ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تركيا,
أفضل صديق جديد لسورية بقلم:
كريس فيليبس الجارديان
1/10/2009 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي قبل عقد
فقط, احتشدت القوات التركية على
الحدود الجنوبية تحسبا لحرب مع
سوريا بالكاد تم تفاديها بعد
ذلك. قبل أسبوعين فقط, قام
الجاران بتوقيع اتفاقات تسمح
بعبور المسافرين من كلا البلدين
دون الحاجة الى تأشيرة مرور.
ويصف الرئيس السوري بشار الأسد
تركيا الآن بأنها أفضل صديق
لسوريا, بينما يصف رئيس الوزراء
التركي رجب طيب أردوغان علنا
السوريين بأنهم إخوته. فيما
يمثل تحولا كبيرا في العلاقات,
فإن احتمالات الحرب لم تتبخر
فقط و لكن دمشق و أنقرة وجدتا
نفسيهما في حالة تكامل و قرب
أكثر من أي وقت مضى في المجالات
الاقتصادية و حتى في الروابط
العسكرية و هما يعززان بعضهما
البعض. و بالمثل, فقد كان لتركيا
دور فعال في إعادة التأهيل
الأخير لسوريا مع المجتمع
الدولي. ترى لماذا تغيرت
العلاقات بطريقة مفاجئة و من هم
المستفيدون الحقيقيون من هذا
التحالف؟ علاوة على ذلك, و مع
توتر العلاقات التركية مع
اسرائيل بعد حرب غزة و تحالف
سوريا مع إيران تحت ضغط دولي
كبير, فهل من الممكن أن تكون هذه
الأمور خطوة أولى لإعادة
الاصطفاف الدرامتيكي في علاقات
الشرق الأوسط. إن جذور
العداوة السورية التركية عميقة
جدا. منذ انهيار الأمبراطورية
العثمانية, فإن الشكوك و
العداوة قد أثيرتا بتأثير من
الاختلاف الدائم بينهما على
الأراضي و حقوق المياه. وقد عزز
هذا الأمر فيما بعد بتقارب
أنقرة مع اسرائيل و دعم سوريا
لحزب العمال الكردستاني وهو عدو
لتركيا و هو على ما يبدو الأمر
الذي كان يقف وراء المواجهة
العسكرية عام 1998. و على الرغم من
أن حل بعض هذه المشاكل قد ساهم
في تدفئة العلاقات, إلا أنه من
الخطأ رؤية أن حل المشاكل
القديمة هو ما مهد الطريق
للتحالف القريب بينهما حاليا.
لقد أوقفت سوريا دعمها لحزب
العمال الكردستاني عام 1999 دون
حدوث ذوبان
مباشر للجليد مع تركيا. و
بالمثل فقد بقيت تركيا حليفة
لإسرائيل, وهو أمر لم تطلب سوريا
من تركيا تغييره أبدا.
إن أفضل
تفسير لتطور هذه الصداقة يأتي
من استراتيجيات الدبلوماسية
الجديدة التي تم تبنيها من كلا
البلدين في السنوات الأخيرة. في
ضوء البطئ الشديد في عملية
الانضمام الى الاتحاد الأوروبي
و خيبة الأمل من الغزو الأمريكي
للعراق, فقد تبنت تركيا موقفا
واقعيا اعتمد من قبل وزير
خارجيتها أحمد داوود أوغلو. فقد
دعا الى " صفر من المشاكل مع
الجيران" بغض النظر عن الماضي
و الأخطاء المعاصرة. و قد سمح
هذا للنظام بأن يقوم بوضع
اختلافاته الأيدلوجية و مشاكله
التاريخية مع سوريا جنبا كما هو
الحال مع اليونان و إيران و بشكل
متزايد مع كل من العراق و
أرمينيا. و في نفس الوقت فقد دعا
داوود أوغلو الى زيادة العمق
الاستراتيجي التركي مع الجيران
و تعزيز تأثيرها الثقافي و
الاقتصادي و السياسي أكثر مما
كان يجري في الماضي. إن
الاستقرار الاقتصادي الذي
تتمتع به تركيا مقارنة مع دولة
جارة مثل سوريا النامية يقدم
مثالا جيدا. إن تحول
سوريا تجاه تركيا نتج عن ظروف
يائسة. مجمدا من قبل الولايات
المتحدة و الاتحاد الأوروبي و
ما يسمى بدول الاعتدال العربي
بعد حرب العراق عام 2003 و اغتيال
الحريري في لبنان, فقد أجبر
الأسد على مد شبكته لحلفاء جدد.
و بينما قربه هذا الأمر أكثر الى
إيران و قطر, فقد كانت تركيا هي
من تغزل بها بشكل أكبر – فقد قام
بزيارة تاريخية هي الأولى من
نوعها لرئيس سوري الى أنقرة عام
2004. لقد كان الأسد راغبا في
تقديم تضحيات كبيرة في سبيل
تشكيل هذه الصداقة الجديدة,
كالقبول بسيادة تركيا على
محافظة هاتاي
(لواء الاسكندرون) عام 2005. و في
نفس الوقت فقد أثبت وجود
دبلوماسية ذكية لديه, فقد سارع
الى دعم الهجوم التركي ضد
الثوار الأكراد في العراق عام
2007, على الرغم من لإدانة الدولية.
ظاهريا
فإن العمل الجاد قد أدى الى
نتيجة, فقد كان الدعم التركي
مؤثرا في كسر عزلة سوريا. إن
توسط أردوغان في المحادثات
السورية الاسرائيلية عام 2008 قد
أدى الى تحسين صورة دمشق
السلبية في العالم. و من غير
المفاجئ و عندما كسر الرئيس
الفرنسي نيكولا ساركوزي في
النهاية المقاطعة الدولية و زار
سوريا العام الماضي فقد استقبله
الأسد بمصاحبة أردوغان.
اقتصاديا, فقد آتى التقارب في
العلاقات ثماره أيضا. فقد
تضاعفت التجارة البينية بين
الدولتين خلال 3 سنوات, كما كان
هناك استثمار كبير من قبل
الشركات التركية خصوصا في مدينة
حلب التي تعد المدينة الثانية
في سوريا, كما استثمر الطرفان في
مشاريع بنية تحتية مشتركة في
سوريا. و في أبريل 2009 حدثت أول
تدريبات عسكرية سورية – تركية
مشتركة. و
على الرغم من هذه المصالح
الواضحة, فإن هناك جوانب سلبية
لسوريا. إن اتفاقية التجارة
الحرة التي وقعت عام 2007 قد وضعت
العوائل السورية الصناعية خارج
اللعبة بالفعل و هي لا تستطيع
مجاراة المستوردات التركية
المتفوقة. علاوة على ذلك, فإن
سوريا لا زالت تمثل الشريك
الصغير بالنسبة لتركيا في هذه
العلاقة, و قد قام أردوغان بفرد
عضلاته الدبلوماسية مؤخرا من
خلال تشجيع الأسد المتردد
للقيام بزيارة الى المملكة
العربية السعودية. إن وجود
علاقات قوية مع تركية يشكل إحدى
مرتكزات استراتيجية الأسد
الاقتصادية, وهو ما قد يؤدي الى
اعتمادسوريا وبشكل متزايد على
الإرادة التركية. و في
المقابل, يبدو أن هناك القليل من
السلبيات بالنسبة لتركيا. إن
دعم سوريا المؤيدة للفلسطينيين
قد يبدو أمرا شعبيا في الداخل و
زيادة التجارة البينية سوف
يساعد في دعم الجنوب التركي
المحروم اقتصاديا. إن تحييد
سوريا قد جعل من حل المشكلة
الكردية أكثر احتمالا و الدعم
السوري سوف يزيد من الأمن على
الحدود التركية الطويلة و
المضطربة. دبلوماسيا, فإن
العلاقة قد زادت من النفوذ
التركي في العالم العربي, و
العلاقات القريبة مع سوريا جعل
تركيا أكثر قيمة أمام الحلفاء
في الناتو كوسيط مع الأنظمة
السيئة. ولهذا
فإن هذه الصداقة الجديدة غير
متوازنة في الأصل. إن سوريا لا
زالت تشكل محورا صغيرا واحدا (قد
يكون مفيدا) في السياسة التركية
الخارجية الواسعة- كما شاهدنا
في اتفاقية عدم طلب تأشيرات مع
إيران و العراق. و في المقابل
فإن تركيا مكون رئيسي في خطط
سوريا خلال عودتها الى الحظيرة
الدولية و استعادة عافيتها
الاقتصادية. و من غير المحتمل و
بشكل كبير حدوث أي إعادة اصطفاف
استراتيجي مع قدرة تركيا على
الحصول على ما تريده من سوريا
دون أن تلزم نفسها بأي تحالف
دفاعي و إلغاء أي من صلاتها مع
إسرائيل. و ليس
هناك أي احتمال لأن يقوم
أردوغان بضغط كبير على الأسد من
أجل أن يقوم بإصلاحات داخلية أو
خارجية. لأن هذا الأمر قد يخرج
عن نص استراتيجية " صفر من
المشاكل مع الجيران" . إن
تركيا تحاول
الآن انتهاج سياسة خارجية
طموحة في الشرق الأوسط, و سوريا
تستمتع الآن بركوب هذه الموجة –
على الأقل لحد الآن. Chris
Phillips guardian.co.uk,
Thursday 1 October 2009 11.30 BST Just
over a decade ago, In
what marks a significant turnaround in relations, not
only have the prospects for conflict evaporated but also
Damascus and Ankara find themselves in an ever closer
integrated relationship with economic, political and
even military ties strengthening each year. Similarly, The
roots of Syrian-Turkish animosity are deep. Since the
collapse of the A
better explanation for this developing friendship comes
from new diplomatic strategies adopted by both states in
recent years. In light of the slow EU accession process
and disappointment at the Ostensibly
the hard work has paid off, as Turkish support has been
instrumental in bringing Despite
these obvious benefits, there are downsides for In
contrast, there seem few negatives for This
new friendship is therefore inherently unbalanced. Nor
is there likely to be much pressure from Erdogan on
Assad to either reform internally or internationally, as
this would be out of line with the "zero problems
with neighbours" strategy. http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2009/oct/01/turkey-syria-friendship ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |