ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 15/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

البنتاغون لـ اوباما:

إبعث بمزيد من القوات أو إخسر الحرب

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

uruknet.info

صار اوباما أمام مرحلة جديدة لإصدار أمر آخر باتجاه تصعيد عالٍ لمستوى الحرب في أفغانستان، وذلك وسط تحذيرات بوجوب دحر تمرد ( مقاومة) الطالبان خلال فترة 12-18 شهراً القادمة لتفادي خطر هزيمة مُهينة للولايات المتحدة.

     يواصل الجنرال –Stanley McChrystal قائد القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان- استخدام وسائل الإعلام الأمريكية لتكييف الرأي العام الأمريكي تقبل إرسال المزيد من القوات، وتخصيص المزيد من الأموال لدعم الاحتلال. وكان من المقرر أن يُقدم القائد الأمريكي استعراضاً عن مسيرة الحرب للبيت الأبيض هذا الأسبوع، لكن ذلك تأخر إلى ما بعد 20 آب/ أغسطس- موعد الانتخابات الرئاسية في أفغانستان.

     في مقابلة مع صحيفة Wall Street Journal يوم السبت ونُشرت يوم الأثنين تحت عنوان بارز: "الطالبان يحققون الفوز حالياً،" أعلن مكريستال بأن الصراع بلغ "مرحلة حرجة وحاسمة." وأضاف: "صار طالبان عدواً مرهقاً حالياً،" وأن لدى قوات الاحتلال، في الواقع، 12 شهراً لإيقاف " زخمهم momentum  و "اندفاعهم initiative."

     ومع أن مكريستال لم يفصح عن خطته، إلا أن رسميين، لم يذكروا أسمائهم، ممن شاركوا جزئياً في مراجعة الخطة، قدّموا تفصيلات لصحيفة الوول ستريت، بما يُحتمل أن يكون المقترح.. وهذا يشمل:

* مضاعفة تمويل زيادة حجم الجيش الأفغاني من 135 ألفاً إلى 240 ألفاً، والبوليس من 82 ألفاً إلى 160 ألفاً.

* على المدى الطويل، نشر ما يصل إلى عشرة آلاف من القوات الأمريكية الإضافية للعمل كـ "مدربين" ومشرفين لتوسيع القوات الأفغانية. ويتفق معظم المحللين أن العملية سوف تستغرق خمس سنوات، على الأقل، لإنجازها.

* على المدى القصير، نشر ما بين لوائين وثمانية ألوية مقاتلة، وبما يتراوح بين 10-60 ألفاً من القوات، مع عناصر الدعم والخدمات اللوجستية، للمساعدة على تنسيق العمليات الحربية ضد المعاقل القوية لطالبان. وألقت صحيفة الوول ستريت الضوء على مخاوف الجيش من أن المسلحين انسحبوا بأعداد كبيرة خلال الفترة الحالية للحملة الأمريكية في إقليم هلمند بسبب نقص القوات المتحالفة القادرة على تطويقهم.

     تسربٌ آخر لهذه الأخبار هذا الأسبوع في McClatchy Newspapers، إذ أشارت الصحيفة بأن مكريستال يعتزم أيضاً أن يطلب زيادة كبيرة في المستخدمين الحكوميين الأمريكان للعمل في مختلف الوظائف الاستشارية في أفغانستان. وكان من المتوقع أن ينمو عددهم من 560 في نهاية العام 2008 إلى 1000 قبل نهاية العام الحالي، وأن يصل إلى 1300 في منتصف العام 2010. وسيكون دورهم أساساً تشغيل كامل الإدارات التابعة لحكومة كابل الدُميّة.

     من المتوقع أن تجد آراء مكريستال دعماً قوياً من قبل رئيس القيادة المركزية- ديفيد بتريوس- الذي كان مسؤولاً عن حملة زيادة القوات surge الأمريكية في العراق.

     وردت أفكار النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة من قبل انتوني كوردسمان- المحلل البارز للسياسة الخارجية في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية CSIS. هذا وقد تمت دعوة كوردسمان من قبل مكريستال للمساعدة على تحضير استعراض review أفكار الأخير (مكريستال)، وعاد (كوردسمان) مؤخراً من أفغانستان. وبتاريخ 10 أغسطس الحالي نشر استنتاجاته تحت عنوان: "المزيد من القوات، القليل من الحذر.. لنكن أكثر جديّة."

     أدان كوردسمان إدارة بوش لفشلها أخذ طالبان على محمل الجد لغاية العام 2007. وانتقد دول الناتو- حلف شمال الأطلسي- لفشلها في توفير ما يكفي من القوات، ووضع قيود على استخدامها. وأعلن أن واشنطن والناتو سمحت "للعدو أخذ زمام المبادرة على مدى نصف عقد من الزمن."

     كذلك فقد وصف حكومة كرزاي بـ "الفساد corrupt، تمارس مركزية مفرطة grossly overcentralised، تفتقر القدرة lacking in capacity، وعملياً غائبة عن معظم أجزاء أفغانستان." كما انتقد كوردسمان أيضاً المساعدات الدولية لإعادة الاعمار في أفغانستان كونها: "مختلة وظيفياً dysfunctional، تبذيرية على نحو فوضوي dysfunctional، وصارت مشلولة بحكم البيروقراطية والانقسامات."

     ونتيجة لذلك، حسب كوردسمان، "تمكنت حركة طالبان التحول مح مجموعة مهزومة defeated من المنفيين إلى قوة أصبحت تهدد بهزيمة قوات حلف شمال الأطلسي والحكومة الأفغانية." فقد ارتفع عدد المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين (المقاومة) من 30 منطقة العام 2003 إلى 160 منطقة بحلول العام 2008، بينما زادت هجماتهم على قوات الاحتلال بنسبة 60% بين أكتوبر/ ت1 العام 2008 وإبريل/ نيسان العام 2009. قُتل 75 من القوات الأمريكية وقوات الناتو في يوليو/ تموز، وهو أعلى رقم على مدى الحرب، علاوة على مئات آخرين من الجرحى حتى الآن في أغسطس، كما أن 27 جندياً آخر لقوا حتفهم.

     اقترح كوردسمان، لعلاج الوضع، "إرسال 3-9 ألوية مقاتلة إضافية" لينضموا إلى 21 ألف جندي سبق لـ اوباما أن أمر بإرسالهم هذا العام.. مضاعفة الجيش والشرطة الأفغانيين.. التخلص من العناصر الفاسدة في الحكومة الأفغانية، وإصلاح "الانقسام الفاضح وعدم الكفاءة والفساد في جهود المساعدات الدولية.. والمزيد من العمل ضد قبائل الحدود الباكستانية- الأفغانية التي تساعد المسلحين.

     كما أصرّ كوردسمان بالنسبة لحكومات الولايات المتحدة والناتو بأنها: "ستحتاج أن تكون أكثر مصداقية honest مع شعوبها،" بحيث توضح الحقائق على نحو لا لبس فيها كون هذه الحرب في أفغانستان ستتطلب "إلتزاماً على المدى الطويل." وهناك اتفاق عام بين المحليين المؤيدين للحرب مثل كردسمان بأنه في حين أن ألـ 12 شهراً المقبلة ستكون حاسمة عسكرياً بالعلاقة مع دحر طالبان إلى الخلف، فإن الأمر سوف يستغرق 5-10 سنوات لتحقيق الاستقرار في أفغانستان ليؤول إلى عميل خانع للولايات المتحدة pliant US client state.

     فضلاً عن وقوع آلاف الإصابات، ستكون التكلفة المالية للحرب هائلة.. منذ العام 2001، كلّفت أفغانستان أصلاً الخزينة الأمريكية بحدود 223 بليون دولار. أخبر -Michael O’Hanlon معهد بروكنز- صحيفة واشنطن بوست هذا الشهر بأن تكلفة العمليات العسكرية وحدها من المحتمل أن تصل إلى أكثر من 100 بليون دولار خلال السنة القادمة. بينما قدّر Bing West- المساعد السابق لوزارة الدفاع- وعلى نحو متحفظ، بأنه علاوة على ذلك، "ستحتاج القوات الأفغانية إلى أربعة بلايين دولار سنويا لمدة عشر سنوات أخرى، مع مبالغ ضخمة من أجل التنمية.

     رغم الأزمة المالية التي تواجه ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية، فإن المزيد من تصعيد الحرب من المرجح أن يمر عبر الكونغرس دون صعوبة تُذكر. بتاريخ 17 أيار/ مايو وقّع أعضاء للكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري رسالة مشتركة إلى اوباما طالبوا بمضاعفة الجيش الأفغاني، وهذا ينطوي بالضرورة على إرسال المزيد من "المدربين" الأمريكان.

    دعى السيناتور الجمهوري Lindsey Graham هذا الأسبوع الأغلبية الديمقراطية في مجلسي الشيوخ والنواب الانضمام للجمهوريين باتجاه الاستجابة لمزيد من التمويل للحرب. وقال: "دعونا لا نبخس الوضع  في أفغانستان،" في إشارة منه إلى إدارة بوش ووزير دفاعه Donald Rumsfeld الذي أصرّ بطريقة سيئة بأن احتلال العراق يمكن تحقيقه بأقل من نصف القوات التي أوصى بها كبار الجنرالات.

     ناشد غراهام الديمقراطيين بقوله: "دعونا لا نفعل شيئاً بشكل رخيص. دعونا نخلق القدرة والقوة الكافية على القتال، والمشاركة بصورة شاملة لضمان نجاحنا. بصراحة تامة، لدينا الكثير من الأسس المتينة لتحقيق النصر."

     أهم استجابة لتسرب خطط مكريستال انطلق من إدارة اوباما، سكرتير الدفاع روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي الجنرال James Jones، حيث صرحا في مناسبات عديدة أن الرئيس "لم يستبعد" إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان."

     إن الحقيقة المؤكدة بأن اوباما لم يقم بأية محاولة لإسكات التكهنات حول خطط إرسال قوات إضافية، هي إشارة قوية إلى أن القرار قد أُتخذ بالفعل.

     لقد وضِع اوباما في السلطة من قبل أطراف حاسمة للنخبة الأمريكية الحاكمة كي يُركز على الحرب في أفغانستان، ودعم المصالح الجيوسياسية للإمبريالية الأمريكية في المنطقة الغنية بالموارد المتمثلة في آسيا الوسطى، وبغض النظر عن مدى التكاليف في الدماء والدولارات.

ــــــــــ

Pentagon to Obama: Send more troops or lose war in Afghanistan ,By James Cogan, uruknet.info, 13 August 2009.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ