ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 20/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

في رأس نصرالله .. هو يخاف

بقلم: غي بخور

عن صحيفة يديعوت احرونوت

إهدأوا رجاء. لا توجد أي نية لدى حسن نصرالله، مصلحة أو رغبة، في الشروع في خطوة عسكرية ضد اسرائيل. العكس هو الصحيح، فهو بالذات يخشى من أن تهاجمه اسرائيل.

الاسباب عديدة. التكنيك العسكري الذي اتخذه حزب الله في حرب لبنان الثانية ساطع اليوم للجيش الاسرائيلي. في حينه كان هو عدوا غير مرئي، يصعد لثوان، يطلق النار ويختفي. وكان صعبا على الجيش التصدي لعدو متخندق، يحظى بجبهة داخلية عاطفة وتموين وفير، غير أن الجيش الاسرائيلي على علم الان بطريقة القتال هذه، ومستعد لها. نصرالله يعرف ذلك جيدا.

بشكل عام، الجيش الاسرائيلي للعام 2009 يختلف عن الجيش الاسرائيلي للعام 2006. على الاقل في مستويين استراتيجيين، يغيران الوضع بأسره، ونصرالله يفهم ذلك. الدبابات المتطورة، التي كانت عرضة لاصابة الصواريخ، محصنة الان بمنظومات فاعلة تسمى "سترة الريح". وتتضمن المنظومة رادارا قادرا على اعتراض الصواريخ المضادة للدبابات على 360 درجة، واطلاق صواريخ "مضادة" لتدميرها. وحين تكون الدبابات حصينة امام كل أنواع الصواريخ، فانها تعود لتحسم المعركة. العبء اصبح ذخرا.

اضافة الى ذلك، فقد ارتفعت منظومات الليزر الى درجة عالية جدا – في اطلاق القذائف، تحديد الاهداف وغيرها. وليس لدى حزب الله أي رد على هذه القدرات الجديدة، وهو يعرف ذلك.

واضح لنصرالله انه لا توجد اليوم في لبنان شرعية لخطوة عسكرية من حزب الله ضد اسرائيل. ولا حتى لدى الشيعة. فبعد أن هزم في الانتخابات الاخيرة، بسبب تسرعه وغروره في الحرب، سيكون حذرا جدا من تكرار ذاك الخطأ الجسيم. وهو نفسه ايضا، بعد أن تلقى ضربة رهيبة جدا من الجيش الاسرائيلي، لا رغبة لديه في العودة الى القتال.

لمعرفته كم شديدا كان الثأر الاسرائيلي، وكم كبيرا كان عدد قتلاه وأي خراب احيق بالقرى الشيعية، راهن نصرالله وعرض هزيمته كنصر مخفيا خسائره. ولكن قلة صدقوا هذه الحرب النفسية، وهؤلاء القلة كانوا ... الاسرائيليين.

منذئذ، كفت الخطابية لدى حزب الله ونصرالله عن العمل. في العالم العربي لم يعد هناك من يشتريها، وأثبت ذلك الرئيس المصري مبارك، الذي قزم نصرالله الى حجومه الطبيعية في المواجهة الاخيرة. يعرفون هذا اليوم في اسرائيل ايضا. الرأي العام عندنا نضج، ولم يعد يشتري تلقائيا تصريحاته الحماسية.

على الرغم من كل هذا: اسرائيل ذعرت جدا من حرب لبنان، ذلك أن المعركة نقلت الى داخل اراضيها، في خلاف مع المفهوم الامني الكلاسيكي لدينا. وقل الفزع، ورأينا ذلك في حرب غزة. مواطنو اسرائيل يعرفون بانه يحتمل أن تطلق صواريخ لفترة محددة، وهم سينزلون الى المجالات المحصنة الى ان يصفي الجيش الاسرائيلي التهديد. الاثر النفسي الفظيع الذي كان قبل ثلاث سنوات للحرب، لن يتكرر.

لقد اثبت الجيش الاسرائيلي نفسه في غزة. حرب ناجحة، امتنعت عن التورط بعد ذلك في خروج سريع، خلقت ردعا لدى حماس وكذا لدى العدو الاخطر منها، حزب الله. وعادت اسرائيل لان تكون قوة عسكرية ذكية، داهية، ينبغي الخوف منها. كما أن المواطنين الذي يختبىء خلفهم الارهاب الاسلامي لم يصدوا قدرات الجيش الاسرائيلي بل العكس، فقد بدأوا يوقظون العالم امام وفرة الاستخدام المتهكم الذي يجرى عليهم.

وأخيرا، نصرالله يعرف جيدا قاعدة More is less وقد سبق أن اكتوى بها بضع مرات. في حالة الحرب من شأنه أن يخسر الكثير بل وربما كل شيء. كل الاسرار المحرجة اعلاه ستنكشف امام الجميع وقد يتبين بان لا حربا الاهيا ولا نصرا حقق بل خراب ذاتي فقط. خدعة حزب الله في الحرب الاخيرة قد تنكشف امام الجميع والمنظمة قد تفقد كل شيء.

تخوف نصرالله من أن حيلة الحرب الاخيرة ستتفجر تماما، يمنعه حتى من التفكير بمواجهة اخرى مع اسرائيل.

هو يخاف، وهذا بالضبط معنى الردع.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ