ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سورية: متى لا يكون الدكتاتور ديكتاتورا؟

بقلم: بريان وايتكر / الجارديان

18/12/2009

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

إن عملية صنع القرار في الأنظمة الشمولية  يمكن أن تكون أكثر تعقيدا مما تبدو عليه الأمور. إن فكرة أن الدكتاتور يقوم بفرض الأمور فكرة شائعة و أنه لا يهتم كثيرا بالرأي العام و لكن يتحتم عليه التوفيق فيما بين المطالب المتضاربة داخل قاعدة سلطتهم الخاصة, كما أنه في بعض الأحيان لا يمكن أن يتأكد حتى أن تعليماته سوف تنفذ.  

إن سوريا واحدة من البلدان يصعب فيها فهم طريقة عمل النظام. لقد أخبرني دبلوماسي في دمشق في إحدى المرات أنه و على الرغم من أن موقف بشار الأسد كرئيس يبدو آمنا, فإنه ليس هناك من أحد يعلم حجم القوة أو السلطة التي يمتلكها في واقع الأمر. 

يسلط تقرير لمجموعة الأزمات الدولية صدر بداية هذا الأسبوع – و أغلب الحديث فيه عن السياسة الخارجية السورية- الضوء على بعض جوانب هذا اللغز المثير. و يقول إنه في سوريا:

"فإن العديد من القرارات تشهد تنافسا ما بين مختلف التوجهات الموجودة داخل النظام, و كل منها يعكس نظرة مختلفة عن العالم, و تباينا في المصالح الخاصة أو الخصومات الشخصية. إن بعض القرارت تعكس في النهاية توزانا ما بين مراكز القوى المؤسساتية المختلفة و البعض الآخر يعتبر انتصارا حاسما لجهة معينة ... إن مزيدا من التشويش قد ظهر من حقيقة أن المسئولين قليلا ما يأخذون زمام المبادرة أو يقومون بالإدلاء بتصريحات تتناقض مع الخط المصرح لهم به و عندما يقومون بذلك فإنهم يهدفون إما إلى التأثير على القرار كوسيلة للفت النظر إليهم أو من أجل التعبير عن إحباطهم أو ببساطة لجهلهم. نظريا على الأقل, فإن قرار الرئيس نهائي ولكنه في الكثير من المرات يجلس في الخلف لينظر في أي اتجاه سوف تسير الرياح. و قد أخبر أحد المسئولين السوريين منظمة الشفافية العالمية ما يلي:

" إن الأهداف العامة توضع من قبل الرئيس مع وجود مدخلات من قبل أولئك المحيطين به. و من ثم, يعرض على الآخرين من أجل إبداء الاقتراحات حول كيفية تنفيذ هذه الأهداف. على سبيل المثال, إذا قامت وزارة الخارجية بوضع مقترح مثير للاهتمام, فإن الرئيس سوف يعطيه فسحة شيئا ما, و لكن إلى حد ما, لأن عليه التعامل مع معطيات الاتجاهات الأخرى. علاوة على ذلك, فإن القيادة تميل إلى أن تحافظ على قنوات متعددة و متوازية في أي قضية مطروحة. و لكن في النهاية, فإن الرئيس يبقى دائما في موقع الحكم و توزيع الأدوار. إن التوزان وعملية صنع القرار الحقيقي دائما موجودة في القمة. ولا أحد موجود بشكل كامل في الصورة."  

 

حتى المسئول الأكثر موالاة, و المتآلف مع عمل النظام يمكن أن يجد هذا التشويش. و لكن من ثم فإن هناك آخرين يعتقدون أنهم يعرفون ما هي السياسة و يحاولون العمل على تقويضها. في نظام يفتقر إلى الشفافية و مقسم و بيروقراطي مثل ذلك النظام في سوريا فإنه من المستحيل و بأية وسيلة من الوسائل التأكد من أن القرار الذي اتخذ سوف يستمر في العمل. يقول تقرير منظمة الشفافية :" إن عملية المتابعة ناقصة دائما, لأن عملية صنع القرار تخلق مجالات لعمليات عرقلة نشطة أو سلبية, إن السياسات عادة ما تعدل و تصحح حتى و إن ظهر أن القرارات النهائية قد اتخذت".

أحد الأمثلة الأخيرة كانت اتفاقية سوريا مع الاتحاد الأوروبي و التي أمضى الفريقان سنوات من المفاوضات من أجل التوصل إليها. و من ثم , و بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع قامت سوريا بتعليقها بصورة غير متوقعة, و يتوقع أن يكون ذلك عائد إلى اعتراضات من المصالح التجارية المحلية.

 

إن هذا الأسلوب في العمل و التغييرات تحدث على المستوى المحلي أيضا. فقد أخبر محامي دمشقي مجموعة الشفافية أن " هناك العديد من مراكز القوى. إن التشريع المطلوب بقوة يمكن أن يقر و لكن و بعد أشهر قليلة يمكن أن يعدل و يعدل مرة أخرى. و السبب هو أن التشريع يتعارض مع أصحاب المصالح الذين يمتلكون نفوذا يكفي لإزاحة التشريع من طريقهم و السير قدما".

من الواضح فإن سوريا لا تمثل ديكتاتورية شخص واحد و الاقتباس المأخوذ من قبل مسئول رفيع المستوى في هذا التقرير يشير إلى أن هناك تقدم إيجابي و "إشارة على نقاش فعال". قد تكون الفعالية موجودة و لكن باب النقاش لا زال موصدا, و يمارس بشكل خاص من قبل أولئك الموجودين داخل الدائرة. و باقي البلاد مستثناة من ذلك.

و على الصعيد المحلي, فإن هذا التعتيم سوف يؤدي على الأرجح إلى إبطاء سرعة الإصلاحات أو قد يحد من مداها. من أجل تحقيق النجاح, فإن مثل هذه الإصلاحات سوف تحتاج  إلى إشراك الجمهور إضافة إلى المسئولين المقربين و الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا يتم من خلال فتح النقاش الذي يمكن أن يساعد السوريين العاديين على فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الأسباب.

أما على الصعيد الدولي, فإن الغموض قد جعل سوريا من إحدى أصعب الدول في العالم في مجال المفاوضات من أجل التوصل إلى أتفاق ما معها. لقد أخبر مارتن إنديك وهو مساعد وزير الخارجية خلال فترة إدارة أوباما لجنة تابعة للكونغرس العام الماضي ما يلي:

 

" إن كل زعيم حاول التعامل مع الرئيس بشار الأسد قد شعر بالإحباط. و القائمة تتضمن كولن باول و توني بلير و نيكولا ساركوزي و حسني مبارك و الملك عبد الله ملك السعودية. و سبب إحباطهم هو الانفصام ما بين منطق الأسد في الاجتماعات الشخصية و عدم قدرة نظامه أو عدم وجود الرغبة على متابعة التفاهمات التي تمت في تلك الاجتماعات. و ليس من الواضح ما إذا كان هذا يعود إلى نقص الرغبة أو القدرة على التحكم بمفاصل السلطة. "

 وقد تردد هذا الكلام على لسان مسئول أجنبي كان يعمل بالقرب من النظام و اقتبس كلامه في تقرير مجموعة الشفافية: " من أجل التعامل مع سوريا فإن علينا أن نسأل أنفسنا دائما : هل هم محجمون عن فعل هذا الأمر أو أنهم غير قادرين على ذلك؟ ... و علينا أن لا نسلم لأي وعد يعطوننا إياه, لا لشيء إلا لأنه يفوق قدرتهم. إن هذه مشكلة منهجية. إن سوريا تمثل نظاما شموليا من نوع خاص , حيث ليس من الضروري أن يتم فيه الخضوع للزعيم. إلى جانب ذلك, فإن النظام غير فعال بشكل كبير. إن الناس يدوسون على أصابع بعضهم البعض و المؤسسات تفتقر إلى القدرة  و الاتساع و الأمور غير منظمة.

وحتى عندما يتكلم الرئيس, فإنه من الصعب معرفة ما إذا كان يخبر الناس ما يعتقده حقا أو أنه يقول ما يعتقد أنهم يريدون سماعه. يقول مسئول تركي قابلته مجموعة الشفافية :" إن لدى بشار مستويان من الخطاب, واحد للمنطقة  و آخر للغرب. فهو لا يقول نفس الكلام على البي بي سي و الجزيرة. إن لديه إزدواجية في حديثه. هنا في الشرق الأوسط الأمور مقبولة على هذا النحو. إن على محاوريه أن يفهموا أن هذا الأمر يعد عاديا في المنطقة. قد يعتقد الأمريكان ان هذا الأسلوب مراوغ. ويراه هو نوعا من أنواع الأدب".

When is a dictator not a dictator?

o  Brian Whitaker

o  guardian.co.uk, Friday 18 December 2009 09.00 GMT

o  Article history

Decision-making in authoritarian regimes can be a lot more complicated than it looks. The idea that dictators simply dictate is often wide of the mark: they may not care much about public opinion but they do have to juggle with conflicting demands inside their own power base, and sometimes they can't even be sure their instructions will be implemented.

Syria is one country where the inner workings of the regime can seem baffling. A diplomat in Damascus once told me that although Bashar al-Assad's position as president seems secure, nobody knows how much power he really has.

A report published by the International Crisis Group (ICG) earlier this week – mainly about Syrian foreign policy – sheds some light on this intriguing puzzle. In Syria , it says:

Many decisions witness a contest between various lines of thought that coexist within the regime, each reflecting a slightly different worldview, diverging private interests or personal rivalries. Some decisions ultimately reflect a balance between diverse institutional power centres; others, a more decisive victory by a particular one ... Further confusion arises from the fact that officials occasionally take initiatives or make pronouncements that are inconsistent with the authorised line – in an attempt to influence it; as a means of drawing attention to themselves; in order to express frustration; or, quite simply, out of ignorance.

In theory at least, the president's decision is final but much of the time he sits back, waiting to see which way the wind will blow. One Syrian official told the ICG:

Overall objectives are set by the president with input from those around him. Then, it's up to others to suggest how to achieve them. For instance, if the minister of foreign affairs makes an interesting proposal, the president will give him some leeway – but only up to a point, because he still has to contend with other tendencies. Moreover, the leadership tends to maintain multiple, parallel channels on any given issue. But, in the end, the president always remains in a position to arbitrate and distribute roles. The balancing and real decision-making takes place at the top. No one else is even fully in the picture.

Even the most loyal official, familiar with the workings of the system, can find this confusing. But then there are others who think they know what the policy is – and try to subvert it. In an opaque, compartmentalised and heavily bureaucratised system such as Syria 's it's by no means certain that decisions, once made, will stick. "Follow-through often is lacking, as the process creates considerable room for either active or passive obstructionism," the ICG says. "Policies frequently are adjusted or rectified, even after apparently final decisions are made."

One recent example was Syria 's association agreement with the EU, which both parties spent years negotiating. Then, just as it was about to be signed, Syria unexpectedly put it on hold – possibly because of objections from local business interests.

This chopping and changing happens at a national level too. A Damascus lawyer told the ICG: "There are several centres of power. Much-needed legislation can be enacted and then, within a few months, is amended and amended again. The reason is that the legislation interferes with the interests of people influential enough to step in and have their way".

Clearly, Syria is not a one-man dictatorship and a senior official quoted in the report sees this as a positive development, a "sign of a dynamic debate". Dynamic it may be, but it's still a closed debate, conducted mainly in private, by those in the loop. The rest of the country is excluded.

On the domestic front, this opacity is likely to slow down the pace of reforms or limit their extent. In order to succeed, such reforms will need buy-in from the public as well as the regime's insiders and the only way to achieve that is through open debate that helps ordinary Syrians to understand the rationale behind them.

Internationally, the opacity makes Syria one of the most difficult countries for negotiators to deal with. Martin Indyk, an assistant secretary of state during the Clinton administration, told a congressional committee last year:

Just about every leader that has attempted to deal with President Bashar al-Assad has come away frustrated. The list includes Colin Powell, Tony Blair, Nicolas Sarkozy, Hosni Mubarak and Saudi Arabia 's King Abdullah. The cause of their frustration is the disconnect between Assad's reasonableness in personal meetings and his regime's inability or unwillingness to follow through on understandings reached there. It is unclear whether this is because of a lack of will or a lack of ability to control the levers of power.

This was echoed by a foreign official who has worked closely with the regime and is quoted in the ICG report as saying:

In dealing with Syria we always need to ask ourselves, 'Are they reluctant to do this or simply can't they do it?' … We should not take any promise as a given, if only because many are beyond their capacity. This is a systemic problem. Syria is an authoritarian system of a particular kind, in which the ruler isn't necessarily obeyed. Besides, the system is largely inefficient. People step on each other's toes; institutions lack capacity; and things are disorganised.

And even when the president speaks, it's difficult to know whether he's telling people what he really thinks or what he thinks they want to hear. A Turkish official interviewed by the ICG said: "Bashar has two lines of speech, one for the region and one for the west. He doesn't say the same thing on BBC and al-Jazeera. It's double-talk. Here [in the Middle East ] it is acceptable. His interlocutors must understand this is not unusual in the region. Americans might think it devious. He sees it as being polite".

http://www.guardian.co.uk/commentisfree/

2009/dec/18/dicator-syria-bahsar-al-assad

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ