ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من المسئول عن كل هذا ؟! سورية:
الرقص من أجل حياتهن بقلم:
ديبورا آموس / فورين بوليسي 9/3/2010 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي نظرت أم نور إلى ساعتها. لقد كانت الساعة
تشير إلى اقتراب منتصف الليل و
كانت مرشدتي إلى مخيم اللاجئين
العراقيين البعيد عن العالم
تريد أن تتوجه إلى الملهى
الليلي لكي تبدأ بصنع النقود.
لقد فشلتُ في اختبار اللباس, فقد
حاولت تمويه نفسي في هيئة مثيرة
للفتنة و انتزاع انتباه الناس, و
لكن تحول أم نور كان رائعا. لم
أكن لأعرفها لو رأيتها في
الشارع. خلال العديد من المرات
التقينا خلال رحلات أجريت فيها
تقارير في دمشق عام 2008, لقد لبست
ملابس فضفاضة
و كان لها شعر أسود متهدل
يشبه ذيل الحصان, و قد كان وجهها
مبطنا و متعبا. في هذه المرة فقد
كان شعرها الأسود الطويل مشعا و
هناك ضربات سميكة تشكل وجهها.
لقد كانت ترتدي فانيلة سوداء
ضيقة تشع بالبرق كما كانت ترتدي
بنطالا ضيقا مثبتا بشكل جيد عند
منطقة الخصر. كما كان أحمر
شفاهها أحمرا غامقا, أما الكحلة
فقد كانت سوداء غامقة. إضافة إلى
ذلك فقد كانت تضع قرطين على شكل
حجر الراين, و أصابعها القصيرة
كانت تمتد من خلال أظافر حمراء
مزيفة تلف بها هاتفها الخلوي
الثمين. لقد رافقتني أم نور إلى
النادي , و قد مرت برجال يلبسون
معاطف سوداء على العشاء في
الباب الأمامي. إن أشخاصا
سوريين يمتلكون هذا النادي, و هم
يقومون بالدفع لرجال الشرطة
السوريين إذا استدعى الأمر ذلك,
و يستدعونهم للدخول عندما تحدث
المشاكل. إن أغلب الزبائن
هم من العراقيين. لقد كانت
الغرفة واسعة و مظلمة, مع وجود
أضواء تدور على مسرح الرقص. و قد
كان هناك فرقة تقوم بالعزف في
مكان ما مظلم خلف المسرح, مما
يجعل من الحديث شبه مستحيل. لقد
كان هناك مئات الطاولات على
الأقل. و قد كان معظم الزبائن
يتجمعون في مجموعات صغيرة قرب
المسرح. يحتسون العرق و شراب
جوني والكر, وهم يشربون هذا في
جو من الدخان المنبعث من
الأراجيل التي تحتوي على معسل
بطعم التفاح. إن المجموعات
العائلية كانت تتواجد في أماكن
أبعد إلى الخلف: أمهات و آباء و
شابات. نساء وحيدات في
العشرينات و الثلاثينات من
العمر جلسن في أماكن بعيدة و
مظلمة, وهو أفضل لهم من أجل
مراقبة جميع
أنحاء القاعة. لقد اتخذت أم نور
طاولة قرب المدخل الخلفي و قد
أمنت لنا المكان و من ثم أومأت
للمرأة المسئولة عن التواليت.
لقد مررنا بالمالكين السوريين و
لكن كان علي أن أتلاءم مع معظم
الزبائن العراقيين. لقد تحول مئات إن لم يكن آلاف من اللاجئين
العراقيين في سوريا إلى تجارة
الجنس من أجل البقاء على قيد
الحياة. في دمشق, لا يسمح للاجئين
بالحصول على وظائف. و مع تضاءل
المصادر فإن الكثيرين قد أجبروا
على التوجه إلى الاقتصاد السري.
إن ربع عائلات اللاجئين تعيلها
نساء كما
سجل في وكالة الأمم المتحدة
للاجئين. إن الكثير من النساء
إما مترملات أو مطلقات أو
منفصلات عن أزواجهن بسبب الحرب,
و العديد منهن لديهن أبناء أو
آباء كبار في السن هن مسئولات
عنهم. و قد كان الجنس في الغالب
هو السبيل الوحيد لهن. تقول إحدى النساء كانت ترتدي بدلة زهرية
جلدية :" لن أرقص إلى أن أثمل".
لقد كانت تقف أمام المرآة في
غرفة النساء, و كانت تضع الكحل
على عينها بجانب
صف من النساء العراقيات اللذين
يمارسون نفس العمل. إنها طقوس
نسائية مألوفة جدا: النساء
يتجمعن أمام مرآة الحمام العام.
قد يحدث هذا الأمر في أي مكان و
لكن هنا يوجد ملابس ضيقة الشكل
تشع بالفضة و تكشف صدورا ممتلئة
جاهزة للتحديق و النظر، ويوجد
أقمشة تجسد المؤخرات و تنانير
طويلة لها فتحات تظهر الفخذ و
بطون معدة للرقص و شعر أسود لامع
و أحذية طويلة العنق ووجوه شابة
و أجسام رشيقة . نظرة واحدة
أخيرة؟ هل الكحل كافي؟ رشة أخرى
من البوردة؟ كما أن القلق كان
يملأ الغرفة , و ذلك بسبب
الصفقات التي سوف تعقد فيما بعد
هذا المساء. إحدى النساء التي
كانت لربما في العشرينات أو
لربما أقل كانت ترتدي ملابس زي
المدرسة. و مع استعدادنا جميعا
لهذه الليلة, كانت النساء
العراقيات يتناقشن و يتبادلن
أسماء و أرقام هواتف مختلفة.
وقد قاموا بفتح هواتفهم
الخلوية و استعرضوا صور أطفالهم
الصغار. عالقون في هذا المكان
المريح للنساء و بحنينهن للوطن
فقد كانوا يستعدون للتكسب من
أجسادهن. إحدى النساء قالت بأن اسمها عبير قالت بأن
" زوجها قد حاول أن يهرب
الأطفال إلى السويد و لكن ألقي
القبض عليهم و عادوا إلى بغداد".
لقد طلقت زوجها عندما قرر
الذهاب إلى السويد. و قد وافقت
على الانفصال في سبيل أولادها. و
تعيش حاليا مع شقيقتها و هي قلقة
جدا على أطفالها. و تقوم بإرسال
مداخيلها من النادي إلى أطفالها.
و لكنني سألتها لماذا جاءت إلى
دمشق و ما الذي دفعها إلى هذا
المكان في المقام الأول؟ فأجابت
:" لقد كنت صحفية" و في عام
2007 عينت في قناة تلفزيونية
موجودة في بغداد. و قد عملت
كمراسلة إلى اليوم الذي وجدت
فيه أمها رسالة رميت إلى حديقة
المنزل جاء فيها :" أتركي
المنزل خلال 48 ساعة أو ستقتلين".
و قد كانت سوريا هي الحدود
الوحيدة المفتوحة. و عندما كنت
أتأمل خيارات عبير فقد أغلقت
هاتفها الخلوي و أخذت نظرة
أخيرة إلى صورتها في المرآة, و
اتجهت إلى الباب. و قال لي
بمعرفة مسبقة كسيدة اعمال تومئ
إلى أخرى و كانت في طريقها إلى
النادي الليلي المظلم:" ليلة
سعيدة". لقد عرفت لماذا كان هذا النادي هو النادي
المفضل لأم نور. إن نظام الكلفة
والمكافأة يفضل النساء الذين
يردن بعض السيطرة على أعمالهم.
لقد كان سوقا حرة. لقد دخلنا من
الباب الأمامي دون دفع نقود,
بينما كان الذكور يدفعون للدخول
و كانوا يدفعون أكثر من أجل
الكحول و التسالي التي تقدم لهم
على الطاولة. وقد شرحت لي أم نور
أن النساء يقمن بالدفع للرجال
السوريين الواقفين على الباب في
نهاية الليلة و لكن في حال خرجن
مع رجل فقط. إن للعراق تاريخا طويلا مع الدعارة. إن
عاهرة بابل موجودة في سفر
الرؤيا في التوراة, و هي رمز
لجميع المنكرات. و هي أقدم مهنة
سجلت في العالم في بلاد ما بين
النهرين في الألف الثاني قبل
الميلاد في شريعة حمورابي, إن
قوانين العالم القديم شرعت
للبغاء و اعترفت بالدعارة و
أعطت المومس بعض حقوق الميرات. و
لكن دكتاتور العراق الحديث صدام
حسين وضع حدا للهبوط الأخلاقي
لشعبه. فعله هذا لم يكن مفاجأ حتى للعراقيين
الذين عرفتهم و الذين كانوا
منزعجين من الدعارة المنتشرة في
المجتمع العراقي في الخارج. لقد
عاش الكثيرون في بغداد عندما
كانت الدعارة علنية. و في مرحلة
قريبة من نهاية الحرب العراقية
الإيرانية فإن المومسات
اللواتي كن يتمتعن بحماية
النظام كانوا يشجعن للخروج و
استقبال القوات العائدة, و كن
يقدمن كهدية " نصر أخيرة"
من صدام. وفي فترة التسعينات في
مرحلة أخرى من اليأس انتشرت
الدعارة بشكل أكبر. إن عقوبات
الأمم المتحدة التي فرضت عام 1991
من أجل إجبار صدام على الكشف و
تدمير أسلحة الدمار الشامل لديه
أدت إلى نشر الفقر و الفساد خلال
عقد من الزمان. إن صدام لم يتأثر
بهذه العقوبات المالية و
التجارية, و لكن العراقيين
العاديين أصبحوا فقراء جدا, و
أذلوا بسبب الحاجة و قد تحلل
النسيج الاجتماعي للبلاد. لقد
سمعت العديد من القصص حول هذه
السنوات. لقد كان العراقيون
يحكون ذكرياتهم الأليمة و التي
كانت واضحة و مهمة كوضع
الاحتلال الأمريكي الحالي. و
كما قال دكتور عراقي لي :" لقد
كان والدي يقول دائما بأن بوش
الأول جوعنا, و بوش الثاني
أخرجنا من بيوتنا". إن والده
الثري قد أفقر بعقوبات الأمم
المتحدة و التي ادت إلى جعل
الطعام اليومي للعائلات يتمثل
في الطماطم و الخبز و البصل مع
حصص قلية من اللحم في مناسبات
خاصة. حتى الأمراض الأكثر شيوعا
التي كان من الممكن التعامل
معها بشكل طبيعي في الماضي
أصبحت تمثل حكما بالموت مع عدم
وجود الادوية اللازمة. لقد
أخبرني ممثل عراقي بأن ذكرياته
الأكثر مرارة قد جاءت من خلال
عقد من العقوبات و ذلك مع نقل
والده للعائلة الكبيرة إلى
مساكن أكثر شعبية و وفاة شقيقته
بسبب عدم كفاية الرعاية الصحية.
في هذه الأوقات العصيبة اتجهت
النساء العراقيات إلى الدعارة
من أجل البقاء أيضا.
و قد لاحظ أحد الأصدقاء ممن عاشوا في
بغداد طول تلك الفترةأنه"
هناك ضرركبير أحدثته هذه
العقوبات للمجتمع. لقد كان من
الطبيعي للعراقي أن يقوم
بمساعدة أخته, و أن يرافقها لأنه
من غير المناسب أن تذهب لوحدها.
لقد انخرط طلاب الجامعات في عمل
البغاء بسبب أنهم كانوا يحتاجون
إلى الطعام. و قد كان الإداريون
في الجامعات يأخذون دور
القوادين". إن العراقيين لا
يتذكرون الدمار الاجتماعي الذي
حصل فقط و لكنهم يتذكرون فترة
التسعينات عندما استدار صدام
نحو الإسلام من أجل تقوية
شرعيته و قد اكتسب فجأة بعدا
أخلاقيا جديدا. لقد عملت حملة صدام الإيمانية في موضوع
البغاء و تضمنت حملة عامة لوقف
هذه الأنشطة. و قد ظهر صدام على
التلفزيون العراقي و أعلن أن
هؤلاء النساء العراقيات "
يشكلن عارا على بلادهن". ما
بين العام 2000 و 2001 أطلق صدام
العنان لفدائيي صدام وهي
ميليشيا أنشأها ابنه عدي, من أجل
إرسال رسالة واضحة إلى شعب
العراق الموجود في القاع.
النساء اللواتي اتهمن بالبغاء
تعرضن للاعتقال و قطعت رؤوسهن
في العلن في بغداد و في مدن أخرى.
و قد نفذ الجلادون عملهم
بالسيوف. و قد تركت رؤوس النساء
المقطوعة معلقة أمام عتبات
منازلهن. لقد أصبح للشرف مفهوم
عميق في الهوية العراقية و قد
لعبت النساء دورا هاما هناك. إن
قطع الرؤوس المروع و الإهانة
العلنية لعائلات بأكملها ضخَم
وحشية صدام و حول العقاب
وبمباركة من الدولة إلى تشهير
باسم العائلة. ولكن في الساحة
العامة في المنفى – و التي
تشكلت بدورها بسبب الحرب
الطائفية العراقية- فإنه قد تم
التخلي عن مفهوم الشرف في صراع
البقاء. علي أن أرقص. في الظلام و في الغرفة
الخلفية فقد بدا المسرح و كأنه
كوكب لامع, و هو مكان بعيد
بالكاد أصنع فيه شكلا من أشكال
الحياة. لقد تركتني أم نور أجلس
لوحدي. لقد كانت تتجول في النادي
و تحيي أصدقاء قدامى. لقد شرحت
لمجموعة من الرجال كانوا يجلسون
وراءنا بأنني أكرانية و لهذا
فإنني لا أتكلم العربية, و لكن
هذا الأمر لم يوقفهم عن إرسال
المشروبات إلى الطاولة و محاولة
الدخول معي في محادثة في حالة من
الثمالة. و عندما قبلني أحدهم من
أعلى رأسي قررت أنني سوف أكون
أكثر أمانا على المسرح. لقد صعدت باتجاه الأضواء اللامعة. وقد بدت
معظم الراقصات لوحدهن في الحشد.
إحدى النساء الكبار في العمر
كانت ترتدي فستانا أحمرا أكثر
مناسبة ليوم تسوق, بقيت على خشبة
الرقص طوال الليلة. و قد بدا
أنها تستمع لموسيقى ذات ذكريات
معينة فقد كانت عيناها مغلقتان
ويبدو أن الغنية كانت تتحدث عن
حالة من الرثاء و الخسارة. مع كل
مقطع من الأغينة كانت عيناها
تتبلل و من ثم تأخذ السيجارة
التي كانت تحملها و تقرب الرأس
المحترق إلى جلدها المكشوف قرب
صدرها. مرارا و تكرارا كانت تقرب
التبغ المشتعل من جلدها العاري,
و كانت على وشك أن تتسبب بألم
لنفسها, و لكنها كانت تتوقف من
أجل الاتصال. و عندما انتهت
الموسيقى تركت المسرح من أجل أن
تجدد التبغ و الكحول. و كان هناك فتاتان ترقصان مع بعضهما البعض
حيث يغلقن أصابعهن و من ثم يقمن
بلف شعرهن الأسود الطويل على
شكل دوائر على وقع الموسيقى.
عرفت إحداهن من غرفة النساء؛ و
هي لم تعد ترتدي لباس المدرسة و
قد تغيرت و ارتدت ملابس أكثر
إدهاشا و قد قرنت نفسها مع حسناء
أخرى ذات شعر طويل. هل كانتا
صفقة كاملة؟ هل تعرفان بعضهما
البعض؟ لقد كانتا تتصرفان و
كأنهما صديقتان قديمتان و
لكنهما لم تتواصلا من خلال
الأعين أو مع أي من الراقصات على
المسرح. و بجانبهما كانت هناك
فتاتان صغيرتان لا تتجاوزان ال
12 من العمر, و قد كانتا ترتديان
ملابس الحفلة و أحمر الشفاه. وقد
نسختا وجوه النساء الأكبر سنا
على المسرح – راقصات لامعات و
دائخات على خشبة المسرح الساعة 3
صباحا- . إن القواعد غير المعلنة لحلبة الرقص قد
فصلت ما بين الراقصين. الرجال مع
الرجال ؛ الأيدي فوق الأكتاف في
صفوف قصيرة يرفعون أرجلهم مرة و
يتحركون في دوائر مرة أخرى. و
النساء كن يرقصن لوحدهن أو بشكل
ثنائي. إن كسر القواعد و رقص
الرجال مع النساء يمكن أن يدل
على ترتيب في العمل, وقد كان
مبكرا جدا في مساء ذلك اليوم.
لقد صعد الرجال على المسرح من
أجل الكشف, و من أجل الحصول على
نظرة أفضل للبضائع المعروضة. لقد تم تصميم هذه التسلية من أجل الجمهور
العراقي, و الموسيقى مزيج من
الأشياء العاطفية القديمة و
الحنين إلى الوطن. وقد نطق رجل
كوميدي بأسماء مدن عراقية.
بغداد! السليمانية! الموصل! و قد
كان التصفيق يتصاعد مع ذكر كل
اسم من هذه الأسماء. وقد أطلق
نكتا حول الحياة الصعبة في دمشق
و غمرة الحنين و الاشتياق إلى
الديار. و من ثم قامت الفرقة
بعزف لحن مألوف آخر و بدأ مغن
آخر بغناء أول كلمات بسيطة
يعرفها الجمهور تماما, و هي
أغنية تمجد صدام. و قد كان ضوء
الليزر الأزرق يدور على جميع
الجمهور ثم يعود إلى المغني. و
في وسط هذه الأغنية, تحول إلى
الإشادة بفريق كرة القدم
العراقي, و هذا كان يؤدي إلى
موجة عارمة من التصفيق و تهدئة
الرجال السكارى. لقد وجدتني عبير على المسرح. إنني لم أرها
منذ المحادثة التي جرت في غرفة
النساء. لقد أرادت شريكا في
الرقص و نحن الآن صديقتان
قديمتان. لقد أمسكت بيدي و
أصبحتُ ممتنة لها الآن. ما هو
الخيار الموجود؟ لقد كنت خارج
المكان في عقلي و غير مرتاحة و
خائفة نوعا ما في هذا الحشد. إن
لغتي العربية الضعيفة لا تبعدني
عن المشاكل. لقد كنت بحاجة إلى
صديقة و قد مدت لي عبير يدها,
شريكة لي. لقد رقصنا. وقد كنا
نجول بنظرنا إلى البنات
الصغيرات الموجودات على المسرح
و قد تعبن و أصبحن يصتدمن
بالراقصات الأخريات. المرأة ذات
الرداء الأحمر و السجائر كانت
لا تزال معنا و قد كنا نهز
رؤوسنا متعجبين من الصدمة التي
كانت تتلاعب بها بهذه الطريقة.
لقد تحركنا على مسرح الرقص و
دققنا في التفاصيل, و نظرنا في
الوجوه و من ثم ...
رأيت نزار حسين مترجمي و
صديقي. لقد كان يرقص أيضا. و يداه متشابكتان في صف
الرجال, و قد ابتسم ابتسامة
عريضة عندما شاهدته. غير مدركة
لوجوده فقد كان موجودا في
النادي طيلة الليلة جالسا قرب
الغرفة, وقد كان حارسي الصامت.
لقد ارتحت عند رؤيته. و قد عملنا
خطة من أجل اللقاء عند المدخل
الخلفي و الحصول على تاكسي
مشترك في رحلة العودة إلى
المنزل من أجل مقارنة الملاحظات
حول باقي الراقصين. الرجل في المعطف الأسود الموجود على
الباب الأمامي طلب 500 ليرة سورية,
و هو ما يوازي حوالي 15 دولار. و
قد مد يده و نظر إلي. لقد أراد
عمولته. فقد كنت خارجة مع رجل, و
على الرغم من هذا فإن نزار و أنا
علينا أن ندفع مبلغا. ولكنني
صرخت باللغة الإنجليزية ناسية
تعليمات أم نور :"ولكنه صديقي".
و قد مشينا أنا و نزار خارجا مع
بعضنا البعض, و استردينا
هوياتنا من الباب الأمامي, و لكن
بحسب أجهزة التحكم السورية
فإننا لا نزال جزء من زبائن
النادي الليلي. و قد قام الرجل
نفسه بمد يده مرة أخرى و كرر
طلبه و لكن بلهجة أقوى هذه المرة,
و قد كان مطلبه و كأنه أمر لا مفر
منه. وقال لنا :" خمسمائة ليرة"".
و لكننا استمرينا في المسير
تجاه التاكسي و كان يراقبنا و
نحن نذهب. و صرخ قائلا :" لا
تعودوا إلى هنا ثانية". لقد
كان الأمر سهلا. لم أرد أصلا أن
أرجع إلى هذا المكان ثانية. لقد
كان تيار اليأس عندي قويا جدا. في سيارة التاكسي تعجبنا أنا و نزار من
المرأة ذات الرداء الأحمر ,صاحبة
السجائر التي كانت تجلس في
الاستراحة على جانب نزار من
الغرفة. " لقد كانت تضرب نفسها
في كل مرة يذكر فيها المغني
اغنية عن الأم. لقد كانت تضرب
صدرها بقوة. و عندما رأتني أنظر
إليها جاءت إلى كرسيي و قبلتني
من عيني. و بدأت تبكي". و قد
هززنا كلتانا رأسينا فنحن أمام
مشكلة لا يمكن تصورها. لقد كنا
تعبتين و منهكتين عاطفيا, و
واعيتين جدا. يقول نزار :" لقد رأيت أم نور تظهر صورا
على هاتفها الخلوي" لقد احتفظ
بهذا التفصيل إلى النهاية. "
أعني, لم أكن بعيدا عنها عندما
جاءت إلى جانبي من الغرفة . إن
الصور كانت لفتيات شبه عاريات".
هل كانت أم نور سمسارة؟ هل كانت
توزع الفتيات الشابات عندما
كانت تنهض عن الطاولة و تمشي ما
بين الرجال في النادي؟ لقد كانت
قوية, إنه البقاء. لم يكن على أن
أكون متفاجئة. في كل مرة أسألها
عن ابنتها كانت أم نور ترد علي
بكل فخر بأن طفليها في المدرسة.
لقد كانت تتأكد أنهما سيحصلان
على مستقبل جيد. إن أطفالها
عراقيون و يوما من الأيام سوف
يعودون إلى ديارهم. Dancing
for Their Lives BY
DEBORAH AMOS MARCH
9, 2010 Um
Nour checked her watch. It was close to midnight and my
guide to the Iraqi refugee underworld in Hundreds,
perhaps thousands, of the Iraqi exiles in "I
will never dance until I get so drunk," said a
woman in a pink latex jumpsuit with clear-plastic
shoulder straps that kept the tight fabric in place. She
was bent toward the mirror in the ladies' room, applying
eyeliner, next to a line of Iraqi women in the same
pose. It was an utterly familiar female ritual: women
gathering in front of a public bathroom mirror. It could
have been anywhere, but for the outfits of tight fabrics
and silver spandex revealing tactile, soft, full breasts
served up for inspection. Clinging fabric over ample
round backsides. Long skirts, slit to the thigh, bellies
exposed. Gleaming black hair. High-heeled boots. Young
faces. Curvaceous bodies. One last look? Enough
eyeliner? Another pat of powder? Anxiety also filled the
room, because of the deals that would have to be
concluded later in the evening. One woman, maybe 20 but
probably younger, was dressed as a schoolgirl. As we all
prepared for the night ahead, the Iraqi women chatted,
traded names and phone numbers. They flipped open cell
phones and showed the pictures of their young children.
Lingering together in this comfortable female place,
homesick, they were preparing to live off their bodies. Another
woman said her name was Abeer. "My husband tried to
smuggle the kids to I
could see why this was Um Nour's favorite club. The
system of cost and rewards favored women who wanted some
control over their work. It was a freelance market. We
had walked in through the front door for
"free," while the male patrons paid a steep
cover charge and even more for the alcohol and snacks
delivered to the table. Um Nour explained that women
paid the Syrian men at the door at the end of the night
-- but only if they left with a man. That
he did so came as no surprise even to the Iraqis I knew
who were most disturbed by the rampant prostitution
among the exile community. Many had lived in Another
friend who had lived in Saddam's
national faith campaign had singled out prostitutes and
included a public campaign to halt their activities.
Appearing on Iraqi television, Saddam announced that
these Iraqi women "were dishonoring their
country." Between 2000 and 2001, he unleashed the
Fedayeen Saddam, a militia created by his son, Uday, to
send an unmistakable message to a beaten-down
population. Women accused of prostitution were rounded
up and publicly beheaded in I
would have to dance. In the dark at the back of the room
the stage seemed like a bright planet, a place so
distant I could barely make out the life forms. Um Nour
had left me sitting alone. She was wandering around the
club, greeting old friends. She had explained to the
group of men sitting behind us that I was Ukrainian and
therefore didn't speak Arabic, but that didn't stop them
from sending drinks to the table and trying to engage me
in drunken conversation. When one kissed me on the top
of my head, I decided that I'd be safer on stage. I
climbed up into the bright lights. Most of the dancers
seemed alone in the crowd. An older woman, in a simple
red dress more appropriate for a day at the market, had
been on the dance floor all night. She appeared to be
listening to music from some distant time inside her
head; eyes closed, she mouthed the lyrics of traditional
laments of loss. With each refrain, her eyes moistened
and she took the cigarette she was holding and brought
the burning tip close to the exposed skin above her
breasts. Over and over she brought the smoldering
tobacco near her naked skin, about to inflict pain, but
stopping short of contact. When the music ended she left
the stage for a refresher of tobacco and alcohol. Two
girls danced together, fingers locked, madly twirling
waist-long dark hair in circles to the beat of the
music. One of them I recognized from the ladies' room;
no longer wearing her schoolgirl's outfit, she had
changed into a still more revealing costume and had
paired herself with another long-haired beauty. Were
they a package deal? Did they even know each other? They
embraced like old friends but did not make eye contact
with each other or with any other dancer on the stage.
Beside them were two little girls, no more than 12 years
old, in party dresses and lipstick. They copied the
faces of the older women on stage -- giddy, shiny-faced
dancers at 3 o'clock in the morning. The
undeclared rules of the dance floor segregated the
dancers. Men danced with men, arms entwined over
shoulders, in short lines, flinging out one leg at a
time and moving in a circle. Women danced alone or in
pairs. Breaking the rules, pairing a man and a woman,
would imply a business arrangement, and it was too early
in the evening for that. The men mounted the stage to
scout, to get a better look at the merchandise on offer. The
entertainment was tailored to an Iraqi audience, the
music a medley of emotional, nostalgic old favorites
from home. A comedian pumped up the audience by calling
out the names of Iraqi cities. Abeer
discovered me on the dance floor. I hadn't seen her
since our conversation in the ladies' room. She wanted a
dance partner and we were now old friends. She grabbed
my hand and I was grateful. What choice was there? I was
out of place, uncomfortable, a little scared in this
crowd. My limited Arabic would not get me out of
trouble. I needed a friend and Abeer had offered her
hand, a partner for my charade. We danced. We rolled our
eyes at the little girls on the stage as they became
clumsy and tired and knocked into the other dancers. The
red lady with the cigarettes was still with us and we
shook our heads and wondered what trauma she was playing
out. We moved around the dance floor, took in the
details, looked at the faces, and then I saw Nezar
Hussein, my translator and friend. He
was dancing, too, arms tangled in a line of men, smiling
broadly when I finally noticed him. Unknown to me, he
had been at the club all night, sitting across the room,
my silent protector. I was relieved to see him. We made
a plan to meet at the back entrance and share a cab for
the trip home to compare notes on the rest of the
dancers. The
man in the black dinner jacket at the front door
demanded 500 Syrian liras, equivalent to about $15. He
stretched out his hand and looked at me. He wanted his
commission. I was leaving with a man, albeit Nezar, and
I was now expected to pay up out of my expected
proceeds. "But he's my friend!" I said
blurting it out in English, momentarily forgetting Um
Nour's instruction. Nezar and I had walked out together,
reclaiming our identities at the front door, but to the
Syrian controllers we were still part of the nightclub
clientele. The dinner jacket stretched out his hand
again and repeated, more forcefully this time, his
demand for a cut of the deal. Five hundred, he said. We
kept walking toward the cab and he watched us go.
"Don't ever come back here again," he said
glaring. That was easy. I did not ever want to come back
again. The undertow of despair was too great. In
the taxi, Nezar and I marveled at the dancer in the red
dress, the cigarette lady, who had sat out the
intermissions on Nezar's side of the room. "I saw
her beating herself every time the singer started a song
about mothers. She beat her breast really hard. When she
saw me watching her, she came over to my chair and
kissed me on my eyes. And she was crying." We both
shook our heads at the unimaginable calamity. We were
tired, emotionally exhausted, and completely sober. "I
saw Um Nour showing pictures on her mobile phone,"
said Nezar. He had saved this detail for last. "I
mean, I wasn't far from her when she came to my side of
the room. Photos of almost-naked girls," he said.
Um Nour was a madam? She was trafficking young girls
when she got up from the table and circulated among the
male customers in the club? She was tough, a survivor. I
should not have been so surprised. Each time I had asked
her about her own daughter Um Nour had proudly answered
that both of her children were in school. She was making
sure they had a good future. Her children were Iraqis
and one day they could go home. http://www.foreignpolicy.com/articles/2010/03/09/ dancing_for_their_lives?page=0,0 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |