ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
هزمت دمشق واشنطن؟ بقلم:
فريدا غاتس/وورلد بوليتيكس
ريفيو 8-4-2010 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي من بين
جميع التغيرات التي شهدها
المسرح العالمي السنة الماضية
فإن القليل منها يكتسب
دراماتيكية مثل ما حدث مع عودة
سوريا من العزلة التي فرضت
عليها بقيادة أمريكية. قبل
سنوات قليلة فقط, و بعد الهزات
القوية و المتمثلة في
الاغتيالات التي اجتاحت لبنان,
فإن الرئيس السوري بشار الأسد
الذي يدير بلاده بطريقته الخاصة
أصبح منبوذا دوليا. ومع توجيه
بيروت و الكثير من دول العالم
أصابع الإتهام نحو سوريا بعد
مقتل رفيق الحريري رئيس وزراء
لبنان لمرتين في فبراير 2005
أصبحت قوة دمشق تتضاءل شيئا
فشيئا. ومع إشاحة الوجه عنها من
قبل جيرانها و من قبل القوى
الدولية الأساسية فإن دمشق
أصبحت صديقة لإيران فقط, و هي
دولة أخرى لا تمتلك الكثير من
الأصدقاء خارج حدودها الخاصة. و الآن,
فإن حالة الكراهية تلك برمتها
أصبحت و كأنها شيء بعيد من
التاريخ. إن سوريا و بكل
المؤشرات استعادت موطئ قدمها في
العالم. و الأمر الأكثر إثارة من
كل ذلك, و في مقابل أعادة
إنضمامها إلى المجتمع الدولي,
فإن سوريا لم تقم بتقديم أي
تنازلات. بعد
اغتيال الحريري, و النقد الصريح
من سلوك سوريا في لبنان, قامت
الولايات المتحدة بسحب سفيرها
من دمشق, و قامت بتشديد عقوباتها
الإقتصادية و الدبلوماسية
عليها, و طلبت تقديم مجموعة من
التنازلات مقابل تطبيع
العلاقات. وفد تعاونت الأنظمة
المتعاونة مع الولايات المتحدة
في المنطقة في هذه الجهود
الدبلوماسية, كما قام القادة
السياسيون في لبنان بربط أنفسهم
مع الولايات المتحدة إضافة إلى
الإعتقاد بأن دمشق قد قامت بسحب
خيوط عملية الإغتيال, وطالما
اتهمت واشنطن السوريين بدعم
الإرهاب و إعاقة عمليات
الولايات المتحدة في العراق. إن
سوريا وبصفتها حليفا لإيران
وقفت عائقا أمام محاولة واشنطن
فرض طوق على إيران. إذا أرادت
سوريا العودة إلى أمريكا و
حلفائها فقد كان يتوجب عليها
تغيير أسلوب تعاملها مع هذه
القضايا, أو هذا ما بدت عليه
الأمور. في
الواقع, فإن دمشق لم تقدم أي
أرضية لذلك منذ ذلك الوقت, و لكن
و بغض النظر عن ذلك فإن التطبيع
قد حدث تدريجيا. و قد أعلنت
إدارة أوباما أنها سوف تعيد
سفيرها إلى دمشق بعد 5 سنوات من
الغياب, كما واصل المسئولون
الأمريكان زياراتهم إلى دمشق,
وقد كان السيناتور جون كيري
رئيس لجنة العلاقات الخارجية في
مجلس الشيوخ آخر من أُرسلوا من
واشنطن من أجل مقابلة الرئيس
السوري. حاليا,
فإن سوريا تستعيد بثبات كل ما
فقدته في الفترة التي تلت
اغتيال الحريري و موجات
الاغتيال اللاحقة التي اجتاحت
الناشطين المعارضين للسوريين
في بيروت. لقد أصبحت سوريا مقصدا
رئيسا لزعماء العالم إضافة إلى
إلى اللاعبين الإقليميين
المحوريين الذين عرف عنهم
تصيدهم لأنسب الرياح السياسية
التي تهب. و أقوى هذه الرياح
حاليا كما يبدو تهب من دمشق التي
أعادت تأكيد علاقاتها مع إيران
على الرغم من جهود الإنفتاح
الأمريكية.
إن سعد
الحريري رئيس وزراء لبنان
الحالي و ابن رفيق الحريري يحكم
البلاد بشكل من أشكال الحكم
الذاتي. بعد وقوفه موقفا معاديا
لسياسات الأسد – بدعم أمريكي و
سعودي- و إلقائه اللوم على سوريا
في عملية اغتيال و الده أجبر على
القيام بزيارة ودية إلى دمشق
لمرة و احدة لحد الآن. و في
الأيام القليلة القادمة سوف
يعود مرة أخرى لزيارة دمشق في
الوقت الذي يزداد فيه دور سوريا
في لبنان مرة أخرى. كما قد يقوم
الحريري بزيارة إلى طهران في
الأسابيع القليلة القادمة, و هو
مؤشر على أنه وعوضا عن أن تقوم
سوريا بالاصطفاف مع خط الغرب,
فإن سوريا تقوم بجلب حليف سابق
للغرب إلى صفها مع موقف إيران
الجيوسياسي.
و
الأمر الأكثر إثارة هو سلوك
زعيم دروز لبنان وليد جنبلاط ,
وهو لاعب أساسي في السياسات
اللبنانية لعقود عديدة وحتى
تصرفه الأخير كأحد أنشط
المعارضين لسوريا. لقد قام والد
الأسد بقتل والد جنبلاط. وفي
الماضي قام جنبلاط الصغير
بتوجيه إهانات لدمشق. و لكن
جنبلاط يعرف كيف تتحرك الرياح
عندما يلاحظها. مع استعادة دمشق
لقوتها المفقودة في لبنان و مع
قيام كل من واشنطن و باريس و
الرياض بتجميع قواهم مع الأسد
فقد قرر جنبلاط أن يلقي بيض سلته
مع سوريا أيضا. إن جنبلاط لم ينس
الخصومة فقط ولكنه قام بالسفر
إلى سوريا و قدم اعتذاره للأسد ,
و قد قام حاليا بعقد تحالف مع
أحد أكثر الأحزاب دعما لدمشق في
لبنان. حتى
عام 2005, كانت دمشق تسيطر على
جارتها الصغرى لبنان, مع وجود
الآلاف من قواتها على الأرض و
شبكة كبيرة من الاستخبارات و
قبضة قوية على سياسات البلاد.
رفيق الحريري السياسي
المليونير كان يعمل بقوة من أجل
إنهاء الوجود السوري. و كان
للحريري صلات قوية مع السعودية
و فرنسا و الكثير من الدول
الغربية. و بعد انفجار القنبلة
في موكبه تم إسكات أكثر الأصوات
الفعالة المعارضة لدمشق في
لبنان , كما أن الغضب ضد سوريا قد
تزايد ليس داخل لبنان فقط و لكن
في السعودية و فرنسا و الولايات
المتحدة و في الكثير من الأماكن
الأخرى. لقد
قام سعد بن الحريري بحشد مؤيديه
, و في غضون شهر واحد من تأسيسها
استطاعت حركة 14 آذار بدفع
القوات السورية للخروج من لبنان.
و لكن شبكة المخابرات السورية
بقيت هناك, إضافة إلى وجود حزب
الله وهو الحزب الشيعي القوي
الذي أنشأته إيران و المقرب جدا
من دمشق. في
الوقت الذي كان فيه الرئيس
أوباما يناضل
ليأخذ مكانه في البيت
الأبيض, وعد بإعادة فتح الحوار
مع أعداء أمريكا. وقد كان الأسد
قد سافر فعلا إلى باريس في صيف
عام 2008, و ذلك عندما بدأت باريس
بالابتعاد لأول مرة عن رفض
الرئيس بوش العنيد لعودة
العلاقات مع دمشق. وبعد
قدوم أوباما للسلطة, قررت
السعودية و الدول العربية التي
قاطعت مؤتمر القمة في دمشق عام
2008 تطبيع العلاقات مع سوريا. وقد
تواصلت الرياض مع دمشق في
فبراير 2009 حيث تنبأت بعودة
علاقات واشنطن مع دمشق. في هذه
الأثناء, كانت إدارة أوباما
تقوم بشرح موقفها, قائلة بأنها
سوف تقوم بإعادة التعامل مع
سوريا كجزء من استراتيجية أكبر.
و قد كانت الخطة هي إبعاد دمشق
عن طهران من أجل فرض مزيد من
العزلة على الإيرانيين فيما
يتعلق بالملف النووي. و لكن دمشق
تمتلك الكثير لتقدمه لأهداف
واشنطن في أماكن أخرى على
امتداد الشرق الأوسط. فيما
يتعلق بمسار السلام الإسرائيلي
الفلسطيني على سبيل المثال فقد
أملت إدارة واشنطن أنه و إذا
قامت دمشق بإيقاف توفير ملجأ
لقادة حماس فإن ذلك قد يساعد في
تقوية الجانب الأكثر اعتدالا في
الصراع الفلسطيني الداخلي. كما
أن نفوذ دمشق على حزب الله يمكن
أن يساعد في إبقاء الحدود
الإسرائيلية اللبنانية هادئة. و لكن
دمشق لم تقم بأي شيء مما ذكر في
الأعلى. في الواقع, و عندما
يتعلق الأمر بحزب الله فإنه
يبدو وكأن سوريا بحاجة إلى حزب
الله أكثر من العكس, و ذلك لأن
حزب الله ذو الولاء الأكبر
لطهران من دمشق هو الأداة
السورية الأساسية في فرض النفوذ
على لبنان. إن
نهاية العزلة الدولية المفروضة
على سوريا تبدو على السطح و
كأنها هزيمة لواشنطن, و ذلك
ببساطة لأن واشنطن لم تحصل على
أي من النتائج التي
أرادت الحصول عليها في
مقابل إنهاء الحصار الدبلوماسي
المفروض عليها. كما أن أي من
حلفاء واشنطن-
14 آذار
و السعوديين و القوى الأخرى
الموالية للقوى الغربية في
الشرق الأوسط- لم يتوصل إلى أي
من أهدافه. و هم الآخرون ظهروا
بمظهر ضعيف. دون
أدنى شك فإن واشنطن سوف تستمر في
الدفع باتجاه إبعاد سوريا عن
طهران و الجماعات المسلحة مثل
حزب الله و حماس. إذا استطاعت
واشنطن بطريقة ما إعادة إصطفاف
الأسد ليتوافق مع المصالح
الأمريكية, فإن واشنطن سوف تحول
هذا الإحراج إلى نصر. و إن لم يكن
هناك أي نتائج إيجابية, فإن عودة
سوريا إلى المسرح الدولي سوف
تؤشر إلى هزيمة نكراء للولايات
المتحدة و إلى إضعاف صورتها في
أذهان أصدقائها و خصومها في
الشرق الأوسط, مع وجود عواقب
مظلمة لعقود قادمة. World
Citizen: Did FRIDA
GHITIS | BIO | 08 APR 2010 WORLD
POLITICS REVIEW Of all
the changes that have transpired on the global political
scene in the last year or so, few are as dramatic as the
re-emergence of Now,
however, all that unpleasantness is looking like a minor
asterisk of history. After the
assassination of Hariri, an outspoken critic of In
reality, Today, Sa'ad
Hariri, son of the assassinated Rafik Hariri and
currently Most
interesting is the behavior of the Lebanese Druse
leader, Walid Jumblatt -- a fixture of Lebanese politics
for decades and until recently one of the top
anti-Syrian activists. Assad's father killed Jumblatt's
father. And the younger Jumblatt has in the past spared
no invective against Until
2005, Hariri's
son, Sa'ad, mobilized his supporters. Within one month
of its founding, the younger Hariri's March 14 movement
managed to push Syrian military forces out of By the
time U.S. President Barack Obama took office, promising
to engage with After
Obama came to power, the Saudis and other Arab
countries, which had sabotaged a 2008 Arab League summit
in In the
meantime, the Obama administration was explaining its
position, saying it would re-engage with But The end
of The Frida
Ghitis is an independent commentator on world affairs
and a World Politics Review contributing editor. Her
weekly column, World Citizen, appears every Thursday. Photo:
Bashar al-Assad, President of the http://www.worldpoliticsreview.com/article.aspx?id=5387 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |