ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 19/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عقوبة واسمها السلام

بقلم: تسفي بارئيل

هآرتس 16/8/2009

كان من الصعب ايقاف دموع العمر: محمود عباس انتخب مرة اخرى رئيسا لحركة فتح. وهناك ايضا رفاق معروفون الى جانبه – جبريل رجوب، محمد دحلان، صائب عريقات، توفيق الطيراوي. اية فرحة. ها نحن نحصل اخيرا على جيل جديد من القادة الفلسطينيين، من اولئك الذين يمكن ان نعقد الاعمال والصفقات معهم. الانفعال في اسرائيل كان كبيرا لدرجة تعالي بعض الاصوات المطالبة بالمسارعة الى اطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن على شرف انتخابه، ومن الناحية الاخرى سارع اخرون للقول بأن البرنامج الجديد لحركة فتح يحبط اية فرصة للتقدم.

الا ان انتخاب اللجنة المركزية لحركة فتح لا يرتبط بالمرة بعملية السلام. قادة في فتح تحدثوا عن حل الدولتين من الثمانينيات. ابو اياد الذي اغتالته اسرائيل في عام 1991 قال قبل ذلك بعامين "لن يكون هناك سلام من دون حل الدولتين". ياسر عرفات وهذه مسألة يجدر ان نتذكرها، وليس محمود عباس هو الذي وقع على اتفاق اوسلو. عباس حين جاء دوره اجرى مفاوضات مكثفة مع اسرائيل من قبل ان يعرف انه سينتخب مرة اخرى لرئاسة فتح، والرفاق المعروفون من امثال جبريل رجوب ونبيل شعث وعريقات، لم يكونوا بحاجة بالمرة لعضوية اللجنة المركزية لفتح لاجراء المفاوضات. حتى احمد قريع الذي لم ينتخب في هذه المرة للجنة المركزية، يستطيع ان يواصل اجراء المفاوضات مع اسرائيل، ان كلفه عباس بالمهمة. وحينها نريد ان نرى اسرائيل وهي تقول حينئذ انها لا تتفاوض معه فقط لانه فشل في انتخابات اللجنة المركزية.

المشكلة لا تكمن في طبيعة الاشخاص المنتخبين للمؤسسات الفلسطينية، وهؤلاء قد قالوا كلمتهم وهم جاهزون في كل لحظة لمواصلة المفاوضات – وانما تكن الذرائع التي تسوقها حكومة اسرائيل حتى تعرقل استمرار ا لمفاوضات. المعجزة لن تحدث ان تم اطلاق سراح البرغوثي من سجنه والعقبات لا تكمن في صياغة برنامج فتح. فاسرائيل كما نعلم قد وقعت على اتفاق سلام مع م.ت.ف من قبل ان تغير ميثاقها ولم تعتبر ذلك ذريعة لالغاء الاتفاق. لانه عندما يكون هناك استعداد واصرار وبالاساس، عندما تكون هناك ضرورة تفرض ذلك، لا يمكن للكلمات ان تكون عقبة.

البرهان الصارخ على ذلك موجود تحديدا في مفاوضات اخرى تجريها دولة اسرائيل. هذه المفاوضات التي تحتل عناوين الصحف يوميا وأحيانا ساعة بساعة ألا وهي المفاوضات الجارية لاطلاق سراح جلعاد شليت. ليست هناك اية حاجة بعد للاختباء من وراء صياغات ضبابية غامضة. هذه مفاوضات بين اسرائيل وحماس سواء كان هناك وسيط او لم يكن هناك مثل هذا الوسيط. حماس لا تمتلك لجنة مركزية ولا مجلسا وطنيا وليست لديها ثروات سياسية يمكنها ان تعرضها على اسرائيل وحتى ان كانت لديها فهي لن تتنازل عنها. اسرائيل من ناحيتها لا تطالب حتى بالاعتراف من قبل حماس من اجل الموافقة على صفقة شليت، وهي لا تتحقق بدقة من ميثاقها ولا هوية قيادتها، حتى تقرر ان كانت ستتفاوض معها ام لا. لان البضاعة الموجودة بيد حماس اكثر سخونة واهمية للجمهور في اسرائيل. عودة شليت الى بيته – بعيدا عن الفرح الهائل والحزن المتمثلان باضطراره للبقاء فترة طويلة في الاسر – ستكون انجازا يمكن لرئيس الوزراء ان يتفاخر به. سيكون من الممكن معانقته والتقاط الصور معه وباختصار – ثرورة ملموسة.

عملية السلام خلافا لشليت لا تعتبر ضرورة او ثروة قابلة للوجود. في أحسن الاحوال هي عقوبة تحاول الادارة الامريكية الان فرضها على اسرائيل. العملية ليست جنديا اسيرا يعتبر كل يوم يمر خطرا على حياته. وان كانت المفاوضات مع حماس حول اطلاق سراح شليت تتعرض للتسويف منذ ثلاث سنوات وبامكان عملية السلام بالتأكيد ان تنتظر.

صحيح ان هناك فرقا هائلا بين المفاوضات الجارية لاطلاق سراح اسير وبين المفاوضات حول السلام. في المفاوضات لاطلاق سراح جندي ليس هناك اي مغزى للشريك حتى لو كان الشيطان بقدره وجلاله، الثمن وحده هو الذي يحدد المسألة. هذه صفقة لمرة واحدة حتى وان كانت مريرة جدا. في عملية السلام في المقابل الشريك أهم من الثمن. سنضطر للعيش معه "بسلام" لفترة طويلة قدر المستطاع حتى يتحول السلام الى ذخر ملموس. المشكلة هي ان اسرائيل هي التي تنظر لعملية السلام وكأنها اطلاق لسراح جندي. الثمن وحده في نظرها هو الذي يحدد الامر. الشريك ليس مهما. اللجنة المركزية الجديدة لفتح تستطيع مواصلة التلويح بيديها ورجليها، ولكن ليس هناك من يلاحظ ذلك. هي لم تختطف جنديا وانما تقترح فقط التفاوض.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ