ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 22/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

هل هزمت دمشق واشنطن؟

بقلم: فريدا غاتس/وورلد بوليتيكس ريفيو

8-4-2010

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

من بين جميع التغيرات التي شهدها المسرح العالمي السنة الماضية فإن القليل منها يكتسب دراماتيكية مثل ما حدث مع عودة سوريا من العزلة التي فرضت عليها بقيادة أمريكية. قبل سنوات قليلة فقط, و بعد الهزات القوية و المتمثلة في الاغتيالات التي اجتاحت لبنان, فإن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يدير بلاده بطريقته الخاصة أصبح منبوذا دوليا. ومع توجيه بيروت و الكثير من دول العالم أصابع الإتهام نحو سوريا بعد مقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان لمرتين في فبراير 2005  أصبحت قوة دمشق تتضاءل شيئا فشيئا. ومع إشاحة الوجه عنها من قبل جيرانها و من قبل القوى الدولية الأساسية فإن دمشق أصبحت صديقة لإيران فقط, و هي دولة أخرى لا تمتلك الكثير من الأصدقاء خارج حدودها الخاصة.

 

 

و الآن, فإن حالة الكراهية تلك برمتها أصبحت و كأنها شيء بعيد من التاريخ. إن سوريا و بكل المؤشرات استعادت موطئ قدمها في العالم. و الأمر الأكثر إثارة من كل ذلك, و في مقابل أعادة إنضمامها إلى المجتمع الدولي, فإن سوريا لم تقم بتقديم أي تنازلات.

 

 

بعد اغتيال الحريري, و النقد الصريح من سلوك سوريا في لبنان, قامت الولايات المتحدة بسحب سفيرها من دمشق, و قامت بتشديد عقوباتها الإقتصادية و الدبلوماسية عليها, و طلبت تقديم مجموعة من التنازلات مقابل تطبيع العلاقات. وفد تعاونت الأنظمة المتعاونة مع الولايات المتحدة في المنطقة في هذه الجهود الدبلوماسية, كما قام القادة السياسيون في لبنان بربط أنفسهم مع الولايات المتحدة إضافة إلى الإعتقاد بأن دمشق قد قامت بسحب خيوط عملية الإغتيال, وطالما اتهمت واشنطن السوريين بدعم الإرهاب و إعاقة عمليات الولايات المتحدة في العراق. إن سوريا وبصفتها حليفا لإيران وقفت عائقا أمام محاولة واشنطن فرض طوق على إيران. إذا أرادت سوريا العودة إلى أمريكا و حلفائها فقد كان يتوجب عليها تغيير أسلوب تعاملها مع هذه القضايا, أو هذا ما بدت عليه الأمور.

 

في الواقع, فإن دمشق لم تقدم أي أرضية لذلك منذ ذلك الوقت, و لكن و بغض النظر عن ذلك فإن التطبيع قد حدث تدريجيا. و قد أعلنت إدارة أوباما أنها سوف تعيد سفيرها إلى دمشق بعد 5 سنوات من الغياب, كما واصل المسئولون الأمريكان زياراتهم إلى دمشق,  وقد كان السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ آخر من أُرسلوا من واشنطن من أجل مقابلة الرئيس السوري.

 

حاليا, فإن سوريا تستعيد بثبات كل ما فقدته في الفترة التي تلت اغتيال الحريري و موجات الاغتيال اللاحقة التي اجتاحت الناشطين المعارضين للسوريين في بيروت. لقد أصبحت سوريا مقصدا رئيسا لزعماء العالم إضافة إلى إلى اللاعبين الإقليميين المحوريين الذين عرف عنهم تصيدهم لأنسب الرياح السياسية التي تهب. و أقوى هذه الرياح حاليا كما يبدو تهب من دمشق التي أعادت تأكيد علاقاتها مع إيران على الرغم من جهود الإنفتاح الأمريكية.  

 

إن سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الحالي و ابن رفيق الحريري يحكم البلاد بشكل من أشكال الحكم الذاتي. بعد وقوفه موقفا معاديا لسياسات الأسد – بدعم أمريكي و سعودي- و إلقائه اللوم على سوريا في عملية اغتيال و الده أجبر على القيام بزيارة ودية إلى دمشق لمرة و احدة لحد الآن. و في الأيام القليلة القادمة سوف يعود مرة أخرى لزيارة دمشق في الوقت الذي يزداد فيه دور سوريا في لبنان مرة أخرى. كما قد يقوم الحريري بزيارة إلى طهران في الأسابيع القليلة القادمة, و هو مؤشر على أنه وعوضا عن أن تقوم سوريا بالاصطفاف مع خط الغرب, فإن سوريا تقوم بجلب حليف سابق للغرب إلى صفها مع موقف إيران الجيوسياسي. 

 

 

و الأمر الأكثر إثارة هو سلوك زعيم دروز لبنان وليد جنبلاط , وهو لاعب أساسي في السياسات اللبنانية لعقود عديدة وحتى تصرفه الأخير كأحد أنشط المعارضين لسوريا. لقد قام والد الأسد بقتل والد جنبلاط. وفي الماضي قام جنبلاط الصغير بتوجيه إهانات لدمشق. و لكن جنبلاط يعرف كيف تتحرك الرياح عندما يلاحظها. مع استعادة دمشق لقوتها المفقودة في لبنان و مع قيام كل من واشنطن و باريس و الرياض بتجميع قواهم مع الأسد فقد قرر جنبلاط أن يلقي بيض سلته مع سوريا أيضا. إن جنبلاط لم ينس الخصومة فقط ولكنه قام بالسفر إلى سوريا و قدم اعتذاره للأسد , و قد قام حاليا بعقد تحالف مع أحد أكثر الأحزاب دعما لدمشق في لبنان.

 

 

حتى عام 2005, كانت دمشق تسيطر على جارتها الصغرى لبنان, مع وجود الآلاف من قواتها على الأرض و شبكة كبيرة من الاستخبارات و قبضة قوية على سياسات البلاد. رفيق الحريري السياسي المليونير كان يعمل بقوة من أجل إنهاء الوجود السوري. و

 كان للحريري صلات قوية مع السعودية و فرنسا و الكثير من الدول الغربية. و بعد انفجار القنبلة في موكبه تم إسكات أكثر الأصوات الفعالة المعارضة لدمشق في لبنان , كما أن الغضب ضد سوريا قد تزايد ليس داخل لبنان فقط و لكن في السعودية و فرنسا و الولايات المتحدة و في الكثير من الأماكن الأخرى.

لقد قام سعد بن الحريري بحشد مؤيديه , و في غضون شهر واحد من تأسيسها استطاعت حركة 14 آذار بدفع القوات السورية للخروج من لبنان. و لكن شبكة المخابرات السورية بقيت هناك, إضافة إلى وجود حزب الله وهو الحزب الشيعي القوي الذي أنشأته إيران و المقرب جدا من دمشق.

 

في الوقت الذي كان فيه الرئيس أوباما يناضل  ليأخذ مكانه في البيت الأبيض, وعد بإعادة فتح الحوار مع أعداء أمريكا. وقد كان الأسد قد سافر فعلا إلى باريس في صيف عام 2008, و ذلك عندما بدأت باريس بالابتعاد لأول مرة عن رفض الرئيس بوش العنيد لعودة العلاقات مع دمشق.

 

 وبعد قدوم أوباما للسلطة, قررت السعودية و الدول العربية التي قاطعت مؤتمر القمة في دمشق عام 2008 تطبيع العلاقات مع سوريا. وقد تواصلت الرياض مع دمشق في فبراير 2009 حيث تنبأت بعودة علاقات واشنطن مع دمشق.

 

في هذه الأثناء, كانت إدارة أوباما تقوم بشرح موقفها, قائلة بأنها سوف تقوم بإعادة التعامل مع سوريا كجزء من استراتيجية أكبر. و قد كانت الخطة هي إبعاد دمشق عن طهران من أجل فرض مزيد من العزلة على الإيرانيين فيما يتعلق بالملف النووي. و لكن دمشق تمتلك الكثير لتقدمه لأهداف واشنطن في أماكن أخرى على امتداد الشرق الأوسط. فيما يتعلق بمسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني على سبيل المثال فقد أملت إدارة واشنطن أنه و إذا قامت دمشق بإيقاف توفير ملجأ لقادة حماس فإن ذلك قد يساعد في تقوية الجانب الأكثر اعتدالا في الصراع الفلسطيني الداخلي. كما أن نفوذ دمشق على حزب الله يمكن أن يساعد في إبقاء الحدود الإسرائيلية اللبنانية هادئة.

 

 

و لكن دمشق لم تقم بأي شيء مما ذكر في الأعلى. في الواقع, و عندما يتعلق الأمر بحزب الله فإنه يبدو وكأن سوريا بحاجة إلى حزب الله أكثر من العكس, و ذلك لأن حزب الله ذو الولاء الأكبر لطهران من دمشق هو الأداة السورية الأساسية في فرض النفوذ على لبنان.

 

إن نهاية العزلة الدولية المفروضة على سوريا تبدو على السطح و كأنها هزيمة لواشنطن, و ذلك ببساطة لأن واشنطن لم تحصل على أي من النتائج التي  أرادت الحصول عليها في مقابل إنهاء الحصار الدبلوماسي المفروض عليها. كما أن أي من حلفاء واشنطن-  14  آذار و السعوديين و القوى الأخرى الموالية للقوى الغربية في الشرق الأوسط- لم يتوصل إلى أي من أهدافه. و هم الآخرون ظهروا بمظهر ضعيف.

 

دون أدنى شك فإن واشنطن سوف تستمر في الدفع باتجاه إبعاد سوريا عن طهران و الجماعات المسلحة مثل حزب الله و حماس. إذا استطاعت واشنطن بطريقة ما إعادة إصطفاف الأسد ليتوافق مع المصالح الأمريكية, فإن واشنطن سوف تحول هذا الإحراج إلى نصر. و إن لم يكن هناك أي نتائج إيجابية, فإن عودة سوريا إلى المسرح الدولي سوف تؤشر إلى هزيمة نكراء للولايات المتحدة و إلى إضعاف صورتها في أذهان أصدقائها و خصومها في الشرق الأوسط, مع وجود عواقب مظلمة لعقود قادمة.

World Citizen: Did Damascus Defeat Washington ?

FRIDA GHITIS | BIO | 08 APR 2010

WORLD POLITICS REVIEW

Of all the changes that have transpired on the global political scene in the last year or so, few are as dramatic as the re-emergence of Syria from a Washington-led campaign of international isolation. Just a few years ago, in the aftershocks of a ground-shaking political assassination in Lebanon, Syrian President Bashar al-Assad governed a country well on its way to becoming an international pariah. With Beirut and much of the world pointing an accusing finger in Syria 's direction after the killing of two-time former Prime Minister Rafik Hariri in February 2005, Damascus ' power quickly started shrinking. Shunned by its neighbors and by the world's major powers, Syria 's only remaining friend back then was Iran , another nation with few friends beyond its own borders.

Now, however, all that unpleasantness is looking like a minor asterisk of history. Syria , by all indications, has regained its footing. Most amazing of all is that, in exchange for rejoining the community of nations, Syria has made no concessions at all.

After the assassination of Hariri, an outspoken critic of Syria 's behavior in Lebanon , the United States withdrew its ambassador to Damascus , tightened economic and other diplomatic sanctions, and demanded a series of concessions in return for normalization. U.S.-friendly regimes in the region cooperated with the diplomatic squeeze, and political leaders in Lebanon threw in their lot with the U.S. In addition to believing that Damascus had pulled the strings behind the assassination, Washington has long accused the Syrians of actively supporting terrorism and obstructing America 's operations in Iraq . And Syria , as a key ally of Iran , stood as an obstacle in Washington 's diplomatic encircling of Tehran . If Syria wanted to return to the good graces of America and its allies, it needed to reverse course on these matters -- or so it appeared.

In reality, Damascus has not given any ground since then, but normalization is nevertheless gradually occurring. The Obama administration has announced it is returning an ambassador to Damascus after a five-year absence, and top U.S. officials continue traveling there, with Sen. John Kerry, head of the Senate Foreign Relations Committee, the most recent emissary from Washington to meet with the Syrian president.

Today, Syria is steadily regaining just about all that it lost in the aftermath of the Hariri assassination and the subsequent wave of murders targeting anti-Syrian activists in Beirut . Damascus has become a major stop for world leaders, as well as for pivotal regional actors, known for their penchant for sticking their fingers in the air to pick the most favorable political winds. The strongest of those winds, it seems, now blows from Damascus , which unapologetically reaffirmed its ties to Iran despite America 's outreach efforts.

Sa'ad Hariri, son of the assassinated Rafik Hariri and currently Lebanon 's prime minister, governs the country with little autonomy. After passionately taking a stand against Assad's policies -- with U.S. and Saudi support -- and blaming Syria for his father's assassination, Hariri has since been forced to meekly travel to Damascus once already. In the next few days he will return for another conciliatory visit, in which Syria 's role in Lebanon will officially regain strength. Hariri may also travel to Tehran in the coming weeks, an indication that, rather than bringing Syria in line with the West, Syria is bringing a former ally of the West in line with Iran's geopolitical position.

Most interesting is the behavior of the Lebanese Druse leader, Walid Jumblatt -- a fixture of Lebanese politics for decades and until recently one of the top anti-Syrian activists. Assad's father killed Jumblatt's father. And the younger Jumblatt has in the past spared no invective against Damascus . But Jumblatt knows a turning of the wind when he sees it. With Damascus regaining its lost strength in Lebanon and with Washington , Paris and Riyadh throwing their collective arms around Assad, Jumblatt has decided to throw in his fortunes with Syria , too. Not only has he buried the hatchet, traveling to Damascus andapologizing to Assad, he has now created a political alliance with one of the most pro-Syria parties in Lebanon .

Until 2005, Damascus had controlled its smaller neighbor, Lebanon , with thousands of troops on the ground, a vast intelligence network in place, and a tight grip on the country's politics. Rafik Hariri, the billionaire politician, was a tireless activist to end the Syrian presence. Hariri had close ties to Saudi Arabia , France and much of the West. That's why when a roadside bomb blew up Hariri's motorcade, silencing the most effective anti-Damascus voice in Lebanon, anger at Syria was intense not only inside Lebanon, but also in Saudi Arabia, France, the United States and elsewhere.

Hariri's son, Sa'ad, mobilized his supporters. Within one month of its founding, the younger Hariri's March 14 movement managed to push Syrian military forces out of Lebanon . But Damascus ' intelligence network remained, as did Hezbollah, the Shiite militant powerhouse created by Iran and friendly with Damascus .

By the time U.S. President Barack Obama took office, promising to engage with America 's enemies, the diplomatic cold shoulder had started losing its chill. Assad had already traveled to Paris in the summer of 2008, when France first started distancing itself from President George W. Bush's determined rejection of relations with an unreformed Damascus .

After Obama came to power, the Saudis and other Arab countries, which had sabotaged a 2008 Arab League summit in Syria , also decided to normalize relations. Riyadh made up with Damascus in February 2009, in anticipation of Washington re-establishing relations.

In the meantime, the Obama administration was explaining its position, saying it would re-engage with Syria as part of a larger strategy. The plan was to pry Damascus away from Tehran in order to further isolate the Iranians on the nuclear issue. But Damascus had much to offer Washington on its goals elsewhere, throughout the Middle East . On the Israeli-Palestinian peace track, for instance, the Obama administration hoped that if Damascus stopped sheltering and supporting leaders of Hamas, it could help strengthen the more moderate side in the intra-Palestinian conflict. And Damascus ' influence over Hezbollah could help keep the Israel-Lebanon border quiet.

But Damascus has done none of the above. In fact, when it comes to Hezbollah, it looks as if Syria needs Hezbollah more than the reverse, since Hezbollah, which is more loyal to Tehran than to Damascus , is Syria 's primary means of influence in Lebanon .

The end of Syria 's international isolation looks on the surface as a defeat for Washington , simply because Washington did not obtain any of the results it sought in exchange for ending its diplomatic blockade. Neither did Washington 's allies -- the March 14 bloc, the Saudis, and other pro-Western forces in the Middle East -- reach any of their objectives. They, too, have emerged weakened.

The U.S. will undoubtedly continue to push for Syria to distance itself from Tehran and militant groups like Hezbollah and Hamas. If it somehow manages to get Assad to realign his positions to suit American interests, Washington will have turned this embarrassment into a victory. If no positive results ensue, however, Syria 's return to the global scene will mark an important defeat for the U.S. , weakening it in the minds of its Middle Eastern friends and foes, with dark consequences for decades to come.

Frida Ghitis is an independent commentator on world affairs and a World Politics Review contributing editor. Her weekly column, World Citizen, appears every Thursday.

Photo: Bashar al-Assad, President of the Syrian Arab Republic in Damascus , July 2007 (United Nations photo by Eskinder Debebe).

http://www.worldpoliticsreview.com/article.aspx?id=5387

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ