ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قصة
حب من غزة - العروس التي زحفت
خلال النفق بقلم:
أولريك بوتز / النصيرات ، قطاع
غزة المصدر:
جريدة دير شبيغل الألمانية الجمعة,
09 أكتوبر 2009 ترجمة
الرابطة الأهلية لنساء سورية -
أمهات بلا حدود هو يعيش
في قطاع غزة، و هي تعيش في الضفة
الغربية.ظهر في بادئ الأمر أن
الحصار الإسرائيلي سوف يمنع
زواجهما. بعدها قامت مي
بالمخاطرة بحياتها و الزحف خلال
نفق تهريب إلى داخل غزة و انضمت
إلى محمد، و هما الآن يواجهان
معاً مستقبلا غامضاً. لحظةَ
تلقف"محمد وردة" عروسَه
بين ذراعيه كانت تبدو و كأنها
"خرجت من قبر مليء بالتراب."
لقد قضى ساعة كاملة و هو جالس
متوتراً بالقرب من حفرة كبيرة
في الأرض في قطاع غزة، بينما
كانت ميّ تزحف باتجاه الخلف
خلال النفق، مغلقةً عينيها
بإحكام بسبب الرمال التي تتناثر
من السقف. و كان عريسها قد دفع
1.500 دولار مقابل تهريبها خلال
النفق من جهة الحدود المصرية
إلى قطاع غزة. و قد أدركت مي ذات
23 سنة منذ البداية أن هذه
العملية الخطيرة قد تكلفها
حياتها. كان
محمد صادقاً معها عندما حادثها
على الهاتف، مخبراً إياها عن
المخاطر التي ستواجهها. أولاً
كان هنالك المصريون الذي
يحاولون قطعَ الأنفاق من خلال
رمي القنابل أسفلَ الأعمدة، حيث
قُتل العشرات من الأشخاص
العاملين في الأنفاق جراء
عمليات القصف هذه خلال الأشهر
الماضية. إضافةً إلى قذائف
القوات الإسرائيلية الجوية،
وللتأكيد على هذا: منذ أن فشلت
القوات الإسرائيلية في إيقاف
التهريب خلال حربها على غزة
التي شنتها بداية هذه السنة،
فإن قواتها الجوية ما زالت تقصف
الحدود المشتركة مع مصر بشكل
متقطع. أضف إلى
ذلك خطرَ إمكانية انهيار النفق
بكل بساطة. " كنت أعرِف أنني
قُد أدفَن حيةً قي أية لحظة" ،
تقول ميّ. بعد مرور قرابة الساعة
لها تحت الأرض، ارتمت في ذراعي
محمد المنتظرتين. " كنتُ
مصدوماً" يقول ذو 26 عاماً. "
شعرتُ بالسوء لأنها مرت بهذه
المحنة من أجلي." الخطبةُ
على الإنترنتذاتَ مساء ومنذ
ثلاثة أشهر بدأت قصة محمد ومي ،
حيثُ اجتمعت العشيرة كلها في
شقة "عائلة وردة"
المتواضعة في مخيم النصيرات
للنازحين في قطاع غزة. كان عشرة
من أعضاء العائلة جالسين
قُبالةَ أغلى ما يملكون:
الكمبيوتر مع كاميرا الوب و
الذي أبقاهم على تواصل مع
أقربائهم في الضفة الغربية. كان
محمد وردة ممسكاً بالفأرة
متوردَ الوجه، و ظهرت قريبتُه
ميّ على الشاشة مُحاطةً
بأقاربها." لماذا تبدو متوردَ
الوجه؟" كان أول سؤال توجهُه
ميّ للرجل الذي قِبلت عائلتُها
أن يكون زوجاً لها في المستقبل.
تمتم محمد بشيءٍ ما قبل أن يمسك
الآباء بزمام الحديث." هل
أنتما مُوافقان؟" سألوا،
محمد و ميّ ابتسما لبعضهما خلال
الكاميرا و أومآ برأسَيهُما، و
غمرَ الفرحُ العائلتين. حفل
خطوبَةٍ مكونٌ من أحد الآباء، و
العائلات الذين تربطهم بهم
قرابة بعيدة: إلى الآن تبدو قصةُ
ميّ و مُحمّد كغيرها من قصص
الحياة اليومية في العالم
العربيّ. على كل
حال، فإن قصتهما تختلف عن
غيرهما من الأزواج الذين يدخلون
زيجاتهم المخطط لها بإحدى
السيناريوهات المألوفة و
المحدودة. أولاً أن يقع كلاهما
في الحُب في الأسابيع اللاحقة
لخطوبتهما التي عُقِدت عن طريق
الإنترنت، حيث يتوجب على ميّو
مُحمد معرفة بعضهما البعض عن
طريق الهاتف و كاميرا الوب و
البريد الإلكتروني فتزهر
الرومانسية الخيالية. ثانياً
وجود الحاجز الذي يمنع حبهما و
زواجهما والذي صُنِع من قِبَل
سياسات ذوي القرارات العُليا. كان قد
أحكِم الخِناق على قطاع غزة من
قِبَل جدار عازل إسرائيلي منذ
أن أحكمت الحركة الإسلامية (الراديكالية!!)
حماس سيطرتها على المنطقة بعد
صراع على السلطة عنيفٍ عام 2007.
حيث يعيش واحد و نصف المليون من
الأشخاص المحتجزين في واحدة من
أكثر المناطق اكتظاظا على وجه
الأرض وفقاً للولايات المتحدة،
و قد قامت الولايات المتحدة
بوصف منع الفلسطينيين المقيمين
هناك من مغادرة قطاع غزة أو
الانتقال للضفة الغربية بأنه
"عقاب جماعيّ." و هذا
يعني أن الزوجين إذا أرادا
الزواج، فإنه سيتوجب على ميّ
مغادرةُ الضفة الغربية. استقلت
مي و أمها سيارة أجرة إلى الأردن
ثم سافرتا إلى مصر، ثم كان على
مي أن تودع أمها على الجانب
المصري من الحدود مع غزة. لم تكن
مي تعرف إن كان بإمكانها رؤية
عائلتها مجدداً، و لقد أدركت
أنه سيتوجبُ عليها أن تزحف خلال
نفق التهريب سيء السمعة إلى
قطاع غزة، و هي مع كل هذا لا تضمن
السعادة لها في حياتها الزوجية. الحب
يُعمي تطلب الأمر من مي أن تقطع
أربعة أيام و آلاف الكيلومترات
لتسافر من الرملة إلى غزة. "
بعد خطبتنا خلال الإنترنت،
تقدمت بطلب للإسرائيليين خمس
مرات، من أجل السماح لي بأن أنضم
لميّ في الضفة الغربية، و كان
هذا كله دون طائل" يوضح محمد ،
لذا اتفقا أنه يتوجب على ميّ أن
تأتي إلى محمد. " كانت مستعدة
لأن تقوم بهذا في الحال، و هذا
يبين مقدار محبتها لي " ، يقول
محمد مبتهجاً في غرفة معيشة
والديه. ليس لديهم أي أثاث سوى
الطاولة حيث يقع الكمبيوتر و
المفارش التي تمتد على طول
الجدران. يتم استخدام المفارش
خلال اليوم كمقاعد، و تستخدمها
العائلة في الليل للنوم. يجلس
محمد على واحدة من هذه المفارش ،
و مي قريبة منه. هما بالكاد
يلاحظان مدى الفقر الذي يعيشان
فيه، و ما زالا غارقين في قصة
حبهما. قد ينظر
المرء إلى قصة محمد و ميّ على
أنها قصة رومانسية، حيث يتغلب
حبيبان على كل المصاعب ليبقيا
معاً، مع هذا و في الواقع فإن
هذه قصة حزينة عن ثنائي يانع
يعاني تحت ظروف صعبة التغيير،
هما لا ينتميان إلى أمةٍ
أودولة، و هما ضحيتان لعداءات
داخلية بين الفلسطينيين ،
بالإضافة للصراع القائم بين
الإسرائيليين و الفلسطينيين، و
لذلك فإن مستقبلهما المشترك
يبدو حالكاً جداً. السعادة
الغامرة قد تنتهي بسرعة
بالإضافة إلى هذا فإنهما يبدآن
حياة جديدة مع أزمات مالية
جدية، منها الدفع من أجل تهريب
ميّ خلال النفق والزواج والأثاث
المتناثر في الغرفة الوحيدة
التي يعيشان فيها الآن في منزل
والدي محمد، هذا كله يكلفهم
مبلغاً يفوقُ قدرتهم على
الإنفاق. أنا
مدين ب 2,000 دولار في الشهر لسلطة
منظمة التحرير الفلسطينية فتح،
الواقعة في الضفة الغربية. قبل
سيطرة حماس على قطاع غزة، كان
محمد حارساً لأعدائهم في حركة
فتح، و الآن بما أن حماس على سدة
الحكم، فإنه مقدر له أن يبقى بلا
يعمل. فتح لا
تدفع له مقابل العمل، بل مقابل
الولاء، و من المستبعد أن يجد
محمد عملاً في الظروف الراهنة.
لقد حطم جدارُ العزل النشاط
الاقتصادي ، تاركاً أكثر من 40
بالمئة من مجموع السكان بلا عمل. و يتضح
تدريجياً لدى الشابين أن هذه
الأيام السعيدة قد تنتهي
قريباً،" توفي أبي قبل أربعة
أسابيع من سفري و الآن فقدت أمي
ابنتها الوحيدة." تقول مي. تفتقد
ميّ أيضاً العمل الذي كان لديها
في بوتيك في رام الله. " الحب
قاس،" تعترف ذات ال23 ربيعاً،
لم يكن لديها أي تصورات عما
ستكون عليه حياتها في غزة، تقول.
" لكنني لم أتوقع أن تكون
الأوضاع على هذا السوء." لم تر
مي البحر الأبيض المتوسط بعد ،
على الرغم من أن البحر يبعد 20
دقيقة بالسيارة عن بيت حميها،
قد تكلف الرحلة دولاراً و محمد و
مي ليس لديهما المال الكافي
لتغطية تكاليف هذه الرحلة! He
lived in the Gaza Strip, she in the When
Mohammed Warda first took his bride in his arms she
looked "as if she had just stepped out of a grave
that was filled with earth." He had spent an hour
sitting nervously by a big hole in the ground in the
Gaza Strip, while May crawled backwards through the
tunnel, keeping her eyes closed because of the sand that
trickled from the roof. Her groom had to pay $1,500
(€1,021) for her to be smuggled through a tunnel from
the Egyptian side of the border to the Gaza Strip. And
23-year-old May knew the whole time that the risky
undertaking could cost her her life. Mohammed
had been honest with her when he phoned her, telling her
of the dangers she faced. First of all there were the
Egyptians who were trying to cut off the tunnels,
sometimes by throwing gas grenades down the shafts.
Dozens of people working on the tunnels had been killed
in recent months by these methods. Furthermore there
were the Israeli air strikes to contend with: Ever since
And
then there was the danger that the tunnel could simply
collapse. "I knew that I could be buried alive at
any moment," May says. After almost an hour
underground she staggered into Mohammed's waiting arms.
"I was shocked," the 26-year-old says. "I
felt so bad that she had gone through this ordeal for me." Internet
EngagementMay and Mohammed's story began one evening
three months earlier. The entire clan had gathered in
the Warda family's humble apartment in the Nuseirat
refugee camp in the Gaza Strip. Ten family members were
sitting in front of their most prized possession: a
computer with a webcam that kept them in touch with
their relatives in the An
engagement contrived by one of the fathers, spouses who
are already second cousins: So far, the story of
Mohammed and May sounds like an everyday tale from the
Arab world. However, their story differs from those of
the many other couples who enter into arranged marriages
in a few vital ways. First of all, the two fell in love
in the weeks following their online engagement. May and
Mohammed got to know each other by phone, webcam and
e-mail and a virtual romance blossomed. Secondly the
barrier to their love and marriage was formed by
politics of the highest order. The
Gaza Strip has been sealed off by an Israeli blockade
ever since the radical Islamist group Hamas had
prevailed in a violent power struggle there in 2007. One
and a half million people are trapped in one of the most
densely populated areas on Earth, according to the
United Nations. The fact that the Palestinians living
there are forbidden from leaving the Gaza Strip or
moving to the That
meant that if the couple were going to marry, it would
have to be May who left the Blinded
by LoveIt took four days and thousands of kilometers for
May to travel from Ramallah to One
could look at Mohammed and May's story as a romantic
tale, in which two lovers overcame all the odds to be
together. However, in reality, this is the sad story of
a young couple who suffer under circumstances that are
unlikely to change. They belong to neither a nation nor
a state, and are as much victims of the internal
rivalries between the Palestinians as of the conflict
between the Israelis and the Palestinians. Their shared
future looks pretty grim. Glowing
Happiness Could Soon be OverIn addition, they are
starting off married life with serious money worries.
Paying for May to be smuggled through the tunnel, the
wedding, the sparse furniture in the single room where
they now live in Mohammed's parents' home -- these all
cost more than they could really afford. "I have
$4,000 in debts and I don't know how I am going to pay
it back," says Mohammed. He gets around $250 a
month from the Fatah-controlled Palestinian Authority,
based in the Before
the Hamas takeover in the Gaza Strip, Mohammed had been
a body guard for their rivals Fatah. Now that Hamas is
at the helm, he is destined to stay unemployed. Fatah is
no longer paying for his work but for his loyalty. It is
unlikely he will find a job under the present
circumstances. The blockade has decimated economic
activity in the Gaza Strip, leaving more than 40 percent
of the population without a job. It
is slowly dawning on the young couple that those first
glowing days of happiness could soon be over. May misses
her mother. "My father died four weeks before I
left home and now my mother has lost her only
daughter," she says. She also misses the job she
had in a boutique in Ramallah. "Love is
cruel," the 23-year-old admits. She had no
illusions that she would be living the good life in May
still hasn't seen the Correction:
In the original translation of this piece erroneously
stated that Mohammed gets around $25 a month from the
Fatah-controlled Palestinian Authority. The error has
been corrected. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |