ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سورية:
متى لا يكون الدكتاتور
ديكتاتورا؟ بقلم:
بريان وايتكر / الجارديان 18/12/2009 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي إن
عملية صنع القرار في الأنظمة
الشمولية يمكن
أن تكون أكثر تعقيدا مما تبدو
عليه الأمور. إن فكرة أن
الدكتاتور يقوم بفرض الأمور
فكرة شائعة و أنه لا يهتم كثيرا
بالرأي العام و لكن يتحتم عليه
التوفيق فيما بين المطالب
المتضاربة داخل قاعدة سلطتهم
الخاصة, كما أنه في بعض الأحيان
لا يمكن أن يتأكد حتى أن
تعليماته سوف تنفذ.
إن
سوريا واحدة من البلدان يصعب
فيها فهم طريقة عمل النظام. لقد
أخبرني دبلوماسي في دمشق في
إحدى المرات أنه و على الرغم من
أن موقف بشار الأسد كرئيس يبدو
آمنا, فإنه ليس هناك من أحد يعلم
حجم القوة أو السلطة التي
يمتلكها في واقع الأمر.
يسلط
تقرير لمجموعة الأزمات الدولية
صدر بداية هذا الأسبوع – و أغلب
الحديث فيه عن السياسة الخارجية
السورية- الضوء على بعض جوانب
هذا اللغز المثير. و يقول إنه في
سوريا: "فإن
العديد من القرارات تشهد تنافسا
ما بين مختلف التوجهات الموجودة
داخل النظام, و كل منها يعكس
نظرة مختلفة عن العالم, و تباينا
في المصالح الخاصة أو الخصومات
الشخصية. إن بعض القرارت تعكس في
النهاية توزانا ما بين مراكز
القوى المؤسساتية المختلفة و
البعض الآخر يعتبر انتصارا
حاسما لجهة معينة ... إن مزيدا من
التشويش قد ظهر من حقيقة أن
المسئولين قليلا ما يأخذون زمام
المبادرة أو يقومون بالإدلاء
بتصريحات تتناقض مع الخط المصرح
لهم به و عندما يقومون بذلك
فإنهم يهدفون إما إلى التأثير
على القرار كوسيلة للفت النظر
إليهم أو من أجل التعبير عن
إحباطهم أو ببساطة لجهلهم.
نظريا على الأقل, فإن قرار
الرئيس نهائي ولكنه في الكثير
من المرات يجلس في الخلف لينظر
في أي اتجاه سوف تسير الرياح. و
قد أخبر أحد المسئولين السوريين
منظمة الشفافية العالمية ما يلي:
" إن
الأهداف العامة توضع من قبل
الرئيس مع وجود مدخلات من قبل
أولئك المحيطين به. و من ثم, يعرض
على الآخرين من أجل إبداء
الاقتراحات حول كيفية تنفيذ هذه
الأهداف. على سبيل المثال, إذا
قامت وزارة الخارجية بوضع مقترح
مثير للاهتمام, فإن الرئيس سوف
يعطيه فسحة شيئا ما, و لكن إلى حد
ما, لأن عليه التعامل مع معطيات
الاتجاهات الأخرى. علاوة على
ذلك, فإن القيادة تميل إلى أن
تحافظ على قنوات متعددة و
متوازية في أي قضية مطروحة. و
لكن في النهاية, فإن الرئيس يبقى
دائما في موقع الحكم و توزيع
الأدوار. إن التوزان وعملية صنع
القرار الحقيقي دائما موجودة في
القمة. ولا أحد موجود بشكل كامل
في الصورة."
حتى
المسئول الأكثر موالاة, و
المتآلف مع عمل النظام يمكن أن
يجد هذا التشويش. و لكن من ثم فإن
هناك آخرين يعتقدون أنهم يعرفون
ما هي السياسة و يحاولون العمل
على تقويضها. في نظام يفتقر إلى
الشفافية و مقسم و بيروقراطي
مثل ذلك النظام في سوريا فإنه من
المستحيل و بأية وسيلة من
الوسائل التأكد من أن القرار
الذي اتخذ سوف يستمر في العمل.
يقول تقرير منظمة الشفافية :"
إن عملية المتابعة ناقصة دائما,
لأن عملية صنع القرار تخلق
مجالات لعمليات عرقلة نشطة أو
سلبية, إن السياسات عادة ما تعدل
و تصحح حتى و إن ظهر أن القرارات
النهائية قد اتخذت". أحد
الأمثلة الأخيرة كانت اتفاقية
سوريا مع الاتحاد الأوروبي و
التي أمضى الفريقان سنوات من
المفاوضات من أجل التوصل إليها.
و من ثم , و بعد أن كانت قاب قوسين
أو أدنى من التوقيع قامت سوريا
بتعليقها بصورة غير متوقعة, و
يتوقع أن يكون ذلك عائد إلى
اعتراضات من المصالح التجارية
المحلية. إن هذا
الأسلوب في العمل و التغييرات
تحدث على المستوى المحلي أيضا.
فقد أخبر محامي دمشقي مجموعة
الشفافية أن " هناك العديد من
مراكز القوى. إن التشريع
المطلوب بقوة يمكن أن يقر و لكن
و بعد أشهر قليلة يمكن أن يعدل و
يعدل مرة أخرى. و السبب هو أن
التشريع يتعارض مع أصحاب
المصالح الذين يمتلكون نفوذا
يكفي لإزاحة التشريع من طريقهم
و السير قدما". من
الواضح فإن سوريا لا تمثل
ديكتاتورية شخص واحد و الاقتباس
المأخوذ من قبل مسئول رفيع
المستوى في هذا التقرير يشير
إلى أن هناك تقدم إيجابي و "إشارة
على نقاش فعال". قد تكون
الفعالية موجودة و لكن باب
النقاش لا زال موصدا, و يمارس
بشكل خاص من قبل أولئك
الموجودين داخل الدائرة. و باقي
البلاد مستثناة من ذلك. و على
الصعيد المحلي, فإن هذا التعتيم
سوف يؤدي على الأرجح إلى إبطاء
سرعة الإصلاحات أو قد يحد من
مداها. من أجل تحقيق النجاح, فإن
مثل هذه الإصلاحات سوف تحتاج
إلى إشراك الجمهور إضافة
إلى المسئولين المقربين و
الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا يتم
من خلال فتح النقاش الذي يمكن أن
يساعد السوريين العاديين على
فهم الأسباب الكامنة وراء هذه
الأسباب. أما
على الصعيد الدولي, فإن الغموض
قد جعل سوريا من إحدى أصعب الدول
في العالم في مجال المفاوضات من
أجل التوصل إلى أتفاق ما معها.
لقد أخبر مارتن إنديك وهو مساعد
وزير الخارجية خلال فترة إدارة
أوباما لجنة تابعة للكونغرس
العام الماضي ما يلي: "
إن كل زعيم حاول التعامل مع
الرئيس بشار الأسد قد شعر
بالإحباط. و القائمة تتضمن كولن
باول و توني بلير و نيكولا
ساركوزي و حسني مبارك و الملك
عبد الله ملك السعودية. و سبب
إحباطهم هو الانفصام ما بين
منطق الأسد في الاجتماعات
الشخصية و عدم قدرة نظامه أو عدم
وجود الرغبة على متابعة
التفاهمات التي تمت في تلك
الاجتماعات. و ليس من الواضح ما
إذا كان هذا يعود إلى نقص الرغبة
أو القدرة على التحكم بمفاصل
السلطة. " وقد
تردد هذا الكلام على لسان مسئول
أجنبي كان يعمل بالقرب من
النظام و اقتبس كلامه في تقرير
مجموعة الشفافية: " من أجل
التعامل مع سوريا فإن علينا أن
نسأل أنفسنا دائما : هل هم
محجمون عن فعل هذا الأمر أو أنهم
غير قادرين على ذلك؟ ... و علينا
أن لا نسلم لأي وعد يعطوننا إياه,
لا لشيء إلا لأنه يفوق قدرتهم.
إن هذه مشكلة منهجية. إن سوريا
تمثل نظاما شموليا من نوع خاص ,
حيث ليس من الضروري أن يتم فيه
الخضوع للزعيم. إلى جانب ذلك,
فإن النظام غير فعال بشكل كبير.
إن الناس يدوسون على أصابع
بعضهم البعض و المؤسسات تفتقر
إلى القدرة
و الاتساع و الأمور غير
منظمة. وحتى
عندما يتكلم الرئيس, فإنه من
الصعب معرفة ما إذا كان يخبر
الناس ما يعتقده حقا أو أنه يقول
ما يعتقد أنهم يريدون سماعه.
يقول مسئول تركي قابلته مجموعة
الشفافية :" إن لدى بشار
مستويان من الخطاب, واحد
للمنطقة و
آخر للغرب. فهو لا يقول نفس
الكلام على البي بي سي و الجزيرة.
إن لديه إزدواجية في حديثه. هنا
في الشرق الأوسط الأمور مقبولة
على هذا النحو. إن على محاوريه
أن يفهموا أن هذا الأمر يعد
عاديا في المنطقة. قد يعتقد
الأمريكان ان هذا الأسلوب مراوغ.
ويراه هو نوعا من أنواع الأدب".
When
is a dictator not a dictator? o
Brian Whitaker o
guardian.co.uk, Friday 18 December 2009 09.00 GMT o
Article history Decision-making
in authoritarian regimes can be a lot more complicated
than it looks. The idea that dictators simply dictate is
often wide of the mark: they may not care much about
public opinion but they do have to juggle with
conflicting demands inside their own power base, and
sometimes they can't even be sure their instructions
will be implemented. A report
published by the International Crisis Group (ICG)
earlier this week – mainly about Syrian foreign policy
– sheds some light on this intriguing puzzle. In Many
decisions witness a contest between various lines of
thought that coexist within the regime, each reflecting
a slightly different worldview, diverging private
interests or personal rivalries. Some decisions
ultimately reflect a balance between diverse
institutional power centres; others, a more decisive
victory by a particular one ... Further confusion arises
from the fact that officials occasionally take
initiatives or make pronouncements that are inconsistent
with the authorised line – in an attempt to influence
it; as a means of drawing attention to themselves; in
order to express frustration; or, quite simply, out of
ignorance. In theory
at least, the president's decision is final but much of
the time he sits back, waiting to see which way the wind
will blow. One Syrian official told the ICG: Overall
objectives are set by the president with input from
those around him. Then, it's up to others to suggest how
to achieve them. For instance, if the minister of
foreign affairs makes an interesting proposal, the
president will give him some leeway – but only up to a
point, because he still has to contend with other
tendencies. Moreover, the leadership tends to maintain
multiple, parallel channels on any given issue. But, in
the end, the president always remains in a position to
arbitrate and distribute roles. The balancing and real
decision-making takes place at the top. No one else is
even fully in the picture. Even the
most loyal official, familiar with the workings of the
system, can find this confusing. But then there are
others who think they know what the policy is – and
try to subvert it. In an opaque, compartmentalised and
heavily bureaucratised system such as One
recent example was This
chopping and changing happens at a national level too. A
Clearly, On the
domestic front, this opacity is likely to slow down the
pace of reforms or limit their extent. In order to
succeed, such reforms will need buy-in from the public
as well as the regime's insiders and the only way to
achieve that is through open debate that helps ordinary
Syrians to understand the rationale behind them. Internationally,
the opacity makes Just
about every leader that has attempted to deal with
President Bashar al-Assad has come away frustrated. The
list includes Colin Powell, Tony Blair, Nicolas Sarkozy,
Hosni Mubarak and This was
echoed by a foreign official who has worked closely with
the regime and is quoted in the ICG report as saying: In
dealing with And even
when the president speaks, it's difficult to know
whether he's telling people what he really thinks or
what he thinks they want to hear. A Turkish official
interviewed by the ICG said: "Bashar has two lines
of speech, one for the region and one for the west. He
doesn't say the same thing on BBC and al-Jazeera. It's
double-talk. Here [in the http://www.guardian.co.uk/commentisfree/ 2009/dec/18/dicator-syria-bahsar-al-assad ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |