing a more assertive role in society is not a passing phenomenon because they have mastered the technology and modes of communication of modernity. Fourth, in some countries, where the state is unable or unwilling to provide an adequate social safety net, they are a vital source of social welfare support for millions of impoverished people.

However, it would be wrong to think that the religious challenge comes only from out-and-out fundamentalists. For example, I happen to believe that the Human Rights Act has become a crucial means of ensuring that common universal values can override the unjust practices of certain identity groups. But Britain 's human rights culture has come under attack in the UK from both Christian and Jewish sources. John Sentamu, the Archbishop of York, said in 2008: "Human rights without the safeguarding of a God-reference tends to set up rights which trump others' rights when the mood music changes." In The Dignity of Difference, Chief Rabbi Sir Jonathan Sacks made a similar point when he wrote that the universal code of human rights "understates the difficulty and necessity of making space for strangers – the very thing that has been the source of racism and exclusion in almost every society known to history". The implication that values derived from religion would better protect the weak and the racially persecuted is not borne out by history. But whoever is right on this point, here we have two very influential, apparently mainstream religious voices determinedly arguing for a greater role for religion in politics.

Britain is not going the way of Iran , but the question of how we manage the role of religion in the public sphere needs substantive, open and urgent attention. I think a good starting point is the view of the German sociologist Jürgen Habermas, who has convincingly argued that it is not the secular state's job to purge the public sphere of all religious contributions. On the contrary, it must make it possible for people of faith, who make no distinction between religious and political convictions, "to take part in political will formation". If the state tries to exclude such voices from the public sphere, it may be "cutting society off from scarce resources for the generation of meanings and the shaping of identities." But what the state must do is act as a filter through which any religiously inspired proposals for shaping the common good are translated into secular language if they are to influence the policy agendas of the state.

I think this would help us avoid an approach based on a false view of Islam as a monolithic, hegemonic entity wherever it exists, and provide a level playing field for all religious groups who wish to contribute to policy debates about creating a good society.

http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2009/jun/26/religion-politics-britain-public

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ