ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إيران
و الإسلام و حكم القانون بقلم:
فرانشيس فوكوياما وول
ستريت جورنال 27/7/2009 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي عندما
قدم رئيس جامعة كولومببا الرئيس
الإيراني محمود أحمدي نجاد في
جامعته في سبتمبر 2007 فقد وصفه
بأنه "الطاغية البسيط". إن في
شخصية أحمدي نجاد العديد من
الأمور السيئة بما فيها أنه
منكر للمحرقة، كما أنه مناصر
قوي لإيران النووية. و لكن و كما
أوضحت الأحداث الأخيرة فإن
إيران ليست دولة مستبدة تماما
بسيطة كانت أم كبيرة.
كما أن مكتب أحمدي نجاد لا
يعطي القول الفصل في الشئون
الإيرانية. و هذا الدور يحتله
بشكل كبير آية الله على خامنئي
المرشد الأعلى و رئيس مجلس
صيانة الدستور في إيران. إن
الطاغية الحقيقي لن يسمح بأي
شكل من الأشكال بوجود انتخابات
في المقام الأول – إن كوريا
الشمالية لم تفعل ذلك أبدا- كما
أنه لن يسمح أبدا للمظاهرات
التي تتنافس على نتائج
الانتخابات بأن تخرج عن السيطرة.
و مع ذلك فإن إيران ليست
ديمقراطية متحررة. و على هذا فأي
نوع من الوحوش هو؟ و ما هي الطرق
التي نريد بها أن يتطور نظامه؟ إن
علماء السياسة يصنفون
الجمهورية الإسلامية على أنها
"نظام مستبد انتخابي" من
نوع جديد. و هم يضعونها في نفس
السلة مع هوغو شافيز رئيس
فنزويلا ومع فلاديمير بوتين من
روسيا. من خلال هذه النظرة, فإن
إيران في الأصل نظام مستبد
تديره دائرة صغيرة من رجال
الدين و المسئولين العسكريين
الذين يستخدمون الانتخابات من
أجل إضفاء الشرعية على أنفسهم. و هناك
آخرون يعتقدون أن إيران تتمثل
في حكومة دينية من العصور
الوسطى. إن دستور الدولة للعام
1979 لم يعط السيادة للشعب, و لكن
لله, كما أنه اعتبر بأن الإسلام
و القرآن هما المصدر الأعلى
للتشريع. إن
الدستور الإيراني هو هجين من
العناصر الدينية و الاستبدادية
و الديمقراطية. إن الفقرات
الأولى و الثانية تعطي السيادة
لله, و لكن الفقرة السادسة تخول
الشعب حق انتخاب الرئيس و
المجلس أو البرلمان. كما أن
الفقرات 19-42 يمثلون لوائح من
الحقوق تضمن من ضمن حقوق أخرى
حرية التعبير و الاجتماعات
العامة و المسيرات و حق
المساواة للمرأة و حماية
الأقليات الإثنية, و الإجراءات
القانونية و الملكية الشخصية
إضافة إلى "الجيل الثاني"
من الحقوق الاجتماعية مثل
الضمان الاجتماعي و الرعاية
الصحية. إن
الجزء المشكل في القانون هو
المادة الثامنة (الفقرات 107-112)
فيما يتعلق بمجلس صيانة الدستور
و المرشد. إن جميع الإجراءات
الديمقراطية و الحقوقية في
أجزاء الدستور الأخرى مشروطة
بسلطات خاصة معطاة لمجلس من
رجال الدين رفيعي المستوى. إن هذه
السلطات و المحددة في الفقرة 110,
تتضمن السيطرة على القوات
المسلحة و القدرة على إعلان
الحرب و تعيين السلطات القضائية
و مسئولي الإعلام و الجيش و هيئة
الحرس الجمهوري. و هناك فقرة
أخرى تحدد الشروط التي يمكن من
خلالها عزل المرشد الأعلى من
قبل مجلس صيانة الدستور. و لكن
هذا لإجراء بالكاد يكون
ديمقراطيا أو شفافا. إن
الإنسان ليس بحاجة للعودة إلى
العصور الوسطى لكي يجد سوابق
تاريخية لهذا الشكل من الدستور.
إن المثال الأوضح يمكن أن يكون
الدستور الألماني الذي اعتمد
بعد أن توحدت البلاد عام 1870. لقد
كان لدى ألمانيا قبل الحرب
العالمية الأولى برلمان منتخب
أو "الرايخستاج", و لكنه
احتفظ بسلطات مهمة للقيصر غير
المنتخب, و خصوصا فيما بتعلق
بالسياسة الخارجية و الدفاع.
لقد أوقع هذا الدستور ألمانيا
في مشكلة كبيرة. إن الجزء غير
المنتخب من القيادة كان يسيطر
على القوات المسلحة. و في
النهاية فقد أصبح تحت سيطرة
القوات المسلحة. و هذا هو على ما
يبدو ما يتكشف في إيران اليوم. بالمقارنة
مع المادة الثامنة, فإن المراجع
في الدستور الإيراني و التي
تعود إلى الله و الدين كمصادر
للقانون هي أمور أقل خلقا
للمشاكل. فقد تكون في نهاية
الأمر و تحت الظروف الصحيحة هي
الأساس لتطور إيران إلى بلد
معتدل يحكمه
القانون. إن حكم
القانون متجذر في الأصل في
الدين في جميع المجتمعات التي
سادت بما فيها الغرب. لقد لاحظ
الاقتصادي الكبير فريدرك حايك
أن القانون يجب أن يسبق التشريع.
و على هذا فإن القانون يجب أن
يعكس إجماعا اجتماعيا واسع
النطاق على قواعد العدالة.
في أوروبا فقد كانت الكنيسة في
الأصل هي من تعرف القانون و
تتصرف كحارس له. لقد احترمت
الملكيات الأوروبية حكم
القانون بسبب أنه كان مكتوبا من
قبل سلطة أعلى و أكثر شرعية منهم
أنفسهم. و قد
حدث أمر مماثل في الشرق الأوسط
القديم. فقد كان هناك فصل وظيفي
ما بين الدين و الدولة. فقد كان
العلماء هم الباحثون
القانونيون و الحراس على حكم
الشريعة بينما كان السلاطين
يتصرفون بالسلطة السياسية. لقد
سلم السلاطين بأنهم ليسوا
المصدر النهائي للقانون و لكنهم
اضطروا للمعيشة ضمن قوانين
وضعها القانون الإسلامي. لم يكن
هناك ديمقراطية و لكن لقد كان
هناك شيء يشبه إلى حد ما حكم
القانون. إن حكم
القانون التقليدي و المعتمد على
الدين قد أعاق
انتقال الشرق الأوسط إلى
مرحلة الحداثة. و حل مكانه و
خصوصا في العالم العربي سلطة
تنفيذية غير مقيدة: إن الرؤساء
والدكتاتوريين الآخرين لا
يقبلون بأية قيود تشريعية أو
قضائية على سلطتهم. لقد
ناقش الباحث القانوني نوح
فيلدمان بأن الحاجة الماسة إلى
العودة إلى الشريعة في العديد
من الدول الإسلامية لا تعكس
بالضرورة الرغبة في فرض عقوبات
قاسية طالبانية و عمليات اضطهاد
للمرأة. بل و على العكس فإنها
تعكس حنينا لأوقات تاريخية
عندما لم يكن الحكام المسلمون
مستبدين تماما و لكنهم كانوا
يحترمون قوانين العدالة
الإسلامية و حكم القانون
الإسلامي. و هكذا
فأي نوع من المستقبل نتمناه
لإيران على ضوء المظاهرات
الضخمة؟ إن تفضيلي الشخصي
لإيران هو أن تتبنى في يوم ما
قانونا جديدا على الطراز الغربي
يضمن الحريات الدينية و الدولة
العلمانية و السيادة التي تعود
إلى الشعب عوضا عن الله. و لكن
كمية كبيرة من الأدلة السماعية (
ليس لدينا أي أمر آخر أفضل من
هذا) توحي بأن ما تمنيته ليس هو
بالضرورة الأجندة التي يحملها
المحتجون. إن العديد منهم بما
فيهم المرشح المعارض السيد حسين
موسوي يقولون بأنهم يريدون أن
تبقى إيران جمهورية إسلامية. و
هم ينظرون إلى تغيير النظام
الجذري الذي حصل في العراق و لا
يريدون حصول مثله لهم. إن ما
يتمنونه على ما يبدو هو أن يتم
احترام الدستور بشكل أفضل, و أن
تتوقف السلطات التنفيذية بما
فيها مجلس صيانة الدستور و
المنظمات العسكرية و
البرلمانية عن احتكار
الانتخابات و أن تحترم القانون.
إن
إيران يمكن أن تتطور إلى
ديمقراطية أصيلة يحكمها
القانون ضمن المعايير التي جاءت
في دستور عام 1979. و لكن سيكون من
الضروري إلغاء الفقرة 110, و التي
تعطي مجلس صيانة الدستور
السيطرة على القوات المسلحة و
الإعلام, و أن تقوم بتغيير مهامه
إلى ما يشيه المحكمة العليا و
التي يمكن أن تحكم على اتساق
التشريعات مع الشريعة
الإسلامية. وفي هذه الأثناء فإن
المجلس يمكن أن يخضع لشكل من
أشكال الرقابة الديمقراطية, مثل
المحكمة العليا الأمريكية, حتى
إذا كان هناك حاجة لوجود مؤهلات
دينية لدى أعضائها. إن
إزالة الدين برمته من الدستور
الإيراني هو أمر أكثر إشكالية. إن
حكم القانون لا يسود بسبب صفاته
الشكلية و الإجرائية, و لكن بسبب
أنه يعكس المعايير الاجتماعية
المتفق عليها بشكل واسع.
إذا كان حكام إيران في المستقبل
يريدون احترام القانون كما كان
يفعل الحكام التقليديون فإن
القانون يجب أن يأتي من قلب
الشعب الإيراني. لربما يمكن أن
يصبح هذا في يوم من الأيام
قانونا علمانيا بشكل تام. و هذا
الأمر من غير المحتمل أن يكون
القضية في هذه الأيام. لسوء
الحظ, فإنه قد لا يُترك الحق
للإيرانيين للاختيار بأنفسهم.
الزمرة العسكرية الحالية و التي
تمارس سلطتها من الممكن أن تقود
إيران إلى صراع مع الدول في
المنطقة. و هذا الأمر يمكن أن
يعزز شرعتيها و سلطتها. دعونا
نأمل بأن تدفع القوى الداخلية
في البلاد باتجاه تطور النظام
السياسي و تجاه حكم القانون
الأصيل و الديمقراطية أولا.
By
FRANCIS JULY
27, 2009, 11:03 P.M. ET
When
Columbia University President Lee Bollinger introduced
Iranian President Mahmoud Ahmadinejad at his school in
September 2007, he denounced him as a “petty tyrant.”
Ahmadinejad
is many bad things, including a Holocaust denier and a
strong proponent of a nuclear A real
tyranny would never permit elections in the first
place— Political
scientists categorize the Islamic Republic of Iran as an
“electoral authoritarian” regime of a new sort. They
put it in the same basket as Hugo Chávez’s Others
think of The
Iranian Constitution is a curious hybrid of
authoritarian, theocratic and democratic elements.
Articles One and Two do vest sovereignty in God, but
Article Six mandates popular elections for the
presidency and the Majlis, or parliament. Articles 19-42
are a bill of rights, guaranteeing, among other things,
freedom of expression, public gatherings and marches,
women’s equality, protection of ethnic minorities, due
process and private property, as well as some “second
generation” social rights like social security and
health care. The truly
problematic part of the constitution is Section Eight
(Articles 107-112) on the Guardian Council and the
“Leader.” All the democratic procedures and rights
in the earlier sections of the constitution are
qualified by certain powers reserved to a council of
senior clerics. These
powers, specified in Article 110, include control over
the armed forces, the ability to declare war, and
appointment powers over the judiciary, heads of media,
army and the Islamic Revolutionary Guard Corps. Another
article lays out conditions under which the Supreme
Leader can be removed by the Guardian Council. But that
procedure is hardly democratic or transparent. One does
not have to go back to the Middle Ages to find
historical precedents for this type of constitution. The
clearest parallel would be the German Constitution
adopted after the country was unified in the 1870s.
Pre-World War I Germany had an elected parliament, or
Reichstag, but reserved important powers for an
unelected Kaiser, particularly in foreign policy and
defense. This constitution got Compared
to Section Eight, the references in the Iranian
Constitution to God and religion as the sources of law
are much less problematic. They could, under the right
circumstances, be the basis for The rule
of law was originally rooted in religion in all
societies where it came to prevail, including the West.
The great economist Friedrich Hayek noted that law
should be prior to legislation. That is, the law should
reflect a broad social consensus on the rules of
justice. In Something
similar happened in the pre-modern This
traditional, religiously based rule of law was destroyed
in the The legal
scholar Noah Feldman has argued that the widespread
demand for a return to Shariah in many Muslim countries
does not necessarily reflect a desire to impose harsh,
Taliban-style punishments and oppress women. Rather, it
reflects a nostalgia for a dimly remembered historical
time when Muslim rulers were not all-powerful autocrats,
but respected Islamic rules of justice—Islamic rule of
law. So what
kind of future should we wish for But a
considerable amount of anecdotal evidence (we don’t
have anything better) suggests this is not necessarily
the agenda of the protesters. Many of them, including
opposition candidate Mir Hossein Mousavi, say they want Eliminating
religion altogether from the Iranian Constitution is
more problematic. The rule of law prevails not because
of its formal and procedural qualities, but because it
reflects broadly held social norms. If future Iranian
rulers are ever to respect the rule of law as
traditional Muslim rulers once did, it will have to be a
law that comes from the hearts of the Iranian people.
Perhaps that will one day be a completely secular law.
That is unlikely to be the case today. Unfortunately,
Iranians may never get to make the choice for
themselves. The clerical-military clique currently
exercising power is likely to drag Mr.
Fukuyama, professor of international political economy
at the Johns Hopkins School of Advanced International
Studies, is author of “ http://online.wsj.com/article/SB1000142405297 0203946904574300374086282670.html ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |