ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 12/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سوريا: هل خرجت منتصرة ؟

الإيكونومست 26/11/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

قبل ست سنوات مضت, كان الرئيس بشار الأسد يبدو ضعيفا و و متعثرا و معزولا. و بكلمات المحافظين الجدد الذين كانوا يسيطرون على واشنطن بعد اجتياح العراق فإن نظامه كان "ثمرة جاهزة للقطف". إن سقوطه كان سيكمل دائرة النفوذ الغربي في المنطقة, مع وجود تركيا العضو في الناتو في المنطقة الشمالية الغربية إضافة إلى وجود إسرائيل في الجنوب. لقد بدا أن سقوط سوريا كان مسألة وقت و ذلك بعد أن وجهت لها أصابع الإتهام بقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري, وقد فقدت مكانتها بشكل مخز كسيدة على جارتها الصغيرة. فقط إيران من بين أصدقاء سوريا وقفت بشكل سريع ضد الغرب. و لكن و مع ما جرى فإن الأمور جميعها قد تغيرت بشكل دراماتيكي في الوقت الحالي. إن الأسد يظهر و بشكل متسارع على أنه جزء أساسي من الدبلوماسية الموجودة في المنطقة. لقد عاد وبسرعة إلى الحلبة. حتى أمريكا تريد أن تتعامل معه.

لا شيء يمكن أن يوضح الأمر أكثر من الرجل المتقلب وليد جنبلاط, وهو زعيم وراثي للأقلية الدرزية في لبنان. إن لديه الأسباب من أجل مهاجمة سوريا. حيث يعتقد أن عملاء سوريا قاموا بقتل والده عام 1977. وهي العملية التي سهلت لسوريا إختراق لبنان كجزء من قوات حفظ السلام و التي بقيت لفترة طويلة بعد نهاية الحرب الأهلية التي امتدت من 1975 إلى 1990. و لكن من بعدها تصالح جنبلاط مع رئيس سوريا الراحل حافظ الأسد و الد بشار, حيث قدم له الولاء عدة سنوات. ولكن الزعيم الدرزي كسر هذه العلاقة مع وريث الأسد بعد اغتيال الحريري, و هو حليف قديم له. و نصرة للحركة التي أدت إلى إخراج سوريا من لبنان فإن السيد جنبلاط قد لفت الانتباه له في واشنطن لأنه وصف سوريا يأنها البلاد التي اختطفت من قبل عائلة و عصابة من المافيا". "

و مع هذا فقد غير جنبلاط مؤخرا موقفه مرة اخرى. يقول حاليا بأن سوريا هي قلب العالم العربي؛ و مقدَّر للبنان أن تقف إلى جانبها. و إذا تحدث مرة بالسوء تجاه بشار الأسد فإن حرارة العاطفة ما جعله يفعل ذلك, هذا ما أخبر به جنبلاط قناة المنار و هي محطة تلفزيونية يديرها حزب الله في لبنان, و الذي يحصل على دعم قوي من كل من سوريا و إيران. السنة الماضية فقط دخلت قوات حزب الله في مواجهة مع جماعة السيد جنبلاط.

إن الزعيم الدرزي أحد أكثر الشخصيات المتقلبة في الشرق الأوسط, ليس وحيدا في عودته تجاه العاصمة السورية دمشق. إن عددا كبيرا من الشخصيات الأجنبية قد قامت بالتودد مؤخرا للرئيس الأسد, بما فيهم ملك السعودية و الرئيس الفرنسي و الكرواتي و رئيس الوزراء التركي و الأردن و العراق و إسبانيا, و عدد كبير من الوزراء و أعضاء البرلمانات, إضافة إلى شخصيات أمريكية بارزة. ويعتقد حتى أن السيد جنبلاط سوف يزور دمشق قريبا جدا, كما هو الحال بالنسبة لزعيم لبناني آخر له عداء شخصي مع سوريا و هو سعد الحريري الذي يحتل مكان والده حاليا كرئيس وزراء للبنان.

إن هذه الشعبية المفاجئة تشير إلى انتصار جديد للرئيس الأسد ذ ال الأربع والأربعين  سنة. كحاكم وراثي في نظام جمهوري ظاهري و كعضو في الأقلية العلوية المهمشة تاريخيا، و كابن ثان لديه خلفية في الطب و ليس في فنون الحكم فقد بدا أنه من غير الممكن أن ينجح عندما تولى السلطة قبل تسع  سنوات. 

إن فترة حكمه لم تكن سهلة. إن الفترة الممتدة من 2002 إلى 2006 بالتحديد كانت مظلمة جدا. إن سوريا لم تكن ملامة من الغرب فقط بسبب تحالفها الطويل مع إيران و دعمها للجماعات الإسلامية العنيفة التي تعمل ضد إسرائيل و سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان. لقد كان السيد الأسد متهما أيضا بكسر العقوبات التي كانت مفروضة على صدام حسين , و من ثم وبعد سقوط الدكتاتور, كان متهما بإيواء البعثيين الهاربين و إرسال الجهاديين من أجل قتل الأمريكان. وقد قال العديد من اللبنانيين إن سوريا كانت متورطة في موجة من التفجيرات في بلادهم ما بين الأعوام 2005 و 2008من أجل إدامة تأثيرها في البلاد بعد الانسحاب القسري لقواتها من لبنان عام 2005. إن قتل السيد الحريري, وهو صديق الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك و للعائلة المالكة في السعودية دفع الأمم المتحدة إلى إطلاق تحقيق كان متوقعا منه أن يشير بأصابع الاتهام إلى مسئولين سورييين رفيعي المستوى.

 كما يبدو أن سوريا تواجه انهيارا اقتصاديا وشيكا. إن سنوات من حكم حزب البعث الشديد تركت الاقتصاد دون أي صناعات منافسة كما أدى هذا الحكم إلى زيادة في نسب البطالة, حتى أن مصادر النفط في سوريا قد انكمشت بشكل كبير. إن تدفق ما يزيد عن مليون لاجئ عراقي إضافة إلى عودة الآلاف من العمالة السورية من لبنان أدى إلى إضافة المزيد من الأعباء على كاهل الاقتصاد.

لقد زادت أمريكا من الضغط, و قد قامت بفرض العقوبات عام 2003, كما استدعت سفيرها من دمشق عام 2005 وقامت بشن غارات قرب الحدود العراقية حتى العام الماضي. كما قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بالتحليق فوق قصر الأسد الذي يقع على الشاطئ في استعراض مهين فيه تدليل على التفوق الجوي الإسرائيلي. الاتحاد الأوروبي من جانبه علق المحادثات المتعلقة باتفاق الشراكة عام 2004. مما جعل سوريا الدولة المتوسطية الوحيدة دون وجود اتفاقية تجارة تفضيلية.

 ولكن نظام الأسد تحمل هذا الأمر و ازدهر كذلك, إضافة إلى الاقتصاد السوري. إن الناتج المحلي الإجمالي و التجارة الخارجية إضافة إلى قيمة الديون للقطاع الخاص قد تضاعف تقريبا خلال السنوات الأربع الماضية. لعدة عقود بدت دمشق قاسية كبوخارست تحت الحكم الشيوعي. و لكنها الآن تنبض بالحياة. إن السيارات الحديثة تخترق شوارع دمشق حاليا. الفنادق و المحال التجارية و البارات و المطاعم المحجوزة بالكامل تملأ مناطقها القديمة, بينما تتملئ أحياء الطبقة الوسطى بالمولات التجارية و مطاعم الوجبات السريعة و التي تنتشر في التلال المحيطة بها.

إن عائدات أكثر فنادق دمشق فخامة (فندق الفصول الأربعة) قد تضاعفت كما يقال ما بين الأعوام 2006 و 2008. إن بنك عودة سوريا يشكل واحدا من عدة بنوك لبنانية تعمل هناك , وقد استطاع تحقيق الأرباح خلال 6 أشهر من افتتاحه عام 2005. إنه يتمتع الآن بودائع تبلغ قيمتها ما يقرب من 1.6 مليار دولار وقد قام مؤخرا بقيادة أول عملية اكتتاب خاصة لتمويل مصنع للإسمنت,  و هو مشروع مشترك ما بين شركة لافارج الفرنسية و رجال أعمال محليين و تبلغ قيمته 680 مليون دولار. وقد قامت سوريا في شهر مارس بإعادة افتتاح سوق الأوراق المالية الذي اغلق منذ الستينات و لكنه لا يزال صغيرا. و لكن و مع وجود تشريعات جديدة تسمح للأجانب بامتلاك الأسهم, فإن المستثمرين يبدون اهتماما كبيرا.

لقد قام عبد الله الدردري وهو مساعد رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية منذ العام 2005 بوضع أسباب بسيطة لشرح هذا التحول. من خلال تخفبض التهرب الواسع من دفع الضرائب و رسوم الاستيراد و تخفيض الإعانات المالية, فإن الدولة قد قامت بزيادرة الإيرادات و قللت من اعتمادها على النفط. إن تحرير الخدمات المصرفية و الأسعار و التجارة قد ادى إلى تحرير القدرات المكبوتة في بلاد كانت قبل 50 سنة من أكثر الدول ازدهارا في المنطقة.

إن الأمر لا يتعلق بمجرد وعود سوريا لسوقها المحلي الذي يبلغ تعداد سكانه 22 مليون نسمة. إن التجارة مع العراق و هو السوق التقليدي للبضائع السورية قد تعزز بشكل كبير. إن سوريا تعتبر مركز عبور طبيعي لصادرات المنطقة من الطاقة. في أكتوبر قامت  سوريا بتوقيع سلسلة من الاتفاقيات مع تركيا. قبل عقد هدد الأتراك باجتياح سوريا؛ و لكنهم الآن يمكن أن يعبروا الحدود دون تأشيرات. كما أن الاتحاد الأوروبي قام في الشهر المضي بالتلميح إلى أنه راغب في توقيع الاتفاقية التي طال انتظارها, مما جعل السوريين يعيدون التفكير فيما إذا كانت هذه الاتفاقية بحاجة إلى مراجعة في ضوء موقفهم التفاوضي القوي.

إن العديد من رجال الأعمال ينحنون بالفضل للسيد الدردري في التغير الحاسم في السياسة الاقتصادية. و لكنهم قلقون من أنه لا يحظى بتأييد مؤسسي. كما أنهم يعبرون أيضا عن خشيتهم على المدى الطويل. إن الصناعات الحديثة اللامعة و الخدمات الجيدة تفوق الاقتصاد الاشتراكي المهترئ و الذي لا زال يوظف ربع القوة العاملة في البلاد, و الذي لم يستبدل لحد الآن. إن الاصلاحات التي تمت لحد الآن هي الاصلاحات السهلة. إن الفساد المستشري و البنية التحتية السيئة سوف تعوق التقدم. إضافة إلى نظام المدارس الذي يعتبر و على الرغم من افتتاح 15 جامعة خاصة بعيدا كل البعد عن توفير المهارات التي يحتاجها الاقتصاد الحديث.

تحرير السياسة أيضا:

علاوة على ذلك, فإن الاصلاحات الاقتصادية لم تتواكب مع تحرير السياسة. مع استلامه للسلطة ترك الأسد آمالا بحدوث تغيير كتلك الإشارات التي أرسلها من خلال إغلاق سجن تدمر الصحراوي في صحراء سوريا الشرقية, حيث تعفن آلاف من السجناء السياسيين فيه– و قد مات الالاف منهم في السجن- في فترة الثمانينات. و قد تمتعت دمشق بربيع قصير للمعارضة عام 2001, و لكن و مع تصاعد الضغط الغربي اغلق هذا الباب المفتوح بسرعة كبيرة. إن القمع أقل حدة الآن مما كان عليه أيام الأسد الأب الذي حكم منذ عام 1970 حتى عام 2000. و لكنه فعال بصورة مشابهة. إن الشرطة السرية لا زالت خارجة عن نطاق المساءلة و هي قاسية و منتشرة في كل مكان. إن العاملين في مجال حقوق الإنسان و المدونين و أعضاء الأقلية الكردية التي يبلغ تعدادها 1.5 مليون نسمة يواجهون خطر الاعتقال تحت تهم مثل " نشر معلومات خاطئة" و " إضعاف الشعور القومي". 

و لكن و على الرغم من همس السوريين حول مكايد القصر و المطبات الليلية, فإن عددا كبيرا منهم يعتبرون أن الصمت سعر معقول مقابل الاستقرار. إن العقوبة قاسية و لكن القواعد واضحة على الأقل. إن المجتمع السوري مجتمع ذو تعقيد طائفي كحال العراق و لبنان, وهو يحوي مجموعات عنيفة بما فيه االخلايا الجهادية التي تقوم الحكومة بسحقها دون أي رحمة. ومع ذلك فقد شهدت عدم استقرار طفيف في السنوات الأخيرة. إن أكثر الحوادث جدية كان السيارة المفخخة التي ادت إلى مقتل ما لايقل عن 17 شخص في دمشق العام الماضي. إن الهدوء كما يقول البعض, نابع من الاستخبارات الذكية أكثر منه من القبضة البوليسية القوية بما في ذلك اختيار الجماعات المتطرفة و التلاعب بها. مع استثناء الكرد, فإن الأقليات في سوريا تتمتع بحظ من الأمن تحسد عليه في كل مكان في المنطقة.

إذا كان أسلوب الرئيس القاسي في الداخل قد اكتسب الاحترام على مضض, فإن الأمر كذلك بالنسبة للعلاقات الخارجية. فبدلا عن التخلي عن إيران أو عن حزب الله أو حماس من أجل كسب رضا الغرب, فإن نظامه أقر بأن المقاومة هي أفضل طريقة من أجل زيادة الضغط على إسرائيل, في الوقت الذي تعرض فيه سوريا المفاوضات معها. إن خوف سوريا من غزو العراق جعلها تسحب ذيل الأسد الأمريكي من خلال سماحها للمتمردين بالعبور إلى ساحة القتال. هذه الأعمال إضافة إلى استقبال سوريا الكريم للاجئين العراقيين أدى إلى تعزيز أوراق الأسد القومية في الوقت الذي بدا فيه حلفاء أمريكا المعتدلين ضعفاء و سذجا.

بالتأكيد فإن رفض سوريا الانصياع و الركوع كان مكلفا. إن خروجها السريع من لبنان كان مهينا. كما إن فشلها لحد الآن في التأقلم مع القيادة الجديدة في العراق كان مكلفا أيضا, و ذلك مع اتهام حكام العراق لها بالتآمر في الهجمات الانتحارية. و في الوقت نفسه فإن إسرائيل قد قامت بضرب حليف سوريا في لبنان "حزب الله" عام 2006 و أصدقاءها في حماس في غزة بداية هذه السنة. كما أن إسرائيل قد قامت بضرب موقع مشبوه لمفاعل نووي في الصحراء السورية عام 2007و مؤخرا اعترضت إسرائيل سفينة شحن محملة بالأسلحة الإيرانية كانت قادمة إلى موانئ سوريا باتجاه حزب الله.

 مكافأة من يقول "لا":

و لكن عناد الرئيس الأسد قد آتى أكله, حيث أعاد لسوريا دورها المحوري في قضايا المنطقة. مع حالة الجمود الشاملة من العراق إلى فلسطين, فإن سوريا قد قامت و بشكل بطئ باستعادة العديد من الأوراق التي بدا أنها قد فقدتها.

إن حالة لبنان يمكن التعلم منها. منذ تراجعها في مواجهة الانتفاضة الشعبية ضد وجودها , فقد شقت سوريا طريق العودة إلى موقع أقل علانية و لكنه يشبه الهمينة الفعلية إلى حد بعيد. مستغلة المشاكل في لبنان فقد دفعت سوريا حلفاءها من أجل تقويض التحالف الموالي للغرب الذي فاز في الانتخابات العامة عام 2005. و على الرغم من أن الأحزاب الموالية لسوريا قد فشلت في إنهاء الأغلبية البرلمانية في الانتخابات الأخيرة في شهر يونيو إلا أنهم عرقلوا محاولاتها للحكم. عندما فشل التحالف الموالي للغرب و المعروف باسم 14 آذار في السياسة و في الشارع, فإن مخاوف سوريا قد هدأت و التزم حلفاء السيد الأسد من اللبنانيين فجأة. ويبدو أن الثمن هو أن حزب الله سوف يحتفظ بسلاحه و أن تحالف 14 آذار سوف لن يضغط باتجاه توريط سوريا في التحقيقات المتعلقة بموت الحريري. علاوة على ذلك , ومع تلميح السيد جنبلاط بأنه قد يقفز من على ظهر السفينة, فإن تحالف 14 آذار قد يواجه الغرق.

كما أن تعنت سوريا تجاه إسرائيل بينما تسمح في  نفس الوقت لحلفائها المسلحين في لبنان و غزة بالهجوم على الدولة اليهودية هي أمور قد آتت أكلها. إن الهجوم الإسرائيلي على غزة و رغبتهم في وضع حدود جزئية على توسيع المتسوطنات في الضفة الغربية الذي اتضح هذا الأسبوع قد جعل من السهل كسر العزلة عن سوريا. كما أن فشل إسرائيل المتكرر في القضاء على حماس أو حزب الله قد جعل سوريا تحصل على أوراق مفيدة. إن دمشق تستضيف قيادة حماس المنفية و لا زالت تعمل كقناة لعبور الأسلحة و الأموال الإيرانية باتجاه حزب الله. و هذا يعطي سوريا قوة تفاوضية في موقفها الطويل المتمثل في مطالبة إسرائيل بإعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

لقد حاول رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتينياهو استثارة رد فعل من السيد الأسد و ذلك عندما زار الرئيس ساركوزي في فرنسا, من خلال دعوته للمفاوضات دون أي شروط مسبقة." ليس لدى سوريا أية شروط مسبقة", كما أجاب  بشار الأسد في زيارته التي قام بها إلى فرنسا, و لكن لدى سوريا حقوق يعترف الجميع بها. في الواقع فإنه بدا أن سلف نتينياهو السيد أيهود أولمرت قد قبل بأن تعود المرتفعات يوما ما إلى سوريا.

في عواصم الدول العربية الحليفة لواشنطن, فإن الإحساس يتنامى في ظل الجمود الحالي ما بين الفلسطينيين و إسرائيل, بأن الفكر الدموي السوري كان حكيما على طول الوقت. في الماضي فإن دولا مثل السعودية و مصر كانت تنتظر بأن تعود سوريا إلى حظيرة المعتدلين. و لكن الناس في دمشق يعتقدون الآن بأن المعتدلين قد يأتون خاضعين إليهم.

Syria

Has it won?

Nov 26th 2009 | DAMASCUS

From The Economist print edition

Under its surprisingly durable leader, Syria has stubbornly nudged its way back into the heart of regional diplomacy. It can no longer be ignored

Illustration by Peter

SIX years ago, President Bashar Assad looked weak, stumbling and isolated. In the words of the neoconservatives dominant in Washington after the conquest of Iraq , his regime was “low-hanging fruit”. Its fall would complete a circle of Western influence in the area, with Turkey , a NATO member, to the north-west and Israel to the south. The decline of Syria seemed to hasten when, after it was widely blamed in 2005 for the murder of Lebanon ’s five-times prime minister, Rafik Hariri, it ignominiously lost its place as master of its small neighbour. Only Iran , among Syria ’s friends, stood fast against the West. Yet now the position has drastically changed. Mr Assad is increasingly viewed as an essential part of the region’s diplomatic jigsaw. He is fast coming back into the game. Even America would like to embrace him.

 

Nothing illustrates this better than the recent flip-flop of Walid Jumblatt, hereditary head of Lebanon ’s Druze minority. He has cause to loathe Syria . Its agents were thought to have killed his father in 1977, a crime that eased Syria ’s penetration of Lebanon as a peacekeeper whose forces lingered long after the end of its civil war of 1975-90. Still, Mr Jumblatt reconciled himself to Syria ’s then president, Hafez Assad, Bashar’s father, for many years doing his bidding. But the Druze chieftain broke openly with Mr Assad’s filial successor after the murder of Mr Hariri, an old ally. Championing the movement that ousted Syria from Lebanon , Mr Jumblatt drew applause in Washington for calling it “a country hijacked by a family and a mafia”.

Yet Mr Jumblatt has recently changed tack again. Syria , he now says, is the core of the Arab world; Lebanon is destined to be on its side. If he had once spoken ill of Bashar Assad, it was only in the heat of emotion, Mr Jumblatt told al-Manar, the television station run by Hizbullah, Lebanon’s Shia party-cum-militia, which is staunchly backed by Syria and Iran. Only last year Hizbullah’s forces clashed with Mr Jumblatt’s.

The Druze boss, one of the Middle East’s more accurate weather vanes, is far from alone in pointing to Damascus , Syria ’s capital. A flurry of foreign dignitaries has recently courted Mr Assad, including the Saudi king, the French and Croatian presidents, the prime ministers of Turkey , Jordan , Iraq and Spain , and a stream of ministers and MPs, plus a string of prominent Americans. Mr Jumblatt himself is expected in Damascus soon, as is another Lebanese leader with a personal animus, Saad Hariri, now filling his slain father’s shoes as Lebanon ’s prime minister.

This sudden popularity marks a triumphant turnabout for the 44-year-old Mr Assad. As a hereditary ruler in an ostensibly republican system, as a member of Syria ’s historically marginal Alawite minority, and as a second son with a background in medicine rather than war or statecraft, he looked unlikely to succeed when he took power nine years ago.

His tenure has not been easy. The period from 2002 to 2006 was especially grim. Not only was Syria vilified in the West for its long-standing alliance with Iran , its support of violent Islamist groups pitted against Israel , and its nasty human-rights record. Mr Assad also stood accused of busting sanctions against Saddam Hussein and then, after the Iraqi dictator’s fall, of sheltering Baathist renegades and sending jihadists to kill Americans. Many Lebanese said Syria plotted a rash of bombings in their country between 2005 and 2008, to perpetuate its influence after the forced withdrawal of its troops in 2005. The killing of Mr Hariri, a friend of France ’s then president, Jacques Chirac, and of an array of Saudi royals, prompted the UN to launch an investigation that many expected to finger top Syrian officials.

Syria also seemed to face looming economic collapse. Decades of central planning under the Baath party’s stifling rule had left it with few competitive industries and surging unemployment, even as its meagre oil resources rapidly shrank. An influx of more than a million Iraqi refugees, plus the sudden return of hundreds of thousands of Syrian labourers from Lebanon , added extra burdens.

America piled on the pressure, slapping on sanctions in 2003, recalling its ambassador in 2005 and staging raids across Iraq ’s border until as recently as last year. Israeli fighter aircraft buzzed Mr Assad’s beach house in a humiliating display of effortless aerial supremacy. The European Union, for its part, suspended talks on an association agreement in 2004, leaving Syria the only Mediterranean country without a preferential trade deal.

Yet Mr Assad’s regime has not only endured but thrived, along with Syria ’s economy. Its GDP, its foreign trade and the value of loans to its private sector have all nearly doubled in the past four years, as reforms have tapped suppressed entrepreneurial vigour. For decades Damascus looked as dour as Bucharest under communist rule. Now it pulses with life. New cars throng its streets. Fancy boutique hotels, bars and fully booked restaurants pack its rapidly gentrifying older quarters, while middle-class suburbs, replete with shopping malls and fast-food outlets, spread into the surrounding hills.

The revenue of Damascus ’s swankiest hotel, the Four Seasons, is said to have doubled between 2006 and 2008. Bank Audi Syria , one of several Lebanese banks prospering there, made a profit within six months of launching in 2005. It now boasts $1.6 billion in deposits, and recently led Syria ’s first-ever private syndication to finance a cement plant, a joint venture between France ’s Lafarge and local businessmen costing $680m. In March Syria relaunched its stock exchange, moribund since the 1960s and still tiny. But with new rules allowing foreign ownership of equity, investors are showing keen interest.

Abdullah Dardari, deputy prime minister for economic affairs since 2005, lists simple reasons for the turnaround. By slashing widely evaded taxes and import duties while reducing subsidies, the state has boosted revenue and reduced its dependency on oil. A liberalisation of banking, prices and trade has released pent-up potential in a country that 50 years ago was the most prosperous in the region.

It is not just the promise of Syria ’s own market of 22m people. Trade with Iraq , a traditional market for Syrian goods, has surged. Syria is a natural transit hub for the region’s energy exports. In October it signed a series of agreements with Turkey . A decade ago the Turks had threatened to invade; now they can drive across the border without visas. Last month the EU also abruptly signalled its eagerness to sign a long-delayed association agreement, leaving the Syrians to ponder whether it needs revision in light of their stronger bargaining hand.

Many businessmen credit Mr Dardari with crucial policy changes. Yet they worry that he lacks institutional backing. They also fret about the longer term. Flashy new private industries and services outshine the rusty socialist economy that still employs a quarter of the workforce, but they have yet to replace it. The reforms so far have been the easier ones. Pervasive corruption and creaky infrastructure will impede progress. So will a school system that, despite the opening of some 15 private universities, is far from supplying the skills needed for a modern economy.

Free the politics too

Moreover, economic reforms have not been matched by a liberalisation of politics. On taking power, Mr Assad lifted hopes for change by such gestures as closing the notorious Tadmor prison, in Syria’s eastern desert, where thousands of political prisoners had rotted—hundreds of them dying there—in the 1980s. Damascus enjoyed a brief spring of dissent in 2001, but as international pressures mounted, the opening was quickly slammed shut. Repression is far less severe than under Mr Assad’s father, who ruled from 1970 to 2000. But it is equally effective. The secret police remain unaccountable, ruthless and omnipresent. Human-rights workers, bloggers, and members of the 1.5m Kurdish minority all risk imprisonment under such charges as “spreading false information” and “weakening the national spirit”.

But although Syrians whisper about palace intrigues and bumps in the night, a striking number reckon silence is a reasonable price to pay for stability. Punishment is harsh but at least the rules are clear. Syrian society is as complex in sectarian make-up as neighbouring Lebanon and Iraq , and harbours similarly volatile groups, including jihadist cells that the government ruthlessly squashes. Yet it has experienced minimal unrest in recent years. The most serious incident was a car bomb that killed 17 people in Damascus last year. The calm, say some, results less from heavy policing than from clever intelligence, including the co-opting and manipulation of extremist groups. With the exception of the Kurds, Syria ’s minorities enjoy a sense of security envied elsewhere in the region.

If Mr Assad’s hard line at home has earned grudging respect, so has his firmness in foreign relations. Rather than flipping on Iran or abandoning ties to Hizbullah or the Palestinian Islamist group, Hamas, in order to please the West, his regime has upheld “resistance” as the best way to apply pressure on Israel , while offering to negotiate with it. Frightened by the invasion of Iraq , Syria nevertheless yanked the American lion’s tail by letting insurgents slip into the fray. Such nerve, along with Syria ’s generous accommodation of Iraqi refugees, improved Mr Assad’s Arab nationalist credentials just when America ’s moderate Arab allies looked callow and spineless.

For sure, Syria ’s dogged refusal to kowtow has been costly. Its hurried exit from Lebanon was humiliating. Its failure so far to accommodate itself to the new establishment in Baghdad has been expensive too, with Iraq ’s rulers accusing it of plotting recent deadly bombings. Israel , meanwhile, clobbered Syria ’s Hizbullah ally in 2006 and its Hamas friends in Gaza earlier this year. Israel also bombed a suspected nuclear site in the Syrian desert in 2007 and recently intercepted a shipload of Iranian arms apparently bound, through Syrian ports, for Hizbullah.

The rewards of saying no

But Mr Assad’s tenacious immobility has proved a winning course overall, reinforcing Syria ’s centrality to regional issues. As stalemate prevails, from Iraq to Palestine , Mr Assad has slowly regained many of the cards he appeared to have lost.

The case of Lebanon is instructive. Since retreating in the face of a popular uprising against its interference, Syria has clawed its way back to a position of less overt but almost as effective dominance. Exploiting Lebanon ’s fractiousness, Syria pushed its allies to undermine the pro-Western coalition that won Lebanon ’s general election in 2005. Though pro-Syrian parties failed to end the coalition’s parliamentary majority in a more recent election, in June, they have hamstrung its attempts to govern. Only when the pro-Western coalition, known as the March 14th alliance, frustrated in politics and outgunned on the street, quietly addressed Syria ’s concerns did Mr Assad’s Lebanese allies suddenly fall into line. The price appears to be that Hizbullah will keep its private army and that March 14th will not press for the UN to implicate Syria in its investigation of Mr Hariri’s death. Moreover, with Mr Jumblatt now hinting that he may jump ship, March 14th may well sink.

Syria ’s stubbornness over Israel , while letting militia allies in Lebanon and Gaza harry the Jewish state, has paid dividends too. The Israelis’ assault on Gaza and their willingness to put only partial limits on expanding Jewish settlements in the West Bank, outlined this week, have made it easier to bring Syria in from the cold. And Israel ’s continuing failure to squelch Hamas or Hizbullah has left Syria with some useful chips. It hosts Hamas’s exiled leadership and still serves as a conduit for Iranian arms and money to Hizbullah. This gives Syria bargaining power in its long-standing demand for Israel to return the Golan Heights, which Israel occupied in 1967.

Israel ’s prime minister, Binyamin Netanyahu, tried to provoke a reaction from Mr Assad, when visiting President Nicolas Sarkozy in France , by calling for negotiations without preconditions. Syria had no preconditions, answered Mr Assad on his own Paris visit, but rather rights that everyone recognised. Indeed, Mr Netanyahu’s predecessor, Ehud Olmert, seemed to accept that the Heights would one day have to be returned to Syria .

In the capitals of America ’s Arab allies, a sense is growing that, in the light of the persistent stalemate between the Palestinians and Israel , stubbornly bloody-minded Syria has been canny all along. In the past, countries such as Saudi Arabia and Egypt have been waiting for Syria to come truckling back into the moderate fold. Now people in Damascus think the moderates may come truckling to them.

http://www.economist.com/world/middleeast-africa/

displayStory.cfm?story_id=14984967

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ