ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ليس
العنف ضد المرأة من عقائد
الإسلام نازيش
يارخان غلينديل
هايتس، إيلينوي صُدِمْتُ
يوماً وأنا أستمع إلى محطة
إذاعية ذكرت أن مكتب المفوَّض
الأعلى لحقوق الإنسان التابع
للأمم المتحدة أعلن عن انتشار
حالات الاغتصاب في أفغانستان.
تساءلْت كمسلمة تعرف أن جوهر
دينها هو العدالة والرحمة، كيف
تاه مرتكبو هذه الأعمال بعيداً
عن عقيدة الإسلام وعن المبادئ
الإنسانية الأساسية. لقد جرى
نسيان فكرة أن الرحمة والتعاطف
والعدالة هي أحجار زاوية الدين
الإسلامي، وأن ذلك يضم الأسلوب
الذي يجب من خلاله معاملة
النساء. والمحزن أن آياتٍ معينة
أسيء ترجمتها على أنها تتغاضى
عن السيطرة على المرأة، بل وحتى
تشجّع العنف ضدها. يوضّح
القرآن الكريم كيف من المفترض
أن يتواصل الرجال والنساء مع
بعضهم بعضاً: " والمؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
يأمرون بالمعروف وينهون عن
المُنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة ويُطيعون الله ورسوله،
أولئك سيرحمهم الله، إن الله
عزيز حكيم". (قرآن كريم 71:9).
إلا أن بعض الآيات يستمر
استخدامها بصورة خاطئة دعماً
للمعاملة غير المتساوية
للمرأة، مثل: "نساؤكم حرثُ
لكم فآتوا حرثكم آنّى شئتم
وقدموا لأنفسكم واتقوا الله
واعلموا أنكم ملاقوه وبشر
مؤمنون " (قرآن كريم: 223:2).
يُساء تفسير هذه الآية من قبل
البعض على أنها تعطي الرجل حقاً
على جسد المرأة. وحتى
يتسنى لي فهم جوهر هذه الآية
الكريمة تكلمت مع الدكتور ماهر
حتحوت المستشار الأول لمجلس
الشؤون الإسلامية العامة
والخبير البارز في الإسلام.
"من المُخجِل والمضحك أن
يُساء تفسير هذه الآية وأن
تُستخدم في مجالات بعكس ما
تعنيه"، أخبرني الدكتور
حتحوت. "تعني الآية أن
العلاقات الحميمة بين الأزواج
يجب أن تكون بالاتفاق المتبادل
وأن تنتج عنها أمور جيدة، مثل
النسل الصالح أو التقارب
العاطفي". لماذا
إذن يوجد هذا الخلاف حول معاني
هذه الآيات وأخرى غيرها؟ يشرح
الدكتور حتحوت قائلاً: "جرى
اتخاذ العوامل الاجتماعية بعين
الاعتبار عندما جرت ترجمة هذه
النصوص. يتعلق الأمر بكيف يختار
المرء أن يترجم كلمة موجودة لها
ظلال عديدة من المعاني. ففي
المجتمعات حيث كانت تُعتبر
معاملة المرأة بشكل سيء أمراً
مقبولاً، كانت المعاني التي
تناسبهم هي المعاني التي يتم
تبنّيها، حتى عندما كانت بعض
المعاني الأخرى مقبولة. إلا أنه
يتوجب علينا ]اليوم[ أن نسعى
للحصول على معانٍ مختلفة وفهم
النص بطريقة مختلفة". عند
التعامل مع آيات أسيء ترجمتها
بشكل متكرر فيما يتعلق بمعاملة
المرأة، "يتوجب علينا فهم
القرآن الكريم في مضمون تصرفات
النبي محمد (ص)، ويتوجب علينا أن
نتذكر أنه لم يرفع يده يوماً على
أحد، وبالذات على واحدة من
زوجاته"، يقول الدكتور حتحوت. تنشأ
حالات العنف ضد المرأة في
البيوت والمجتمعات المسلمة من
الجهل بالدين أو تجاهل متعمد
لتعاليم الإسلام الأساسية –
الاحترام والتعاطف والعدالة
والرحمة. ما يتوجب علينا عمله هو
أن نعود لننظر إلى هذه العقائد
الجوهرية وأن ندرك أن هذه
المبادئ تنطبق بنفس القدر على
النساء كما تنطبق على الرجال. يكافح
المسلمون من التيار الرئيس
يومياً ضد الصور النمطية والرؤى
الخاطئة للإسلام، وخاصة تلك
التي ترتكبها أقلية بالغة
الصِغَر من المتطرفين الذين
قاموا بتشويه نواحي الإيمان
لخدمة أهدافهم الخاصة، بغض
النظر عما إذا كانوا مفجّرين
يهاجمون المدنيين الأبرياء أو
أفراد من الأسرة يستخدمون العنف
ضد أفراد من أسرتهم داخل بيتهم. إلا أن
بحراً من التغيّر في العقلية
يبدأ أحياناً بصوت قوي واحد. إذا
كان الصوت محلّياً فإن ذلك أفضل.
المنظمة النسائية المحلية
"الجمعية الثورية لنساء
أفغانستان" واحدة من هذه
المنظمات، تخاطر قائداتها
بحياتهن يومياً لمساعدة النساء
في أفغانستان على رفع أصواتهن
ضد العنف الأسري. كلما
ازدادت أصوات الرجال والنساء
المسلمين من التيار الرئيس قوة
ضد العنف تجاه المرأة، مذكّرة
بأن الإسلام والقرآن يدعوان
للعدالة والرحمة، كلما استطعنا
أن نصلح التفسيرات المضلَّلة
لكتابنا المقدس بصورة أسرع. يتغير
العالم بوتيرة أسرع من أي وقت
مضى. لقد ضَمِن عصر المعرفة ألا
تبقى الأفعال الشائنة قيد
الكتمان بعد اليوم، وأعطى هؤلاء
الذين يرفعون أصواتهم ضدها
منبراً أوسع تُسمع أصواتهم
منها. ورغم أن المعركة صعبة، إذا
كان هناك وقت للأمل، فهو الآن. ــــــــــــ * نازيش
يارخان كاتبة ومحررة ومتحدثة
ومعلِّقة في إذاعة NPR.
هذا المقال جزء من سلسلة حول
الأسطورة القائلة بأن الإسلام
عنفي بطبيعته، وقد كُتِب لخدمة
الأرضية المشتركة الإخبارية. مصدر
المقال: خدمة الأرضية المشتركة
الإخبارية، 18 كانون
الأول/ديسمبر2009 تم
الحصول على حقوق نشر هذا المقال. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |