ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 15/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الإسلاميون و العثمانيون

بقلم: سونر كاغابتاي

معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى 8/10/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن رد الفعل في تركيا على وفاة أرطغرل عثمان آخر وريث للخلافة العثمانية لا يمكن أن يكون صادما أكثر مما حصل. الإسلاميون بالقفطانات و اللحى الطويلة تجمعوا في اسطنبول قبل أسبوعين من أجل دفن الرئيس الفخري للجالية المسلمة في العالم وهو رئيس كان يشرب الشراب السكوتلندي و يسمع الموسيقى الغربية و كان يعيش حتى آخر أيامه في الجانب الشرقي من نيويورك.

إن احتضان الإسلاميين لعثمان وريث السلاطين العثمانيين المتغربين يمنحنا نظرة إلى العقل الإسلامي: إن الاسلاموية لا تتعلق بالدين أو الواقع. إنها خرافة و تحريف للواقع يهدف إلى الترويج للإسلاموية و هي عبارة عن أيدلوجية طوباوية. إن عثمان ربي من قبل سلاطين و خلفاء يميلون إلى الجانب الغربي و قد أحب تركيا أتاتورك, و على الرغم من هذا فإن الإسلاميين قد انتهكوا جنازته و ذاكرة الخلفاء حيث حولوه إلى رمز معاد للغرب و العلمانية و يحمل أجندة معادية لليبرالية.

لو كان أرطغرل عثمان على قيد الحياة و لو كانت الخلافة العثمانية قائمة فإنه سيكون سلطانا عثمانيا, و بدون شك فإنه كان سيلاحق الأصوليين الذين انتهكوا جنازته في محاولة لتشويه تراثه.

على الرغم مما يريد الإسلاميون للعالم أن يعتقد, فإن الخلافة العثمانية لم تكن معادية للغرب. لقد تفاعلت الإمبراطورية العثمانية بشكل دائم مع الغرب – وهو تفاعل يعود إلى القرن السادس عشر منذ أيام السلطان سليمان الذي صور نفسه و كأنه إمبراطور روماني مقدس. في القرن الثامن عشر و التاسع عشر بدأ الخلفاء العثمانيون ببرنامج مكثف للإصلاح من أجل إعادة تكوين الإمبراطورية العثمانية على شاكلة الصورة الغربية من أجل مجاراة القوى الأوروبية. إلى هذا الحد, أطلق الخلفاء معاهد من أجل تدريس العلمانية و مهدوا الطريق لتحرير المرأة من خلال دمجها في هذه المدارس. مع بداية القرن التاسع عشر, جسد السلاطين والخلفاء العثمانيون طريقة الحياة و القيم الغربية. و قد اعتبر الخليفة الأخير عبد المجيد أفندي أن الدولة العثمانية هي دولة غربية. و قد كان الخليفة رجلا مستنيرا و فنانا فذا, و هناك لوحات للخليفة بما فيها لوحات عارية موجودة في العديد من المتاحف مثل متحف استنبول الحديث للفنون العصرية. 

و لهذا فإنه من الخطأ تصوير الإمبراطورية العثمانية على أنها نقيض للجمهورية العلمانية التي أسسها أتاتورك عام 1923. عندما حول أتاتورك تركيا إلى جمهورية علمانية عام 1923من خلال إزالة الدولة و الخلافة العثمانية فإن أتاتورك لم يقم بتدمير إرث الخلافة و السلطنة.  بل و على العكس من ذلك فإنه حقق حلمهم من خلال جعل تركيا دولة ذات طبيعة غربية تامة. إن إصلاحات أتاتورك هي استمرارية لأواخر الإمبراطورية العثمانية, فقد سعى إلى متابعة الإصلاحات العثمانية إلى نهاياتها المنطقية.

علاوة على ذلك, كان منتجا من الدرجة الأولى للدولة العثمانية. لقد نشأ في سالونيك و التي تعتبر محور العالمية و الثقافة الغربية في الإمبراطورية التي كانت في طور الإصلاح. و قد درس في المدارس العثمانية العلمانية كما تدرب في الجيش العثماني المتغرب.

إن الجدل حول إرث الخلافة العثمانية ليس له أثر فقط على تركيا, و لكن لها آثار على رغبة المسلمين و الغربيين على مواجهة المتطرفين الإسلاميين. قبل سنوات من ظهور القاعدة  قام الخلفاء بإيجاد علاجات ضد الجهاديين المتطرفين, و هي رؤية متطورة للمجتمع المسلم ذو التوجه الغربي. لقد قام الخلفاء و السلاطين ببناء مؤسسات متخصصة للمجتمع بما فيها أول برلمان عثماني و أول دستور في العام 1876. و تم زرع بذور القيم الغربية فيها, مثل التعليم العلماني و تحرير المرأة. إن تركيا الحديثة تدين بوجودها للخلفاء و السلاطين بالقدر الذي تدين به لأتاتورك حيث كانوا أول من روج لليبرالية و القيم الغربية في المجتمع المسلم.

و الآن فإن الإسلاميين يريدون الاستيلاء على الخلافة و إرثها. إن الأصوليين هم أول من شوه سياسة الخلافة, من خلال تخيلها كدولة معادية للغرب. و من ثم, فإنهم يصورون إعادة الخلافة على أنها الحلم السياسي الأسمى في أيدلوجية معاداة الغرب.

قبل 80 سنة تخيل الخلفاء العثمانيون تركيا دولة أقرب أكثر إلى تركيا الحديثة من كونها قريبة إلى تصور القاعدة للمجتمع المسلم أو لتخيلات الآخرين الذين يرفضون حلم أتاتورك لتركيا الغربية الحرة و يعتبرونها أمورا شاذة. إن أرطغرل نفسه أخبر الصحفي التركي أسلي أيدنتنباس قبل وفاته بفترة قليلة بأنه " كان للجمهورية أثار مدمرة على عائلتنا, و لكنها كانت جيدة لتركيا".

الخليفة عثمان كان تركي المولد و مسلم الديانة و غربي التربية. أريد أن يعود خليفتي و كذلك على جميع المسلمين الذين يريدون النجاة من العالم المشوه و غير الحر الذي يتصوره الإسلاميون.

Islamists and Ottomans

By Soner Cagaptay

Wall Street Journal, October 8, 2009

The reaction in Turkey to the recent death of Ertugrul Osman, heir to the Ottoman throne and successor to the last Caliph, could not be more shocking. Islamists in kaftans and long beards gathered in Istanbul two weeks ago to bury the titular head of the world Muslim community, a scotch-drinking, classical music-listening Western Turk who until recently lived on New York City's Upper East Side.

 

The Islamists' embrace of Osman, a descendant of the westernized Ottoman sultans, provides a periscope into the Islamist mind: Islamism is not about religion or reality. Rather it is a myth and a subversion of reality intended to promote Islamism, a utopian ideology. Osman, raised by a line of West-leaning caliphs and sultans, loved Ataturk's Turkey , yet the Islamists abused his funeral and the memory of the caliphate, changing it into a symbol for their anti-Western, anti-secular and anti-liberal agenda.

Were Ertugrul Osman alive and were the Ottomans around today, he would be Sultan Osman V and no doubt, he would be going after the fundamentalists who abused his funeral in an attempt to distort his legacy.

Despite what the Islamists want the world to believe, the Ottoman caliphate was not anti-Western. The Ottoman Empire always interacted with the West -- an interaction that goes all the way back to 16th-century Sultan Suleyman the Magnificent, who envisioned himself as the Holy Roman emperor. In the 18th and 19th centuries, the Ottoman sultans and caliphs embarked on a program of intense reforms to remake the Ottoman Empire in the Western image to match up with European powers. To this end, the caliphs launched institutions of secular education, and paved the way for women's emancipation by enrolling them in those schools. By the beginning of the 19th century, the sultans and caliphs of the Ottoman Empire embodied Western life and Western values. The last caliph, Abdulmecid Efendi, considered the Ottoman state a Western power with a Western destiny. An enlightened man and avid artist, the caliph's sought-after paintings, including nudes, are on exhibition at various museums, such as Istanbul 's new museum of Modern Art .

It is therefore wrong to represent the Ottoman Empire as the antithesis to the secular republic Ataturk founded in 1923. True, when Ataturk turned Turkey into a secular republic in 1923 by abolishing the Ottoman state and the caliphate, Ataturk did not eradicate the sultan-caliphs' legacy. Rather, he fulfilled their dream of making Turkey a full-fledged Western society. Ataturk's reforms are a continuation of the late Ottoman Empire -- he merely pursued Ottoman reforms to their logical conclusion.

Moreover, Ataturk was the product par excellence of the Ottoman Empire . He was raised in Salonika , the hub of cosmopolitanism and Western culture in the reforming empire. He studied in secular Ottoman schools, and he was trained in the Westernized Ottoman military.

 

The debate over the Ottoman caliphate's legacy has ramifications not only for Turkey , but also for contemporary Muslims and the Western world's desire to counter radical Islamists. Years before emergence of al Qaeda, the caliphs produced an antidote against radical jihadists, a progressive vision for a Western-oriented Muslim society. The sultan-caliphs built the institutional foundations of this society, including the first Ottoman parliament and constitution of 1876, and planted in it seeds of Western values, such as secular education and women's emancipation. Modern Turkey owes its existence as much to Ataturk as to the sultan-caliphs who were among the first to promote liberal and Western values in a Muslim society.

Now, the Islamists want to usurp the caliphate and its legacy. The fundamentalists first distort the caliphate's politics, reimagining it as an anti-Western institution. Then, they portray the revival of this invented caliphate as the ultimate political dream in an anti-Western ideology.

Eighty years ago, the Ottoman caliph-sultans imagined a Turkey that is more akin to modern Turkey than to the Islamist society envisioned by al Qaeda or others who dismiss Ataturk's dream of a Western Turkey and liberal values as anomalies. Ertugrul Osman himself told Turkish journalist Asli Aydintasbas shortly before his death that "the republic has been devastating for our family, but very good for Turkey ."

Caliph Osman was Turkish by birth, Muslim by religion, and a Westerner by upbringing. I want my caliph back, and so should all Muslims who want deliverance from the distorted and illiberal world envisioned by the Islamists.

Soner Cagaptay is a senior fellow and director of the Turkish Research Program at The Washington Institute.

http://www.washingtoninstitute.org/templateC06.php?CID=1357

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ